زيادة مشتريات الطائرات النفاثة تسبب تعديلات في السوق
طائرة F/A-18 تطير في الخليج العربي. يبدو أن الكويت تستعد لطلب ما يصل إلى 40 من طائرة من طراز بوينغ (الصورة: MC2 جون فيليب فاغنر الابن، البحرية الأميركية)
أبو ظبي، لندن، واشنطن – في غضون بضعة أسابيع فقط، تمت مجموعة من الطلبات أعادة تشكيل سوق المقاتلات العالمية.
وجاء أولها إعلان 13 فبراير أن أصبحت مصر أول عميل أجنبي لشركة Dassault Rafale. ثم في 10 إبريل، قدم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي طلبية لشراء 36 طائرة Rafale لبلاده. وبعد أسبوع، قالت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها استأنفت المحادثات مع Dassault حول طائرة Rafale، وبحلول نهاية أبريل، أعلنت قطر عن نيتها شراء المقاتلة الفرنسية.
استمر النشاط خلال الأسبوع الماضي، مع تصريح مصادر لمجلة أخبار الدفاع أن الحكومة الأمريكية قد شارفت على توقيع اتفاق لبيع ما يصل إلى 40 طائرة قتالية من طراز F/A-18 E وF Super Hornet إلى الكويت.
إنه نشاط مدهش لسوق المقاتلات الذي لم يكن يشهد سوى صفقة أو اثنتين في السنة على مستوى العالم، ويقول أحد المحللين أن هذا بسبب الأحداث العالمية في المنطقة.
أبرز دوغ باري، المحلل الجوي رفيع المستوى في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن هذه الاتفاقيات ترتبط كلها بمتطلبات طويلة الأمد.
وقال “في الهند كان الدافع وراء الطلب هو ضرورة معالجة أرقام سرب سلاح الجو في ضوء التأخيرات، في أحسن الأحوال، إلى مشروع الطائرة 126 [الطائرة القتالية المتوسطة متعددة المهام]”. “وفي قطر، كان الهدف هو استبدال طائرة ناضجة، وفي مصر كان هناك حاجة للحصول على منصة متعددة المهام”.
ومع ذلك، فقط أشار إلى أن التحديات الأمنية في منطقة الخليج العربي من المرجح أنها ساعدت في القرارات الكويتية والمصرية.
وافق جان مارك ريكلي ، أستاذ الدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج في لندن، هذا الرأي، مشيرًا إلى أن المبيعات الأخيرة في الخليج “يجب أن تُفهم في ضوء التغيرات الجيوسياسية الجذرية التي بدأتها الثورة الاجتماعية لما يسمى الربيع العربي، وصعود إيران وفك الارتباط الظاهر للولايات المتحدة في المنطقة “.
ويضيف أيضًا أن صعود جماعة الدولة الإسلامية، والمعروف باسم داعش، يشكل ضغوطا على المنطقة تدفع الأنظمة الخليجية القديمة لتعزيز الجهاز العسكري.
وقال ريكلي أن التقارب بين الولايات المتحدة وإيران هو أيضا عامل رئيسي، لأنه في نفس الوقت يعطي إحساسًا بأن إيران تكتسب قوة إقليمية ويغذي التصور بأن الولايات المتحدة تسحب نفسها من المنطقة.
وقال ريكلي: “هذه هي العوامل التي تجبر الدول العربية، وخصوصا دول الخليج، على أن تصبح أكثر استقلالية عسكريًا وتشجعها في هذا الصدد أيضًا الدول الغربية”.
ويشير ريتشارد أبو لافية، المحلل في “Teal Group”، إلى أن تجربة الولايات المتحدة بقطع مبيعات الأسلحة إلى مصر في عام 2013 لا تزال قائمة في أذهان القادة العرب. وفي حين أن المنطقة لديها تاريخ طويل من المعدات العسكرية مزدوجة المصادر، فقد اكتسبت أهمية جديدة من ذلك الحين.
وقال أبو ليفة “في الوقت الراهن، الدول العربية غير متأكدة من أن الولايات المتحدة تريد عزلهم، أضف إلى هذا الاتفاقات مع إيران، هذا يجعل الأمر أسوأ، وفي كثير من الأحيان، عادة ما يتحول الخليج نحو أوروبا من أجل مصدر مزدوج”.
