مصادر في إسرائيل: الجاسوس كوهين دخل سوريا بمساعدة أميريكية

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,779
التفاعل
17,897 114 0
مصادر في إسرائيل: الجاسوس كوهين دخل سوريا بمساعدة أميريكية

بمناسبة 50 عاما على إعدامه



الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة:

يستدل من مستندات بلغت شقيق إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي في سوريا في الستينيات، أنه تلقى قبل إعدامه مساعدة من مسؤول في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن رجل أمن سوري أتاح له دخول سوريا بمركبة محملة بأجهزة تنصت. وبمناسبة الذكرى الخمسين لإعدام كوهين بعد كشف أمره واعترافه بمساعدة الاستخبارات الروسية عام 1965، نشر موقع «والا» الإسرائيلي أمس ملابسات جديدة في قضية التجسس هذه التي أثارت في حينه صدى واسعا. وقتها تمكن الجاسوس الإسرائيلي من انتحال شخصية رجل أعمال سوري مغترب يدعى كامل أمين ثابت عاد لـ»بلاده» وتقرب من النخب الحاكمة وزود إسرائيل بمعطيات وافرة ومهمة في الفترة 1962 – 1965.
قبيل إعدامه سمحت السلطات السورية للجاسوس بكتابة رسالة أخيرة لزوجته ناديا، وهي شقيقة الكاتب اليهودي من أصل عراقي سامي ميخائيل، دعاها فيها للزواج من رجل آخر بعده كي يكون لها زوجا وأبا لأولاده الثلاثة منها. كما طلب منها عدم البقاء عالقة بالذكريات والأحزان بل بالتقدم في الحياة وفتح صفحة جديدة لكنها بقيت أرملة.
وفي المحكمة العسكرية التي حكمت عليه بالإعدام قال كوهين إنه تعرف من جملة من تعرف عليهم شخص سوري هو بحسب أرشيفات للمخابرات الأمريكية كشف عنها في السنوات الأخيرة من ناشطيها وأتباعها. ويوضح «والا» أن زوجة السوري يهودية الأصل، وأنه قد ساهم في إدخال كوهين لسوريا بعدما التقاه في مدينة جنوا الإيطالية.
وأصل الحكاية مع تجسس كوهين في سوريا يعود لسفره من إيطاليا بحرا إلى بيروت ومنها لدمشق على متن مركبة حملت أجهزة التنصت واجتازت معبر التفتيش برشوة للمسؤول فيه.
وحسب أقوال أفرهام كوهين، استنادا لأرشيفات جديدة فإن كوهين دخل بيروت ومكث فترة في أحد فنادقها ومنه اتصل السوري الناشط في المخابرات الأمريكية بأحد معارفه في المخابرات السورية وعمل على تسهيل اجتياز كوهين للحدود بسيارة من نوع أوبل موديل 1962 حتى استقر في فندق صفرا في دمشق. ويتابع الموقع «في الليلة ذاتها زار كوهين مزرعة الشخص في دمشق وشارك في حفلة سوية مع سفيري الكويت والأردن وشخصيات نخبوية من سوريا. وتقول ناديا إن زوجها كان في رحلته الأخيرة من «خارج البلاد» عصبيا وإنها فشلت بإقناعه بالبقاء بعدما أبلغها أنه سينهي عمله بعد ستة شهور ويبقى لجانبها للأبد. ويوضح «والا» أن كوهين تمكن بفضل علاقات نسجها مع الطبقة الحاكمة في سوريا من دخول هضبة الجولان ثلاث مرات رغم أنها كانت منطقة عسكرية مغلقة يحظر دخولها إلا بتصريح من قائد الأركان. يشار إلى أن كتبا إسرائيلية زعمت في الماضي أن كوهين كان يمرر معلومات سرية للموساد عن مراكز الجيش السوري، وتحركاته وما زالت الرقابة العسكرية في إسرائيل تحظر أغلبية هذه المعلومات.
وبعد حرب 1967 قال رئيس حكومة إسرائيل ليفي أشكول إنه لولا معلومات كوهين عن سوريا لكان الجيش الإسرائيلي مضطرا لتجنيد قوات أكبر على حساب قواتها على الجبهة المصرية في 1967. وكشف أمس أن إسرائيل انتهت من بناء تمثال حجري ضخم لزوجة وأبناء كوهين الذي رفضت سوريا إعادة رفاته في منطقة الجولان. يشار إلى أن كوهين ولد في الاسكندرية لعائلة يهودية عام 1924 وأطلقت محكمة مصرية سراحه عام 1955 لقلة الأدلة بعدما اعتقلت السلطات المصرية زملاء له تورطوا بما يعرف بـ «فضيحة لافون» حيث فجروا مراكز غربية في القاهرة بتوجيه من إسرائيل بهدف المساس بعلاقة مصر مع العالم الغربي.
وفي 1957 هاجر كوهين إلى فلسطين واستمر بعمله التجسسي بترجمة مواد عربية للعبرية. وقتها رفض الموساد طلبه بالانخراط في عمل ميداني خوفا من انكشاف أمره بعد اعتقاله في مصر لكنه أصر بعد زواجه من ناديا في 1959 على العمل التجسسي وأبلغ زوجته بأنه سيعمل في «مصنع حكومي سري». وبعد تدريبات سافر بتوجيه من الموساد للأرجنتين بجواز سفر فرنسي وهناك انتحل شخصية ثابت ونجح بالتقرب من سوريين كثر منهم أمين الحافظ الذي كان يعمل ملحقا عسكريا في سفارة سوريا، وبعد عامين صار رئيسا لها. ومن بوينس أيريس انتقل لدمشق بمساعدة مسؤول بالمخابرات الأمريكية.
ونشر «والا» صورا تاريخية لكوهين مع أمين الحافظ ونور الدين الأتاسي ومع عدد من القادة السياسيين والعسكريين الذين نجح بالتقرب منهم بواسطة شخصيته المنتحلة كتاجر سوري عاد لوطنه ومنهم حاز على أسرار مهمة. كما انضم لحزب البعث وأدى عدة مهمات من أجله ومنها محاولة «تطييب خاطر» رئيس الحكومة السورية صلاح البيطار بعدما هاجر للإقامة في أريحا، وخلال ذلك بث إرساليات محملة بمعطيات عن كل ما يدور في سوريا للموساد منها ما يتعلق بمخطط سوري لتغيير مجرى نهر الأردن وعلى أثر ذلك هاجم الطيران الإسرائيلي منشآت سورية أقيمت لهذا الغرض. وتعترف ناديا أرملة الجاسوس كوهين للمرة الأولى بأنها كانت تعرف أنه يعمل جاسوسا رغم عدم إخبارها بذلك «فأنا زوجته ولست حمقاء».
 
عودة
أعلى