فلسطينيو الداخل يُحيون لأوّل مرّة مجزرة الطنطورة: الجيش الإسرائيليّ قتل ودفن 138 شهيدًا

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,779
التفاعل
17,897 114 0
MAY 28, 2015
فلسطينيو الداخل يُحيون لأوّل مرّة مجزرة الطنطورة: الجيش الإسرائيليّ قتل ودفن 138 شهيدًا من أبناء القرية وهجّر الباقين إلى سوريّة والأردن والضفّة

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

لأوّل مرّة منذ النكبة المنكودة في العام 1948، وصل المئات من أبناء قرى الجليل والمثلث في الداخل الفلسطينيّ وقلة من أبناء الطنطورة الذين بقوا في فلسطين لإحياء ذكرى مجزرة الطنطورة، وذلك بمبادرة من جمعية فلسطينيات ، وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين . وبدأت مراسم إحياء ذكرى النكبة من مكان قريب مما كان مسجد الطنطورة إلى مقبرة الطنطورة أوْ ما كانت مقبرة الطنطورة، واليوم هي منتجع سياحي، على بوابة المنتجع يستذكر ابناء الطنطورة هنا دفن 138 شهيدًا من القرية الطنطورة يوم سقوطها.
وقعت مجزرة الطنطورة (22-23 أيار (مايو) 1948) التي راح ضحيتها نحو 200 شخص، وتمّ الكشف عنها مؤخراً (سنة 2000) على يد الباحث الإسرائيليّ تيودور كاتس، وقد أثيرت ضجة إعلامية هائلة إثر الكشف عنها، حيث قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي 1728 نسمة، وعلي أنقاضها أقيمت مستعمرة (نحشوليم) عام 1948 ومستعمرة (دور-عام) 1949. يُشار إلى أنّ الطنطورة قرية فلسطينية تقع إلي الجنوب من مدينة حيفا، وتبعد عنها 24 كم وترتفع 25 كم عن سطح البحر، وتقوم القرية علي بقايا قرية (دور) الكنعانية وتعني المسكن. وتبلغ مساحة أراضيها 14520 دونما وتحيط بها قري كفر لام والفريديس وعين غزال و جسر الزرقاء وكبارة. قدر عدد سكانها سنة 1929 حوالي 750 نسمة وفي عام 1945 حوالي 1490 نسمة.
وأكّد عدد من المؤرخين العرب واليهود أن مجزرة الطنطورة تعتبر أبشع المجازر التي ارتكبتها الصهيونية في فلسطين والبالغة نحو ثمانين مجزرة. كانت وحدة ألكسندروني في الجيش الإسرائيلي قد اقترفت المجزرة بحق أهالي قرية الطنطورة قضاء حيفا غداة احتلالها، وقامت بتهجير السكان للضفة الغربية والأردن وسوريّة والعراق. وأشار المؤرخ الفلسطينيّ مصطفى كبها إلى أنّ الجيش الإسرائيلي اختار الهجوم على قرية الطنطورة -التي بلغ عدد سكانها 1500 نسمة – كونها الخاصرة الأضعف ضمن المنطقة الجنوبية لحيفا، بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط ولكونها سهلة الاحتلال بعكس سائر القرى المجاورة على قمم جبل الكرمل. وفي المقابل أكّد المؤرخ الإسرائيلي تيدي كاتس، الذي تعرض لدعوى تشهير من قبل وحدة ألكسندروني بعد كشفه عن ملابسات المجزرة في الطنطورة بدراسة ماجستير في جامعة حيفا عام 1998- أن الشهادات التي حاز عليها تشير لسقوط 230 فلسطيني في المجزرة.
وأوضح كاتس، الذي سحبت جامعة حيفا اعترافها برسالته الأكاديمية بعد الضجة الإعلامية التي أثارها الكشف عنها وقتذاك، أن موتي سوكلر حارس الحقول اليهودي في تلك الفترة قد كُلفّ من الجيش الإسرائيلي بتولي دفن الموتى، موضحًا أنه كان قد أحصى الضحايا بعد قتلهم على شاطئ البحر وداخل المقبرة.
وتعتبر خطورة مجزرة الطنطورة واختلافها عن سائر المذابح في فلسطين لا يعود فقط لحجم ضحاياها بل لارتكابها على يد جيش إسرائيل بعد أسبوع من إعلان قيام دولة إسرائيل. وأنها وقعت بعد نحو شهر من مجزرة دير ياسين استهدفت تحقيق الهدف الصهيوني المركزي المتمثل بتطهير البلاد عرقيا بقوة السلاح وترهيب المدنيين وتهجيرهم. وأكّد الحاج فوزي محمود أحمد طنجي، أحد الناجين من المجزرة والمقيم حاليًا في مخيم طولكرم أن قشعريرة تجتاحه كلما يتذكر كيف ذبح أبناء عائلته وأصدقاؤه أمام ناظريه.
وروى طنجي، الذي دخل عقده الثامن، أن أبناء القرية دافعوا بشرف عنها منذ منتصف الليل حتى نفذت ذخيرتهم في الصباح.
وروى طنجي أن الجيش فصل بين الرجال ممن أجبروا على الركوع وبين النساء والأطفال والشيوخ، مشيرًا إلى أنّ أحد الجنود حاول الاعتداء على فتاة من عائلة الجابي، فنهض أبوها لنجدتها فقتلوه طعنا بالحراب، بينما واصل الجنود تفتيش النساء وسرقة ما لديهن من حلي ومجوهرات. ويستذكر طنجي أنه في الطريق للبيت بحثًا عن السلاح أطلق الجنود المرافقون له النار على سليم أبو الشكر (75 عامًا).
وقال: عندما وصلنا البيت كان الباب مقفلاً، والدماء تسيل من تحت الباب، فخلت أنهم قتلوا أمي فدخلت ودموعي على خدي فوجدت كلبي مقتولاً، ولم أجد أمي فقلت لهم لا أعلم أين أخفت أمي السلاح، فدفعني أحد الجنود وأرجعوني نحو الشاطئ وفي الطريق أطلقوا الرصاص على السيدتين عزة الحاج ووضحه الحاج.
ويؤكد الناجي من المجزرة على أنّ الجنود صفوا ما يتراوح بين عشرين وثلاثين شابًا بالقرب من بيت آل اليحيى على شاطئ البحر وقتلوهم، ويوضح كيف أمروه وآخرين بحفر خندق بطول أربعين مترًا، وبعرض ثلاثة أمتار، وعلى عمق متر واحد، ثم بدؤوا بأخذ ما بين ثمان وعشر رجال لنقل الجثث ورميها بالخندق وعندما حاول فيصل أبو هنا، مقاومتهم، قتلوه بحراب البنادق وقال: لو عشت ألف سنة لن أنسى ملامح وجوه الجنود فقد بدوا لي كهيئة الموت، وأنا أنتظر دوري متيقنًا أنها لحظاتي الأخيرة. هذا ولم يبق من القرية إلّا مقام وقلعة وبئر قديمة وبضعة منازل. أحد المنازل الباقية (منزل آل اليحيى) بني في سنة 1882.
مثلما يتبين من نقش ظاهر عليه. وينتشر كثير من شجر النخيل وبعض نبات الصبار في أنحاء الموقع، الذي حولّه الصهاينة إلى منتزه إسرائيليّ يضم بعض المسابح.
 
عودة
أعلى