إيران لم تعد قادرة على "استرقاق السّنة"!
أحمد صلال - أورينت نت
الظرف الاقتصادي والإقليمي أوصلا إيران إلى المكان، الذي لن تحسد عليه حاضراً ولا مستقبلاً!
الظرف الذي خسرت فيه إيران برنامجها النووي الطامح إلى قدرات عسكرية نووية وقنبلة ذرية، ورضخت لاتفاق يقأخيراً حصل ذلك وبفضل التدخلات الإيرانية في ملفات المنطقة المشتعلة، خسرت إيران برنامجها النووي ومعه البلايين من الدولارات!
الآن لا فائدة ترجى من إيران على المستوى العسكري، فالدولة الطامحة تسعى الآن إلى البحث عن حلول اقتصادية ذات جدوى تحول دون انفجار احتجاجي في المجتمع الإيراني المنهك بالعقوبات.
ولعل السؤال الأبرز الذي يطرحه الاتفاق النووي الأخير، أي نصر يتحدث عنه الساسة ومناصريهم في إيران؟
إيران التي وقعت الاتفاق لم توقعه من موقع القوة، إيران وقعت بنموذج يذكر بالطريقة التي وقع فيها معمر القذافي صاغراً، وقعت تحت احتمال راجحة كفة التدخل العسكري والمزيد من العقوبات السياسية والاقتصادية، وبعيداً عن الاحتمالات الدولية، إقليمياً حليفها الحوثي في اليمن أقترف خطأ في الحسابات، أوصله لفشل ذرع، حتماً لن تكون كلفته أقل من القضاء عليه كاملاً، "حزب الله"اللبناني القابع في الضاحية الجنوبية وبعد تورطه في الوحل السوري وخسائره الفادحة، تحول من رصيد سياسي داعم لإيران ونفوذها إلى عبء مالي ضخم لا يطاق، ولا فائدة سياسية ترجى منه، ناهيك عن تورط إيران المباشر مالياً وعسكرياً في سوريا، والذي يعتبر الفشل المدوي الأكبر في قائمة فشل إيران المتتالي.
هشاشة دور إيران كونها الدولة الإقليمية الأقوى في المنطقة، ظهر واضحاً في خسارة كل رهاناتها على الأسد، الذي أرهق الخزينة الإيرانية، وأظهر زيف شعارات إيران في محاربة الجماعات التكفيرية ومساندة القضية الفلسطينية والمقاومة، مما يعطيها مشروعية سياسية ودينية، لتظهر حقيقة إيران الفارسية كشعور قومي يرفده مورثات صراع قديم بين الفرس والعرب، زمن الفتوحات العربية-الإسلامية.
ليس بعيداً عن (سوريا) في (العراق)، والذي حاولت إيران فيه تقديم نفسها كمستعيدة لدور الشيعة الذي حرمت منه أربعة عشر قرناً، والذي يقدم فيه الولي الفقيه نفسه ولي أمر المسلمين، هذا الصراع المذهبي الذي استحضرته إيران وذهبت فيه إلى أقصى الحدود، أنتج الآن حركات أصولية مضادة، ناشرة الكراهية والتوتر المذهبي والفوضى ليس في العراق لوحده إنما خارج الحدود، مما أثار ردود فعل وغضب دوليان لم يكون المالكي لوحده ضحيته الأولى، وإنما النفوذ الإيراني برمته، المالكي الذي صرح ذات مرة، إن الصراع مع المكون السني، مستمر منذ معركة كربلاء.
الممارسات الإيرانية هي ذاتها، حاولت إيران تنفيذها في (البحرين)، لكن سرعان ما عبر قوات"درع الجزيرة"جسر الملك، ومصر الذي حاولت إيران التقارب معها في عهد الإخوان، سرعان ما آلت الأمور فيها إلى نفوذ سعودي خالص، وفي قطاع غزة دعمت إيران"حماس"في ثلاث حروب ضد إسرائيل، جرت على القطاع وساكنيه الأبرياء المزيد من الموت والدمار.
في الداخل الإيراني طالما بالغت الحكومة الإيرانية في تصوير الدعم الشعبي للمشروع، المشروع المحظور من الطرح العلني للنقاش على شبكات التلفزة والصحف، أودت معارضة بعض الصحفيين والأكاديميين له إلى السجون، والناس حسب تقارير إعلامية ضاقت ذرعاً بالحديث عن المفاعلات واليورانيوم المخصب في ظل ظرف اقتصادي خانق. إذاً سوء إدارة الوضع الاقتصادي والوضع الخانق هو ما دفع إيران لتعديل موقفها من تطبيع العلاقات مع أمريكا والمجتمع الدولي، حيث لم تعد قادرة مجاراة النموذج الباكستاني والكوري الشمالي المتمسكان ببرنامجها النوويان، ليكون العدول عن البرنامج النووي مقابل الخبز للشعب الإيراني لا الرفاهية.
لم تعد قادرة إيران اليوم على "استرقاق السنة" كما تسترق الشيعة العرب وتستبعدهم.. وجنون العظمة الذي كان يراودها لتكون قوة لا إقليمية فحسب، بل قوة دولية نامية أسوةً بتركيا والالتحاق بمجموعة العشرين، فشل نتيجة عدم الشعور بالأمان وسوء الإدارة السياسية، هذه ثمار الاتفاقية السامة التي يطبل لها ساسة وأبواق إيران بكونها نصر سياسي من العيار الثقيل.
