طرق توجيه قذائف المدفعية
ان التطور الكبير الذي حصل في كافة صنوف القوات المسلحة في العقود ألأخيرة وايضاً محاولة تصنيع اسلحة دقيقة لتوافي متطلبات المعارك المستقبلية والتي الدقة احد متطلباتها وكان لسلاح المدفعية حصة كبيرة من هذا التطور حيث ثابر العلماء على ابتكار طرق لزيادة الدقة بقذائف المدفعية ولتحويل سلاح المدفعية من سلاح دعم ناري غير مباشر الى سلاح دعم ذو كفاءة عالية له القدرة على توفير دعم دقيق وسريع للقوات الصديقة ولتحقيق هذا الهدف ظهر مفهوم جديد بعالم المدفعية وهي القذائف الموجهة Guided Munitions حيث ظهرت طرق عدة لتوجيه القذائف دخلت بتكوينها احدث التقنيات المتوفرة عاليماً الأن من استخدام الليزر Laser وألشعة تحت الحمراء IR وانظمة التوجية العالمي GPS واحياناً استخدام اكثر من طريقة للحصول على الدقة المنتاهية Ultimate Precision محولة قذيفة المدفع الغبيةDUMB الى سلاح ذكي Smart Munitions له القدرة على ضرب الأهداف من مسافات بعيدة وبدقة كبيرة .
من هذة الطرق:
التوجية بواسطة الليزر Semi-Active Laser :
ان عميلة التوجية بالليزر النصف ايجابي Laser Guided Semi-Active من الطرق ألأكثر انتشاراً لتوجية قذائف المدفعية ألأن وتسمى هذة الطريقة ايضاً Laser Homing وهذة الطريقة تعتبر من الطرق الشائعة بتوجية ألأسلحة المختلفة مثل الأسلحة المضادة للدبابات وايضاً بعض انواع الصواريخ وغيرها من الأسلحة مثل قذائف المدفعية وطريقة عمل هذا النظام بصورة بسيطة هو بتسليط شعاع ليزري على ألألية او الموقع المراد تدميرة من قبل جهاز اضاءة ليزري Laser Target designator حيث يسلط الشعاع الصادر من الجهاز على ألألية وتقوم المستشعرات Sensors الموجودة برأس القذيفة الحربي بتعقب مكان انعكاس الشعاع (سطح الألية) وتتوجة الى المنطقة المعينة وتوجد نوعيات عديدة لجهاز الأضاءة الليزري LTD منها D20 و D22 الروسية وغيرها من الأجهزة .
من مساوء هذا النظام هو تأثرة بالغبار والدخان والظروف الجوية بشكل كبير حيث يحتاج هذا النظام الى ظروف جوية جيدة ليمكن استخدامه بفعالية كبيرة ومن مساوء النظام ايضاً هو صعوبة التعامل مع القذائف التي تستخدم هذا النظام اي القذائف التي تحتوي على مستشعرات SAL حيث تكون هذة القذائف رقيقة بطبيعتها وتحتاج الى عناية كبيرة عند النقل ووقت طويل للتحضير قبل استخدامها من قبل المدفعية.
والقذيفة بشكل عام عند استخدام هذا النظام تسقط على الهدف بصورة افقية تقريباً حيث تتبع الشعاع المنعكس من الجسم الذي تم اضاءته بشعاع اليزر وان من مساوء سقوط القذائف بشكل افقي هو ان السرعة للقذيفة velocity تكون غير كافية لتخرق اهداف ذات تدريع كبير مثل المواقع المحصنة جيداً او الدشم العسكرية ومن الممكن معالجة هذة النقطة اما بأطلاق القذائف من مدا قريب حتى تحافظ القذيفة على سرعتها مما يزيد من قدرة الخرق او تعديل القذيفة لزيادة سرعتها ألأبتدائية او تعديلها لتصبح القذيفة قادرة على المحافظة على زاوية معينة عالية عند الأختراق.
صورة توضح طرقة التوجية باليزر
ومن القذائف التي تستخدم هذة الطريقة بالتوجية :
1- قذيفة M712 Copperhead.
2- القذيفة الروسية Krasnopol .
3- القذيفة الصينية GP1 والقذيفة نسخة من القذيفة الروسية التي سبق ذكرها.
4- القذيفة الروسية Kitolov من عيار 122 ملم .
