المشير محمد علي فهمي في حوار عن الحرب الإلكترونية والمعركة التي لم تقع بعد
نشر هذا الحوار وقت ان كان يشغل المشير منصب رئيس الأركان بعد معركة حرب
اكتوبر عام 1973
اعداد - أ - محمد شبل - خاص بالمجموعه 73 مؤرخين
حرب أكتوبر الرمضانية ليست النصر فحسب ، إنها الدروس المستفادة منذ يونيو الاسود في 1967 ، من المعاناة والبذل حتي 6 أكتوبر 1973 .
وهذا اللقاء مع الخبير الأول في حرب الصواريخ الألكترونية كما وصفه الرئيس السادات ، الفريق اول محمد علي فهمي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية ، نبحث معه تفاصيل هذه الحرب الماجده من اجل متطلبات معركة الغد ، فأخطر المهام كما يقول الكتاب العسكريون العالميون هي مهام ما بعد النصر .. إنها قد تضاعفه وقد تؤدي به .
هي الحرب دائماً تعلم الحرب .. فماذا تعلمنا .سئل المشير عن عما أحدثته حرب أكتوبر من أوضاع قتالية غير التي تفرضها قوانين الحرب ، فأعطت نماذج من القادة تملك مستويات عالية من الكفاءة .. ليس المقصود بها الإقدام والبسالة والجرأة بل الأساليب التكتيكية الجديدة التي أبدعها وأستنبطها القادة بمبادرة كاملة من جانبهم في المعركة وكانت أساليبهم حلولاً صائبة لمشاكل ميدانية أثناء الحرب ..
وعن موقع هؤلاء القادة بعد الحرب ؟ أجاب المشير فهمي إن الخبرات التي تكتسب في الحروب ليست صالحة للتطبيق في القوات المسلحة فقط ولكنها صالحة للتطبيق في كافة أنشطة الحياه فالحرب مجال خصب لتطوير الأساليب والنظم في نواحي التخطيط والإدارة والتدريب ، ولذلك بعد انتهاء الحرب برع المتخصصون من كافة الدول للتعرف علي الخبرات ، فقد جاءوا إلينا من الشرف والغرب سعياً وراء الخبرات التي أكتسبناها من الحرب .
وتقديرنا للخبرات التي إكتسبناها في حرب أكتوبر ، ولذلك ينتشر مقاتلو أكتوبر الان في تشكيلات ومعاهد القوات المسلحة المختلفة ينقلون هذه الخبرات إلي الأجيال الجديدة يضعون الدروس المستفادة من الحرب موضع التنفيذ ، فكافة المناصب الرئيسية في القوات المسلحة يشغلها مقاتلو 10 رمضان المجيدة .
يستطرد المشير عندما قاتلنا في حرب أكتوبر نفذنا أسلوباً مصرياً صميماً يتمشي مع طبيعة الجندي المصري وطبيعة أرضنا ووفقاً لأمكانيتنا .
ولاشك ان حرب اكتوبر بما أشتملت عليه من أساليب جديدة مستحدثة تعتبر تجسيداً لما يمكن أن يطلق العقيدة المصرية في القتال ، ومن الجائز أن تكون هذه العقيدة قد أخذت بعض الملامح الشرقية أو الغربية ولكنها ليست تقليداً لايهما أو خليطاً بينهما ، فمهما تنوعت مصادر السلاح الذي نحارب به ، فعقيدتنا تصوغها حدود وإمكانيات وطبيعة أرضنا وجنودنا والمهام والأهداف التي نسعي لتحقيقها .
في المعارك التاريخية توجد نقاط تحول حاسمة ، في معارك الدفاع الجوي المصري لابد بالضرورة من
وجود هذه النقاط عام 69 --- 70 ثم حرب رمضان . .
ما هي هذه النقط ؟ ومتي حدثت ؟ وما هي عوامل حدوثها ؟وإلي أي مدي استمر عمر هذا التحول لحسابنا أو تحول لمصلحة العدو .
