بابا مرزوق مدفع الجزائر العملاق

algerieny

عضو
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
393
التفاعل
46 0 0
قد يكون «بابا مرزوق» أقدم أسير حرب في العالم على الإطلاق، وفي شهر يوليو (تموز) الماضي قد أكمل السنة الثامنة والسبعين بعد القرن تحت الأسر دون أمل في العودة إلى أهله وذويه في الجزائر، وما «بابا مرزوق» إلا مدفع «الجزائر » العملاق الذي استولى عليه الفرنسيون سنة 1830 بعد يوم واحد من احتلال مدينة الجزائر


ولم يكن مدفع «بابا مرزوق» الذي استولى عليه الفرنسيون مجرد قطعة عسكرية عادية. فالفرنسيون كانوا يعرفون بابا مرزوق قبل ذلك التاريخ بوقت طويل، ويعود صنعه إلى العام 1542 أي سنة واحدة بعد حملة الملك الإسباني شارل الخامس الفاشلة على الجزائر. إذ أمر حاكم الجزائر حسن آغا بتأسيس «دار الصناعة» بصنع مدفع تهابه الأعداء ويكون رمزا لقوة الجزائر العسكرية. وصنعه بابا مرزوق من مادة البرونز وبلغ طوله سبعة أمتار أما مدى قذائفه فكان يصل إلى 5000 متر، وهي الميزة التي مكنته من ضرب سفن الغزاة فور اقترابها من مرفأ الجزائر القديم.


الفرنسيون الذين يحتفظون بهذا الأسير بعد 46 سنة من استقلال الجزائر، كانت لهم أكثر من ذكرى سيئة مع بابا مرزوق، وكان استيلاؤهم عليه بمثابة انتصار نفسي ومحاولة محو عار التصق بهم. ففي الربع الأخير من القرن السابع عشر، هاجم الأميرال الفرنسي فرانسوا دوكان مدينة الجزائر دون جدوى، وبعد عدة محاولات في سنوات متتالية عاد إلى الانتقام بأسطول كبير فدمر جزءاً من المدينة، وعندما فشل حاكم الجزائر في إقناع الأميرال بوقف العدوان أحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر حينها وعددهم 13 وقذفهم من فوهة المدفع بابا مرزوق الواحد تلو الآخر، وتكررت مأساة الدبلوماسيين الفرنسيين مع هذا المدفع الذي أطلقوا عليه اسم «القنصلي» ربما انطلاقا من تلك الذكريات السيئة. وعام 1688 ذهب الماريشال الفرنسي «ديستري» إلى الجزائر انتقاما لذكرى الدبلوماسيين، وقيل بأنه تمكن من تدمير جزء معتبر من المدينة بمدافعه، ولما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد حكاية الدبلوماسيين فوضع 40 فرنسياً من بينهم قنصل فرنسا في الجزائر في فوهة بابا مرزوق وقذف بهم جميعا في البحر، ومن ساعتها دخل هذا المدفع الذاكرة الفرنسية وكان على رأس غنائم حرب احتلال الجزائر سنة 1830 وذهب في السادس من أغسطس (آب) من السنة نفسها إلى فرنسا وتم تقديمه هدية إلى وزير البحرية الذي أهداه بدوره إلى الملك كرمز للنصر. وأمر الملك بوضع المدفع كنصب تذكاري في مدينة «بريست» حيث بقي إلى حد الآن، ولم تتمكن الجزائر المستقلة من استعادة هذا العملاق الذي يشكل جزءاً من ذاكرتها الجماعية.

]
thumbnail.php



رمز للإباء الوطني اعتقله الاحتلال قبل 178 سنة



[




مدفع بابا مرزوق هذا هو الآن في ساحة من ساحات مدينة بريست الفرنسية مقيدا بالسلاسل كدلالة على الاعتقال ورأسه إلى الأرض، وفوقه ''ديك فرنسا''.



لقد زارت البحرية الفرنسية عدة مرات الجزائر.. ولكنها لم تقم بإعادة المدفع بابا مرزوق إلى الجزائر!

لقد أعطتنا فرنسا ختم الداي الذي وقع به الاستسلام لفرنسا، لأنه دليل إهانة! ولكنها ترفض إعادة مدفع بابا مرزوق لينصب في مكانه في ساحة الشهداء بلا أغلال! وبلا إهانة من طرف الديك رمز فرنسا!






[



[














 
السلام عليكم
مشكور اخي على الموضوع الرائع
و يا لها من ايام يا اخي عندما تزور قصر الرياس مثلا و تقف امام مدافعه يخيل لك انك رجعت الى سنوات كثيرة الى الوراء اين كانت الجزائر تسيطر على البحر الابيض الموسط و كانت تفرض فيه ضرائب على فرنسا و اسبانيا و هولندا و امريكا....
 
سيحرر بابا مرزوق ويعود ان شاء الله فهو ملك للجزائر و للتاريخ الجزائري .
وسنقذف الديك الفرنسي من فوهته .

 
السلام عهليكم
و الله لو يوضع في المزاد ادفع حياتي لامتلاكه و لارجاعه الى بلده الاصلي لنفتخر بانجاز اجدادنا و تاريخنا العريق
 
لا تقلق سننتف ريش ذلك الديك الفرنسي قريبا باذن الله وعلى فوهة ابو مرزوق
080627180836DaGag_m7amaR270608p.jpg



الحقيقة اول مرة اسمع بالقصة وارى ان تطالب الجزائر به لانه يعتبر رمز
 
فخر البحرية الجزائرية لقرون

متى تسترجع الجزائر مدفع "بابا مرزوق" من فرنسا ؟
عندما نفتح دفتر التاريخ ونتصفح أولى صفحاته، يتأكد لدينا أكثر أن الجزائر كانت قلعة صلبة تمنعت عن الرضوخ لكل المغامرين الذين راهنوا على اغتصاب هدوئها واستقرارها، لكن محاولاتهم الفاشلة ولدت لديهم إصرارا على كسر كبرياء هذه المدينة التي هي بوابة الدنيا وورّثوا هذا الإصرار لأبنائهم وأحفادهم ما جعلها هدفا يستحيل التراجع عن تحقيقه وهكذا توالت الإعتداءات، وحملات الاحتلال قادها أباطرة وجنرالات وجدوا في شعبها قوة لا تقهر ، ولم يدس المحتلون ترابها إلا بعد أن اختل ميزان القوى بين الضفتين.


مدفع* ‬بابا* ‬مرزوڤ* السلاح* ‬الذي* ‬استفز* ‬الفرنسيين
لقد قاوم الجزائريون وصدّوا هجمات الجيوش القادمة من أوروبا خاصة فرنسا وتفننوا من أجل الدفاع عن مدينتهم في صنع الأسلحة والبناء بحيث توشحت الجزائر بجملة من الحصون التي كانت الحاجز أمام الأساطيل الفرنسية، ودعموا هذه الحصون بمدافع قوية حالت دون سقوط مدينة مزغنة واجهة الجزائر، ولعل من أهم القطع الحربية التي استفزت الفرنسيين، أحد المدافع الذي دخل التاريخ، لأنه وقف في وجه المحتل وكان وسيلة رد بها داي الجزائر على القصف الفرنسي الذي شنه الأميرال دوكين والماريشال دستري والذي سمي مدفع بابا مرزوڤ.