5- اضافة الى مجموعة متنوعة من قذائف الهاون منها الأمريكية PGMM وايضاً الروسية Gran من عيار 120 ملم وغيرها من القذائف مثل ال Strix السويدية وغيرها.
واحياناً لزيادة الدقة وللوصول الى دقة كبيرة يتم دمج النظام اللزري ( SAL (Semi-Active Laser مع نظام التوجية العالمي GPS للحصول على دقية كبيرة وهامش خطا CEP قليل يصل احياناً الى اقل من 10 امتار وعند الدمج بين النظامين يطلق على نظام التوجية التسمية GPS/SAL .
صورة للقذيفة كراسنوبول مع جهاز اضاءة ليزري
التوجية بواسطة مستشعرات IR Sensors و EO Sensors :ان استخدام اشعة IR لأغراض توجية الأسلحة المختلفة قد بدء استخدامها لهذا الغرض منذ بداية السبعينيات وفي الفترة الأخيرة وبسبب التطور الكبير الذي حصل بهذا النظام مكن استخدامة بشكل واسع بقذائف المدفعية وفي الأسلحة المضادة للدروع وبشكل عام ان طرق التوجية بواسطة IR لاتستخدم وحدها وانما يتم دمجها بشكل كبير اما مع انظمة GPS او يتم دمجها مع انظمة رادارية مثل LADAR او رادارات ملمترية mm Radar حيث تستخدم للتوجية في قذائف المدفعية ومن القذائف التي يتم استخدام مستشعرات IR عند التوجية هي القذائف مثل BOUNS من عيار 155mm حيث في النسخة الأولة من القذيفة قد تم استخدام نظام IR ذو اطياف متعددة للتوجية اما بعد تطوير القذيفة فقد تم دمج نظام IR مع رادار ليزري LADAR ومن القذائف ايضاً التي يتم توجيهها بواسطة IR القذيفة الألمانية الحديثة Smart 155mm وايضاً القذيفة ألأمركية SADARM وغيرها من القذائف ويتجري الأن تطويرات عدة على انظمة التوجية بالأشعة تحت الحمراء IR حيث يتم تطوير هذة الأنظمة لتقلل البصمة التي تولده الأشعة تحت الحمراء مما يقلل فرصة العدو بأستخدام المضادات لهذا النظام countermeasures وتتميز القذائف التي توجية بنظام IR ان القذيفة عند سقوطها على الهدف تسقط بزاوية عمودية Top Attack على عكس الأنظمة الموجة بالليزر التي تتميز قذائفها بالهجوم بزاوية افقية تقريباً.
ويتم التوجية في بعض الأسلحة بواسطة EO ويقصد بها Electro-Optical اي توجه بواسطة الموجات الكهروضوئية حيث يتم اساخدام هذة الأنظمة في بعض ذخائر الطائرات ولا يتم استخدامها بسلاح المدفعية وايضاً يتم استخدامها كأجهزة رصد على غرار اشعة IR حيث للأشعة الكهروضوئية القدرة على تحديد المحيط وتحديد الأرتفاع والزوايا ويستفاد منها ايضاً كأجهزة رصد متطورة للقناصين وايضاً للقوت الخاصة ولراصدي سلاح المدفعية وتقوم عدد كبير من الشركات العالمية بصنع اجهزة رصد مثل شركة RAFAEL لتي صنعت احدث جهاز رصد لها هو Spotlite حيث يستخدم للأغراض التي ذكرت سابقاً.
صورة للجهاز Spotlite
التوجية بأستخدام الرادارات الليزرية LADAR :
ان الرادارات الليزرية LADAR تعتبر من اهم وسائل التوجية بقذاف المدفعية بشكل خاص وفي عدد كبير من الأسلحة الموجهة بكشل عام وطريقة عمل الرادار الليزري هي بسيطة حيث يعتمد الرادار الليزري على الذبذبات Beams لتكوين صورة ثلاثية ألأبعاد 3D عن المنطقة المراقبة كما في حال اجهزة المسح Scenes حيث لهذا الرادار القدرة على مسح المنطقة وتكوين صورة ثلاثية ألأبعاد بصورة دقيقة جداً حيث للرادار القدرة على على الاعرف على الأهداف وتعريفها بوضوع عالي ومن مسافة تصلا الى 1000 متر تقريباً حيث كما ذكرنا يستطيع الرادار تعريف وتحديد الأهداف بواسطة نظام في الرادار Automatic Target Acquisition اي نظام تحديد الأهداف الأوتماتيكي حيث يتم خزن البصمة الرادارية لأهداف في ذاكرة الرادار حتى يستطيع الرادار التعرف عليها حين الرصد واضافة الى تحديد الأهداف ورسم صورة ثلاثية الأبعاد للموقع المراقب يتم التحديد الأوتماتيكي من قبل الرادار لأيجاد افضل نقطة لضرب الاهدف من قبل القذيفة المدفعية لتحقيق الأضرار الكفيلة بتدمير الهدف المعادي .