يقول المشير سأقصر اجابتي علي حرب الإستنزاف فقط فلم تشهد حرب رمضان أي تحول في مسار الصراع بين القوات الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي ، بل تميزت من بدايتها إلي نهايتها تفوق ملحوظ للدفاع الجوي المصري شهد به المعلقون العسكريون العالميون .
اما فيما يختص بحرب الإستنزاف ، فلقد مر بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي المصري بمراحل متتالية يمكن تقسيمها علي الوجه التالي :
المرحلة الأولي :
وهي مرحلة الجس وقد بدأت هذه المرحلة في يوليو 1968 وكانت أعمال العدو الجوي خلالها تستهدف جس قدراتنا الدفاعية لتحديد أسلوب وحجم ونوعيات وقدرات أسلحة الدفاع الجوي المصري وتحديد مدي ونوع وحجم الأعمال الأيجابية التي قد تواجهها قواته الجوية عند قيامها بأي عملية هجومية .
المرحلة الثانية :
وهي مرحلة الإستنزاف المضاد ، وقد بدات هذه المرحلة في يوليو 69 بوصول أولي الدفعات من الطائرات (( سكاي هوك )) التي لعبت دوراً رئيسياً في هذه المرحلة ، وتميزت المرحلة بتوجيه الضربات الجوية ضد قواتنا المسلحة بعمق 15 – 20 كم غرب قناة السويس وساحل البحر الأحمر وأستهدفت أساساً قواعد الصواريخ المضادة للطائرات ومواقع الردار .
المرحلة الثالثة .
وهي مرحلةالضغط العسكري والتصعيد وبدأت هذه المرحلة في يناير 1970 مع وصول الجزء الأول من صفقة الطائرات الفانتوم للعدو وإتمام تدريب الطيارين اليهود عليها ، ويعتبر هذا العام منعطفاً رئيسياً في مسيرة الصراع الجوي المصري الإسرائيلي .. فهو مرحلة خالدة في تاريخ هذا الصراع ، في 7 يناير بدأ الهجوم الجوي الإسرائيلي في عمق الأراضي المصرية بغارات جوية علي مناطق التل الكبير وأنشاص ودهشور ، وأستمر بعد ذلك ضد الأهداف العسكرية والمدنية في مناطق مختلفة من وادي النيل وشمال الدلتا
، وفي شهر فبراير قصفت احد المصانع المدنية في أبو زعبل وفي أبريل من نفس العام تم قصف مدرسة للاطفال في منطقة بحر البقر .
ولقد تم بمجهود خارق وزمن قياسي تدعيم خطط الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية في العمق ، وأضطرت القيادة الإسرائيلية إلي ايقاف غاراتها في العمق وركزت كل جهودها لمنع إقامة قواعد الصواريخ في منطقة قناة السويس ... وقبلت التحدي قوات الدفاع الجوي المصري ، ودار صراع رهيب بين إرادتين انتهي بأنتصار الإرادة المصرية ونجاح قوات الدفاع الجوي المصري في 30 يونيو 1970 في إقامة شبكة الصواريخ الشهيرة ، وتوالي اسقاط الطائرات الإسرائيلية الفانتوم فيما عرف بعد ذلك بأسبوع تساقط الطائرات الفانتوم .
سئل المشير عن قول بعض الخبراء العسكريين ان قواتنا طبقت منفصلة أو مستقلة مبدأ المفاجأة .. وهل يمكن تحقيق ذلك مستقبلاً ؟
فأجاب إن المفاجاة بمعناها الشامل يمكن تحقيقها علي مستويات مختلفة ، فهناك المفاجأة علي المستوي الإسترتيجي والتعبوي والمفاجأة علي المستوي التكتيكي .
وقد حققت قوات الدفاع الجوي المصري ذلك ونجحت في تحقيقة من خلال تصديها المستمر والفعال طوال السنوات التي سبقت الحرب لطائرات الاستطلاع الجوي الإسرائيلي التي كانت تقوم بالتصويرمن الجانب الشرقي للقناة ، وقد أضطرت اسرائيل تحت وطأة الخسائر التي أنزلتها قواتنا بطائرتها الي التخلي نهائياً عن هذا الأسلوب في جمع المعلومات وتوافرت لقواتنا المسلحة أنسب الظروف في جبهة قتاة السويس للتحضير والأعداد للعمليات الهجومية في سرية وأمان ، وحرمنا بذلك العدو من كشف نوايانا الحقيقية وعرفة حجم وجهد وإتجاه قواتنا .
سئل المشير ما هو انطباعكم عن الأقوال والأراء المضادة لنا التي قالها ضيوفنا في ندوة حرب أكتوبر الدولية التي عقدت بالقاهرة .
فأجاب المشير بقوله لقد حرصنا عند توجيه الدعوات للندوة ، أن ندعو أكبر عدد من المعلقين والمفكريين العسكريين الذين عرف عنهم تعصبهم وتحيزهم لاسرائيل ، وكان حرصنا هذا مبعثة ثقة كاملة في النفس واعتزاز كبير بما انجزناه في حرب اكتوبر 73 ، واعتبرنا هذه الندوة فرصة عظيمة ليتعرف هؤلاء علي الحقائق المجردة ويناقشوها معنا ، ووفقنا الله وحققت الندوة أهدافها وتغير بالفعل مواقف العديد منهم وأصبحوا اكثر إنصافاً وموضوعية .
ولعل اكثر الموضوعات التي حسمها ندوة الحرب هو موضوع الثغرة ، فلقد اتي بعضهم متأثراً بالدعاية الإسرائيلية التي تشبتت بالموضوع كمخرج وحيد من الهزيمة التي لحقت بهم .
وفي سؤال اخر للمشير عن قول سابق له ( إن الحرب تعلم الحرب ) وقديما قال آخرون أعظم التجارب فيحياة العسكريين هي التجارب بالنيران .. فماذا أستفدتم علي المستوي الشخصي من تجارب المعارك التي خضتها منذ الحرب العالمية الثانية وما هي لحظات الألم والمرارة ولحظات الأمل والسعادة لديكم ؟
فأجاب المشير .. لاشك ان خدمتي العسكرية تخللها مواقف واحداث ، وتدرجي للسلم القيادي دون قفزات وممارستي لها واشتراكي بعدة حروب أكسبني العديد من الخصال والعادات ولعل أبرزها الدأب والمثابرة والإصرار علي بلوغ الهدف الذي أعتبره ثلاث أرباع النجاح .
واهم تاريخ بها هو 23 يونيو 69 تاريخ تعييني قائد للدفاع الجوي ، فلقد أصبحت مسئولاً عن حماية سماء مصر ضد أقوي قوة لدي العدو .. ضد الذراع الطويلة التي يعربد بها العدو في المنطقة ويفاخر بها ، وكانت المقارنه بيننا صعبة ولا يتجاسر احد ان يتكلم بها ، ولكن بالأيمان الذي لا يتزعزع بالله وبعده ثقة لا حدود بها بالمقاتل المصري كنت واثقا من النجاح في النهاية ، وكانت ثقة الرئيس السادات بنا وبالقوات الجوية كبيرة لانهما ركيزة المعركة كما تحدث كبيرة ، من أجل عبور قواتنا المسلحة للقناة بنجاح .
إن ما حدث في حرب أكتوبر مازال محور اهتمام الدوائر العسكرية العالمية فكثير منهم يعتقد ان اهم سمات الحرب هو الأستخدام المكثف للأسلحة الصاروخية الصغيرة سواء المضادة للدبابات أو المضادة للطائرات ... فلقد تمكنت قواتن بواسطة اسلحة بسيطة ورخيصة نسبياص من الحاق خسائر ضخمة بدبابات وطائرات العدو التي تقدر بملايين الدولارات .
وأخر شيء أجاب عنه المشير .. أن اهم نتائج حرب أكتوبر أن نتائج أعمال قتال قوات الدفاع الجوي المصري في الحرب أثبتت صحة المبدأ القائل (( إن أي جهاز وراداريمكن إعاقته وأيضاً كل إعاقة يمكن مقاومتها )) وتشهد النتائج التي أحرزتها قواتنا في الحرب بان الإعاقة لم يكن لها التأثير ولا الفعالية التي كانوا ينشرونها عنها .
