سلسلة "مبادىء الإقتراب المباشر فى الدفاع" ... (الجزء الأول) .......

لو عايزين باقى الأجزاء ياريت تصوتوا عليه ..

  • نعم

    الأصوات: 1 100.0%
  • لا

    الأصوات: 0 0.0%

  • مجموع المصوتين
    1

jack.beton.agent

خبير الدفاع الجوى
إنضم
26 يناير 2015
المشاركات
4,638
التفاعل
22,997 2 0
القسم الأول : مبادئ ومتطلبات الإقتراب الغير مباشر فى الدفاع

1- مفهوم الإقتراب غير المباشر:

يعتبر الإقتراب الغير مباشر علم وفن وتركيز القوة ضد الضعف لسرعة الوصول إلى عمق ومؤخرة العدو وهزيمته معنوياً ومادياً فى أقصر وقت وبأقل إشتباكات ومعارك وخسائر ممكنة.

2- الفكرة الأساسية للإقتراب غير المباشر:

أ - ظهر فى كتابات عدد من المفكرين العسكريين، أمثال فوللرومائل وليدل هارت عدة أفكار لتطبيق الإقتراب غير المباشر يرجع الفضل فيه للمفكر البريطانى ليدل هارت فى بلورة الإطار السياسى لأساليب قتال جديدة وأساليب الإستخدام التى تحقق نجاح التنفيذ لهذه الأساليب من خلال دراسة للمعارك القديمة عبر التاريخ ومنها معركة ماجدو.


ﺠ- خلصت هذه الدراسات إلى أن على المهاجم (أو المدافع) إستغلال أعمال المناورة وتجنب المواجهة المباشرة وذلك لسرعة الوصول إلى عمق العدو من أقصر الطرق دون إظهار ذلك فى سرية عن ملاحظة الخصم ومن خلال مهاجمة أضعف الأجزاء فى تشكيل معركة العدو.

د- تبنى المفكر العسكرى الألمانى فكرة ليدل هارت عن نظرية الإقتراب الغير مباشر وجوهرها أن فن الحرب يعتمد على تثبيت العدو مع القيام بهجوم حاسم فى إتجاه أضعف نقاط العدو وتوجيه الضربات فى إتجاه إحتياطياته ثم يستكمل أعمال القتال بتدمير قواته على أجزاء بإستغلال تدنى معنوياته.

ﻫ- أوضح ليدل هارت أن إسلوب العمل بالإقتراب الغير مباشر يحقق النصر عندما يحقق إنهيار العدو نفسياً، قبل التدمير المادى لقواته وذلك من خلال المناورة بالقوات وحشدها ضد أضعف تشكيلات الخصم (المهاجم أو المدافع) وسرعة الوصول إلى عمقه ومؤخرته بغرض تدمير إحتياطياته ثم يستكمل أعمال القتال بتدمير قواته على أجزاء بإستغلال تدنى معنوياته وبرغم أن هذا الإسلوب لم يجد قبول من الفكر العسكرى البريطانى، ودول الحلفاء، كانت الحرب العالمية الثانية مسرحاً لتطبيق فكر بريطانى جديد بقوات ألمانية.

3- أهداف العمل بإسلوب الإقتراب غير المباشر(1):

أ – ضرورة تهيئة أنسب الظروف، لتنفيذ المعركة الحاسمة، بأقل خسائر ممكنة وأفضل نتائج متاحة، قبل بدء أعمال القتال.

ب- تحقيق مبدأ "تجميع القوة ضد الضعف" بحشد القوات وتوجيهها نحو أضعف النقاط فى تشكيل وتجميع الخصم.

ﺠ- تجنب أعفاء العدو فرصة للمناورة بإحتياطياته لتعزيز المناطق والإتجاهات الضعيفة أو المعرضة التى تم حشدها القوات فى إتجاهها.

د- التركيز على تفتيت العدو لسرعة تحطيمه على أجزاء وبشكل أسهل خلال إدارة الأعمال القتالية والتأثير على كل تشكيل معركة الخصم.

ﻫ- التركيز على أعمال إستخدام الخداع، والأرض فى توزيع القوات، مع وضع الخطط المناسبة لتحقيق إعادة التجميع وتحقيق مفاجأة على أجناب ومؤخرة العدو.

4- مفهوم المناورةبالإقتراب غير المباشر(2):

قال ليدل هارت "الطريق الطويل المتعرج هو أقصر الطرق لبلوغ الهدف" ويحقق ذلك الوصول للهدف وتحقيقه بأقل الخسائر عند تنفيذ المهام.