عمر جديد لطائرات Hornet؟
ستخرج صفقة Super Hornet كبيرة إلى النور في خط إنتاج بوينج، حيث تعمل الشركة على تصنيع طائرة جديدة للبحرية الأمريكية وأستراليا، ولكنها ستسلم آخر هذه الطائرات بحلول عام 2017.
لم تطلب البحرية رسميًا أي أنواع من Super Hornet منذ ميزانية 2014. لكن الكونغرس أضاف الأنواع الهجومية الإلكترونية من 15 EA-18G Growler إلى ميزانيات الدفاع عام 2015، وأدرج الجهاز 12 طائرة Super Hornet في قائمة المتطلبات غير الممولة له في 2016. وفي تقريره الأسبوع الماضي عن قانون التصريح الدفاعي لعام 2016، أضافت لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب 1.2 مليار دولار لشراء 12 طائرة – وهي خطوة أولى لإدخال طائرات Super Hornet في فواتير الدفاع الكاملة.
قالت كارولين هوتشيسون، المتحدثة باسم شركة بوينج “من شأن صفقة دولة قريبة أن تكون خبرًا عظيمًا لبوينج والبحرية، ومن المهم أن نلاحظ أن الجمع بين صفقة كبيرة مع تمويل 12 طائرة Super Hornet في قائمة المتطلبات غير الممولة للبحرية سيسمح لنا بالاستمرار في إنتاج الطائرات دون انقطاع”.
وأشارت هوتشيسون بتعليق محدد على المبيعات العسكرية الخارجية لحكومة الولايات المتحدة. ولم يعلق مسؤولو البحرية أو الخارجية على ذلك.
قال أبو ليفة أن تشغيل الكويت لطائرات F/A-18 القديمة يعني أن طائرة Super Hornet كانت خيارًا منطقيًا، مشيرًا إلى أنها ستكون صدمة إذا لم تشترِ الكويت مقاتلة أمريكية أخرى بشكل أو بآخر.
أبرز تيودور كاراسيك، وهو محلل جيوسياسي مقيم الخليج، أن العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت فريدة من نوعها في المنطقة.
“الكويت مختلفة قليلاً عن دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في مشترياتها من المقاتلات”، مشيرا إلى أن الكويت “مرتبطة ارتباطًا وثيقا بصناعة الدفاع الأمريكية، وبالتالي تبرز عند اتخاذ قرارها … بالإضافة إلى ذلك، فإن الكويت عادة ما تشتري المقاتلات الأميركية، لذلك لن يكون من المستغرب إذا قرر الأمير المضي قدمًا في صفقة الشراء”.
وقال مسؤولو بوينغ أن إنتاج طائرتين شهريًا، أو 24 في السنة، أمر ضروري للحفاظ على خط إنتاج St. Louis, Missouri عند نقطة التعادل، على الرغم من إمكانية استيعاب معدل أقل من هذا بقليل. إن استمرار شراء الطائرات سواء من قبل القوات البحرية أو العملاء الأجانب سيحافظ على الحيوية الاقتصادية لخط الإنتاج ويشجع على المزيد من المبيعات الدولية.
وهذا يعني أنه حتى لو وقعت بوينج طلبية كاملة لـ 40 طائرة مع الكويت، فإنها لن تشتريها إلى قبل سنة أو سنتين من تاريخ انتهاء الخط، المقرر حاليًا في 2017.
وهذا ليس وقتًا طويلًا، ولكن بايرون كالان من Capital Alpha Partners قال أن هذا يقدم شيئين هامين لشركة بوينج.
أولًا، يوفر للشركة بضعة شهر أخرى للعثور على عميلها التالي. كما أنه يضمن أن أرقام الإنتاج في St. Louis ستبقى ثابتة، وهو ما يحافظ على ثبات السعر أثناء تفاوض بوينج مع العملاء المحتملين الآخرين.
وقال كالان: “إذا كان بإمكانك تأمين معدلات الإنتاج العالية هذه، فهذا يُعطي وضوحًا أفضل للأسعار وربما سعر أقل”.
ومع ذلك، فإن فرص بوينج تتضاءل. من المتوقع أن تشتري فنلندا وبلجيكا مقاتلات في السنوات القليلة المقبلة، وأقرب منافستيين هما في كندا والدنمارك. وكلا البلدين شري صناعي في مقاتلة الهجوم المشترك F-35 الخاصة بشركة Lockheed Martin، مما جعل المحررين يوافقون على أنهما من المرجح أن يختاروا تصميم الجيل الخامس الخفي بدلًا من طائرة Super Hornet القديمة.