نشر هذا الحوار وقت ان كان يشغل المشير منصب رئيس الأركان بعد معركة حرب
اكتوبر عام 1973
اعداد - أ - محمد شبل - خاص بالمجموعه 73 مؤرخين
حرب أكتوبر الرمضانية ليست النصر فحسب ، إنها الدروس المستفادة منذ يونيو الاسود في 1967 ، من المعاناة والبذل حتي 6 أكتوبر 1973 .
وهذا اللقاء مع الخبير الأول في حرب الصواريخ الألكترونية كما وصفه الرئيس السادات ، الفريق اول محمد علي فهمي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية ، نبحث معه تفاصيل هذه الحرب الماجده من اجل متطلبات معركة الغد ، فأخطر المهام كما يقول الكتاب العسكريون العالميون هي مهام ما بعد النصر .. إنها قد تضاعفه وقد تؤدي به .
هي الحرب دائماً تعلم الحرب .. فماذا تعلمنا .سئل المشير عن عما أحدثته حرب أكتوبر من أوضاع قتالية غير التي تفرضها قوانين الحرب ، فأعطت نماذج من القادة تملك مستويات عالية من الكفاءة .. ليس المقصود بها الإقدام والبسالة والجرأة بل الأساليب التكتيكية الجديدة التي أبدعها وأستنبطها القادة بمبادرة كاملة من جانبهم في المعركة وكانت أساليبهم حلولاً صائبة لمشاكل ميدانية أثناء الحرب ..
وعن موقع هؤلاء القادة بعد الحرب ؟ أجاب المشير فهمي إن الخبرات التي تكتسب في الحروب ليست صالحة للتطبيق في القوات المسلحة فقط ولكنها صالحة للتطبيق في كافة أنشطة الحياه فالحرب مجال خصب لتطوير الأساليب والنظم في نواحي التخطيط والإدارة والتدريب ، ولذلك بعد انتهاء الحرب برع المتخصصون من كافة الدول للتعرف علي الخبرات ، فقد جاءوا إلينا من الشرف والغرب سعياً وراء الخبرات التي أكتسبناها من الحرب .
وتقديرنا للخبرات التي إكتسبناها في حرب أكتوبر ، ولذلك ينتشر مقاتلو أكتوبر الان في تشكيلات ومعاهد القوات المسلحة المختلفة ينقلون هذه الخبرات إلي الأجيال الجديدة يضعون الدروس المستفادة من الحرب موضع التنفيذ ، فكافة المناصب الرئيسية في القوات المسلحة يشغلها مقاتلو 10 رمضان المجيدة .
يستطرد المشير عندما قاتلنا في حرب أكتوبر نفذنا أسلوباً مصرياً صميماً يتمشي مع طبيعة الجندي المصري وطبيعة أرضنا ووفقاً لأمكانيتنا .
ولاشك ان حرب اكتوبر بما أشتملت عليه من أساليب جديدة مستحدثة تعتبر تجسيداً لما يمكن أن يطلق العقيدة المصرية في القتال ، ومن الجائز أن تكون هذه العقيدة قد أخذت بعض الملامح الشرقية أو الغربية ولكنها ليست تقليداً لايهما أو خليطاً بينهما ، فمهما تنوعت مصادر السلاح الذي نحارب به ، فعقيدتنا تصوغها حدود وإمكانيات وطبيعة أرضنا وجنودنا والمهام والأهداف التي نسعي لتحقيقها .
في المعارك التاريخية توجد نقاط تحول حاسمة ، في معارك الدفاع الجوي المصري لابد بالضرورة من
وجود هذه النقاط عام 69 --- 70 ثم حرب رمضان . .
ما هي هذه النقط ؟ ومتي حدثت ؟ وما هي عوامل حدوثها ؟وإلي أي مدي استمر عمر هذا التحول لحسابنا أو تحول لمصلحة العدو .
يقول المشير سأقصر اجابتي علي حرب الإستنزاف فقط فلم تشهد حرب رمضان أي تحول في مسار الصراع بين القوات الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي ، بل تميزت من بدايتها إلي نهايتها تفوق ملحوظ للدفاع الجوي المصري شهد به المعلقون العسكريون العالميون .
