الحشد الشعبي هل هوذراع للاخطبوط الايراني في العراق؟

عبدالجبار العمار

مراسلين المنتدى
إنضم
8 سبتمبر 2014
المشاركات
2,306
التفاعل
6,201 5 0
الحشد الشعبي هل هوذراع للاخطبوط الايراني في العراق؟
الحشد الشعبي احدث الجماعات المسلحة (المليشيات)في العراق ,قبل الخوض في ماهية هذه الجماعة وكيف وجدت وماهي الظروف التي ساعدت على انشائها لابد ان نعرج على تاريخ الجماعات المسلحة في العراق الحديث منذ تأسيسه في عشرينيات القرن المنصرم . مع احتلال بريطانيا للعراق مع نهاية الحرب العالمية الاولى وقبل تاسيس الممكلة العراقية حدثت ثورة عام 1920 ضد الوجود البريطاني انهكت القوات البريطانية واظهرت عجزها في السيطرة على عموم العراق نتيجة حرب العصابات التي نفذتها العشائر العراقية التي اجبرت المحتل على تاسيس المملكلة العراقية ولكن بدون جيش وبدلا من ذلك شكلت مليشيات مسلحة من ابناء المناطق العراقية الذين يعرفون المنطقة واسمتهم جيش الليفي يكون بامرة القوات البريطانية وينفذ اهدافها والتي اصبحت فيما بعد نواة للجيش العراقي مع بعض الضباط العراقيين الذين خدموا في الجيش العثماني . ومع قيام انقلاب 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية بزعامة عبدالكريم قاسم ذو الميول الشيوعية عمل على انشاء مليشيا خاصة به من الشيوعيين لضرب خصومه السياسيين واسماها انصار السلام . وبعد اطاحة البعثيين بقاسم بانقلاب 8شباط 1963 عملوا ايضا على انشاء مليشيا خاصة بهم واسموها الحرس القومي وبعد سيطرت عبد السلام عارف على حكم العراق عام 1966 وهو الوحيد الذي لم يؤسس مليشيا خلال حكمه الى جانب الجيش العراقي وبعد سيطرت البعثيين مرة ثانية في انقلاب 17تموز 1968 وقيام الحرب العراقية الايرانية تم تاسيس الجيش الشعبي الى جانب الجيش العراقي ونتيجة للمعارك الكبيرة وقع كثير من الاسرى العراقيين لدى ايران وكان يوجد في ايران كوادر حزب الدعوة والعراقيون المبعدون من ذوي التبعية الايرانية وتم تنظيمهم على شكل معارضة مسلحة باسم منظمة بدر والمجلس الاعلى للئورة الاسلامية في العراق وكان ارتباطها ولازال بالحرس الثوري الايراني المرتبط بالمرشد الاعلى الخميمي وفيما بعد الخامنئي . منذ الستينات ظهرت مليشيات كردية بدعم من اسرائيل وايران وكانت الغاية الاساسية منها زعزعة الامن العراقي والعمل على تثبيت جزء كبير من الجيش العراقي ومنعه من اداء دوره القومي في فلسطين تحت غطاء المطالبة بالحقوق القومية للاكراد , وبعد الغزو العراقي للكويت وقبيل احتلال العراق عام 2003 تم تشكيل جيش القدس وهو قريب من المليشيات بالرغم من وجود رئاسة اركان وفرق والوية وافواج الا ان القيادة الفعلية فيه كانت للكادر الحزبي (البعثيين) وكان واجبه حماية الامن الداخلي في كل محافظة . وبعد عام 2003 برزت المليشيات التي كانت في ايران والمليشيات الكردية (البشمركة)وتم دمج جزء منها في الجيش العراقي الجديد بعد قرار بريمر الحاكم المدني الامريكي للعراق بحل الجيش العراقي السابق لقد تم بناء الجيش الجديد على اسس خاطئة مبنية على التقسيم الطائفي والمذهبي واستبعاد الكثير من العسكريين المحترفين من الجيش السابق لاسباب طائفية وسياسية بقانون اجتثاث البعث ومع بداية عام 2014 تعرض هذا الجيش الجديد الى كارثة كبيرة بعد هزيمته في مدينة الموصل يوم 10 حزيران 2014 التي كانت فيها اكثر من ثلاث فرق عسكرية وشرطة اتحادية اضافة الى اكثر من خمسين الف من الشرطة المحلية لم تستطيع الصمود امام المئات من مقاتلي داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام)لقد فقد معدات واسلحة فليق كامل وتم تسليمها لهذا التنظيم وادت تدعياتها الى سقوط مدينة تكريت واجزاء من كركوك وديالى والوصول الى مشارف بغداد . وعلى اثر ذلك اصدر المرجع الشيعي علي السستاني بتاريخ 13حزيران 2014 فتوى الجهاد الكفائي للوقوف بوجه داعش وقد انضمت كافة المليشيات الشيعية ضمن تشكيل جديد اسماه رئيس الوزراء السابق المالكي الحشد الشعبي وجعل ارتباطه بمستشارية الامن الوطني وتم دعمه لوجستيا تسليحا وتجهيزا من ايران بموجب اتفاقية امنية والاشراف عليه من المستشارين الايرانيين وعلى راسهم الجنرال سليماني وتم تخصين اكثر من 80 مليون دولار من ميزانية 2015 لهذا الحشد وهكذا بدات هذه المليشيا بالظهور بشكل مؤثر على الساحة العراقية واصبحت القوة رقم واحد في الساحة لاتأتمر بامرة وزارة الدفاع واصبح الجيش العراقي بالمرتبة الثانية ويضم الحشد الشعبي كافة المليشيات الشيعية من منظمة بدر وحزب الله العراقي وعصائب اهل الحق وسرايا السلام (جيش المهدي)وكتائب الخراساني وكتائب ابو الفضل العباس لقد ارتكبت هذه القوات الكئير من الانتهاكات في ديالى وتكريت وبدليل امتناع الولايات المتحدة عن تقديم الدعم الجوي مالم تنسحب هذه المليشيات وفي تصريح لرئيس الاستخبارات المركزية الامريكية السابق الجنرال بتاريوس ان الحشد الشعبي اخطر من داعش وهكذا اصبح هذا الحشد يهيمن على المؤسسة العسكرية العراقية .
 
عودة
أعلى