الأمير تركي بن سعود متحدثا في المؤتمر الصحافي لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أمس. تصوير : سعد العنزي ـــ «الاقتصادية»
وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات"، عقود تصنيع وإطلاق قمرين جديدين مع شركتي لوكهيد مارتن وأريان سبيس، فيما يقدر إجمالي الاستثمار في هذين القمرين شاملة التصنيع والإطلاق والتأمين في المدار بـ650 مليون دولار.
القمر الأول الذي ستطلق عليه الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اسم القمر السعودي للاتصالات (SGS-1)، على الموقع 39 درجة شرقا بالمشاركة مع "عرب سات"، وتصنعه شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، سيلبي احتياجات خدمة قطاع الاتصالات والنطاق العريض في السعودية، كما يحمل هذا القمر حمولة خاصة لشركة هيلاس سات (المملوكة بالكامل لعرب سات)، بينما سيوقع عقد إطلاقه مع شركة أريان سبيس الفرنسية.
أما القمر الثاني فهو قمر عرب سات 6A على موقع عرب سات 30.5 درجة شرق، الذي من شأنه أن يدعم المركز التنافسي لعرب سات، ويؤهلها للبقاء كمزود أول في السوق العربية وإفريقيا ودول الجوار للسعات القمرية والخدمات الفضائية المتطورة.
وقال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود؛ رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، خلال مؤتمر صحافي عقده ومسؤولو التحالفين في الرياض، أمس، إن المدينة عملت للحصول على أفضل وأحدث التقنيات في مجال الأقمار الصناعية، والاستفادة من جميع الإمكانات والقدرات في المملكة، التي أمنتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، لامتلاك أنظمة اتصالات فضائية متطورة وآمنة، وتخدم شريحة كبيرة من القطاعات الحكومية والتجارية.
وأوضح أن هذا يأتي استكمالا لعمل المدينة في مجال توطين تقنيات الأقمار الصناعية وتطبيقاتها في المملكة، لافتاً إلى أنه تأتي الشراكة الاستراتيجية مع "عرب سات" لتعزز هذا المفهوم المتكامل مع أبرز المشغلين للاتصالات الفضائية في المملكة والمنطقة بشكل عام، وكذلك تلك الشراكة مع شركة لوكهيد مارتن إحدى الشركات العريقة والرائدة في مجال تصنيع الأقمار الصناعية وشركة تقنية الفضائية، التي هي إحدى شركات الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني "تقنية"، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، لغرض الرفع من قدرات التصنيع المحلي للأقمار الصناعية في المملكة.
وفي رده على سؤال لـ"الاقتصادية" قال الأمير تركي، إن التحالف يعتبر نقلة متقدمة لتصنيع الأقمار في السعودية لتوفيرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتاً إلى أنها ستكون شراكة قوية، بحيث تكون الأقمار والعاملون في المنشآت من السعودية، مشيراً إلى أن المدينة تعمل على تطوير تقنية الأقمار الاصطناعية منذ عام 1998، وهي مستمرة وستطلق قبل أقل من عام قمرين للاستطلاع.
وحول إطلاق الأقمار من الأراضي السعودية، أوضح أن إطلاق الأقمار الصناعية من الأراضي السعودية تدخل فيه جوانب اقتصادية وليس ضمن الشراكة في المرحلة الحالية.
وفيما يتعلق بتنويع التحالف ودوره في تنويع مصادر الدخل، أَضاف لـ"الاقتصادية" أن السعودية متجهة للاقتصاد المعرفي للابتعاد عن البترول كمصدر رئيس، مؤكداً أن مثل هذه المشاريع لها تأثير على الجانب الاقتصادي والقدرات التقنية للسعودية، مشيراً إلى أن عملية الإنتاج من الأقمار ستكون بحسب الطلب. وبخصوص ضياع القمر المصري والحرص على أن تكون الأقمار محمية، قال إنه يجب أن تكون كل الأقمار محمية، بحيث ألا يأخذ أحد المعلومات ويتحكم فيها ويوجهها إلى أي جهة أخرى يريدها، ووصف ما حدث بأنه فشل تقني.
وأكد أن أقمار مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية محمية، ولا يستطيع أحد أن يخترقها ويحصل على المعلومات ويوجهها، مؤكداً أنه تم إطلاق عدد من الأقمار وجميعها محمية.
من جهته، قال المهندس عبدالله بن محمد العصيمي؛ الرئيس التنفيذي لشركة تقنية الفضائية، إن الشركة ستصبح من الشركات الرائدة في مجال خدمات وتطبيقات الفضاء، وستقدم خدمات الاتصالات واسعة النطاق للمناطق النائية والاستخدام البحري والجوي لكل من القطاعين الحكومي والخاص، مضيفاً أن الشراكة مع "لوكهيد مارتن" لتصنيع الأقمار الصناعية ستوفر متطلبات أسواق الشرق الأوسط من الأقمار في المدارات الثابتة والمدارات القريبة من الأرض والمحطات الأرضية.
بدوره، قال المهندس خالد بالخيور؛ الرئيس التنفيذي لـ"عرب سات"، إن "توقيع عقود هذه الأقمار الجديدة يمثل أهمية خاصة بالنسبة لـ"عرب سات"، حيث يعد تطويراً ناجحاً لشراكتنا الاستراتيجية مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، التي بدأت منذ إطلاق القمر 5C عام 2011، وأثمرت اليوم عن بناء قمر تجاري مشترك متكامل مع المدينة وهو القمر SGS-1 على موقعنا المداري 39 درجة شرق، الذي من شأنه أن يلبي احتياجات المدينة لخدمة السعودية، وستثمر هذه الشراكة عن اتفاقية مع شركة تقنية الفضائية للتعاون في مجال تقديم خدمات الاتصالات الفضائية".
المصدر