ذكرت مصادر تاريخية أن مدفع بابا مرزوڤ يحمل اسما فرنسيا هو le cousulaire اكتسبه من حادثتين هامتين، حيث قذف منه قنصلان فرنسيان هما الأب لوفاشي le père levacher وبيول Piole ولقد جاءت الحادثة الأولى بعد أن أمطر الأسطول الفرنسي مدينة الجزائر بوابل من القذائف المدفعية في 24 جويلية 1683 واستمر أربعة أيام دون انقطاع، وأمام فشل المفاوضات التي كانت بين داي الجزائر والأميرال الفرنسي بسبب الشروط الفرنسية المهينة للجزائر والمتمثلة في إطلاق الأسرى الأوروبيين ودفع غرامة مالية كبيرة تقدمها الجزائر لفرنسا، الأمر الذي دفع بالداي* ‬الحاج* ‬حسين* ‬ميزومورتو* ‬رئيس* ‬المفاوضين* ‬الجزائريين* ‬للتدخل* ‬للفصل* ‬في* ‬المسألة* ‬التي* ‬بدأت* ‬تأخذ* ‬أبعادا* ‬لدى* ‬ديوان* ‬الجزائر،* ‬حيث* ‬أقدم* ‬على* ‬قتل* ‬بابا* ‬حسن* ‬والإستيلاء* ‬على* ‬الحكم*.‬

ولم يتوان الداي الجديد في الكشف عن موقفه المتصلب إزء الفرنسيين، حيث أرسل للأميرال دوكين عن طريق ضابط فرنسي تحذيرات تقضي بإعدام المسيحيين برميهم عن طريق المدافع إذا استمر القصف البحري، لكن الأميرال دوكين لم يكترث بهذه التحذيرات معتقدا أن الداي لن يقدم على تنفيذ تهديداته، إلّا أن هذا الأخير نفذ تهديده وقام باقتياد القنصل الفرنسي "لوفاشي" بمعية عشرين أسيرا إلى رصيف الميناء وربطهم على فوهة مدفع بابا مرزوڤ ورماهم، وكان الرد الفرنسي بتكثيف القصف الذي أسفر عن تهديم 60 منزلا وخمسة مساجد وقتل 400 جزائري ماتوا تحت الأنقاض، ومع ذلك استمر الجزائريون في الصمود والمقاومة، رغم تواصل قنبلة مدينتهم ولم يستسلموا للضغوط الفرنسية، مجبرين بذلك الأميرال دوكين على الانسحاب إلى مدينة تولون الفرنسية في 25 أكتوبر 1683 بعد أربعة أشهر من الهجوم الفاشل، ولتدارك هذه النتيجة وافقت فرنسا في* ‬25* ‬أفريل* ‬1684،* ‬أي* ‬بعد* ‬سبعة* ‬أشهر* ‬من* ‬الهجوم،* ‬على* ‬توقيع* ‬معاهدة* ‬الصلح* ‬مع* ‬الجزائر* ‬أُقر* ‬فيها* ‬على* ‬ضمان* ‬تجارة* ‬حرة* ‬لهما* ‬دون* ‬قيود* ‬ومعالجة* ‬قضية* ‬الأسرى* ‬التي* ‬بقيت* ‬عالقة* ‬بين* ‬الطرفين*.‬

عمّرت هذه المعاهدة عامين فقط، بعد أن قام أصحاب السفن المارسيلية والقراصنة الفرنسيون في 1686 بانتهاك بنود المعاهدة ليعود التوتر بين الطرفين أعلن على إثره الملك لويس 14 الحرب على الجزائر فأرسل الماريشال دستري Maréchal déstrée على رأس أسطول بحري إلى الجزائر يوم 26 جوان 1688؛ كانت المعركة تدور بين المدفعية الفرنسية التي أطلقت حوالي عشرة آلاف قنبلة على مدينة الجزائر خلّفت أضرارا جسيمة تمثلت في تهديم المنازل والمساجد وقنوات المياه، وبين المدفعية الجزائرية التي تصدّت للهجوم الهمجي برٌا بإغراق سفن حربية حاولت الاقتراب من الرصيف. الحرب التي استمرت أسبوعين، أوحت للداي الحاج حسين ميزومورتو إعادة الكرّة وإعدام مسيحيين فرنسيين بالطريقة الأولى نفسها، فأمر بربط أربعين مسيحيا على رأسهم الأب بيول على فوهات المدافع وإرسال تحذيرات للماريشال ديستري بإعدامهم إذا لم يتوقف القصف، لكن ذلك لم يجد، وتم تنفيذ الإعدام. لم تتوان فرنسا في الانتقام من ذلك بتقتيل جزائريين بالطريقة نفسها واستمرت المعركة: هجوم فرنسي شرس ومقاومة جزائرية متصلبة ألحقت خسائر كبيرة بالأسطول الفرنسي وكانت وراء إجبار المارشال على الانسحاب من ميدان المعركة، حاملا فشلا* ‬آخر* ‬لفرنسا* ‬وكان* ‬هذا* ‬الفشل* ‬وراء* ‬التخطيط* ‬المحكم* ‬الذي* ‬أدى* ‬إلى* ‬احتلالها* ‬في* ‬سنة* ‬1830*.‬

* ‬فرنسا* ‬لا* ‬تزال* ‬تنتقم* ‬من* ‬أسير* ‬عمره* ‬466* ‬سنة

"بابا مرزوڤ" هو من أقدم المدافع وأشهرها على الإطلاق تم صنعه من مادة البرونز بمصنع دار النحاس في سنة 1542م من طرف مهندس من البندقية وكان ذلك احتفاء بانتهاء أشغال بناء تحصينات الرصيف الذي يربط البنيون بمدينة الجزائر ودار الصناعة وتم وضعه داخل تحصينات الميناء قرب برج القومان حيث بقي حتى سنة 1830، حمل اسم لوكنسولار Le consulaire استولى عليه عند احتلال الجزائر ضمن مجموعة الغنائم التّذكارية لعرضها في متحف "الأنفاليد" بالعاصمة الفرنسية باريس بناء على رغبة الأميرال "دوبيري" الذي راسل وزير البحرية الفرنسية في 6 أوت* ‬1830* ‬يطلب* ‬السماح* ‬بنقل* ‬هذه* ‬القطعة* ‬الحربية* ‬التي* ‬أهدرت* ‬رغبة* ‬الجيوش* ‬الفرنسية* ‬لسنوات* ‬خلت* ‬إلى* ‬مدينة* ‬بريست* ‬Brest* ‬حيث* ‬تم* ‬نصبها* ‬في* ‬ساحة* ‬الترسانة* ‬في* ‬سنة* ‬1833* ‬بعد* ‬ثلاث* ‬سنوات* ‬من* ‬احتلال* ‬الجزائر*.‬

