معركة الكرامة في منظور جنودهاء

إنضم
11 سبتمبر 2008
المشاركات
72
التفاعل
1 0 0
معركة الكرامة


خارطة سير المعركةمعلومات عامةالتاريخ: الموقع: النتيجة:انسحاب وهزيمة:
للجيش الإسرائيلي
دون تحقيق أهدافه
مكبدا بالخسائر
ونصر عسكري:
للجيش الأردني
والفصائل الفلسطينية

أبرز المتحاربين:





القادة:







رئيس الوزراء
وزير الدفاع
رئيس الأركان عدد القوات:





1) الفرقة الثانية
2) سلاح المدفعية
3) فصائل المقاومة الفلسطينية
4) المدنيين من أهل المنطقة





1) ثلاثة ألوية مدرعة
2) وثلاثة ألوية مشاة محمولة
3) كتيبة مظليين
4) عدة أسراب من سلاح الجوالخسائر العسكرية:





بالأرواح 87 جندياً
جرحى 108 جنديا
تدمير 13 دبابة
تدمير 39 آلية مختلفة





بالأرواح 250 جندياً
جرحى 450 جنديا
تدمير 27 دبابة
تدمير 61 آلية مختلفة
سقوط طائرة
أوقعها الأردنيون.ذكرى الكرامة في الأردن



نصب الجندي الأردني رمزا للذين حاربوا في معركة الكرامة

معركة الكرامة وقعت في حين حاولت احتلال الضفة الشرقية من نهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل استراتيجية. وقد عبرت النهر فعلا من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدت لها قوات على طول جبهة القتال بقوة وشاركتها فصائل من في حيث التحموا مع الجيش الإسرائيلي في قتال شرس. استمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليون على الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكنت القوات الأردنية والفلسطينية في هذه المعركة من تحقيق النصر والحيلولة من تحقيق لأهدافها.

تاريخ المنطقة

كانت هذه المنطقة قبل عام عبارة عن منطقة زراعية اشتهرت كثرت فيها البساتين مما يجعلها أرضا مناسبة للعمل الفدائي وكانت تسمى ايضا بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها، وتسمى أيضا بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة, وعندما وقعت وتدفق آلاف من أبناء الشعب إلى الذي كان تعداد سكانه في ذلك الوقت لا يتجاوز نسمة. أقام بهذه المنطقة المسماة بغور الكبد أو الابار عدد كبير وكانت غالبيتهم العظمى من المزارعين .

بداية التوتر

قبيل احتلال إسرائيل من والتي كانت خاضعة لإدارة المملكة الأردنية بعد هزيمة وما ترتب عليها من مؤتمرات على غرار الذي حول الإدارة الأردنية إلى حكم جبري اعتبرت من خلاله الأردن الضفة الغربية جزء من اراضي المملكة، ونتج عن هذا الاحتلال الإسرائيلي تحرير في الضفة الشرقية وإحراج عربي للنظام الأردني الذي كان ملزما باحتضان المقاومة الفلسطينية التي انطلقت في الضفة عقب الهزيمة مما ادي إلى صدامات عسكرية بين وحدات صغيرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على طول نهر الأردن، وكانت حينها في طليعة المقاومة, وقد أدت هجمات إلى زيادة نشاط الدوريات الإسرائيلية بما في ذلك إطلاق النار عبر النهر، وشمل ذلك تسلل دوريات إسرائيلية عبر النهر أيضا والتي قابلها من الجهة الأخرى دوريات من المقاومة العربية والفلسطينية.
وفي مطلع سنة صدرت عدة تصريحات رسمية عن تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين عبر النهر فإنها ستقرر إجراء مناسب ، وبناءا عليه زاد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس بين الملك حسين وجسر وازدادت أيضا الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق .

أهداف المعركة

تمهيدا للهجوم الواسع قامت إسرائيل بهجمات عديدة ومركزة استخدمت بشكل رئيسي القصف الجوي والمدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة سبقت بداية المعركة في 5:25 من فجر يوم الأحد في 21 آذار . كما مهدت لذلك بإجراءات واسعة النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تهييء المنطقة لتطورات جديدة يتوقعونها كنتائج لعملياته العسكرية شرقي . فقد بنوا توقعاتهم على أساس:
  • 1. أنه لم يمضي وقت طويل على هزيمة العرب في وبالتالي فالروح المعنوية القتالية لن تكون بالمستوى المطلوب لتحقيق مقاومة جدية.
  • 2. لم يتسنى الوقت إعادة تسليح قواته أو خسائره التي مني بها في الحرب الماضية.
  • 3. عدم تمكن الأردنيين من تعويض طائراتهم في ما لا يمكن القوات الأردنية من الحصول على غطاء جوي.
  • 4. افتراض أن الاختلافات السياسية بين فصائل المقاومة والحكومة الأردنية لن تحقق اي تعاون بينهم وبين القوات الأردنية. ورغم أن إسرائيل أعلنت أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومة الفلسطينية، إلا أنه يقدر ونظرا لحجم الحشود العسكرية وبعض الوثائق التي تمكنت الاستخبارات الأردنية من الحصول عليها أن أهدافهم إسرائيل كانت أبعد من أهدافهم المعلنة. فقبل أيام من معركة الكرامة حشدت إسرائيل قواتها لاحتلال والاقتراب من العاصمة وضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق الاهداف التي تتلخص فيما يلي:
  • 1. ارغام على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.
  • 2. محاولة وضع ولو موطئ قدم على أرض شرقي باحتلال مرتفعات وتحويلها إلى حزام أمنى لإسرائيل تماما كما حدث بعد ذلك في جنوب . بقصد المساومة عليه لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
  • 3. ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
  • 4. توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى المقاومة الفلسطينية وربما إنهاء العمل الفدائي الفلسطيني عبر الأردن، واعتقاد بأن هذه مهمة سهلة لن تحتاج إلا لساعات معدودة.
  • 5. زعزعة الروح المعنوية عند السكان المدنيين لا سيما الفلسطينيين وقد بدا ذلك واضحا من خلال قصف المخيمات وإرغامهم على النزوح من مخيماتهم ليشكلوا أعباء جديدة، وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران م.
  • 6. اعطاء مبررا للتنصل من احتضانه للعمل الفدائي الفلسطيني وقيامه بإسناد الفدائيين الفلسطينيين في اشتباكاتهم مع على طول الجبهة الأردنية.
المعركة

بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح ، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة ،وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات ..

مقتربات المعركة

كانت المقتربات كالتالي:
  • 1. مقترب العارضة: ويأتي من جسر الأمير محمد ( ) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى .
  • 2. مقترب وادي شعيب: ويأتي من جسر الملك حسين ( سابقاً) إلى ، إلى الطريق الرئيسي المحاذي ثم السلط .
  • 3. مقترب سويمة: ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى .
  • 4. محور غور الصافي: ويأتي من جنوب إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى .
وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات مدربة والدبابات تساندهم على كل مقترب من مدفعية الميدان وال الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم وال مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات . مما قد يدل أن معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة، حيث شارك فيها من الجانبين أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها إلى جانب سلاح الجو، ولعبت خلالها كافة الأسلحة الأردنية وعلى رأسها سلاح المدفعية الملكي أدواراً فاعلة طيلة المعركة دون أن يكون لها أي إسناد جوي.

مقتربات القتال

حشد لتلك المعركة اللواء المدرع السابع وهو الذي سبق وأن نفذ عملية الإغارة على قرية السموع عام 1966 واللواء المدرع 60، ولواء المظليين 35، ولواء المشاة 80، وعشرين طائرة هيلوكبتر لنقل المظليين وخمس كتائب مدفعية 155 ملم و 105 ملم ، بالإضافة إلى قواته التي كانت في تماس مع قواتنا على امتداد خط وقف إطلاق النار ، وسلاحه الجوي الذي كان يسيطر سيطرة تامة على سماء وأرض المعركة ، بالإضافة إلى قوة الهجوم التي استخدمها في غور الصافي، وهي كتيبة دبابات وكتيبة مشاة آلية وسريتا مظليين وكتيبة مدفعية، تم حشد هذه القوات في منطقة أريحا، ودفع بقوات رأس الجسر إلى مناطق قريبة من مواقع العبور الرئيسة الثلاثة، حيث كان تقربه ليلاً.