5- المناورة بالإقتراب غير المباشر(3):

أ – وسيلة تفرض نفسها على أحد الطرفين المتحاربين، عندما لا يثق ثقة تامة بأنه من القوة بحيث يمكنه التغلب على خصمه فى معركة على أرض من أختيار عدوه (ضعف القوة بالنسبة للخصم).

ب- عادة يكون كلا الطرفين غير واثق فى قوته أو أن هذه القوة عند إستخدامها ستكلف غالباً للحصول على النصر.

ﺠ- لذلك تكون المناورة بالإقتراب غير المباشر منهج كليهما (المهاجم و المدافع).

6- إسلوب المناورة بالإقتراب غير المباشر(1):

أ – التقدم نحو العدو من إتجاهات غير متوقعة.

ب- التقدم نحو العدو فى إتجاهات يمكن تغييرها.

ﺠ- إستثمارها من المرونة وتنفيذ المناورة بإسلوب غير مباشر لتحقيق نتائج فعالة وهامة وحاسمة.

د- إختيار توقيت غير متوقع يحقق المفاجأة أثناء الإقتراب غير المباشر.

7- أسس النجاح لتطبيق إسلوب العملبالإقتراب غير المباشر(2):

أ – التوسع فى أعمال المناورة على أجناب ومؤخرة الخصم.

ب- التركيز فى الإتجاهات، وعلى العناصر، الأكثر ضعفاً فى تشكيل العدو المهاجم.

ﺠ- إحراز المفاجأة مع الحرص على إستغلال أى نقاط ضعف جديدة للعدو خلال إدارة أعمال القتال.

د- خداع العدو على إتجاه الإقتراب الرئيسى، وتثبيته بإتجاه إقتراب فى إتجاه آخر، مما يؤدى إلى توزيع قواته وتشتيتها، وتثبيت إحتياطياته أو دفعها، فى إتجاهات ثانوية.

ﻫ- تفتيت قوات العدو، وسرعة إستغلال نتائج هذا العمل.

و- قطع خطوط ومحاور الإمداد فى العمق، لتهديد التجميع الرئيسى المعادى.

ز- تنفيذ أعمال القتال الرئيسية ضد عمق ومؤخرة العدو بالمناورات العميقة السريعة، فى أقل الإتجاهات مقاومة.

ح- إنهاك العدو، بدلاً من تدمير قواته الرئيسية بضربات مباشرة، وذلك بعزل إحتياطياته وتوجيه ضربات غير مباشرة فى أكثر من إتجاه لا يتوقعه.

ط- توسيع نطاق أعمال القتال، لإجبار العدو على بعثرة قواته وتشتيت إدارته لأعمال القتال.

ى- تحقيق مبدأ التعاون على كافة المستويات والإتجاهات، للقوات، عند تنفيذ أعمال قتال بإسلوب الإقتراب غير المباشر.


8- متطلبات تطبيق إسلوب الإقتراب غير المباشر فى الدفاع:

يتطلب تطبيق إسلوب الإقتراب غير المباشر عديد من الإجراءات والأعمال والبيانات التى يلزم للقوات تحقيقها عند تنفيذ مثل هذا الأسلوب فى أعمال القتال ولتحقيق نظرية الإقتراب غير المباشر وضمان نجاحها يتطلب ذلك إستطلاع دقيق عن العدو ودراسة جيدة عن الأرض وتوفر قوات مدرعة وميكانيكية تعاونها قوة نيرانية كافية تتكون أساساً من القوات الجوية والصواريخ أرض / أرض والمدفعية مع قوات الإبرار والتوسع فى أعمال الخداع والحرب الإلكترونية وأعمال الكمائن على طرق الإقتراب للعدو.

أ – معلومات دقيقة وتفصيلية عن العدو:

بالإضافة للمعلومات المعتادة المطلوب معرفتها عن العدو يجب التركيز على أضعف الأماكن فى تشكيلات النسق الأول المهاجم ومناطق الثغرات وكذلك الأنساق الثانية والإحتياطيات المعادية مع متابعة إنتقالاتها خلال سير القتال والتحليل الجيد لإحتمالات عملها وإستخدامها وتدخلها خاصة من حيث التوقيت والمكان كما يجب الإهتمام بدقة المعلومات وصحتها.