والمدفع "بابا مرزوڤ" يبلغ من العمر الآن 466 سنة قضى منها 291 سنة شامخا بإحدى حصون ميناء الجزائر و175 سنة أسيرا في ساحة الترسانة. يبلغ طول هذه القطعة الحربية النادرة سبعة أمتار ويقدر مدى رميه بـ 4872 م ووزنه الكلي يقدر بحوالي 25 ألف كلغ وعياره يساوي 270 ملم، فيما بلغ وزن قنابله 68 كلغ، ويخلو من أية زخرفة ماعدا النقش باللغة الفرنسية الذي كتب عليه أثناء غنمه. واعترف الفرنسيون بقوة هذا المدفع وجاء في مجلة la france maritime أن هذا المدفع منح حصون رصيف الميناء قوة كبيرة وكانت هذه الفوهة النارية متجهة صوب رأس البيسكاد pointe pescade وهي سهلة الاستعمال رغم طولها المعتبر وخصص لها نخبة من المدفعيين الذين اعتادوا على شحنها وتصويبها وتحديد مدى رميها فيطلقون القذائف بدقة كبيرة تعترض كل سفينة أجنبية تجتاز الرأس البحري.

لم ينس الفرسيون على مر السنين، واختصروا في بابا مرزوڤ صمود الجزائريين ومقاومتهم الباسلة التي صدت هجومين كانا شرسين، وأعادت كم من مارشال وأميرال إلى بلدهم حاملين مرارة الهزيمة والإنكسار، وهاهم حتى الآن ينتقمون منه في ساحة الترسانة حيث يقف "بابا مرزوڤ" ولما أرادوا كسر شموخه وضعوا فوقه الديك رمز الفرنسيين في إشارة منهم إلى قوتهم وانتصارهم، وحتى يورثوا هذا الشعور لم يخطر ببالهم إعادته إلى الجزائر في إطار إعادة ما تم نهبه إبان الإحتلال، وحان الوقت لأن يطالب الجزائريون بهذه التحفة الأسطورية على اعتبار أنها حق لكل* ‬الجزائريين* ‬خاصة* ‬وأنها* ‬كانت* ‬في* ‬أصعب* ‬فترات* ‬التاريخ* ‬رمز* ‬الصمود* ‬والانتصار*.‬

لقي مدفع بابا مرزوڤ وما زال اهتمام المؤرخين والباحثين في تاريخ الجزائر القديم والحديث، واتفق الجميع على أنه قطعة حربية نادرة في العالم لما كان يمثله من قوة دفاعية تعادل قوة العديد من المحاربين في آن واحد، حتى أن ذلك كان مبعث خوف مستمر لدى قادة الجيوش الفرنسية* ‬بشهادة* ‬هؤلاء* ‬أنفهسم،* ‬ومن* ‬الأساتذة* ‬الباحثين* ‬الجزائريين* ‬كان* ‬بلقاسم* ‬بابا* ‬سي* ‬الكاتب* ‬والباحث* ‬في* ‬التاريخ* ‬واحدا* ‬من* ‬الذين* ‬عكفوا* ‬على* ‬تعرية* ‬حقيقة* ‬هذا* ‬المحارب* ‬الذي* ‬زرع* ‬الهواجس* ‬والرّيبة* ‬في* ‬صدور* ‬المحتلين*.‬



بابا* ‬مرزوڤ،* ‬محارب* ‬مطلوب* ‬القبض* ‬عليه
كشف بلقاسم باباسي أن مدفع بابا مرزوڤ تم صنعه في دار النحاس التي كانت موجودة بجوار ثانوية الأمير عبد القادر حاليا بالعاصمة سنة 1542، بعد أن جاء الإخوة خير الدين وعروج بربروس إلى الجزائر سنة 1529 لرد خطر الإسبانيين الذين احتلوا قلعة "البنيون"، فكان أول ما قام به خير الدين بربروس هو دعم الصناعة المدفعية وكان مدفع بابا مرزوڤ من أهم ما تم صنعه خلال تلك الفترة وتم وضعه في برج رأس عمار بميناء الجزائر فوق ضريح سيدي ابراهيم السلامي، وكان لقوته الأثر الكبير في دحر خطر الفرنسيين، وأضاف أنه كان لهذا المدفع مميزات جعلته في مصاف الأسلحة المتطورة في ذلك الحين، ذلك أن رميه كان يصل إلى 05 كلم أي من ميناء الجزائر إلى شاطىء تمانفوست، ولم يكتف بنوع واحد من القنابل بل كان يقذف حتى القنابل الرخامية. وعكس ما تم ذكره في المصادر التاريخية التي أشرنا إليها سالفا فإن الباحث باباسي يؤكد* ‬أن* ‬المدفع* ‬بابا* ‬مرزوڤ* ‬كان* ‬يحمل* ‬نقوشات* ‬فنية* ‬راقية* ‬الجمال* ‬وأن* ‬الفرنسيين* ‬كانوا* ‬محتارين* ‬من* ‬أي* ‬موضع* ‬كان* ‬يطلق* ‬قذائفه* ‬لأن* ‬قنابلهم* ‬المتساقطة* ‬على* ‬الميناء* ‬عجزت* ‬عن* ‬الوصول* ‬إليه* ‬وتدميره*.‬

هذه الآلة الحربية التي حركت جنون القادة الفرنسيين جعلتهم يطلقون عليها لقب المحارب، وكان الأميرال دوبري يأمر جنوده بالوصول إليه والقبض عليه لمسح الألم الذي خلفته حادثتا قتل القنصل لوفاشي وبيول وعشرات المسيحيين، وأكّد المتحدث أن هذا الأميرال الذي ينحدر من منطقة بريست استولى على هذه التحفة الحربية النادرة في العالم وأخذها إلى مدينته ليتباهى بانتصاره ليس على الجزائريين فقط بل انتصاره على بابا مرزوڤ بذاته، فأسره وأذله بوضع الديك رمز الفرنسيين فوقه في المكان المسمى الترسانة حيث مازال منتصبا هناك يلفه التهميش واللامبالاة، وإلى جانب هذه القطعة التي كانت محط اهتمام الكتاب والباحثين الفرنسيين حيث تطرقوا إليه في كتاباتهم على اعتباره رمز انتهاك المسيح من طرف المسيحيين، يوجد الآن في متحف الانفاليد 26 قطعة حربية (مدافع) سرقت من الجزائر ما يفند بالحجة أن الفرنسيين في احتلالهم* ‬للجزائر* ‬لم* ‬يحملوا* ‬حضارة* ‬بل* ‬سرقوا* ‬حضارة* ‬الجزائر* ‬إلى* ‬متاحفهم*.‬
 