ومن القذائف التي تستخدم هذا الرادار القذيفة السويدية BOUNSبنسختها الحديثة BOUNS II حيث تم دمج تقنية الرادار اللزري LADARمع مستشعرات IR Sensors حيث حقق هذا الدمج دقة كبيرة لهذة القذيفة .
اما بالنسبة للرادار الملمتري فهو رادار ايجابي فيعمل وفق نفس المبدا للرادار الليزري LADAR وهو تكوين صورة واضحة للهدف بناءاً على المعطيات المتوفرة للرادار ولكن بدل الأعتماد على الذبذبات Beams ويعتمد هذا النظام على موجات ملمترية يطلقها الرادار وتستلمها متتبعات ملمترية موجودية بالرادار الملمتري على راس القذيفة حيث يستطيع الرادار حين التقاط الموجات المرتدة من تكوين صورة واضحة وتصنيف وتحديد الأهداف في المنطقة التي تم مسحها رادارياً ويتميز هذا النظام بالدقية العالية والوضوح الكبير اضافة الى مناعته العالية ضد المضادات لهذا النظام Countermeasures ومن القذائف التي تستخدم هذا النظام القذيفة ألألمانية الأحدث SMArt منعيار 155 ملم والتي تسمى ايضاً DM702 التي يتعتمد في توجيها على دمج تقنيتان هما التوجية بواسطة مستشعرات الأشعة تحت الحمراء IR Sensors وايضاً على التوجية بالرادار الملمتري mm Wave Radar واضافة الى القدرة الكبيرة التي يمتلكها هذا الرادار بتكوين صورة واضحة للمنطقة التي يتم مسحها رادارياً وتحديد ابعاد المنطقة للرادار القدرة ايضاً على مراقبة الظروف الجوية وايضاً العوامل الخارجية مثل الغبار والدخان وغيرها من الظروف الأخرى.
صورة توضح الصورة التي يكونها الرادار LADAR
التوجية بواسطة نظام GPS :
ان انظمة التحديد العالمي GPS وبعد اطلاق اول اقمارها في السبعينيات قد تم ساتخدامها بشكل موسع جداً في مختلف صنوف القوات المسلحة ومن مختلف الدول وخاصة بسبب الدقة الكبيرة التي توفرها هذة الأقمار للأسلحة الصاروخية وللمدفعية بشكل خاص ولمختلف الأسلحة ألأخرى مثل القوت الجوية بشكل عام .
لذا جرى البدء بمشاريع طموحة لدمج هذة التقنية المتطورة بسلاح المدفعية لزيادة الدقة والحصول على الدقة المنتاهية وهو هدف قد حققتة هذة التقنية الحديثة.
وبشكل عام ان انظمة التوجية GPS ذات دقة كبيرة ويصل هامش الخطا CEP فيها الى اقل من 20 امتار ويتم زيادة دقة هذة الأنظمة وذلك بدمجها مع انظمة اخرى مثل التوجية باليزر GPS\SAL او بالأشعة تحت الحمراء GPS\IIR حيث بعد دمج هذة الأنظمة يصل هامش الخطا الى اقل من 10 امتار ويتم دمج هذة الأنظمة عادة في القذائف المضادة للأليات.