أحمد صلال - أورينت نت
الظرف الاقتصادي والإقليمي أوصلا إيران إلى المكان، الذي لن تحسد عليه حاضراً ولا مستقبلاً!
الظرف الذي خسرت فيه إيران برنامجها النووي الطامح إلى قدرات عسكرية نووية وقنبلة ذرية، ورضخت لاتفاق يقأخيراً حصل ذلك وبفضل التدخلات الإيرانية في ملفات المنطقة المشتعلة، خسرت إيران برنامجها النووي ومعه البلايين من الدولارات!
الآن لا فائدة ترجى من إيران على المستوى العسكري، فالدولة الطامحة تسعى الآن إلى البحث عن حلول اقتصادية ذات جدوى تحول دون انفجار احتجاجي في المجتمع الإيراني المنهك بالعقوبات.
ولعل السؤال الأبرز الذي يطرحه الاتفاق النووي الأخير، أي نصر يتحدث عنه الساسة ومناصريهم في إيران؟
إيران التي وقعت الاتفاق لم توقعه من موقع القوة، إيران وقعت بنموذج يذكر بالطريقة التي وقع فيها معمر القذافي صاغراً، وقعت تحت احتمال راجحة كفة التدخل العسكري والمزيد من العقوبات السياسية والاقتصادية، وبعيداً عن الاحتمالات الدولية، إقليمياً حليفها الحوثي في اليمن أقترف خطأ في الحسابات، أوصله لفشل ذرع، حتماً لن تكون كلفته أقل من القضاء عليه كاملاً، "حزب الله"اللبناني القابع في الضاحية الجنوبية وبعد تورطه في الوحل السوري وخسائره الفادحة، تحول من رصيد سياسي داعم لإيران ونفوذها إلى عبء مالي ضخم لا يطاق، ولا فائدة سياسية ترجى منه، ناهيك عن تورط إيران المباشر مالياً وعسكرياً في سوريا، والذي يعتبر الفشل المدوي الأكبر في قائمة فشل إيران المتتالي.
هشاشة دور إيران كونها الدولة الإقليمية الأقوى في المنطقة، ظهر واضحاً في خسارة كل رهاناتها على الأسد، الذي أرهق الخزينة الإيرانية، وأظهر زيف شعارات إيران في محاربة الجماعات التكفيرية ومساندة القضية الفلسطينية والمقاومة، مما يعطيها مشروعية سياسية ودينية، لتظهر حقيقة إيران الفارسية كشعور قومي يرفده مورثات صراع قديم بين الفرس والعرب، زمن الفتوحات العربية-الإسلامية.
ليس بعيداً عن (سوريا) في (العراق)، والذي حاولت إيران فيه تقديم نفسها كمستعيدة لدور الشيعة الذي حرمت منه أربعة عشر قرناً، والذي يقدم فيه الولي الفقيه نفسه ولي أمر المسلمين، هذا الصراع المذهبي الذي استحضرته إيران وذهبت فيه إلى أقصى الحدود، أنتج الآن حركات أصولية مضادة، ناشرة الكراهية والتوتر المذهبي والفوضى ليس في العراق لوحده إنما خارج الحدود، مما أثار ردود فعل وغضب دوليان لم يكون المالكي لوحده ضحيته الأولى، وإنما النفوذ الإيراني برمته، المالكي الذي صرح ذات مرة، إن الصراع مع المكون السني، مستمر منذ معركة كربلاء.
الممارسات الإيرانية هي ذاتها، حاولت إيران تنفيذها في (البحرين)، لكن سرعان ما عبر قوات"درع الجزيرة"جسر الملك، ومصر الذي حاولت إيران التقارب معها في عهد الإخوان، سرعان ما آلت الأمور فيها إلى نفوذ سعودي خالص، وفي قطاع غزة دعمت إيران"حماس"في ثلاث حروب ضد إسرائيل، جرت على القطاع وساكنيه الأبرياء المزيد من الموت والدمار.
في الداخل الإيراني طالما بالغت الحكومة الإيرانية في تصوير الدعم الشعبي للمشروع، المشروع المحظور من الطرح العلني للنقاش على شبكات التلفزة والصحف، أودت معارضة بعض الصحفيين والأكاديميين له إلى السجون، والناس حسب تقارير إعلامية ضاقت ذرعاً بالحديث عن المفاعلات واليورانيوم المخصب في ظل ظرف اقتصادي خانق. إذاً سوء إدارة الوضع الاقتصادي والوضع الخانق هو ما دفع إيران لتعديل موقفها من تطبيع العلاقات مع أمريكا والمجتمع الدولي، حيث لم تعد قادرة مجاراة النموذج الباكستاني والكوري الشمالي المتمسكان ببرنامجها النوويان، ليكون العدول عن البرنامج النووي مقابل الخبز للشعب الإيراني لا الرفاهية.
لم تعد قادرة إيران اليوم على "استرقاق السنة" كما تسترق الشيعة العرب وتستبعدهم.. وجنون العظمة الذي كان يراودها لتكون قوة لا إقليمية فحسب، بل قوة دولية نامية أسوةً بتركيا والالتحاق بمجموعة العشرين، فشل نتيجة عدم الشعور بالأمان وسوء الإدارة السياسية، هذه ثمار الاتفاقية السامة التي يطبل لها ساسة وأبواق إيران بكونها نصر سياسي من العيار الثقيل.