لجنة* ‬لاسترجاع* "‬بابا* ‬مرزوڤ*" ‬تنتظر* ‬الضوء* ‬الأخضر

لم يخف بلقاسم باباسي رغبته الملحة في استعادة هذا المدفع من فرنسا، وقال إنه كوّن لجنة لاستعادة "بابا مرزوڤ" وفك أسره بعد أن تلقى الكثير من الرسائل التي أكد أصحابها دعم مبادرته وطالبت بالتحرك في سبيل استرجاع هذا الموروث التاريخي ذي القيمة التاريخية.​

وأشار إلى أن اللجنة ستناضل من أجل استعادته. وكشف في سياق متصل أنه بادر بالكتابة إلى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي ردّ بعدم وجود أي مانع في ذلك، لكن يجب أن تبادر السلطات الرسمية بالمطالبة بذلك، وليس الجمعية، كما كتب إلى الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي الذي لم يرد بعد على ذلك، أما ميشال إليوت ماري التي كانت وزيرة الدفاع أبدت تخوفا من أن يثير أي قرار يقضي بإعادة مدفع "بابا مرزوڤ" إلى أهله حفيظة قدماء المحاربين الفرنسيين مقابل ذلك، لكن باباسي أثناء حديثه مع رئيس بلدية بريست اعترف له هذا الأخير برغبته في أخذ هذا النصب لأنه أصبح يعيق أية عملية توسيع تجرى في ميناء الترسانة، وأنه يحبذ لو توصل الطرفان إلى حل يعيد "بابا مرزوڤ" إلى الجزائر، كما كشف بابا سي عن رسالة مماثلة بعث بها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يلتمس فيها المساعدة لتحقيق هذا الهدف،* ‬وأعاب* ‬المؤرخ* ‬الجزائري* ‬صمت* ‬الجهات* ‬المعنية* ‬كوزارة* ‬المجاهدين* ‬ووزارة* ‬الثقافة* ‬عن* ‬المطالبة* ‬باستعادة* ‬رمز* ‬القوة* ‬الجزائرية*.‬​



لماذا* ‬لا* ‬نعيد* "‬بابا* مرزوڤ*" ‬إلى* ‬وطنه

تناول لورون فيدرين Laurant Védrine قضية "بابا مرزوڤ" ورافع في إحدى كتاباته على ضرورة إعادة هذا النصب التاريخي إلى الجزائر من باب تعميق أواصر الصداقة بين فرنسا والجزائر، مؤكدا أن بابا مرزوڤ قادر في حال إعادته إلى جذوره الأصلية على فتح المجال أمام ترسيخ روابط متينة بين البلدين، وأعاب على المسؤولين الفرنسيين وضع هذا المدفع في الساحة الشرفية لترسانة بريست دون أن يتم ذكره في الكتب المدرسية ولا حتى الإشارة إليه، وبعد مضي 175 سنة منذ تاريخ أسر هذا المدفع من طرف القوات الفرنسية، مازالت فرنسا تحتفظ به مع قطع تاريخية أخرى استحوذت عليها إبّان الاحتلال، وأضاف في مقال نشر تحت عنوان "الجزائر فرنسا - صداقة على فوهة مدفع" أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أثناء زيارة الدولة التي قام بها إلى الجزائر في سنة 2003، أهدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الختم الرسمي للداي حسين باشا، آخر الحكام الأتراك الذين حكموا الجزائر إلى غاية سقوطها في يد الفرنسيين، حيث قام الداي حسين باشا بتسليم الختم كدليل رضوخ للمارشال "دبرمون" قائد الجيوش الفرنسية المحتلة، مؤكدا أن إعادة الختم أوحى بمستقبل الصداقة بين البلدين، وشجعت هذه الخطوة حسب ماجاء في المقال رجل الأعمال الذي اهتم بالتاريخ القيام بحملة لفائدة عودة بابا مرزوڤ، دومنڤو فريو Domingo Friand آملا في نقل هذا النصب إلى الجزائر بمناسبة التوقيع على اتفاقية الصداقة التي كانت محتملة ووعد بإقامة حفل تأبيني بحضور مفتي ورجل كنيسة في ذكرى ضحايا الاحتلال والحرب. ونقل دومنڤو فريو انشغاله ورغبته إلى النائب "مارسال راموني" التي أثارت الموضوع مع وزير الخارجية آلان جوبي في فيفري 2004 قبل تحويل الملف إلى وزير الدفاع "ميشال إليو ماري" في مارس 2005 التي رفضت بطريقة مهذبة ومبررة ذلك قائلة: "هذا المدفع هو قطعة من الموروث التاريخي للدفاع الفرنسي، وأيضا أفراد البحرية يُظهِرون ارتباطا خاصا بهذا النصب والذي يؤرخ لمساهمة البحرية الفرنسية في حلقة من الحلقات المشهورة في التاريخ"، في أثناء ذلك قام دومنڤو فريو بالاتصال بالسفير الجزائري لدى فرنسا حيث أكدت له السفارة أنها حولت الملف* ‬إلى* ‬وزارة* ‬الثقافة،* ‬في* ‬مقابل* ‬ذلك* ‬لم* ‬يعد* ‬الإليزي* ‬يعارض* ‬نقل* ‬هذه* ‬التحفة* ‬الجزائرية* ‬إلى* ‬موطنها* ‬حسب* ‬مصادر* ‬دبلوماسية* ‬جزائرية* ‬يضيف* ‬لورون* ‬فيدرين*.‬​

وكشف* ‬بلقاسم* ‬باباسي* ‬أن* ‬البحرية* ‬الجزائرية* ‬أبدت* ‬رغبتها* ‬في* ‬استعادة* ‬مدفع* ‬بابا* ‬مرزوڤ* ‬الذي* ‬كان* ‬فخرا* ‬لها* ‬حيث* ‬ردّ* ‬الخطر* ‬على* ‬كل* ‬الواجهة* ‬البحرية* ‬الجزائرية*.‬​

لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا كل هذا الصمت من طرف السلطات الرسمية الجزائرية، هل لأن الوقت لم يحن للمطالبة به أو أن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي أكثر مما هو مجرد طلب تتقدم به السلطات المعنية، وزارة الثقافة ووزارة الدفاع الوطني أو وزارة المجاهدين. الأكيد أن* ‬الوقت* ‬سيرد* ‬على* ‬كل* ‬هذه* ‬الأسئلة​



للمؤرخين* ‬كلمة؟


يروي د. يحي بوعزيز في كتابه "الموجز في تاريخ الجزائر- ج2، الصادر عن ديوان المطبوعات الجامعية عام 1999، أنه في عام 1609م أثار سيمون دانسا أزمة بين فرنسا والجزائر، وهو هولندي الأصل من دوردريخت Dordecht كان يقيم في مرسيليا، ثم ذهب إلى الجزائر واستقر بها وتزوج وأعلن إسلامه وأطلق على نفسه اسم دالي رايس أودوفيل Devil واشتغل في تجارة السفن، وترقى إلى رتبة رايس في طائفة الرياس، وتصدى لتعليم مهنة بناء السفن والمراكب لعدد من البحارة، وخرج غازيا إلى البحر عدة مرات مع الرياس الجزائريين، وتمكن من أسر 40 سفينة لحسابه، وعبر* ‬مضيق* ‬جبل* ‬طارق* ‬إلى* ‬المحيط* ‬الأطلسي* ‬عدة* ‬مرات* ‬مع* ‬البحارة* ‬الجزائريين* ‬حتى* ‬وصل* ‬معهم* ‬إلـى* ‬شواطىء* ‬اسلندا*.‬​