وقد تم استخدام نظام GPS لقذائف المدفعية بصور مختلفة اما بشكل داخلي حيث تم زرع رقائق التوجية بداخل قذيفة المدفع وتسمى guidance integrated fuse وتعني صواعق التوجية الداخلية مثل القذائف الأمريكية الأحدث XM982 الموجهة بواسطة نظام GPS\INS و INS هي اختصار Inertial Navigation System اي نظام التوجية او الملاحة حيث هذة الرقائق هي المسؤلة عن التوجية ورغم دقتها العالية جداً وكفائة هذة الرقائق الى انها تتميز بكلفتها العالية وبسبب هذة التكلفة العالية التي من الصعب على القوت المسلحة احتمالها بالرغم من دقتها حيث وصل هامش الخطا بالقذيفة CEP الى 20 متر فقط واضافة الى ذلك تتميز بصعوبة التشويش على هذة القذائف حيث يمكن تزويدها بمضادات تشويش GPS Anti Jamming ولكن العيب الرئيسي بهذة القذائف هو تكلفتها العالية حيث ثمن القذيفة الواحدة يصل الى 80 الف دولار وسعر القذيفة ألأعتيادية يتراوح بين 900-5000 دولار فقط لذا نرى توجه لتطوير و استخدام انظمة ورقائق توجية ذات تكلفة اقل للقذائف المدفعية ألأعتيادية ومن هذة الرقائق ذات التكلفة القليلة:
صورة للقذيفة XM982 عند تسليمها في افغانستان
(Precision Guidance Kit (PGK :
وهي قطع اضافية يتم اضافتها لقذاف المدفعية لزياده دقتها حيث تتكون هذة القطع المضافة على رقائق توجية بنظام التوجية العالمي GPS وهذة الرقائق ما زالت تحت التجارب من قبل القوات الأمركية ويتميز هذا النظام بكلفته القليلة وصغر حجمة حيث يمكن اضافته على الراس الحربي لقذيفة المدفع ويعمل هذا النظام على تعديل مسار القذيفة اثناء طيرانها بالجو مما يزيد من دقتها ويمكن سلاح المدفعية من دعم القوات الصديقة بدعم مابشر وقريب وذو دقة عالية وسيتم انتج هذا النظام على ثلاث مراحل المرحلة الأولة انتج هذا النظام لقذائف من عيار 155mm وايضا المرحلة الثاني قذائف من عيار105 ملم وبعدها سيتم انتاج صاعق خاص للمدفعية يتم دمج هذا النظام مع صاعق المدفعية وتم تسميه مشروع الصاعق EPIAFS .
وقد اجريت تجارب عديدة على هذا الصاعق حيث تم تجربته من قبل شركة BAE حيث تم دمج النظام على قذيفة عيار 155mm من نوع M549 RAP الشديدة ألأنفجار حيث حققت هذة القذيفة عند دمج النظام معها هامش خطا يصل الى 50 متر فقط في حين ان هامش الخطا الأصلي للقذيفة هو 260 متر تقريباً حيث تقلص هامش الخطا الى 50 متر فقط وتجرى الأن تجارب كبيرة لتقليل هامش الخطا الى 30 متر فقط .
ويتم استخدام PGK بشكل عام في القذhئف من عيار 155 ملم بطرق خاصة حيث يتم وضع نظامين من نوع PGK وذلك لتقليل احتمال التشويش على نظام GPS اضافة الى زيادة الدقة للقذيفة .
صورة لقذيفة مع النظام PGK
اضافة لمشروع PGK قد سبق هذا المشروع مشروع اخر هو CCF او Course Correcting Fuse وهو عبارة عن صاعق له نفس عمل النظام PGK حيث تم صناعة 112 صاعق من هذا النوع وتم اختبار 110 صاعق منها لكن النتائج لم تكن مرضية لذا تم الغاء المشروع لصالح النظام PGK.
وبشكل عام ان النظام PGK يحتاج الى مصدر للطاقة اضافة الى بعض الأجهزة ألألكترونية لعمله وهذة الأجهزة متوفرة بأعداد قليلة من انواع المدفعية الموجودة بالخدمة حالياً بجيوش العالم وبشكل اساسي ان نظام PGK قد صمم للأستخدام من قبل المدفع الأمريكي M777 والمدفع الذاتي الحركة M109A6 .
لاحظ الصورة اعلاه تبين مديات القذائف بدون استخدام PGK وبعد استخدام PGK وهذة الصورة من التجارب الأمركية .
حيث المدفع من جهة اليمين(المدفع ألأول) يبن المدا وهامش الخطا عند استخدام القذيفة M549 .
والمدفع الذي في الوسط يبين مدا وهامش الخطا لنفس القذيفة عند استخدام PGK.
اما المدفع الأخير يبين مدا وهامش الخطا للقذيفة الأمريكية XM982.
التعديل الأخير: