لم يفلح الحوثيون في طمأنة المسؤولين المصريين على مصالحهم الحيوية في مضيق باب المندب الذي باتوا يسيطرون عليه من الجانب اليمني، رغم عدم تأكيد الطرفين عقد اللقاء في القاهرة مراعاة للموقف الخليجي الذي يعتبر الحوثيين انقلابيين.
كشفت مصادر يمنية للجزيرة نت عن لقاءات غير معلنة عقدت الأسبوع الماضي في العاصمة المصرية القاهرة بين وفد من جماعة الحوثي ومسؤولين في وزارة الخارجية المصرية وجهاز المخابرات المصري، بترتيب مشترك لحاجة الطرفين لهذه اللقاءات على الرغم من تحفظ الحوثيين على تأكيدها بعد نفي القاهرة.
وقالت مصادر متعددة في صنعاء والقاهرة إن وفد الحوثيين وصل القاهرة يوم الأحد مطلع مارس/آذار الجاري برئاسة حسين العزي مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة الحوثي، ويضم في عضويته عضوي المجلس السياسي للجماعة عبد الملك العجري ومحمد القبلي، ورئيس الدائرة السياسية لحزب اتحاد القوى الشعبية الموالي لهم محمد صالح النعيمي، وأحد أحزاب تحالف اللقاء المشترك وآخرين لم تتسن معرفة هوياتهم.
وأكدت أن الوفد التقى في اليوم الثاني -على الأرجح- السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون العربية ومسؤولين آخرين في جهاز المخابرات المصري، وأن هدف الزيارة تبديد مخاوف مصر بشأن السيطرة على مضيق باب المندب، وما قد ينعكس على قناة السويس.
وكان السفير المصري في اليمن يوسف الشرقاوي قال في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي إن سيطرة فصيل على المضيق يشكل تهديداً للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وإن بلاده لن تسمح بذلك.
تطمينات غير مقنعة
وقالت المصادر إن الجانب المصري لم يقتنع بالتطمينات المقدمة من الحوثيين لإدراكه أنها ليست جادة، وإنما كان الهدف منها كسب تأييد سياسي ودبلوماسي من مصر يساهم في كسر شبه العزلة الدولية المفروضة على الحوثيين، منذ إصدارهم ما سمي "الإعلان الدستوري" في فبراير/شباط الماضي.
المصادر ذاتها أشارت إلى أنه كان مقررا أن تكون اللقاءات رسمية وعلنية لكن ضغوطا مارستها السعودية على القاهرة جعلتها تتم بسرية تامة. معتبرة الهدف من نفي وزارة الخارجية المصرية بعد ذلك، تطمين الرياض أكثر منه إنكارا لحقيقة حدوثها.
في السياق ذاته، أكدت المصادر تواجد محافظ ذمار حمود عباد ومسؤول الحوثيين في المحافظة عبد المحسن الطاووس المكنى بـ"أبو عادل" في مصر منذ أسبوع.
وأشارت إلى أن عباد -الموالي للحوثيين والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام- يحاول استغلال علاقته كوزير سابق للأوقاف والإرشاد في الحكومة المستقيلة بشيخ الأزهر أحمد الطيب، لإقناعه باستخدام نفوذه وقربه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعم الحوثيين سياسيا ودبلوماسيا.
تحفظ وتأكيد
من جانبه، تحفظ محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي عن الإدلاء بأي تصريحات حول زيارة وفد جماعته للقاهرة. مكتفيا بالقول إنه عاد لليمن، وكرر الأمر ذاته القيادي الآخر ضيف الله الشامي، في حين لم تتمكن الجزيرة نت من التواصل مع رئيس الوفد حسين العزي بسبب إغلاق هاتفه.
لكن مصدرا آخر في الجماعة -فضّل عدم ذكر اسمه- أكد للجزيرة نت حدوث اللقاء، غير أنه لم يفصح عن الجهات التي قابلوها. واصفا نتائج الزيارة بالإيجابية، واعتبر نفي الخارجية المصرية للقاء رسالة تطمين إعلامية لدول الخليج خاصة السعودية، التي ترفض التعاطي مع الحوثيين إلا باعتبارهم انقلابيين.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن "لقاء القاهرة سبقته لقاءات أخرى عقدت بين السفير المصري بصنعاء والحوثيين، ونفي الخارجية المصرية يأتي لتغطية ذلك ولمراعاة السعودية تحديدا".