وفي عام 1906 حجز سفينة اسبانية عليها عشرة رهبان جزويت خارج شواطىء فالنسيا، وقرر العودة إلى مرسيليا والمسيحية، فأخطر الملك الفرنسي هنري الرابع سرا برغبته في الالتحاق بزوجته وأولاده في مرسيليا والتخلي عن الاسلام والعودة إلى المسيحية، فقبل عرضه، وقام بسرقة مدفعين من البرونز والتحق بمدينة مرسيليا، وسلم المدفعين إلى الدوق دوڤيز le Duc Degiuz فأعاد له مجلس بلدية مرسيليا حقوق المواطنة الفرنسية. وفي العام الموالي قدم مشروعا لغزو الجزائر فلم يلتفت إليه أحدو غير أنه أثار أزمة حادة بين الجزائر وفرنسا استمرت سنوات طويلة، وانجز عنها عام 1620 قيام سكان مرسيليا بقتل أعضاء الوفد الجزائري الذين ذهبوا إلى فرنسا للتفاوض من أجل إعادة المدفعين، وإبرام صلح بين البلدين ورد الجزائريون على ذلك بإعلان حرب شعواء ضد فرنسا، وأسروا حوالي 8 آلاف تاجر وبحار فرنسي.​


وفيما بين 1611 ـ 1613 أسر الجزائريون 8 مراكب بحرية أوربية وفي عام 1635 تمكن أحد رياس البحر الجزائريين من أسر الغليون الكبير التابع لنابولي، وعليه حمولة من القمح، و 10 آلاف زوج من جوارب الحرير، و 20 كيسا من خيوط الذهب، و 76 مدفعا، و 10 آلاف كرة Boulets و 130* ‬رجلا* ‬فاقتاده* ‬بما* ‬فيه* ‬إلى* ‬الجزائر*.‬​





ولاية* ‬قوصة* ‬مصطفى* ‬القابجي* ‬


* ‬وقال* ‬الدكتور* ‬عبد* ‬الرحمان* ‬بن* ‬محمد* ‬الجيلالي* ‬في* ‬كتابه* "‬تاريخ* ‬الجزائر* ‬العام* ‬ج3*" ‬الصادر* ‬عن* ‬دار* ‬الثقافة* ‬بيروت* ‬العام* ‬1980* ‬أن* ‬مصطفى* ‬القابجي​


تولى باشوية الجزائر في شهر ذي الحجة سنة 1013هـ ـ افريل 1605م وسعى بكل مجهوداته في تطبيق نص المعاهدة السالفة الذكر فعارضه الديوان بسبب ما ظهر على حكومة فرنسا يومئذ من التهاون بالشروط التي هي في مصالح الجزائر وأخيرا رضخ الديوان لرأي الباشا الجديد امتثالا لأمر* ‬السلطان* ‬وقبل* ‬تنفيذه* ‬المعاهدة* ‬وتطبيقها* ‬على* ‬أن* ‬يكون* ‬الاعتراف* ‬بها* ‬ودخولها* ‬في* ‬حيز* ‬التنفيذ* ‬بعد* ‬أن* ‬لا* ‬يبقى* ‬من* ‬أسرى* ‬المسلمين* ‬الذين* ‬هم* ‬بمرسيليا* ‬تحت* ‬تصرف* ‬الفرنسيين* ‬أحد* ‬فكان* ‬ما* ‬أراد*.‬​


وحدث في السنة التالية من ولاية القابجي هذا (1014هـ / 1606م) أن حارب الإسبان أهالي عمالة وهران فاستنجد هؤلاء بباشا الجزائر فأنجدهم بالحامية فأخفقت وضاع من الجيش نحو الثلاثة أرباع، ولكن الباشا نجح في إخضاع مَن هناك مِن الثوار، ويذكر أن عافيته كانت في السجن بسبب* ‬تصلبه* ‬في* ‬تنجيز* ‬المعاهدة* ‬مع* ‬فرنسا* ‬وفي* ‬السنة* ‬هذه* ‬ظهر* ‬الوباء* ‬بالعاصمة* ‬وفيها* ‬كانت* ‬وفاة* ‬مصطفى* ‬باشا* ‬القابحي*.‬​
 
ولاية* ‬رضوان* ‬باشا*:‬

كنيته* ‬ابو* ‬نعيم* ‬رضوان* ‬بن* ‬عبد* ‬الله* ‬وهو* ‬من* ‬مماليك* ‬رمضان* ‬باشا،* ‬تقلد* ‬منصبه* ‬هذا* ‬بالجزائر* ‬في* ‬شهر* ‬صفر* ‬سنة* ‬1016* ‬هـ* ‬ـ* ‬ماي* ‬1607م*.‬

وأشهر الأحداث في أيامه غزوة الطوسكان وحملتهم على مدينة بونة انتقاما لما قام به الأتراك من قبل في ليفورنيا ومستغلين مع ذلك توتر العلاقات بين فرنسا والجزائر، فنزل هؤلاء الطوسكان بميناء عنابة فنهبوها وسلبوا أرزاقها واحتلوا المدينة أيضا فغنموا ما بها من مغانم كثيرة* ‬وأسروا* ‬منها* ‬1500* ‬شخص* ‬ثم* ‬أدبروا* ‬عنها* ‬وفي* ‬هذه* ‬الوقعة* ‬كان* ‬استشهاد* ‬والي* ‬قسنطينة* ‬محمد* ‬بن* ‬فرحات* ‬الذي* ‬جاءهم* ‬منجدا*.‬

كما أنه حدث في أيام هذا الباشا وحشة بين الحكومة الجزائرية وفرنسا بسبب مدفعين من الفولاذ كانا تحت تصرف القرصان المفلمنكي البلجيكي المدعو سيمون دانزير كان يعمل بها لفائدة الجزائر ففر بهما يوما إلى فرنسا وقدمهما هدية لأحد كبار ولاّة فرنسا وهو الدوك دوكسيز فغضب ديوان الجزائر لذلك ورفع قضيته إلى حكام فرنسا مطالبا باسترجاع المدفعين المذكورين ومعاقبة القرصان البلجيكي المذكور فأهملت القضية ورفض النصارى الإصغاء إلى هذه الدعوى ويومئذ (1018هـ / 1609م) أعلنت حكومة الجزائر قطع العلائق بينها وبين فرنسا وألغت معاهدة احترام* ‬مراكبها* ‬في* ‬البحار* ‬وشرعت* ‬حينئذ* ‬في* ‬شن* ‬غاراتها* ‬ضد* ‬السواحل* ‬الفرنسية* ‬فظفرت* ‬منها* ‬بغنائم* ‬أربت* ‬على* ‬نحو* ‬مليون* ‬ليرة*.‬

وثأرت فرنسا من الجزائر بتنظيم غزاة شنتها على ميناء مدينة برشك -بين شرشال وتنس- فحطمتها ثم ذهبت شرقا إلى شواطىء جيجل وهنالك قذفتهم المدافع الجزائرية بقنابلها فانسحبت الحملة الفرنسية إلى ليفورينا.



