الموت لأمريكا” مؤجل.. في الإعلام “النووي”
في
مقالات صحفية 2015-04-04 65 زيارة
علي رباح – المستقبل
كادت أن تحصل قنوات «الممانعة» التلفزيونية مساء أمس الأول على الحق الحصري لنقل الخطاب «النووي» للرئيس الأميركي باراك أوباما. أطل رئيس «الشيطان الأكبر» مباشرة على قناتي «المنار» والـ»ان بي ان» والقنوات الإيرانية، في مشهد لم يعتد عليه أصحاب القبضات الغاضبة الهاتفين «الموت لأمريكا«.
وقبل أن تتحوّل محطات «المقاومة» التلفزيونية من النقل المباشر الى تحليل الاتفاق النووي من باب «النصر الإلهي» الجديد الذي حظيت به إيران، قال أوباما، «إن الاتفاق من شأنه أن يحمي إسرائيل وحلفاءنا، وقد أصدرت تعليماتي الى جهاز الأمن القومي، للحوار مع إسرائيل ولتوضيح التزامنا الكامل بأمنها«!.
الأستاذ في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية مصطفى متبولي، يقول لـ»المستقبل»: «إن محطات الممانعة التلفزيونية نقلت كلمة أوباما واهتمت في تحليلها، لإظهار حجم «انتصارها» على «الشيطان الأكبر». وتجسّد ذلك أيضاً في نقل وقائع الاستقبال الحاشد الذي حظي به وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدى عودته الى طهران «منتصراً«.
وبرأي متبولي، «فإنه وعلى الرغم من مهمة الإعلام الممانع بالعمل على فكرة «الانتصار»، إلا أن التغطية الواسعة لكلمة أوباما تُهيّئ جمهور المقاومة لأمر ما، لكن لا يمكن استباق الأمور. فالإعلام التلفزيوني هو عبارة عن رد فعل سريع، وعلينا مراقبة هذا الإعلام لعدة أسابيع، لمعرفة إن كان قد دخل في هدنة مع الولايات المتحدة أم لا«.
ويتابع: «لا يمكن اعتبار ما حدث، على الصعيدين السياسي والإعلامي، بمثابة فتح أبواب الصداقة الكاملة بين إيران وأميركا. فالولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية، والجمهوريون يصفون هذا الاتفاق بـ»السيّئ««.
وفي ختام حديثه، استحضر متبولي قولاً شهيراً لـ»تشرشل»: «ما من عداوة دائمة ولا صداقة دائمة، بل هناك مصالح دائمة«.
كلام أوباما عن «أمن إسرائيل»، يعيدنا الى التسريبات التي نشرتها صحف عالمية منذ أسبوعين، نقلاً عن مصدر سياسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ أكد أن الولايات المتحدة طرحت على طاولة المفاوضات قضية دعم إيران لـ«حزب الله« اللبناني ولحركتَي «حماس« و«الجهاد الإسلامي« الفلسطينيتين ولتنظيمات تدرجها واشنطن على قائمة الإرهاب. إلا أن ظريف اعتبر أن هذه الحركات تعمل الآن في إطار أهداف أميركا لمواجهة الإرهاب في لبنان وسوريا والعراق!
لا يهم أن السيد حسن نصرالله كان يقول في بدايات الثورة السوريّة، إن الوجود مع أميركا في خندق واحد، ولو صدفة، علامة من علامات غضب الرب واقتراف الذنوب! بل كان لديه دليل على أن بشار الأسد محق في اقتلاع أظافر الأطفال، وهو أن أميركا ضدّه! لا بأس، فالجمهور ينسى.
كانت نظرية «حزب الله» في قديم الزمان تقوم على ثلاثة ثوابت تستند إليها كل أدبيّات التخوين؛ أولها أن أميركا وإسرائيل كلٌ لا يتجزّأ ولا طائل من التمييز بينهما (حتى ولو حاول خامنئي ذلك في رده على خطاب نتنياهو في الكونغرس؟!)، وثانيها أن الصداقة مع أميركا تصب في مصلحة إسرائيل، وثالثها أن المقاومة فعلٌ دائم لا يقبل التأجيل أو الحسابات السياسية.
يجدر التذكير بمقولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي قامت قيامة «حزب الله» في عليها: «إن صداقة العرب لأميركا ضد مصلحة إسرائيل». جاء الرد في اليوم التالي من إحدى صحف الممانعة بافتتاحية حملت عنوان: «صداقة العرب لأميركا مصلحة لإسرائيل». هكذا بالحرف.
يتبيّن من إعلام المقاومة في نهاية المطاف، أن لقاء الرئيس فؤاد السنيورة بكونداليزا رايس «عمالة»، بينما لقاء محمد جواد ظريف بجون كيري «مقاومة». وبأن صداقة العرب لأميركا مصلحة لإسرائيل، بينما صداقة إيران لأميركا نهاية لإسرائيل. أقله هذا ما يروّج له «المحللون الإلهيون» على قنوات الممانعة التلفزيونية.