اما فيما يختص بحرب الإستنزاف ، فلقد مر بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي المصري بمراحل متتالية يمكن تقسيمها علي الوجه التالي :
المرحلة الأولي :
وهي مرحلة الجس وقد بدأت هذه المرحلة في يوليو 1968 وكانت أعمال العدو الجوي خلالها تستهدف جس قدراتنا الدفاعية لتحديد أسلوب وحجم ونوعيات وقدرات أسلحة الدفاع الجوي المصري وتحديد مدي ونوع وحجم الأعمال الأيجابية التي قد تواجهها قواته الجوية عند قيامها بأي عملية هجومية .
المرحلة الثانية :
وهي مرحلة الإستنزاف المضاد ، وقد بدات هذه المرحلة في يوليو 69 بوصول أولي الدفعات من الطائرات (( سكاي هوك )) التي لعبت دوراً رئيسياً في هذه المرحلة ، وتميزت المرحلة بتوجيه الضربات الجوية ضد قواتنا المسلحة بعمق 15 – 20 كم غرب قناة السويس وساحل البحر الأحمر وأستهدفت أساساً قواعد الصواريخ المضادة للطائرات ومواقع الردار .
المرحلة الثالثة .
وهي مرحلةالضغط العسكري والتصعيد وبدأت هذه المرحلة في يناير 1970 مع وصول الجزء الأول من صفقة الطائرات الفانتوم للعدو وإتمام تدريب الطيارين اليهود عليها ، ويعتبر هذا العام منعطفاً رئيسياً في مسيرة الصراع الجوي المصري الإسرائيلي .. فهو مرحلة خالدة في تاريخ هذا الصراع ، في 7 يناير بدأ الهجوم الجوي الإسرائيلي في عمق الأراضي المصرية بغارات جوية علي مناطق التل الكبير وأنشاص ودهشور ، وأستمر بعد ذلك ضد الأهداف العسكرية والمدنية في مناطق مختلفة من وادي النيل وشمال الدلتا
، وفي شهر فبراير قصفت احد المصانع المدنية في أبو زعبل وفي أبريل من نفس العام تم قصف مدرسة للاطفال في منطقة بحر البقر .
ولقد تم بمجهود خارق وزمن قياسي تدعيم خطط الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية في العمق ، وأضطرت القيادة الإسرائيلية إلي ايقاف غاراتها في العمق وركزت كل جهودها لمنع إقامة قواعد الصواريخ في منطقة قناة السويس ... وقبلت التحدي قوات الدفاع الجوي المصري ، ودار صراع رهيب بين إرادتين انتهي بأنتصار الإرادة المصرية ونجاح قوات الدفاع الجوي المصري في 30 يونيو 1970 في إقامة شبكة الصواريخ الشهيرة ، وتوالي اسقاط الطائرات الإسرائيلية الفانتوم فيما عرف بعد ذلك بأسبوع تساقط الطائرات الفانتوم .
سئل المشير عن قول بعض الخبراء العسكريين ان قواتنا طبقت منفصلة أو مستقلة مبدأ المفاجأة .. وهل يمكن تحقيق ذلك مستقبلاً ؟
فأجاب إن المفاجاة بمعناها الشامل يمكن تحقيقها علي مستويات مختلفة ، فهناك المفاجأة علي المستوي الإسترتيجي والتعبوي والمفاجأة علي المستوي التكتيكي .
وقد حققت قوات الدفاع الجوي المصري ذلك ونجحت في تحقيقة من خلال تصديها المستمر والفعال طوال السنوات التي سبقت الحرب لطائرات الاستطلاع الجوي الإسرائيلي التي كانت تقوم بالتصويرمن الجانب الشرقي للقناة ، وقد أضطرت اسرائيل تحت وطأة الخسائر التي أنزلتها قواتنا بطائرتها الي التخلي نهائياً عن هذا الأسلوب في جمع المعلومات وتوافرت لقواتنا المسلحة أنسب الظروف في جبهة قتاة السويس للتحضير والأعداد للعمليات الهجومية في سرية وأمان ، وحرمنا بذلك العدو من كشف نوايانا الحقيقية وعرفة حجم وجهد وإتجاه قواتنا .