ولاية* ‬قوصة* ‬مصطفى* "‬ثانيا*"‬

عاد هذا الباشا إلى منصبه للمرة الثانية بظهير من الدولة العالية مؤرخ في جمادي الثانية سنة 1019هـ ـ أوط 1610م، وفي أيامه هذه اشتهرت البحرية الجزائرية بشدة الشكيمة وقوة البأس فجاء يومئذ الانكليز ومعهم الهولنديون والاسبان فغزا الجميع تونس ثم عرجوا على السواحل* ‬الجزائرية* ‬فدمروا* ‬منها* ‬نواحي* ‬جيجل* ‬وخربوها* ‬،* ‬وفي* ‬صيف* ‬هذه* ‬السنة* ‬هجم* ‬الطوسكانيون* ‬على* ‬قرية* ‬تبعد* ‬بتسعين* ‬ميلا* ‬غربي* ‬الجزائر* ‬واختطفوا* ‬منها* ‬500* ‬شخص*.‬

وبعد سنة من ولاية هذا الباشا ظهر الوباء بالجزائر ففتك بعدد وافر من الأنفس، وفيها كان تأسيس المسجد الجامع القليعة الساحلية (1020هـ / 1611م) ثم أننا لا نعلم بعد هذا من مهام حوادث عصر هذا الباشا سوى وقوفه في وجه ثوار زواوة فأخضعهم ونشره الأمن في البلاد، أو ما* ‬كان* ‬من* ‬حملة* ‬الاسبان* ‬على* ‬مدينة* ‬جيجل* ‬بقيادة* ‬داسنتا* ‬كروز* ‬وابقاء* ‬النيران* ‬فيها* ‬وأخيرا* ‬تخلى* ‬عن* ‬منصبه* ‬لابن* ‬أخيه* ‬مصطفى* ‬باشا* ‬فتولى* ‬مكانه* ‬يوم* ‬26* ‬جمادي* ‬الثانية* ‬عام* ‬1020هـ* ‬*/‬* ‬6* ‬سبتمبر* ‬1611م*.‬



ولاية* ‬حسين* ‬الشيخ* ‬باشا*:‬

كانت ولايته سنة 1022 هـ ـ 1613م وعلى عهده كان ذلك الخلاف المشهور بين حكومة تونس والجزائر في شأن الحدود فكان هناك قتال بين الطرفين انتصر فيه الجزائريون ثم وقع الاتفاق من الجانبين على جعل نهر سراط كحد فاصل للتخوم الجزائرية الشرقية.

وبسعي هذا الباشا وقع عتق الكثير من الأسرى المسلمين الذين هم بفرنسا وأظهرت الدولة الفرنسية يومئذ تقربا من الحكومة الجزائرية فاستجابت لعتق الأسرى ولم تشترط في مقابلة ذلك سوى تأمين مراكبها واحترام أهلها ثم نفضت غزلها وأخلفت وعودها فأبطلت المفاوضات وتعطل المشروع* ‬وجاء* ‬أسطول* ‬الدوك* ‬دوكير* ‬فانتهب* ‬من* ‬الجزائر* ‬مائتي* ‬أسير*.‬

وتخلّى* ‬الباشا* ‬المذكور* ‬عن* ‬منصبه* ‬فتولى* ‬مكانه* ‬خرناجي* ‬حسين* ‬سنة* ‬1023هـ* ‬*/‬* ‬1616م* ‬ولكننا* ‬لا* ‬نعلم* ‬عن* ‬سيرته* ‬شيئا*.‬

ويذكر* ‬بعض* ‬مؤرخي* ‬الافرنج* ‬أن* ‬الجزائر* ‬حصلت* ‬في* ‬هذه* ‬الفترة* ‬على* ‬ما* ‬يزيد* ‬عن* ‬ثلاثة* ‬ملايين* ‬ليرة* ‬مغنما،* ‬واتّخذ* ‬الناس* ‬يومئذ* ‬البنايات* ‬الفاخرة* ‬والقصور* ‬الضخمة* ‬الجميلة*.‬



ولاية* ‬سليمان* ‬قاطا* ‬نيالي* ‬باشا*:‬

الظاهر أن أصله من مدينة "قاطانيا"، بصقلية وكان تعيينه لمنصبه هذا بالجزائر في اليوم الثاني من شهر رمضان المعظم سنة 1026هـ ـ 3 ستبمبر 1617، وفي أيامه تظاهرت الدولة الفرنسية بمظهر الصداقة للجزائر وأخذت مصانعة الباشا وجاءت بعتق طائفة من الأسرى كتكفير لما سلف منها* ‬من* ‬المخالفات* ‬فصانعها* ‬الباشا* ‬بالمثل،* ‬والحرب* ‬خدعة*....‬*!‬

حتى إذا اكتمل نزول الأسرى بمدينة الجزائر انبري الأتراك حينئذ إلى مهاجمة مركز القالة الفرنسي فهدموه انتقاما لما سبق من فرنسا حتى لم يبقو ا فيه حجرا على حجر وأسروا أهله، وفي هذه السنة دفعت فرنسا تحسين سفينة مقاتلة بهذا البحر.

وفي* ‬أيام* ‬سليمان* ‬هذا* ‬بلغت* ‬أساطيل* ‬الجزائر* ‬بقيادة* ‬مراد* ‬رايس* ‬إلى* ‬جزيرة* ‬مادير* ‬بالمحيط* ‬الأطلنطيكي* ‬بل* ‬وإلى* ‬شواطىء* ‬جزيرة* ‬ايزلاندة* ‬بأعلى* ‬الشمال* ‬فعادت* ‬بغنائم* ‬كثيرة*.‬

ثم* ‬كانت* ‬وفاة* ‬الباشا* ‬يوم* ‬الأربعاء* ‬ودفن* ‬يوم* ‬الخميس،* ‬جمادي* ‬الثانية* ‬سنة* ‬1027* ‬هـ* ‬ـ* ‬فاتح* ‬جوان* ‬1618م*.‬
http://www.elmoustakbel.net/content/view/416/92/
 
الاغلال ما تزال تطوق بابا مزوق

بابا مرزوق.. سيد مدافع المحروسة وأقدم أسير جزائري بفرنسا


ملحمة شعرية مقروءة تروي قصة مدفع شهير صنع مجد البحرية الجزائرية واستولت عليه فرنسا لتزين به إحدى ساحاتها.
ميدل ايست اونلاين



الجزائر - صدر مؤخرا عن الوكالة الإفريقية للإنتاج الثقافي والسينمائي وبدعم الديوان الوطني لحقوق المؤلف بالجزائر كتاب "بابا مرزوق سيد مدافع المحروسة"، للشاعر الشعبي أحمد بوزيان، وهو عبارة عن ملحمة شعرية مقروءة مستوحاة من تاريخ الجزائر، تحكي قصة المدفع الشهير باسم بابا مرزوق في الدفاع عن الجزائر العاصمة، والانتصارات التي حققها ضد الغزاة.