وأشار كالان أيضًا إلى أن فرص المبيعات في المستقبل من F / A-18 في منطقة الخليج ضئيلة، نظرًا لعدد المتطلبات التي تم تلبيتها بالفعل – أو التي تطالب بها المقاتلة الأخرى لبوينج F-15.
وحتى في هذه الحالة هناك مخاوف من عدم إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة. قال مصدر أن بوينج ربما تواجه صعوبة في قطر بسبب المراوغة من جانب إدارة أوباما حول الموافقة على صفقة F-15 لقطر.
RAFALE مقابل TYPHOON
في حين أن الصفقة الكويتية تعتبر كبيرة بالنسبة لبوينج، فقد غطت عليها الزيادة المفاجئة غير المتوقعة للطلبات على طائرة Rafale. وكما كانت 2014 سنة حاسمة لطائرة Saab Gripen، بفضل طلبيات من البرازيل والسويد، فإن 2015 يبدو أنه ستكون سنة حاسمة لـ Dassault.
وفي كلتا الحالتين، فقد أحيت الصفقات التوقعات قريبة-إلى-متوسطة المدى لشركتي تصنيع الطائرات الأوروبيتين التي كان المحللون يعتقدون أنهما قريبتان من الوفاة. والآن لدى هذه الطائرات طلبات حتى العقد القادم.
قال كالان “يبدو أن كل طائرات الجيل الرابع كانت ستموت بحلول 2020، ولكن يبدو أن هذا الأمر قد انقلب الآن رأسًا على عقب.”
بالنسبة لـ Dassault، فإن مصر وقطر والهند قد غيرت كل ذلك مع ما يقرب من 100 طلبية وخيارات يتم الحصول عليها في فترة قصيرة من قِب صانعة الطائرات الفرنسية، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى الدعم الكبير من حكومة فرانسوا هولاند. والأمر مرشح للزيادة بطلبيات أخرى محتملة من الهند ودول أخرى.
وأشار كالان أيضًا إلى عامل آخر يمكن أن يساعد رافال في المنافسات الدولية.
حيث قال “هناك عامل الدولار مقابل اليورو الذي يلعب دورًا في هذا، “إذا استمر اليورو في الضعف أمام الدولار، فقد يجعل Rafale طائرة أكثر جاذبية أو بأسعار تنافسية.”
أطلقت تداعيات صعود Rafale صفارات الإنذار في Airbus و BAE وFinmeccanica، الشركاء الصناعيين وراء مشروع Eurofighter Typhoon الذي يتم بناءه لصالح القوات الجوية من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وكما تبدو الأمور، فإن خطوط التجميع في البلدان الأربعة لديها 143 إضافية عليها تصنيعها قبل الإغلاق في 2018؛ هذا إذا لم يتم تأمين مزيد من طلبات التصدير إضافة إلى الطائرات التي اشترتها بالفعل النمسا وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
قال أبو ليفة “لا شك أن هناك زخم في Rafale حاليًا، “أصبحت بريطانيا أكثر انعزالية وأصبحت فرنسا أكثر نشاطًا في المنطقة. وفي سوق المقاتلات الراقية، الكثير منها يقوم على بناء علاقة استراتيجية.”
والجدير بالذكر أن هولاند أصبح أول زعيم غربي في التاريخ يحضر القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض 5 مايو.
وقال متحدث باسم Eurofighter أن الاتحاد واثق من Typhoon ستجد عملاء جدد على مدى السنوات الثلاث المقبلة في أماكن مثل الشرق الأوسط وآسيا.
هناك صفقة واحدة على الأقل تبدو غير محتملة، وهي إلى الإمارات العربية المتحدة. توقفت مناقشات إماراتية حول صفقة محتملة مع Typhoon من 18 شهر، وبعد فوز Rafale بصفقات مع مصر والهند، أعادت الإمارات النقاش مع فرنسا من أجل صفقة محتملة كبيرة من طائرات Rafale متطورة.
