عن الأرمن والهنود الحمر...
أنمار السيد – أورينت نت
بات واضحا طريقة التعاطي الغربية مع الملفات الإنسانية من خلال حالة الابتزاز التي تقوم بها لأطراف هذه الملفات، والضحك المكشوف على الذقون فيها؛ بل وعلى العالم أجمع متذرعة بحساسيتها المفرطة تجاه حقوق الإنسان!
ويبدو أن تحريك البرلمان الفرنسي مؤخرا لملف مذبحة الأرمن تجاه تركيا، يعد إحدى وجوه النفاق الأوربي في هذه المسائل... فالدوائر الغربية المستعدة لتوظيفها مرة لصالح تركيا ومرة ضدها حسب مستوى الرضا عن أنقرة.
وقد ثبت هذا المبدأ حين صرح بعض النواب الاميركين أمثال النائب الجمهوري مايك بنس أنه مستعد لسحب رفضه لقرار الكونغرس إتهام تركيا بالتورط في إبادة جماعية للأرمن في الحرب العالمية الأولى وذلك بعد احداث أسطول الحرية التركي مقابل تنازل تركيا عن ملاحقة إسرائيل قضائيا وكأن الأرمن في العيون الغربية أداة توظيف سياسي ياخذون فيها شكل الصفقة التي تأخذ وتعطى .
مليون ونصف المليون أرمني قتلوا على يد القوات التركية عام 1915 هذا ما تستند عليها التقارير التي تتتباكى عليها أوربا وأمريكا... ولا نعرف على وجه الدقة كيف تمكنوا من إحصاء عدد القتلى الأرمن في تلك الظروف اي قبل أكثر من مائة عام، علما أن مقتل أكثر من 120 ألف مواطن تركي مسلم قتلتهم عصابات الأرمن والجيش الأرميني في أزمير، لم يرهم الضمير الأوربي والعالمي، ولم يرَ أيضا مستندات الإحصاءات التركية التي كانت تشير أنذاك بأن عدد جميع الأرمن في تركيا هم مليون وثلاثمئة ألف أرمني... أي أن الاتراك استأجروا مئتي ألف إضافية من الأرمن لذبحهم بحسب المنطق الأوربي!!!
طبعاً نحن لانشك أن الأرمن ألمت بهم مأساة كبيرة، ولكن تحميل طرف واحد المسؤولية عن المأساة والمبالغة بها، وإغفال الطرف الآخر لمجرد الابتزاز والتوظيف السياسي وتصفية الحسابات هذا أمر غير مقبول.. وهو بحد ذاته خيانة لحقوق الإنسان التي يتباكون عليها، لأنهو يحولها من قضية سامية إلى اتجار رخيص!
ورغم أن الأمم المتحدة أعلنت انها لاتعتبر ماحدث في تركيا في بداية القرن العشرين، "إبادة جماعية عرقية " وهو الموقف الدولي الرسمي من تلك الأحداث على مدى تسعة عقود كاملة؛ إلا إن الغرب بدأ في تغيير مواقفه في الأونة الاخيرة بناء على حسابات إستراتيجية جديدة ربما أهمها عرقلة دخول تركيا الإتحاد الأوربي وماخفي أعظم .
وأعتقد ان الكثير سوف يشاركوني الرأي في سؤال مفاده لماذا يقوم الغرب بهذه الحركة لتقليب ماضي الأرمن والأتراك والعجيب أن ضميره نسي الأبادة التي قام بها الاميركيون للهنود الحمر أو مذابح مسلمين بورما وغيرها الكثير .
أنا هنا لا أناقش المسألة الأرمينية وتفاصليها.. وهل هي مذبحة كانت أم مجرد حوادث متفرقة شغل عليها دوليا لتكون ملفا ابتزازيا لتركيا؟! فهذا الموضوع يحتاج دراسات تحقيقة ومن اطراف حيادية ومختلفة تشخص ماوقع على كل من الأرمن والاتراك معا وليست دراسات مأخوذة من طرف واحد، ومتجاهلة لما يقوله الطرف الأخر لحادثة وقعت قبل أكثر من مئة عام من الآن.
فقد شهدت تلك الفترة جراء الحروب والكوارث مقتل مايزيد عن 3 مليون مسلم في الدولة العثمانية وفي النطاق الجغرافي ذاته وقتل العديد منهم بسلاح التيارات الأرمنية العنصرية ويتساءل العديد من المراقبين عن سبب التركيز الغربي فقط على مأساة الأرمن، وفي هذه المرحلة بالذات، ولا يتم الحديث عن المآسي الأخرى الأكثر بشاعة في هذه الفترة كمالمأساة التي يتعرض لها الشعب السوري على يد الأسد .
وبالمناسبة لاحظوا لم يرتعش قلب بابا الفاتيكان لأكثر من خمسين ألف صورة لمعتقل سوري قتل تحت التعذيب في سجون الأسد وكل الضحايا السوريين الذين يسقطون يوميا بفعل اجرام النظام السوري أم لأنهم " سنة " وكل من هو سني ليس على لوائح الضمير الإنساني في الغرب.