والديوان ملحمة جمع فيها الشاعر بين المادة التاريخية والطابع الدرامي في قالب فني من أجل إظهار أهمية هذا المدفع المنتسب إلي تاريخ وتراث الجزائر.
كما أنه محاولة لابراز أهمية هذا المعلم التاريخي والتراثي الذي يعد، حسب المؤلف، مفخرة الجزائر وأحد رموز مجدها إبان العهد العثماني، كما أنه مساهمة ترمي إلي تحسيس الجهات المعنية في الجزائر بأهمية التحرك من اجل استرجاعه من فرنسا.

ووفقا للعديد من الدراسات التاريخية تندرج صناعة المدفع في اطار مخطط الداي حسن باشا لتحصين مدينة الجزائر سنة 1542.
ويبلغ طول المدفع سبعة أمتار ويبلغ مداه 4872 مترا، ويشرف عليه أربعة من رجال المدفعية. وقد استطاع مدفع بابا مرزوق لفترة طويلة صد حملات الغزاة والمحتلين وثنيهم بدء بحملة لويس الرابع عشر بقيادة الأميرال أبراهام دوكيسن في 1671، وحملة الاميرال إيستري سنة 1688.

وبعد قرن ونصف تقريبا عززت فرنسا ترسانتها العسكرية البحرية واغتنمت حادثة المروحة في 1827 ليبعث شارل العاشر بحملة سماها بالعقابية في مايو/آيار 1830 قوامها 675 باخرة حربية و37000 عسكري نزلوا بساحل سيدي فرج الضاحية الغربية للعاصمة واحتلوا الجزائر المحروسة في الخامس من يوليو/تموز 1830.



واللافت أن تمسك الجزائريين بـ"بابا مرزوق" لم يفتر مع مر السنين، فقد تقدم محاربو شمال إفريقيا سنة 1912، بعريضة طالبوا فيها فرنسا باعادة المدفع إلي الجزائر العاصمة باعتباره مكانه التاريخي والطبيعي.

وقد أشاد مستشار الرئيس بوتفليقة محمد بن عمرو الزرهوني، في تقديمه للكتاب، بالديوان الذي جعل المدفع يمثل حيا ناطقا أمام الجاهلين قصة هذا السلاح الفتاك، كما لم يفت الزرهوني التذكير بدور هذه الملحمة بابا مرزوق التي ستساهم حتما في تحسيس الجزائريين والجزائريات بواجب التحرك من أجل استعادة المدفع من فرنسا وتخليصه من غربته، وهي الغربة التي عبّر عنها الشاعر علي لسان بابا مرزوق، حيث قال "راني في الأحكام نرجي/في الساحة للناس فرجة/مسبي وسباوني فرنجة، في الغربة وحدي بعيد علي الرسام.

وبالاضافة إلي رفضها الاعتذار عما اقترفته في حق الجزائريين من جرائم ضد الانسانية، ما تزال فرنسا تصر علي رفض إعادة "بابا مرزوق" إلي اصحابه، بدعوى أنّ البحرية الفرنسية ترفض التخلي عن هذه القطعة الحربية الهامة التي تعني لها الكثير، في إشارة إلي ما لقيته البحرية علي يد هذه الآلة الحربية الفتاكة.

والديوان عبارة عن حوار بين المدفع والشاعر، الذي يسترجع أحداثاً مهمة ومحطات بارزة من تاريخ الجزائر، والتعريف بهذا الرمز من خلال الجمع بين المادة التاريخية والعنصر الدرامي والقالب الفني.
تبدأ القصيدة الملحمة بشبح رجل جليل يجر أذيال برنوسه الأبيض كفرسان الأساطير، لحيته البيضاء وجبينه الساطع كأنه منحوت من فضة، يأتي الشبح يتخطى سدوف الزمن وينتصب لشاعرنا لروي حكايته قائلا:

"واحترت أناكي نابل

ذا الطيف اللي جاي عاجل

شيخ من العربان فاضل

وطرق حزني خفا وحيّاني بسلام

حتى لومه كان هايل

قالي علي بالقضا جارت الأحكام

راني بين الناس حافي

فارس وحديثه مرصع

ختم فوق القلب وطبع

وحكى لي قصة تروع

عقلي وسط حكايته في لحظه هام

قال جبيني كان يسطع

غير إذا كان غيرت وجهى الأعوام

ضاعت في الغربة أوصافي"

ويعود محمد بوزيان بالقارئ، عبر الشخصية المجسدة لـ"بابا مرزوق"، إلي عصور مختلفة من تاريخ الجزائر، بدءا بالعهد الزاهر للدايات والباشاوات الذين حكموا البلاد قبيل الاحتلال الفرنسي، مرورا بأبطال المقاومة الشعبية بعد الاحتلال الفرنسي، ووصولا إلي عصرنا الحاضر، حيث تأسف الكاتب لتنكر الجيل الجديد لتضحيات الاجداد.
وذكر الشاعر أنّ الجيل الجديد لم يقدر هذه التضحيات حق قدرها، فراحوا يتقاتلون فيما بينهم، في إشارة واضحة إلي سنوات الأزمة الوطنية، حيث ضمّن كتابه بعض النصائح للجيل الجديد قصد تثمين تضحيات الاجداد في سبيل الحرية، نذكر منها مايلي:

كانت لي زمان صولة

جاملها خصلة وطولة

فرساني كلها فحولة

كنت الدرع علي الرعية والحكام

غنمت مع الأحباب جولة

كنت سلاح العز كي كانت الأيام

صاعي كان زمان وافي
والملحمة القصيدة استهلكت 72 صفحة من القطع الصغير، والكتاب يحتوي على 99 صفحة بالمقدمتين، التصدير الذي دبجه الأستاذ محمد بن عمرو الزرهوني وكذا التعريف بالبطل الاسطوري المدفع "بابا مرزوق" الذي غنى للبحر والشمس نغمات الرعد بلسان الانتصارات.