من المتوقع أن تتخذ ماليزيا قرارًا بشأن مقاتلة بديلة في عام 2017 أو 2018 وإندونيسيا وبلجيكا والدنمارك وبولندا وفنلندا هي أسواق أخرى محتملة للطائرة . ومع ذلك فإن أفضل تطلع على المدى القريب للمبيعات هو تكملة الأسطول المكون من 72 طائرة Typhoon التي طلبتها السعودية في صفقة بين حكومتين.
وقال مسؤولون تنفيذيون في الصناعة في لندن أنه قد يكون هناك تقدم في الصفقة السعودية بحلول نهاية هذا العام للحصول على 48 طائرة أو أكثر، مع طلبية محتملة من البحرين.
كما أن احتمالات اتفاق جديد مع السعوديين ، إذا لم تتحسن، فإنها لم تتراجع في ظل إعادة انتخاب حكومة المحافظين في لندن الأكثر انخراطا في الدبلوماسية الدفاعية والصادرات إلى المنطقة مقارنة بإدارة حزب العمل.
شركة BAE Systems هي المسؤولة عن دفع تصدير Typhoon في بقية منطقة الخليج في ظل قيادة Alenia Aermacchi لجهود المبيعات الكويتية. ورفضت شركة الطيران الإيطالية التعليق على خبر الصفقة المقترحة من طائرات F/A-18.
وقال مسؤول آخر في الصناعة في لندن أن هناك آمال بأن Typhoon يمكن أن تكون جزءًا من صفقة منقسمة من قِبل الكويت، ولكنه اعترف بأن هيا لن يكون مرجحًأ إذا انتهت طلبية F/A-18 بـ 40 طائرة.
ومع ذلك، أشار باري إلى أنه إذا كان الشهران الماضيان قد أظهرا شيئًا لمحللي الصناعة، فهذا الشيء هو أنه الأمور قد تتحول تحولًا كبيرًا لطائرةٍ ما في لمح البصر.
وقال “من الواضح أن الدول الشريكة في Typhoon ستشعر بالإحباط بالتحول في الكويت، ولكن سوق الطائرات المقاتلة قد يكون متقلبًا، وهو ما ستعترف به Dassault بسهولة”.
إعداد هارون ميهتاوكريستوفر ب. كافاس فيواشنطن، أندرو شوتر في لندن وعوض مصطفى في أبوظبي. توم كينجتون من إيطاليا ساهم في هذا التقرير.
http://arabic.defensenews.com/?p=1043طائرة F/A-18 تطير في الخليج العربي. يبدو أن الكويت تستعد لطلب ما يصل إلى 40 من طائرة من طراز بوينغ (الصورة: MC2 جون فيليب فاغنر الابن، البحرية الأميركية)
أبو ظبي، لندن، واشنطن – في غضون بضعة أسابيع فقط، تمت مجموعة من الطلبات أعادة تشكيل سوق المقاتلات العالمية.
وجاء أولها إعلان 13 فبراير أن أصبحت مصر أول عميل أجنبي لشركة Dassault Rafale. ثم في 10 إبريل، قدم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي طلبية لشراء 36 طائرة Rafale لبلاده. وبعد أسبوع، قالت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها استأنفت المحادثات مع Dassault حول طائرة Rafale، وبحلول نهاية أبريل، أعلنت قطر عن نيتها شراء المقاتلة الفرنسية.
استمر النشاط خلال الأسبوع الماضي، مع تصريح مصادر لمجلة أخبار الدفاع أن الحكومة الأمريكية قد شارفت على توقيع اتفاق لبيع ما يصل إلى 40 طائرة قتالية من طراز F/A-18 E وF Super Hornet إلى الكويت.
إنه نشاط مدهش لسوق المقاتلات الذي لم يكن يشهد سوى صفقة أو اثنتين في السنة على مستوى العالم، ويقول أحد المحللين أن هذا بسبب الأحداث العالمية في المنطقة.
أبرز دوغ باري، المحلل الجوي رفيع المستوى في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن هذه الاتفاقيات ترتبط كلها بمتطلبات طويلة الأمد.
وقال “في الهند كان الدافع وراء الطلب هو ضرورة معالجة أرقام سرب سلاح الجو في ضوء التأخيرات، في أحسن الأحوال، إلى مشروع الطائرة 126 [الطائرة القتالية المتوسطة متعددة المهام]”. “وفي قطر، كان الهدف هو استبدال طائرة ناضجة، وفي مصر كان هناك حاجة للحصول على منصة متعددة المهام”.