بدأ قصفه المركز على مواقع الإنذار والحماية ثم قام بهجومه الكبير على الجسور الثلاثة عبر مقتربات القتال الرئيسة في وقت واحد حيث كان يسلك الطريق التي تمر فوق هذه الجسور وتؤدي إلى الضفة الشرقية وهي طريق جسر داميا ( الأمير محمد) وتؤدي إلى المثلث المصري، ثم يتفرع منها مثلث العارضة- السلط-عمان وطريق أريحا ثم جسر الملك حسين –الشونة الجنوبية وادي شعيب – السلط – عمان ثم جسر الأمير عبد الله ( سويمه، ناعور) عمان.
وفي فجر يوم 21 آذار 1968 زمجرت المدافع وانطلقت الأصوات على الأثير عبر الأجهزة اللاسلكية تعلن بدء الهجوم الإسرائيلي عبر النهر على الجيش الأردنيز المقاومة الفلسطينية المرابطبطين.

القتال على مقترب جسر الأمير محمد (داميا)

اندفعت القوات العاملة على هذا الجسر تحت ستار كثيف من نيران المدفعية والدبابات والرشاشات المتوسطة فتصدت لها قوات الحجاب الموجودة شرق الجسر مباشرة ودارت معركة عنيفة تمكنت القوات المدافعة خلالها من تدمير عدد من دبابات العدو وإيقاع الخسائر بين صفوفه وإجباره على التوقف والانتشار.
عندها حاولت القوات المهاجمة إقامة جسرين إضافيين ، إلا أنه فشلت بسبب كثافة القصف المدفعي على مواقع العبور، ثم كررت اندفاعها ثانية وتحت ستار من نيران الجو والمدفعية إلا إنه تم افشال الهجوم ايضاً وعند الظهيرة صدرت إلى الإسرائيليون الأوامر بالانسحاب والتراجع غرب النهر تاركاً العديد من الخسائر بالأرواح والمعدات.

القتال على مقترب جسر الملك حسين

لقد كان هجوم الرئيسي هنا موجهاً نحو الشونة الجنوبية وكانت قواته الرئيسة المخصصة للهجوم مركزة على هذا المحور الذي يمكن التحول منه إلى بلدة الكرامة والرامة والكفرين جنوباً ، واستخدم العدو في هذه المعركة لواءين (لواء دروع ولواء آلي) مسندين تساندهما المدفعية والطائرات.
ففي صباح يوم الخميس 21 آذار دفع العدو بفئة دبابات لعبور الجسر، واشتبكت مع قوات الحجاب القريبة من الجسر ، إلا أن قانصي الدروع تمكنوا من تدمير تلك الفئة، بعدها قام العدو بقصف شديد ومركز على المواقع ودفع بكتيبة دبابات وسرية محمولة ، وتعرضت تلك القوة إلى قصف مدفعي مستمر ساهم في الحد من إندفاعه، إلا أن العدو دفع بمجموعات أخرى من دروعه ومشاته ، وبعد قتال مرير استطاعت هذه القوة التغلب على قوات الحجاب ومن ثم تجاوزتها ، ووصلت إلى مشارف بلدة الكرامة من الجهة الجنوبية والغربية مدمرة جميع الأبنية في أماكن تقدمها.

واستطاع العدو إنزال الموجة الأولى من المظليين شرقي الكرامة لكن هذه الموجة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح وتم إفشالها، مما دفع العدو إلى إنزال موجه أخرى تمكنت هذه الأخيرة من الوصول إلى بلدة الكرامة وبدأت بعمليات تدمير لبنايات البلدة، واشتبكت مع بعض قوات الدفاع المتواجدة هناك في قتال داخل المباني، وفي هذه الأثناء استمر العدو بمحاولاته في الهجوم على بلدة الشونة الجنوبية ، وكانت القوات المدافعة تتصدى له في كل مرة ، وتوقع به المزيد من الخسائر، وعندما اشتدت ضراوة المعركة طلب العدو ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار ، فاستجاب الملك الحسين بن طلال لوقف اطلاق النار بضغط من الولايات المتحدة و اصدر امره بوقف القتال,و لكن قائد الفرقة الاردنية المقاتلة رفض الانصياع للاوامر فاستمر القتال، وحاول العدو الانسحاب... إلا أن القوات الإردنية و المقاومة الفلسطينية تدخلتا في عملية الانسحاب وحولتاه إلى انسحاب غير منظم فترك العدو عدداً من الياته وقتلاه في أرض المعركة.