ب– الدراسة الدقيقة التفصيلية للأرض:

(1) الإتجاهات والمحاور الأكثر توقعاً لإقتراب العدو المهاجم.

(2) محاور عمل قوات النسق الثانى لكلا الطرفين (المهاجم و المدافع).

(3) أهم الهيئات الحاكمة على طرق الإقتراب وذات الأهمية التكتيكية والأهداف الحيوية والتى بالتمسك بها بجزء من القوات المدافعة يحرم الخصم من تحقيق أهدافه.

ﺠ– التفوق النيرانى:

يتطلب تطبيق هذا الإسلوب قوة نيرانية مؤثرة تشتمل أساساً على نيران القوات الجوية والصواريخ أرض / أرض، والمدفعية. ويجب أن تتصف هذه القوة النيرانية بالآتى:

(1) طول المدى.

(2) القدرة التدميرية العالية.

(3) المرونة وخفة الحركة والقدرة على نقل النيران بكثافة كبيرة من إتجاه لآخر على طرق الإقتراب.

(4) القدرة على إستخدام الطرق والوسائل الحديثة المتطورة لإدارة النيران فى العمق (هليكوبتر إدارة النيران – مجموعات نيران خلف الخطوط – عناصر الصوت واللهب – الطائرات الموجهة بدون طيار – رادارات رصد التحركات الأرضية – حاسبات ذات قدرات وبرامج متفوقة للتخزين وتحليل المعلومات وإستخراج البيانات الأولية للأهداف حسب أولويات أهميتها).

(5) القدرة على المناورة بنفس معدل وسرعة الوحدات الميكانيكية / المدرعة المنفذة للمناورة.

(3) توفير حجم مناسب من أسلحة الرمى المباشر لتأمين أجناب القوات المهاجمة بالمناورة ضد تدخل إحتياطيات العدو القريبة، وذات فاعلية وكفاءة ودقة عالية.

د– سيطرة جوية على منطقة العمل:

العمل على تحقيق السيطرة الجوية سواء محلية أو تكتيكية فى منطقة عمل قوة الإقتراب غير المباشر أمام الحد الأمامى للدفاعات الرئيسية، وقد يتم ذلك فى صورة سيطرة جوية للمسرح بالكامل (إن أمكن)، خاصة خلال فترة التحرك وأثناء تنفيذ المهام، وحتى تحقيقها على الأقل.

ﻫ– توفر قوات كافية ذات صفات خاصة للتنفيذ:

(1) قوات على درجة عالية من خفة الحركة والمرونة قادرة على المناورة فى جميع الإتجاهات لسبق العدو فى الفتح، عند قتال أنساقه الثانية / الإحتياطيات وعزله وتدميره بالهجوم من الإتجاهات المحددة. وحتى يمكن تحقيق معدلات قتال ومناورة عالية تعتبر الوحدات الميكانيكية / المدرعة أنسب العناصر التى تنفذ هذا الشكل من أعمال المناورة بالإقتراب غير المباشر (على أن تكون كل العناصر المعاونة والإدارية والفنية بالتشكيل / الوحدات المدرعة / لميكانيكية بنفس القدرات).

(2) قوات ذات قوة صدمة (المدرعات) تكون العنصر الغالب والأساسى لقوات المناورة بالإقتراب غير المباشر والتى ستقاتل فى العمق، ضد الأنساق الثانية والإحتياطيات. علاوة على ما يتوفر لها من خفة الحركة وقوة نيران عالية ووقاية للقوات.

و– تأهيل وصقل مهارات القادة والضباط:

الإعداد والتأهيل الجيد للقادة والضباط يزيد من قدراتهم على سرعة إتخاذ القرارات الحاسمة فى التوقيت المناسب وتحمل المسئولية دون الإعتماد على المستوى الأعلى إذا لزم الأمر كذلك تكسبهم المقدرة على تحقيق إنتزاع المبادأة، والحفاظ عليها خلال مراحل المعركة وأثناء تنفيذ أعمال الإقتراب غير المباشر.

ز– المعاونة الجوية الفعالة:

(1) تخصيص الحجم المناسب من المجهود الجوى.

(2) وجود عناصر إدارة جوية أمامية مع القوة المنوط بها تنفيذ الإقتراب الغير مباشر لسرعة طلب وتوجيه المجهود الجوى فى الوقت المناسب.

(3) تنسيق شامل ومسبق للأهداف التى تم تخصيصها للقوات الجوية ولباقى وسائل النيران.