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/3/8/الحوثيون-فشلوا-بطمأنة-مصر-بشأن-المضيق
كشفت مصادر يمنية للجزيرة نت عن لقاءات غير معلنة عقدت الأسبوع الماضي في العاصمة المصرية القاهرة بين وفد من جماعة الحوثي ومسؤولين في وزارة الخارجية المصرية وجهاز المخابرات المصري، بترتيب مشترك لحاجة الطرفين لهذه اللقاءات على الرغم من تحفظ الحوثيين على تأكيدها بعد نفي القاهرة.
وقالت مصادر متعددة في صنعاء والقاهرة إن وفد الحوثيين وصل القاهرة يوم الأحد مطلع مارس/آذار الجاري برئاسة حسين العزي مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة الحوثي، ويضم في عضويته عضوي المجلس السياسي للجماعة عبد الملك العجري ومحمد القبلي، ورئيس الدائرة السياسية لحزب اتحاد القوى الشعبية الموالي لهم محمد صالح النعيمي، وأحد أحزاب تحالف اللقاء المشترك وآخرين لم تتسن معرفة هوياتهم.
وأكدت أن الوفد التقى في اليوم الثاني -على الأرجح- السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون العربية ومسؤولين آخرين في جهاز المخابرات المصري، وأن هدف الزيارة تبديد مخاوف مصر بشأن السيطرة على مضيق باب المندب، وما قد ينعكس على قناة السويس.
وكان السفير المصري في اليمن يوسف الشرقاوي قال في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي إن سيطرة فصيل على المضيق يشكل تهديداً للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وإن بلاده لن تسمح بذلك.
تطمينات غير مقنعة
وقالت المصادر إن الجانب المصري لم يقتنع بالتطمينات المقدمة من الحوثيين لإدراكه أنها ليست جادة، وإنما كان الهدف منها كسب تأييد سياسي ودبلوماسي من مصر يساهم في كسر شبه العزلة الدولية المفروضة على الحوثيين، منذ إصدارهم ما سمي "الإعلان الدستوري" في فبراير/شباط الماضي.
المصادر ذاتها أشارت إلى أنه كان مقررا أن تكون اللقاءات رسمية وعلنية لكن ضغوطا مارستها السعودية على القاهرة جعلتها تتم بسرية تامة. معتبرة الهدف من نفي وزارة الخارجية المصرية بعد ذلك، تطمين الرياض أكثر منه إنكارا لحقيقة حدوثها.
في السياق ذاته، أكدت المصادر تواجد محافظ ذمار حمود عباد ومسؤول الحوثيين في المحافظة عبد المحسن الطاووس المكنى بـ"أبو عادل" في مصر منذ أسبوع.
وأشارت إلى أن عباد -الموالي للحوثيين والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام- يحاول استغلال علاقته كوزير سابق للأوقاف والإرشاد في الحكومة المستقيلة بشيخ الأزهر أحمد الطيب، لإقناعه باستخدام نفوذه وقربه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعم الحوثيين سياسيا ودبلوماسيا.
تحفظ وتأكيد
من جانبه، تحفظ محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي عن الإدلاء بأي تصريحات حول زيارة وفد جماعته للقاهرة. مكتفيا بالقول إنه عاد لليمن، وكرر الأمر ذاته القيادي الآخر ضيف الله الشامي، في حين لم تتمكن الجزيرة نت من التواصل مع رئيس الوفد حسين العزي بسبب إغلاق هاتفه.
لكن مصدرا آخر في الجماعة -فضّل عدم ذكر اسمه- أكد للجزيرة نت حدوث اللقاء، غير أنه لم يفصح عن الجهات التي قابلوها. واصفا نتائج الزيارة بالإيجابية، واعتبر نفي الخارجية المصرية للقاء رسالة تطمين إعلامية لدول الخليج خاصة السعودية، التي ترفض التعاطي مع الحوثيين إلا باعتبارهم انقلابيين.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن "لقاء القاهرة سبقته لقاءات أخرى عقدت بين السفير المصري بصنعاء والحوثيين، ونفي الخارجية المصرية يأتي لتغطية ذلك ولمراعاة السعودية تحديدا".
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/3/8/الحوثيون-فشلوا-بطمأنة-مصر-بشأن-المضيق