القتال على مقترب جسر الأمير عبد الله

أنظر رواية لهذا

حاول العدو القيام بعملية عبور من هذا المقترب باتجاه ( ) وحشد لهذا الواجب قوات مدرعة إلا أنه فشل ومنذ البداية على هذا المحور ولم تتمكن قواته من عبور النهر بعد أن دمرت معظم معدات التجسير التي حاول استخدامها في عملية العبور.
وفي محاولة يائسة من الإسرائيلين لمعالجة الموقف قام بفصل مجموعة قتال من قواته العاملة على مقترب ودفعها إلى خلف قوة الحجاب العاملة شرق الجسر لتحاصرها، إلا أنها وقعت في الحصار وتعرضت إلى قصف شديد أدى إلى تدمير عدد كبير من آلياتها.
وانتهى القتال على هذا المقترب بانسحاب فوضوي لقوات العدو وكان للمدفعية الأردنية ونيران وأسلحة مقاومة الدروع الأثر الأكبر في إيقاف تقدم العدو وبالتالي دحره.

مقترب غور الصافي

لقد حاول الإسرائيليون تشتيت جهد القوات الأردنية ما أمكن، وإرهاب سكان المنطقة وتدمير منشآتها، مما حدا به إلى الهجوم على مقترب برتل من دباباته ومشاته الآلية، ممهداً بذلك بحملة إعلامية نفسية مستخدماً المناشير التي كان يلقيها على السكان يدعوهم فيها إلى الاستسلام وعدم المقاومة، كما قام بعمليات قصف جوي مكثف على القوات الأردنية، إلا أن كل ذلك قوبل بدفاع عنيف، وبالتالي أجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب.
وهكذا فقد فشل العدو تماماً في هذه المعركة دون أن يحقق أياً من أهدافه على جميع المقتربات، وخرج من هذه المعركة خاسراً مادياً ومعنوياً خسارة لم يكن يتوقعها أبداً.
لقد صدرت الأوامر الإسرائيلية بالانسحاب حوالي الساعة 1500 بعد أن رفض الملك الذي أشرف بنفسه على المعركة، وقف إطلاق النار.
لقد استغرقت عملية الانسحاب تسع ساعات نظراً للصعوبة التي عاناها الاسرائيليون في التراجع وبفضل القصف المركز من جانب القوات الأردنية.

بدء معركة الجيش العربي

يقول اللواء : في الساعة 1725 أبلغني الركن المناوب أن العدو يحاول اجتياز جسر الملك حسين فأبلغته أن يصدر الأمر بفتح النار المدمرة على حشود العدو. لذلك كسب مفاجأة النار عند بدء الهجوم من القوات الإسرائيلية ولو تأخر في ذلك لاتاح للقوات المهاجمة الوصول إلى أهدافها بالنظر إلى قصر مقتربات الهجوم التي تقود وبسرعة إلى أهداف حاسمة وهامة / مركز الثقل / في ظل حجم القوات التي تم دفعها وطبيعتها وسرعة وزخم هجومها بالإضافة إلى سهولة الحركة فوق الجسور القائمة.

لقد استطاعت القوات الأردنية وخاصة سلاح المدفعية حرمان القوات الإسرائيلية من حرية العبور حسب المقتربات المخصصة لها. ودليل ذلك أن القوات الإسرائيلية التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم فرقة وهي القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقي النهر بالرغم من محاولتهم المستميتة للبناء على الجسور التي دمرت، ومحاولة بناء جسور حديدية لإدامة زخم الهجوم والمحافظة على زمام المبادرة مما اربك المهاجمين وزاد من حيرتهم وخاصة في ظل شراسة المواقع الدفاعية ومقاومتها الشديدة.