(4) وضع الإحتياطى المضاد للدبابات الطائر تحت قيادة القوة القائمة بالإقتراب غير المباشر فى العمق مع بدء أعمال القتال.

ح– معاونة فعالة من عناصر الحرب الإلكترونية:

تنفيذ معاونة إلكترونية لصالح أعمال قوة الإقتراب غير المباشر خلال مراحل المعركة كالآتى:

(1) يتم فى المرحلة الأولى إعاقة وتشويش ضد شبكات القيادة والسيطرة للقوات المهاجمة.

(2) تأكيد معلومات عن الأنساق الثانية والإحتياطيات ومتابعة نشاطها بواسطة عناصر تصنت وإستطلاع إلكترونى.

(3) تكثيف إجراءات التأمين الإلكترونى خاصة فى مرحلة دفع قوة الإقتراب غير المباشر (المناورة) لمهاجمة قوات العدو المقتربة.

ط– القيادة والسيطرة:

(1) مراكز قيادة وسيطرة تتميز بخفة الحركة وصغر الحجم وتكون قادرة على تنفيذ مناورة سريعة.

(2) توفير وسائل القيادة والسيطرة الحديثة للقادة بإستخدام الهليكوبتر.

(3) توفير نظام يحقق سيولة المعلومات، على مختلف المستويات ولكل عناصر تشكيل المعركة.

(4) توفير مواصلات إشارية مستمرة ومستقرة ذات مدى يسمح بالسيطرة على قوة الإقتراب غير المباشر، وعناصر المعاونة والتأمين.

(5) القدرة على العمل تحت ظروف إستخدام العدو وسائل وعناصر الحرب الإلكترونية.

(6) إطلاق حرية القادة على مختلف المستويات لإتخاذ القرارات السريعة الجريئة الحاسمة.

ى– تنظيم أعمال الخداع:

أحد المتطلبات الرئيسية لقوة الإقتراب غير المباشر على جميع المستويات وخاصة التكتيكى. حيث تخصص وحدات ومعدات خاصة لتنفيذ خطة الخداع والتى يجب أن تشمل جميع مراحل المعركة مع التركيز على ضرورة خداع العدو عن إتجاه الإقتراب غير المباشر، وتوقيته.

ك– قوات إبرار / إنزال ذات حجم مناسب يتناسب مع طبيعة المهمة:

ربط معظم المفكرون العسكريون خلال الحرب العالمية الثانية (ليدل هارت، ومور فى بريطانيا – جودريان، وروميل فى ألمانيا – أندريه بوفر، ويجول فى فرنسا) بين عناصر قوات الإقتراب غير المباشر وقوات الإبرار والإنزال التى إستخدمت فى الحرب العالمية الثانية على نطاق واسع وكان لها أكبر الأثر عند إستخدامها ضد مؤخرة وإحتياطيات العدو المهاجم لسرعة تدميره أثناء إقترابه وقد أثبتت جميع الخبرات السابقة أن الإبرار والإنزال فى العمق يحقق سرعة إنهيار القوات المهاجمة ونشر الذعر فى صفوفها مع شل وإرباك قياداتها ومراكز سيطرتها ومنع تدفق أى قوات جديدة إلى أرض المعركة وبظهور وتطور الهليكوبتر المسلحة المضادة للدبابات والأنواع الأخرى من طائرات النقل والهليكوبتر جعل من أعمال الإبرار الجوى، من أكثر الأساليب المتطورة لتحقيق أعمال الإقتراب غير المباشر (المناورة العميقة) فى المعركة الحديثة.

ل– عدم وجود أعباء أو ذيول إدارية لقوة الإقتراب غير المباشر:

نظراً لعمل قوة المناورة للإقتراب غير المباشر على أعماق كبيرة نسبياً فى عمق تشكيل معركة العدو المهاجم فإنه يلزم تقليل الذيول الإدارية والفنية، التى قد تعوق مناورة هذه القوات وتقلل من قدرتها على المناورة مع ضرورة توفير الإكتفاء الذاتى (الإدارى والفنى) لهذه القوات لذلك يراعى أن تكون العناصر الإدارية والفنية المدعمة لها على درجة عالية من المرونة وخفة الحركة.

نهاية الجزء الأول وياريت يتم تثبيت الموضوع لأنه لسه فيه أكتر من جزء ... وحيكون أول مرجع منظم وعلمى على أعلى مستوى فى نظرية "الإقتراب الغير مباشر" ...
 
عودة
أعلى