ومع ذلك، فقط أشار إلى أن التحديات الأمنية في منطقة الخليج العربي من المرجح أنها ساعدت في القرارات الكويتية والمصرية.
وافق جان مارك ريكلي ، أستاذ الدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج في لندن، هذا الرأي، مشيرًا إلى أن المبيعات الأخيرة في الخليج “يجب أن تُفهم في ضوء التغيرات الجيوسياسية الجذرية التي بدأتها الثورة الاجتماعية لما يسمى الربيع العربي، وصعود إيران وفك الارتباط الظاهر للولايات المتحدة في المنطقة “.
ويضيف أيضًا أن صعود جماعة الدولة الإسلامية، والمعروف باسم داعش، يشكل ضغوطا على المنطقة تدفع الأنظمة الخليجية القديمة لتعزيز الجهاز العسكري.
وقال ريكلي أن التقارب بين الولايات المتحدة وإيران هو أيضا عامل رئيسي، لأنه في نفس الوقت يعطي إحساسًا بأن إيران تكتسب قوة إقليمية ويغذي التصور بأن الولايات المتحدة تسحب نفسها من المنطقة.
وقال ريكلي: “هذه هي العوامل التي تجبر الدول العربية، وخصوصا دول الخليج، على أن تصبح أكثر استقلالية عسكريًا وتشجعها في هذا الصدد أيضًا الدول الغربية”.
ويشير ريتشارد أبو لافية، المحلل في “Teal Group”، إلى أن تجربة الولايات المتحدة بقطع مبيعات الأسلحة إلى مصر في عام 2013 لا تزال قائمة في أذهان القادة العرب. وفي حين أن المنطقة لديها تاريخ طويل من المعدات العسكرية مزدوجة المصادر، فقد اكتسبت أهمية جديدة من ذلك الحين.
وقال أبو ليفة “في الوقت الراهن، الدول العربية غير متأكدة من أن الولايات المتحدة تريد عزلهم، أضف إلى هذا الاتفاقات مع إيران، هذا يجعل الأمر أسوأ، وفي كثير من الأحيان، عادة ما يتحول الخليج نحو أوروبا من أجل مصدر مزدوج”.
عمر جديد لطائرات Hornet؟
ستخرج صفقة Super Hornet كبيرة إلى النور في خط إنتاج بوينج، حيث تعمل الشركة على تصنيع طائرة جديدة للبحرية الأمريكية وأستراليا، ولكنها ستسلم آخر هذه الطائرات بحلول عام 2017.
لم تطلب البحرية رسميًا أي أنواع من Super Hornet منذ ميزانية 2014. لكن الكونغرس أضاف الأنواع الهجومية الإلكترونية من 15 EA-18G Growler إلى ميزانيات الدفاع عام 2015، وأدرج الجهاز 12 طائرة Super Hornet في قائمة المتطلبات غير الممولة له في 2016. وفي تقريره الأسبوع الماضي عن قانون التصريح الدفاعي لعام 2016، أضافت لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب 1.2 مليار دولار لشراء 12 طائرة – وهي خطوة أولى لإدخال طائرات Super Hornet في فواتير الدفاع الكاملة.
قالت كارولين هوتشيسون، المتحدثة باسم شركة بوينج “من شأن صفقة دولة قريبة أن تكون خبرًا عظيمًا لبوينج والبحرية، ومن المهم أن نلاحظ أن الجمع بين صفقة كبيرة مع تمويل 12 طائرة Super Hornet في قائمة المتطلبات غير الممولة للبحرية سيسمح لنا بالاستمرار في إنتاج الطائرات دون انقطاع”.
وأشارت هوتشيسون بتعليق محدد على المبيعات العسكرية الخارجية لحكومة الولايات المتحدة. ولم يعلق مسؤولو البحرية أو الخارجية على ذلك.
قال أبو ليفة أن تشغيل الكويت لطائرات F/A-18 القديمة يعني أن طائرة Super Hornet كانت خيارًا منطقيًا، مشيرًا إلى أنها ستكون صدمة إذا لم تشترِ الكويت مقاتلة أمريكية أخرى بشكل أو بآخر.
أبرز تيودور كاراسيك، وهو محلل جيوسياسي مقيم الخليج، أن العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت فريدة من نوعها في المنطقة.
