خبر عُمره 65 عامًا يصف إسبانيا بـ«مصر الثانية»: ما زالت تحمل بعض ملامح الأندلس
«أنا من مدينة كانت عربية لأكثر من ثمانية قرون وأهلها لا يعرفون شيئًا عن ماضيها، لأن الماضي كان ممحوًا تمامًا، تخرجت من الجامعة ولم أسمع أستاذًا يذكر كلمة عن الأندلس، عن العرب، واكتشفت هذا الأمر وحدي، عندما زُرت (الحمراء)، وشاهدت أن كل شيء مكتوب بلغة أخرى.. ما هي هذه اللغة؟ دُهشت، وعندما انتهيت من الخدمة العسكرية انتقلت إلى مدينة مليلية. وهناك بدأت أدرس اللغة العربية. وبعد ستة أشهر، اكتشفت أن اللغة التي أتعلمها هي لغة وحضارة وقاعدة متينة في قريتي، وحضور استمر ثمانية قرون.»، هذا ما قاله المستعرب الإسباني خوسيه ميجيل بويرتا عن الحضارة المفقودة في بلاده.
مشهد الافتتاحية، الشاب طارق بن زياد، وخلفه جيش صغير من العرب والبربر، يفتحون الأندلس في 30 أبريل 711 م، وسط غبار معركة، لم يستطع حجب لمعان سيوفها.
نضغط زر التمرير، وننتقل مباشرةً إلى مشهد النهاية، العام 1492م، تستهلّه تلك العبارة «ابكِ مثل النساء ملكاَ مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال«، قالتها عائشة الحرة، لابنها أبو عبد الله محمد الثاني عشر، آخر ملوك الأندلس المسلمين، وهو يلقي نظرته الأخيرة على غرناطة باكيًا، بعدما أسلمها للملوك الكاثوليك.
مشهدان يفصلهما ما يقرب من 8 قرون، تركت في الأندلس ما لا يمكن أن يُمحى بفعلٍ بشري، ومهما مرّ الزمن، ستبقى الجينات العربية راسخة في أهلها رسوخ ما تركوا من حضارة عمّرت لقرون.
مشهد جانبي، العام 1950، مر ما يقرب من الـ500 عام الآن؛ في إحدى صفحات مجلة الهلال، التي كانت تصدر عن دار الهلال، تصدرتها صورة لعددٍ من النساء يرتدين شيلانٍ من القماش فوق رؤوسهن، ويحملن جراتٍ من المياة، ستقول لأول وهْلة أنهن عربيات.
لكن الدكتور حسين مؤنس، كتب تعليقًا على تلك الصورة يقول «هناك عبر الطرف الآخر من البحر الأبيض يعيش الشعب الإسباني في شبه جزيرته الواسعة.. (فردوس العرب المفقود).. ولو أنك عشت مع الإسبان شهرًا وسمعت أحاديثهم وتأملت بيوتهم وشوارعهم، لما ساورك الشك في أنك بين أبناء عمومتك.. حتى يخيل إليك أن مصر وإسبانيا كانتا في الأصل بلدًا واحدًا قسمته البحار إلى قسمين».
الصورة التي اعتلاها عنوان «إسبانيا.. مصر الثانية»، أثبتت أن العرب لم يتركوا آثارًا أو مباني أو عمائر فقط هناك في الأندلس، لكنهم تركوا بعضًا منهم، جيناتٍ ربما، أو ثقافة، أو شيئًا آخر، لكن المؤكد أن 800 عامٍ من عروبة الأندلس، خلّفت أثرًا لن يُمحى تمامًا، ورُبما لم تعد الأندلس عربية الجسد، لكنها لم تزل هكذا في بعضٍ من روحها
http://lite.almasryalyoum.com/
«أنا من مدينة كانت عربية لأكثر من ثمانية قرون وأهلها لا يعرفون شيئًا عن ماضيها، لأن الماضي كان ممحوًا تمامًا، تخرجت من الجامعة ولم أسمع أستاذًا يذكر كلمة عن الأندلس، عن العرب، واكتشفت هذا الأمر وحدي، عندما زُرت (الحمراء)، وشاهدت أن كل شيء مكتوب بلغة أخرى.. ما هي هذه اللغة؟ دُهشت، وعندما انتهيت من الخدمة العسكرية انتقلت إلى مدينة مليلية. وهناك بدأت أدرس اللغة العربية. وبعد ستة أشهر، اكتشفت أن اللغة التي أتعلمها هي لغة وحضارة وقاعدة متينة في قريتي، وحضور استمر ثمانية قرون.»، هذا ما قاله المستعرب الإسباني خوسيه ميجيل بويرتا عن الحضارة المفقودة في بلاده.
مشهد الافتتاحية، الشاب طارق بن زياد، وخلفه جيش صغير من العرب والبربر، يفتحون الأندلس في 30 أبريل 711 م، وسط غبار معركة، لم يستطع حجب لمعان سيوفها.
نضغط زر التمرير، وننتقل مباشرةً إلى مشهد النهاية، العام 1492م، تستهلّه تلك العبارة «ابكِ مثل النساء ملكاَ مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال«، قالتها عائشة الحرة، لابنها أبو عبد الله محمد الثاني عشر، آخر ملوك الأندلس المسلمين، وهو يلقي نظرته الأخيرة على غرناطة باكيًا، بعدما أسلمها للملوك الكاثوليك.
مشهدان يفصلهما ما يقرب من 8 قرون، تركت في الأندلس ما لا يمكن أن يُمحى بفعلٍ بشري، ومهما مرّ الزمن، ستبقى الجينات العربية راسخة في أهلها رسوخ ما تركوا من حضارة عمّرت لقرون.
مشهد جانبي، العام 1950، مر ما يقرب من الـ500 عام الآن؛ في إحدى صفحات مجلة الهلال، التي كانت تصدر عن دار الهلال، تصدرتها صورة لعددٍ من النساء يرتدين شيلانٍ من القماش فوق رؤوسهن، ويحملن جراتٍ من المياة، ستقول لأول وهْلة أنهن عربيات.
لكن الدكتور حسين مؤنس، كتب تعليقًا على تلك الصورة يقول «هناك عبر الطرف الآخر من البحر الأبيض يعيش الشعب الإسباني في شبه جزيرته الواسعة.. (فردوس العرب المفقود).. ولو أنك عشت مع الإسبان شهرًا وسمعت أحاديثهم وتأملت بيوتهم وشوارعهم، لما ساورك الشك في أنك بين أبناء عمومتك.. حتى يخيل إليك أن مصر وإسبانيا كانتا في الأصل بلدًا واحدًا قسمته البحار إلى قسمين».
الصورة التي اعتلاها عنوان «إسبانيا.. مصر الثانية»، أثبتت أن العرب لم يتركوا آثارًا أو مباني أو عمائر فقط هناك في الأندلس، لكنهم تركوا بعضًا منهم، جيناتٍ ربما، أو ثقافة، أو شيئًا آخر، لكن المؤكد أن 800 عامٍ من عروبة الأندلس، خلّفت أثرًا لن يُمحى تمامًا، ورُبما لم تعد الأندلس عربية الجسد، لكنها لم تزل هكذا في بعضٍ من روحها
http://lite.almasryalyoum.com/