الإنزال الإسرائيلي في بلدة الكرامة

أن عملية الإنزال التي قامت بها القوات الإسرائيلية شرقي بلدة الكرامة كانت الغاية منها تخفيف الضغط على قواتها التي عبرت شرقي النهر بالإضافة لتدمير بلدة الكرامة,خاصة عندما لم تتمكن من زج أية قوات جديدة عبر الجسور نظرا لتدميرها من قبل سلاح المدفعية الملكي وهذا دليل قاطع على أن الخطط الدفاعية التي خاضت قوات الجيش العربي معركتها الدفاعية من خلالها كانت محكمة وساهم في نجاحها الإسناد المدفعي الكثيف والدقيق إلى جانب صمود الجنود في المواقع الدفاعية, وفي عمقها كانت عملية الإنزال شرق بلدة الكرامة عملية محدودة,حيث كان قسم من الفدائيين يعملون فيها كقاعدة انطلاق للعمل الفدائي أحيانا بناء على رغبة القيادة الأردنية.. وبالفعل قام الإسرائيليون بتدمير بلدة الكرامة بعد أن اشتبكوا مع القوات الأردنية والمقاتلين من الفدائيين الذين بقوا في البلدة والذين يسجل لهم دورهم بأنهم قاوموا واستشهدوا جميعا في بلدة الكرامة.

المحور الثالث



الملك حسين والأمير محمد وعامر خماش ومشهور حديثة وبهجت المحيسن قائد لواء حطين لتفقد أرض المعركة.


القوات الغازية اخترقت المحور الشمالي (داميا- عارضة- عباد والمحور الاوسط- جسر الملك حسين الشونه الجنوبية) مما ادى إلى التقاء الجيشين في منطقة الكرامة حيث قاتل الفدائيون جنبا إلى جنب مع الجنود الاردنيين". بينما كان المحور الثالث هو محور ناعور سويمة الذي كان قائدا للواء حطين في هذا المحور والذي يحتوي على طريق مؤدية إلى العاصمة عمان حيث استطاع اللواء صد جيش العدو وعدم السماح له بتجاوز نهر الأردن شرقا حيث قال المحيسن:" لقد حاول جيش العدو بشكل متكرر العبور من هذا المحور بدات منذ ساعة الصفر حتى التاسعة صباحا ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل ولم يعد يكررها ولو اجتاز العدو هذا المحور لاصبحت مرتفعات مادبا وناعور والسلط كمرتفعات هضبة الجولان حاليا".

ومن مجريات المعركة في المنطقة والتي شهدها بقيادة :" تمكن العدو من دفع سرية دبابات من الشونه إلى المفرق طريق الكفرين الرامة سويمة ناعور وشطروا وحدتي إلى شطرين قوات الحجاب الملاصقة لجسرالاميرعبد الله وعقدة الدفاع الرئيسية المتمركزة في منخفضي جبال صياغة غربا وجبال العدسية بالتحديد في مصب وادي المحترقة".

اتساع جبهة المعركة

أن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف إلى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل امتدت جبهتها من شمالاً إلى جسر الأمير عبد الله جنوباً. هذا في الأغوار الوسطى ، وفي الجنوب كان هناك هجوم تضليلي على منطقة و ومن خلال دراسة جبهة المعركة نجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب . وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى لأحداث المفاجأة والاستحواذ على زمام المبادرة ،بالإضافة إلى ضرورة أحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقا ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جبهة المعركة تؤكد أن تعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الفدائيين من جهة ومن جهة أخري أحداث صدمة نفسية يكون لها ما بعدها، وهذا يؤكد أن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم ولولا تدخل الجيش الأردني لكانت النتائج تاريخية. لا سيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام .

السيطرة على الجسور

لقد لعب سلاحا الدروع والمدفعية الاردني وقناصو الدروع دوراً كبيراً في معركة الكرامة وعلى طول الجبهة وخاصة في السيطرة على جسور العبور ما منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه الذي بدأه ، وذلك نظراً لعدم قدرته على السيطرة على الجسور خلال ساعات المعركة ، وقد أدى ذلك إلى فقدان القوات الإسرائيلية المهاجمة لعنصر المفاجأة ، وبالتالي المبادرة ، وساهم بشكل كبير في تخفيف زخم الهجوم وعزل القوات المهاجمة شرقي النهر وبشكل سهل التعامل معها واستيعابها وتدميرها ،وقد استمر دور سلاح الدروع والمدفعية الاردني بشكل حاسم طيلة المعركة من خلال حرمان الإسرائيليين من التجسير أو محاولة إعادة البناء على الجسور القديمة وحتى نهاية المعركة.

طلب وقف إطلاق النار



خسائر الجيش الإسرائيلي



خسائر الجيش الإسرائيلي



قرية الكرامة بعد المعركة

طلبت القوات الإسرائيلية وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة من صباح المعركة و مع الضغوط الأمريكية وافق الحسين بن طلال على وقف إطلاق النار وأصدر أمره إلى قائد القوات الأردنية في الميدان، ولكن القائد الأردني لم يستجب ورفض الانصياع للأوامر وواصل القتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية حتى انسحاب آخر جندي إسرائيلي من أرض المعركة.

خسائر الطرفين

خسائر القوات الإسرائيلية :
  • (أ) عدد القتلى 250 جندياً .
  • (ب) عدد الجرحى 450 جريحاً .
  • (جـ )تدمير 88 آلية وهي عبارة عن 27 دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن وسقوط طائرة.
خسائر القوات المسلحة الأردنية :
  • (أ) عدد الشهداء 87 جندياً.
  • (ب) عدد الجرحى 108 جريحاً.
  • (جـ) تدمير 13 دبابة .
  • (د) تدمير 39 آلية مختلفة
خسائر المقاومة الفلسطينية:

لا توجد إحصائيات رسمية عن عدد المقاومين الفلسطينيين وكانت هذه الارقام محل خلاف كبير بين المؤرخين.و لكن بحسب ما يشير اليه الرئيس الفلسطيني الراحل في كاتب سيرته فقد دفع الفلسطينيون
  • (أ) 130 شهيدا.
  • (ب) أُسر 170 مقاوما.
نتائج المعركة

انتهت المعركة وفشل في تحقيق أي من الأهداف التي قام بهذه العملية العسكرية من أجلها وعلى جميع المقتربات وأثبت العسكري الأردني قدرته على تجاوز الأزمات السياسية ويحارب جنبا إلى جنب مع عناصر الفصائل الفلسطينية، وقدرتهم جميعا على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية وتصميم وإرادة على تحقيق النصر. وقد أثبتت الوثائق التي تركها القادة الإسرائيليين في ساحة القتال أن هذه العملية تهدف إلى احتلال المرتفعات الشرقية لوادي الأردن وأنه تمت دعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء فيها.
الإعداد المعنوي: جسدت هذه المعركة أهمية الإعداد المعنوي للجيش، فمعنويات الجيش العربي كانت في أوجها، خصوصا وأن جميع أفراده كان تواقين لمسح سمة الهزيمة في التي لم تسنح لكثيرين منهم فرصة القتال فيها.
الاستخبارات العسكرية: أبرزت المعركة حسن التخطيط والتحضير والتنفيذ الجيد لدى الجيش العربي. مثلما أبرزت أهمية الاستخبارات إذ لم ينجح الإسرائيليون تحقيق عنصر المفاجأة، نظراً لقوة الاستخبارات العسكرية الأردنية والتي كانت تراقب الموقف عن كثب وتبعث بالتقارير لذوي الاختصاص أولا بأول حيث توقعوا الاعتداء الإسرائيلي وحجمه مما أعطى فرصة للاستعدد الصحيح.
الغطاء الجوي: برزت أهمية الاستخدام الصحيح للأرض حيث أجاد جنود الجيش العربي الاستخدام الجيد لطبيعة المنطقة وحسب السلاح الذي يجب أن يستخدم وإمكانية التحصين والتستر الجيدين، بعكس الجيش الإسرائيلي الذي هاجم بشكل كثيف دون معرفة بطبيعة المنطقة معتمدا على غطائه الجوي. كما أن التخطيط السليم والتنسيق التام بين جميع وحدات الجيش وأسلحته المختلفة والالتحام المباشر عطلا تماما ميزة الغطاء الجوي الاسرائيلي.