“الكويت مختلفة قليلاً عن دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في مشترياتها من المقاتلات”، مشيرا إلى أن الكويت “مرتبطة ارتباطًا وثيقا بصناعة الدفاع الأمريكية، وبالتالي تبرز عند اتخاذ قرارها … بالإضافة إلى ذلك، فإن الكويت عادة ما تشتري المقاتلات الأميركية، لذلك لن يكون من المستغرب إذا قرر الأمير المضي قدمًا في صفقة الشراء”.
وقال مسؤولو بوينغ أن إنتاج طائرتين شهريًا، أو 24 في السنة، أمر ضروري للحفاظ على خط إنتاج St. Louis, Missouri عند نقطة التعادل، على الرغم من إمكانية استيعاب معدل أقل من هذا بقليل. إن استمرار شراء الطائرات سواء من قبل القوات البحرية أو العملاء الأجانب سيحافظ على الحيوية الاقتصادية لخط الإنتاج ويشجع على المزيد من المبيعات الدولية.
وهذا يعني أنه حتى لو وقعت بوينج طلبية كاملة لـ 40 طائرة مع الكويت، فإنها لن تشتريها إلى قبل سنة أو سنتين من تاريخ انتهاء الخط، المقرر حاليًا في 2017.
وهذا ليس وقتًا طويلًا، ولكن بايرون كالان من Capital Alpha Partners قال أن هذا يقدم شيئين هامين لشركة بوينج.
أولًا، يوفر للشركة بضعة شهر أخرى للعثور على عميلها التالي. كما أنه يضمن أن أرقام الإنتاج في St. Louis ستبقى ثابتة، وهو ما يحافظ على ثبات السعر أثناء تفاوض بوينج مع العملاء المحتملين الآخرين.
وقال كالان: “إذا كان بإمكانك تأمين معدلات الإنتاج العالية هذه، فهذا يُعطي وضوحًا أفضل للأسعار وربما سعر أقل”.
ومع ذلك، فإن فرص بوينج تتضاءل. من المتوقع أن تشتري فنلندا وبلجيكا مقاتلات في السنوات القليلة المقبلة، وأقرب منافستيين هما في كندا والدنمارك. وكلا البلدين شري صناعي في مقاتلة الهجوم المشترك F-35 الخاصة بشركة Lockheed Martin، مما جعل المحررين يوافقون على أنهما من المرجح أن يختاروا تصميم الجيل الخامس الخفي بدلًا من طائرة Super Hornet القديمة.
وأشار كالان أيضًا إلى أن فرص المبيعات في المستقبل من F / A-18 في منطقة الخليج ضئيلة، نظرًا لعدد المتطلبات التي تم تلبيتها بالفعل – أو التي تطالب بها المقاتلة الأخرى لبوينج F-15.
وحتى في هذه الحالة هناك مخاوف من عدم إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة. قال مصدر أن بوينج ربما تواجه صعوبة في قطر بسبب المراوغة من جانب إدارة أوباما حول الموافقة على صفقة F-15 لقطر.
RAFALE مقابل TYPHOON
في حين أن الصفقة الكويتية تعتبر كبيرة بالنسبة لبوينج، فقد غطت عليها الزيادة المفاجئة غير المتوقعة للطلبات على طائرة Rafale. وكما كانت 2014 سنة حاسمة لطائرة Saab Gripen، بفضل طلبيات من البرازيل والسويد، فإن 2015 يبدو أنه ستكون سنة حاسمة لـ Dassault.
وفي كلتا الحالتين، فقد أحيت الصفقات التوقعات قريبة-إلى-متوسطة المدى لشركتي تصنيع الطائرات الأوروبيتين التي كان المحللون يعتقدون أنهما قريبتان من الوفاة. والآن لدى هذه الطائرات طلبات حتى العقد القادم.
قال كالان “يبدو أن كل طائرات الجيل الرابع كانت ستموت بحلول 2020، ولكن يبدو أن هذا الأمر قد انقلب الآن رأسًا على عقب.”
بالنسبة لـ Dassault، فإن مصر وقطر والهند قد غيرت كل ذلك مع ما يقرب من 100 طلبية وخيارات يتم الحصول عليها في فترة قصيرة من قِب صانعة الطائرات الفرنسية، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى الدعم الكبير من حكومة فرانسوا هولاند. والأمر مرشح للزيادة بطلبيات أخرى محتملة من الهند ودول أخرى.
وأشار كالان أيضًا إلى عامل آخر يمكن أن يساعد رافال في المنافسات الدولية.
حيث قال “هناك عامل الدولار مقابل اليورو الذي يلعب دورًا في هذا، “إذا استمر اليورو في الضعف أمام الدولار، فقد يجعل Rafale طائرة أكثر جاذبية أو بأسعار تنافسية.”
أطلقت تداعيات صعود Rafale صفارات الإنذار في Airbus و BAE وFinmeccanica، الشركاء الصناعيين وراء مشروع Eurofighter Typhoon الذي يتم بناءه لصالح القوات الجوية من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وكما تبدو الأمور، فإن خطوط التجميع في البلدان الأربعة لديها 143 إضافية عليها تصنيعها قبل الإغلاق في 2018؛ هذا إذا لم يتم تأمين مزيد من طلبات التصدير إضافة إلى الطائرات التي اشترتها بالفعل النمسا وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
قال أبو ليفة “لا شك أن هناك زخم في Rafale حاليًا، “أصبحت بريطانيا أكثر انعزالية وأصبحت فرنسا أكثر نشاطًا في المنطقة. وفي سوق المقاتلات الراقية، الكثير منها يقوم على بناء علاقة استراتيجية.”
والجدير بالذكر أن هولاند أصبح أول زعيم غربي في التاريخ يحضر القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض 5 مايو.
وقال متحدث باسم Eurofighter أن الاتحاد واثق من Typhoon ستجد عملاء جدد على مدى السنوات الثلاث المقبلة في أماكن مثل الشرق الأوسط وآسيا.
هناك صفقة واحدة على الأقل تبدو غير محتملة، وهي إلى الإمارات العربية المتحدة. توقفت مناقشات إماراتية حول صفقة محتملة مع Typhoon من 18 شهر، وبعد فوز Rafale بصفقات مع مصر والهند، أعادت الإمارات النقاش مع فرنسا من أجل صفقة محتملة كبيرة من طائرات Rafale متطورة.
من المتوقع أن تتخذ ماليزيا قرارًا بشأن مقاتلة بديلة في عام 2017 أو 2018 وإندونيسيا وبلجيكا والدنمارك وبولندا وفنلندا هي أسواق أخرى محتملة للطائرة . ومع ذلك فإن أفضل تطلع على المدى القريب للمبيعات هو تكملة الأسطول المكون من 72 طائرة Typhoon التي طلبتها السعودية في صفقة بين حكومتين.
وقال مسؤولون تنفيذيون في الصناعة في لندن أنه قد يكون هناك تقدم في الصفقة السعودية بحلول نهاية هذا العام للحصول على 48 طائرة أو أكثر، مع طلبية محتملة من البحرين.
كما أن احتمالات اتفاق جديد مع السعوديين ، إذا لم تتحسن، فإنها لم تتراجع في ظل إعادة انتخاب حكومة المحافظين في لندن الأكثر انخراطا في الدبلوماسية الدفاعية والصادرات إلى المنطقة مقارنة بإدارة حزب العمل.
شركة BAE Systems هي المسؤولة عن دفع تصدير Typhoon في بقية منطقة الخليج في ظل قيادة Alenia Aermacchi لجهود المبيعات الكويتية. ورفضت شركة الطيران الإيطالية التعليق على خبر الصفقة المقترحة من طائرات F/A-18.
وقال مسؤول آخر في الصناعة في لندن أن هناك آمال بأن Typhoon يمكن أن تكون جزءًا من صفقة منقسمة من قِبل الكويت، ولكنه اعترف بأن هيا لن يكون مرجحًأ إذا انتهت طلبية F/A-18 بـ 40 طائرة.
ومع ذلك، أشار باري إلى أنه إذا كان الشهران الماضيان قد أظهرا شيئًا لمحللي الصناعة، فهذا الشيء هو أنه الأمور قد تتحول تحولًا كبيرًا لطائرةٍ ما في لمح البصر.
وقال “من الواضح أن الدول الشريكة في Typhoon ستشعر بالإحباط بالتحول في الكويت، ولكن سوق الطائرات المقاتلة قد يكون متقلبًا، وهو ما ستعترف به Dassault بسهولة”.
إعداد هارون ميهتاوكريستوفر ب. كافاس فيواشنطن، أندرو شوتر في لندن وعوض مصطفى في أبوظبي. توم كينجتون من إيطاليا ساهم في هذا التقرير.