ربما... لما لا ... يكون السُنة في كل من سوريا والعراق وغيرها هم الهنود الحمر لهذا الزمن " أنت سني إذا أنت هندي أحمر "
أنمار السيد – أورينت نت
بات واضحا طريقة التعاطي الغربية مع الملفات الإنسانية من خلال حالة الابتزاز التي تقوم بها لأطراف هذه الملفات، والضحك المكشوف على الذقون فيها؛ بل وعلى العالم أجمع متذرعة بحساسيتها المفرطة تجاه حقوق الإنسان!
ويبدو أن تحريك البرلمان الفرنسي مؤخرا لملف مذبحة الأرمن تجاه تركيا، يعد إحدى وجوه النفاق الأوربي في هذه المسائل... فالدوائر الغربية المستعدة لتوظيفها مرة لصالح تركيا ومرة ضدها حسب مستوى الرضا عن أنقرة.
وقد ثبت هذا المبدأ حين صرح بعض النواب الاميركين أمثال النائب الجمهوري مايك بنس أنه مستعد لسحب رفضه لقرار الكونغرس إتهام تركيا بالتورط في إبادة جماعية للأرمن في الحرب العالمية الأولى وذلك بعد احداث أسطول الحرية التركي مقابل تنازل تركيا عن ملاحقة إسرائيل قضائيا وكأن الأرمن في العيون الغربية أداة توظيف سياسي ياخذون فيها شكل الصفقة التي تأخذ وتعطى .
مليون ونصف المليون أرمني قتلوا على يد القوات التركية عام 1915 هذا ما تستند عليها التقارير التي تتتباكى عليها أوربا وأمريكا... ولا نعرف على وجه الدقة كيف تمكنوا من إحصاء عدد القتلى الأرمن في تلك الظروف اي قبل أكثر من مائة عام، علما أن مقتل أكثر من 120 ألف مواطن تركي مسلم قتلتهم عصابات الأرمن والجيش الأرميني في أزمير، لم يرهم الضمير الأوربي والعالمي، ولم يرَ أيضا مستندات الإحصاءات التركية التي كانت تشير أنذاك بأن عدد جميع الأرمن في تركيا هم مليون وثلاثمئة ألف أرمني... أي أن الاتراك استأجروا مئتي ألف إضافية من الأرمن لذبحهم بحسب المنطق الأوربي!!!
طبعاً نحن لانشك أن الأرمن ألمت بهم مأساة كبيرة، ولكن تحميل طرف واحد المسؤولية عن المأساة والمبالغة بها، وإغفال الطرف الآخر لمجرد الابتزاز والتوظيف السياسي وتصفية الحسابات هذا أمر غير مقبول.. وهو بحد ذاته خيانة لحقوق الإنسان التي يتباكون عليها، لأنهو يحولها من قضية سامية إلى اتجار رخيص!
ورغم أن الأمم المتحدة أعلنت انها لاتعتبر ماحدث في تركيا في بداية القرن العشرين، "إبادة جماعية عرقية " وهو الموقف الدولي الرسمي من تلك الأحداث على مدى تسعة عقود كاملة؛ إلا إن الغرب بدأ في تغيير مواقفه في الأونة الاخيرة بناء على حسابات إستراتيجية جديدة ربما أهمها عرقلة دخول تركيا الإتحاد الأوربي وماخفي أعظم .
وأعتقد ان الكثير سوف يشاركوني الرأي في سؤال مفاده لماذا يقوم الغرب بهذه الحركة لتقليب ماضي الأرمن والأتراك والعجيب أن ضميره نسي الأبادة التي قام بها الاميركيون للهنود الحمر أو مذابح مسلمين بورما وغيرها الكثير .
أنا هنا لا أناقش المسألة الأرمينية وتفاصليها.. وهل هي مذبحة كانت أم مجرد حوادث متفرقة شغل عليها دوليا لتكون ملفا ابتزازيا لتركيا؟! فهذا الموضوع يحتاج دراسات تحقيقة ومن اطراف حيادية ومختلفة تشخص ماوقع على كل من الأرمن والاتراك معا وليست دراسات مأخوذة من طرف واحد، ومتجاهلة لما يقوله الطرف الأخر لحادثة وقعت قبل أكثر من مئة عام من الآن.
فقد شهدت تلك الفترة جراء الحروب والكوارث مقتل مايزيد عن 3 مليون مسلم في الدولة العثمانية وفي النطاق الجغرافي ذاته وقتل العديد منهم بسلاح التيارات الأرمنية العنصرية ويتساءل العديد من المراقبين عن سبب التركيز الغربي فقط على مأساة الأرمن، وفي هذه المرحلة بالذات، ولا يتم الحديث عن المآسي الأخرى الأكثر بشاعة في هذه الفترة كمالمأساة التي يتعرض لها الشعب السوري على يد الأسد .
وبالمناسبة لاحظوا لم يرتعش قلب بابا الفاتيكان لأكثر من خمسين ألف صورة لمعتقل سوري قتل تحت التعذيب في سجون الأسد وكل الضحايا السوريين الذين يسقطون يوميا بفعل اجرام النظام السوري أم لأنهم " سنة " وكل من هو سني ليس على لوائح الضمير الإنساني في الغرب.
ربما... لما لا ... يكون السُنة في كل من سوريا والعراق وغيرها هم الهنود الحمر لهذا الزمن " أنت سني إذا أنت هندي أحمر "