سئل المشير ما هو انطباعكم عن الأقوال والأراء المضادة لنا التي قالها ضيوفنا في ندوة حرب أكتوبر الدولية التي عقدت بالقاهرة .
فأجاب المشير بقوله لقد حرصنا عند توجيه الدعوات للندوة ، أن ندعو أكبر عدد من المعلقين والمفكريين العسكريين الذين عرف عنهم تعصبهم وتحيزهم لاسرائيل ، وكان حرصنا هذا مبعثة ثقة كاملة في النفس واعتزاز كبير بما انجزناه في حرب اكتوبر 73 ، واعتبرنا هذه الندوة فرصة عظيمة ليتعرف هؤلاء علي الحقائق المجردة ويناقشوها معنا ، ووفقنا الله وحققت الندوة أهدافها وتغير بالفعل مواقف العديد منهم وأصبحوا اكثر إنصافاً وموضوعية .
ولعل اكثر الموضوعات التي حسمها ندوة الحرب هو موضوع الثغرة ، فلقد اتي بعضهم متأثراً بالدعاية الإسرائيلية التي تشبتت بالموضوع كمخرج وحيد من الهزيمة التي لحقت بهم .
وفي سؤال اخر للمشير عن قول سابق له ( إن الحرب تعلم الحرب ) وقديما قال آخرون أعظم التجارب فيحياة العسكريين هي التجارب بالنيران .. فماذا أستفدتم علي المستوي الشخصي من تجارب المعارك التي خضتها منذ الحرب العالمية الثانية وما هي لحظات الألم والمرارة ولحظات الأمل والسعادة لديكم ؟
فأجاب المشير .. لاشك ان خدمتي العسكرية تخللها مواقف واحداث ، وتدرجي للسلم القيادي دون قفزات وممارستي لها واشتراكي بعدة حروب أكسبني العديد من الخصال والعادات ولعل أبرزها الدأب والمثابرة والإصرار علي بلوغ الهدف الذي أعتبره ثلاث أرباع النجاح .
واهم تاريخ بها هو 23 يونيو 69 تاريخ تعييني قائد للدفاع الجوي ، فلقد أصبحت مسئولاً عن حماية سماء مصر ضد أقوي قوة لدي العدو .. ضد الذراع الطويلة التي يعربد بها العدو في المنطقة ويفاخر بها ، وكانت المقارنه بيننا صعبة ولا يتجاسر احد ان يتكلم بها ، ولكن بالأيمان الذي لا يتزعزع بالله وبعده ثقة لا حدود بها بالمقاتل المصري كنت واثقا من النجاح في النهاية ، وكانت ثقة الرئيس السادات بنا وبالقوات الجوية كبيرة لانهما ركيزة المعركة كما تحدث كبيرة ، من أجل عبور قواتنا المسلحة للقناة بنجاح .
إن ما حدث في حرب أكتوبر مازال محور اهتمام الدوائر العسكرية العالمية فكثير منهم يعتقد ان اهم سمات الحرب هو الأستخدام المكثف للأسلحة الصاروخية الصغيرة سواء المضادة للدبابات أو المضادة للطائرات ... فلقد تمكنت قواتن بواسطة اسلحة بسيطة ورخيصة نسبياص من الحاق خسائر ضخمة بدبابات وطائرات العدو التي تقدر بملايين الدولارات .
وأخر شيء أجاب عنه المشير .. أن اهم نتائج حرب أكتوبر أن نتائج أعمال قتال قوات الدفاع الجوي المصري في الحرب أثبتت صحة المبدأ القائل (( إن أي جهاز وراداريمكن إعاقته وأيضاً كل إعاقة يمكن مقاومتها )) وتشهد النتائج التي أحرزتها قواتنا في الحرب بان الإعاقة لم يكن لها التأثير ولا الفعالية التي كانوا ينشرونها عنها .