قالت مصادر سعودية وتركية خاصة لـ"الخليج أونلاين": إن تركيا والسعودية بلورتا اتفاقاً أولياً على تنفيذ تدخل عسكري ضد نظام بشار الأسد في سوريا.
وبينما شدد المصدر السعودي على أن الاتفاق تم إنضاجه خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية، قال مصدر في رئاسة مجلس الوزراء التركي لـ"الخليج أونلاين"، إن ضربة مزدوجة لنظام الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية" ستتم على الأرجح بعد الانتخابات التشريعية في تركيا منتصف يونيو/ حزيران المقبل.
وبيّن المصدر التركي أن السعودية تتبنى المطلب التركي الذي يقضي بإنشاء منطقة عازلة في سوريا، كاشفاً أن البلدين يسعيان إلى تشكيل قوة ضغط (لوبي) دولية ترضخ لها إيران وتضع أمريكا والغرب تحت الأمر الواقع بشأن إزاحة بشار الأسد عن السلطة.
تأتي هذه الأنباء بعد أيام قليلة من تصريح لافت للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قال فيه: "السعودية ستتصدى لأسباب الخلاف ودواعي الفرقة (في المنطقة)"، وأضاف: "إننا سائرون من أجل زيادة التضامن العربي والإسلامي".
وتشهد المنطقة ما يبدو أنه تبدل في تحالفاتها السياسية وأولوياتها للمرحلة المقبلة، بعد التطورات الميدانية الأخيرة في كل من اليمن والعراق، التي زادت من حضور إيران السياسي والعسكري، الأمر الذي جعل دول المنطقة "تتحسس" رأسها.
وفي سياق التغيرات المتسارعة في المنطقة، كان لافتاً تغير لغة الإعلام السعودي وخطابه، برز ذلك في الحديث عن "السياسة الاحتوائية" التي أشار إليها الكاتب السعودي المقرب من دوائر القرار، جمال خاشقجي.
وفي إطار هذه السياسة الاحتوائية، دعا خاشقجي إلى إقامة علاقات قوية مع تركيا لكونها تصب في خانة "المصلحة المشتركة بين البلدين".
ووضع الراشد، الذي يصفه بعض المراقبين بالناطق شبه الرسمي باسم مؤسسة الحكم في المملكة، نقاطاً مهمة على الحروف، حينما قال: "في حال أبرمت إيران اتفاقاً نووياً مع الغرب، فإن تركيا ستصبح قطباً ضرورياً يمكن أن يعمل مع الأقطاب الرئيسية الأخرى لبناء حلف يوازن ويمنع التمدد الإيراني (الشيعي) في المنطقة، الذي يهددها أيضاً".
وفي بلد مثل السعودية، لا يمكن أن تصدر مثل هذه الطروحات الإعلامية، بعيداً عن مزاج صانع القرار السياسي، الذي يتحدث مراقبون ومحللون سياسيون، بشكل متواتر، عن أنه بات أقرب من أي وقت مضى لإقامة حلف استراتيجي، بكل ما تعنيه الكلمة، يدرأ الخطر الإيراني، الذي يقابل بسياسة دولية "ناعمة" تقوم على غض الطرف.
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في مسألة وضع النقاط المتبقية على حروف التحالفات المقبلة في المنطقة.
http://alkhaleejonline.net/#!/articles/1426073057714887900/