بعض ردود الفعل
  • 1. قال رئيس الاركان الاسرائيلي في حديث له ان إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران.
  • 2. قال عضو الإسرائيلي ( شلومو جروسك) لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا، وقال عضو الكنيست ( توفيق طوني) لقد برهنت العملية من جديد أن حرب الايام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع العربي الإسرائيلي.
  • 3. طالب عضو الكنيست ( شموئيل تامير) بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في نتائج الحملة على الأرض الأردنية، لأن عدد الضحايا أكثر نسبياً في القوات الإسرائيلية.
  • 4. وصف قائد مجموعة القتال الاسرائيلية المقدم (أهارون بيلد) المعركة فيما بعد لجريدة دافار الاسرائيلية بقوله: لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط.
  • 5. قال أحد كبار القادة العسكريين العالميين وهو المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة في تلك الفترة: لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
يوم الكرامه كان يوما مشهودا للجيش الاردني بالدرجه الاولى .
حيث كان الفريق مشهور حديثه رحمه الله قائد المعركه .
الاسرائليين حسبو كل شيء الا ان شيء لم يحسبو حسابه وهو ان الامطار كانت تساقطت قبل المعركه ب 3 ايام جعلت الارض الطينيه الزراعيه غير مناسبه لمرور الدبابات فعند النظر الى الارض كان سطح الارض ينم عن الارض صلبه وتستطيع السير عليها
لكن عندما تقدمت الدبابات في بعض المواقع تفجأت بأن الارض موحله ولا تستطيع ان تسير عليها فغرزت ماكنها ولم تستطيع ان تتقدم او تتراجع .
قوات الجيش الاردني المتمثله بقوات المدفعيه كان العامل الرئيسي بعد التوفيق من الله بوقف تقدم الدبابات الاسرايئيليه وبشهادة الضباط الاسرايئليين ان المدفعيه الاردنيه كانت تصيب الدبابات الاسرائيليه بقذائفها وكان قصفا شديدا مركزا وهو ينم عن روح قتاليه
مصممه على الانتصار .
الفصائل الفلسطينيه شاركت في القتال لكن بدون دعم الجيش الاردني لما تمكن المقاتلين الفلسطينيين من وقف الهجوم الاسرائيلي .
 
عندي سؤال بالرغم من معاهدة السلام هل تفكر اسرائيل بالانتقام لهزيمتها بالوقت الحالي او مستقبلا
 
الاكيد انه الجيش الاردني هو العنصر الحاسم في النصر في معركة الكرامة الخالدة.
الحمد لله طبعا.
الي بدي اضيفه والحق يقال انه للفدائيين دور في المعركة ولكن لا يجوز ان نقول انه هم من انتصر.
 
ان معركة الكرامة لو كان لها دور تاريخي او دلالة حقيقية لدلت ان الخلاف الذي ظهر بعد سنة واحدة او سنيتن بين المقاوم الفلسطيني والجيش العربي لهو خلاف بين القيادتين السياسيتن لانه عندما توحد الدم شرق النهر وغربه كما توحد منذ فجر النكبة الى يومنا هذا لما كان حدث ما حدث في ايلول الاسود عموما النصر لم يكن للفدائيين ولا للجيش العربي بل كان نصرا لكل من يرى ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وان العدو لا يفقه حقا الا لغة الموت وسيلة للحوار معه

رحم الله شهدائنا الابرار
 
موضوع جيد ومعلومات منقحه
تقبل مروري
 
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووور
 
كانت معركة الكرامه اسم على مسمى فقد ردة للعرب كرامتهم بعد سلسلة الهزائم التي لحقت بهم ........................
 
معلومات رائعة ... ومفيدة
اتمنى لك التوفيق
ولنشامى الجيش العربية النصر دائما
 
المعركة كانت فعلا جهنم على اليهود الذين وجدوا مكبلين بالجنازير من الخوف فكلمة الكرامة في اليهودية تعني نار جهنم
 
عودة
أعلى