ولم تكتف فرنسا بالسطو علي مدفع بابا مرزوق ، حيث نقله الأميرال فيكتور غي دوبري في 1833 إلي مدينة بريست، ووضع في إحدي الساحات وقد نقش عليه إفريقيا المحررة، المنعشة والمنارة بأفضال فرنسا والحضارة ، كما وضعت علي فوهته كرة تحت قدم ديك (رمز فرنسا) يظهرها في صورة المهيمن على العالم، إمعانا في اذلال المدفع بابا مرزوق .
وفي هذا الشأن، يقول المدفع علي لسان الشاعر "صلبوني وأسروا جنودي.. . فوق شموخي ديكهم حطوه أعلام، داس برجله علي شفافي ، ليوجه الشاعر في الاخير نداء عندي في الأخير مطلب، بابا مرزوق ذاك مكسب، أنا قلت عليه نكتب، نتجرأ ونهز ضمير الحكام، بالاك الفكرة تقرب، يرجع لنا الغريب وينور، هذاك دوايا الشافي.
 
الجزائر تطالب فرنسا بالإفراج عن الأسير «بابا مرزوق»

رمز للإباء الوطني اعتقله الاحتلال قبل 178 سنة​


قد يكون «بابا مرزوق» أقدم أسير حرب في العالم على الإطلاق، وفي شهر يوليو (تموز) الماضي قد أكمل السنة الثامنة والسبعين بعد القرن تحت الأسر دون أمل في العودة إلى أهله وذويه في الجزائر، وما «بابا مرزوق» إلا مدفع «الجزائر المحروسة» العملاق الذي استولى عليه الفرنسيون سنة 1830 بعد يوم واحد من احتلال مدينة الجزائر. وبعد غياب طويل عاد هذا الأسير المنسي من خلال أغنية شعبية جديدة وملحمة شعرية كبرى.
عبد القادر شرشام من أشهر مطربي «الشعبي»، وهو لون غنائي نابع من مدينة الجزائر العاصمة ومستمد من الموسيقى الأندلسية الكلاسيكية، بكثير من التأصيل في البيئة المحلية والتجديد، فاجأ جمهوره بأداء أغنية «بابا مرزوق جاء». والقصيدة التي كتبها محمد بن عمرو الزرهوني الوزير السابق والمستشار الحالي لرئيس الجمهورية الجزائرية لا تتناول أحد الأولياء الصالحين مثلما جرت العادة مع هذا الطابع الغنائي الموسيقي، وإنما تخص أشهر مدفع في تاريخ الجزائر. ولئن لفتت الأغنية الانتباه فنيا، فقد أعادت إلى ساحة النقاش «مأساة» هذا المدفع الذي بقي تحت الأسر الفرنسي منذ أن استولى الجنرال الفرنسي دوبورمونت على مدينة الجزائر وإجباره للداي حسين العثماني على إمضاء معاهدة الاستسلام. ورغم أن المدفع ذهب إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسط فقد تحول إلى ما يشبه الأسطورة في الثقافة الجزائرية، ولو أنه مع تقادم مدة الأسر أصبح الحديث عنه محصوراً عند بعض المؤرخين المتخصصين، قبل أن يعود بهذا الشكل الفني من خلال قصيدة الوزير المستشار، ثم من خلال الملحمة الكبرى التي كتبها الشاعر الشعبي الجزائري المتجدد أحمد بوزيان. فقد صدر لهذا الشاعر في المدة الأخيرة ديوانه الجديد «بابا مرزوق سيد مدافع المحروسة» وهي عبارة عن ملحمة شعرية باللغة الشعبية الجزائرية المحلية، كتبت على شكل حكاية شعبية. الكتاب صدر مكتوباً ومسموعاً على شكل قرص سي دي وقدم له الوزير المستشار محمد بن عمرو الزرهوني صاحب قصيدة «بابا مرزوق جاء» قائلا: «ستسهم ملحمتك ولا ريب في تحسيس الجزائريين والجزائريات بواجب التحرك، على غرار الشعوب الغيورة على رموزها من أجل استرجاع هذا الرمز الذي لا يجوز القبول ببقائه أسيراً غريباً».
ولم يكن مدفع «بابا مرزوق» الذي استولى عليه الفرنسيون مجرد قطعة عسكرية عادية. فالفرنسيون كانوا يعرفون بابا مرزوق قبل ذلك التاريخ بوقت طويل، ويعود صنعه إلى العام 1542 أي سنة واحدة بعد حملة الملك الإسباني شارل الخامس الفاشلة على الجزائر. إذ أمر حاكم البلد العثماني حسن آغا بتأسيس «دار الصناعة» بصنع مدفع تهابه الأعداء ويكون رمزا لقوة الجزائر العسكرية. وصنعه بابا مرزوق من مادة البرونز وبلغ طوله سبعة أمتار أما مدى قذائفه فكان يصل إلى 5000 متر، وهي الميزة التي مكنته من ضرب سفن الغزاة فور اقترابها من مرفأ الجزائر القديم.
الفرنسيون الذين يحتفظون بهذا الأسير بعد 46 سنة من استقلال الجزائر، كانت لهم أكثر من ذكرى سيئة مع بابا مرزوق، وكان استيلاؤهم عليه بمثابة انتصار نفسي ومحاولة محو عار التصق بهم. ففي الربع الأخير من القرن السابع عشر، هاجم الأميرال الفرنسي فرانسوا دوكان مدينة الجزائر دون جدوى، وبعد عدة محاولات في سنوات متتالية عاد إلى الانتقام بأسطول كبير فدمر جزءاً من المدينة، وعندما فشل حاكم الجزائر العثماني في إقناع الأميرال بوقف العدوان أحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر حينها وعددهم 13 وقذفهم من فوهة المدفع بابا مرزوق الواحد تلو الآخر، وتكررت مأساة الدبلوماسيين الفرنسيين مع هذا المدفع الذي أطلقوا عليه اسم «القنصلي» ربما انطلاقا من تلك الذكريات السيئة. وعام 1688 ذهب الماريشال الفرنسي «ديستري» إلى الجزائر انتقاما لذكرى الدبلوماسيين، وقيل بأنه تمكن من تدمير جزء معتبر من المدينة بمدافعه، ولما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد حكاية الدبلوماسيين فوضع 40 فرنسياً من بينهم قنصل فرنسا في الجزائر في فوهة بابا مرزوق وقذف بهم جميعا في البحر، ومن ساعتها دخل هذا المدفع الذاكرة الفرنسية وكان على رأس غنائم حرب احتلال الجزائر سنة 1830 وذهب في السادس من أغسطس (آب) من السنة نفسها إلى فرنسا وتم تقديمه هدية إلى وزير البحرية الذي أهداه بدوره إلى الملك كرمز للنصر. وأمر الملك بوضع المدفع كنصب تذكاري في مدينة «بريست» حيث بقي إلى حد الآن، ولم تتمكن الجزائر المستقلة من استعادة هذا العملاق الذي يشكل جزءاً من ذاكرتها الجماعية.​

 
algerieny

اعاد الله لكم هذا الاسير فلا يزيد شرف هذا الاسير الا الاصفاد
 
رد: بابا مرزوق مدفع الجزائر العملاق

موضوع رائع وشكرا
وربنا يرجع الحج مرزوق بالسلامه
وشكرا
 
رد: بابا مرزوق مدفع الجزائر العملاق

شكرا على الموضوع وربنا يفك أسره
 
عودة
أعلى