دور سلاح الجو العراقي في الحرب العربية الاسرائيلية الثانية 5 حزيران (يونيو) 1967*
الدكتور علوان العبوسي
عام
فى الساعة 0815 صباح الخامس من حزيران( يونيو) 1967م أقلعت كافة طائرات القوات الجوية الإسرائيلية (ميراج 3، فوتور، سوبر مستير، مستير ،اوريجان ،فوجاماجستر) من قواعدها الجويه باسلوب الضربة الجوية الشاملة متجهة غرباً فوق البحر المتوسط على ارتفاع منخفض جداً (50 متراً فوق سطح البحر) ولم يبق فى إسرائيل سوى اثنتي عشرة طائرة للحماية، ثمان منها فى مظلات جوية وأربع على الأرض فى حالات الاستعداد رقم /1 - كانت إسرائيل تقامر على أن تربح أو تخسر كل شيء ولكنها كانت مخاطرة محسوبه بدقه .وقد انقسمت الضربة الشاملة إلى ثلاث مجموعات ، الأولى اتجهت الى مطارات سيناء (العريش - السر - بير تمادا - المليز) بين الساعة 0832 – 0900 والثانية اتجهت الى قواعد و مطارات القناة (أبوصوير - فايد - كبريت) فيما بين الساعة 0848 – 0905 ،الثالثة اتجهت الى القواعد الجوية (أنشاص- غرب القاهرة - بني سويف) فيما بين الساعة 0855 – 0910.
وباستعراض توقيتات الضربات الجوية الشاملة الإسرائيلية على مصر يتضح الاتي . بنظـرة سريعة إلى توقيتات الهجوم والفارق الزمني فى الهجمة الأولى نجد أنه بلغ 27 دقيقة بين مهاجمة مطار المليز وبين مهاجمة قاعدة بني سويف الجوية - كانت دقائق غالية - لم تستغلها قيادة القوات الجوية المصرية لاتخاذ أية تدابير مضادة .وصل العدو إلى القواعد الجوية المصرية على شكل موجات متتالية فى تشكيلات رفوف جوية كان الرف يقوم بعمل 3-4 هجمة (Attakes ) متتالية بفاصل 20-30 ثانية بين كل طائرة وأخرى ، وكانت أسبقية الهجوم تدمير عقد تقاطع المدارج الرئيسية عدا قاعدة العريش الذي لم يتم تدمير المدرج لكي يتم استخدامه بعد الاستيلاء عليه، وقد تم استخدامه فعلاً منذ السابع من حزيران (يونيو) بواسطة الطائرات الإسرائيلية ، ثم تلي ذلك مهاجمة الطائرات الجاثمة بقرب المدرج كحالات استعداد قصوى . ثم مهاجمة وتدمير باقي الطائرات وتم ذلك التركيز فى الضربة الجوية الشاملة الاولى و التي استغرقت حوالي 75 دقيقة ثم تكرر نفس التركيز فى الضربة الجوية الشاملة الثانية إضافة إلى تدمير المعدات الفنية الموجودة بالقواعد والمطارات ، وكان أهم ما يميز الهجمات الإسرائيلية الدقة المتناهية والمستوى الفني العالي فى الهجوم كما كان واضحاً أن الطيارين الإسرائيليين لديهم معلومات دقيقة فلم يهاجم أي منهم طائرة هيكلية واحدة كانت تنتشر فى بعض القواعد و المطارات. كما لوحظ تنوع الطائرات التي كانت تهاجم كل مطار والتنسيق غير العادي بينها أثناء الهجوم من اتجاهات مختلفة ولم يستخدم العدو الإسرائيلي مظلات جوية لحماية طائراته المهاجمة إلا فوق قاعدة بني سويف الجوية وغرب القاهرة. وفى الضربة الجوية الشاملة الثانيه فوق بعض مطارات سيناء لأن الطائرات المهاجمة كانت ذات كفاءة محدودة مثل( الأورجان والفوجاماجستر) وهي طائرات تدريب اساساً ،أما عودة طائرات الضربة الجوية الى اسرائيل كان فوق سيناء لكونه الطريق الأقصر مسافة والأقل خطورة على الطائرات الإسرائيلية لان سيناء بالكامل لم تكن مغطاة بأي صواريخ مضادة للطائرات. وبهذا تمت الضربة الجوية الشاملة الأولى والثانية ونجحت إسرائيل فيهما تدمير معظم طائرات وقواعد ومطارات مصر خلال ساعتين ونصف. وكانت هذه هي المرة الأولى فى تاريخ الحروب التي تحسم فيها الطائرات نتيجة المعركة ، فخروج القوات الجوية المصرية من المعركة فى أول ثلاث ساعات جعل قواتها البرية بدون غطاء جوي وأصبحت هزيمتها مسألة وقت ليس إلا.
ثم تحول العدو الإسرائيلي بعد ذلك طوال يوم 5 يونيو1967 إلى مهاجمة محطات الرادار وكتائب الصواريخ (أرض/جو) بتشكيلات صغيرة 2-4 طائرة. وتكرر ذلك فى الأيام التالية بعد السيطرة الجوية التامة التي تحققت لإسرائيل مع تخصيص الجزء الأكبر من الطائرات لمهاجمة القوات البرية المصرية فى سيناء، إضافة إلى مهاجمة بعض القواعد والمطارات بصورة متفرقة وكان أغلبها للاستطلاع وإضعاف الروح المعنوية.( الملحق ط الضربة الجوية الشاملة الاسرائيلية في 5 حزيران 1967 ).
ولحساب عدد الطائرات الإسرائيلية التي نفذت الهجوم نجد :
خصص 2 سرب (24 طائرة) لمهاجمة مطارات المتصديات المصرية الرئيسة (أبوصوير - فايد - المليز - أنشاص) 24طائرة × 4 = 96 طائرة ، خصص سرب واحد أيضاً لمهاجمة باقي المطارات (العريش - السر - تمادا - كبريت - غرب القاهرة - بني سويف) 12 طائرة × 6 = 72 طائره .
فيصبح عدد الطائرات التي قامت بالهجوم 96 + 72 = 168 طائرة .
بالإضافة إلى 20 طائرة للمظلات الجوية كحماية مباشرة + 20 طائرة احتياطي عام.
بذلك يكون إجمالي عدد الطائرات التي نفذت الضربة 168+20+20= 208 طائرة تقريباً. وهذا العدد من الطائرات متوفراً لدى القوات الجوية الإسرائيلي. (1)
القوة الجوية العراقية في حرب حزيران 1967
اما دور القوة الجوية العراقية في هذه الحرب فكان مشرفا بالرغم عدم وجود خطة عمليات مشتركة مع القوات الجوية العربية ، ومع ذلك استطاعت هذه القوه تنفيذ العديد من الواجبات في العمق الاسرائيلي من قاعدتي الوليد والحبانية ضد ( تل ابيب ونتانيا وكفر سركين) واحدثت بهما خسائر فادحه ... مما اثار حفيظة القوات الجوية الاسرائيلية وقامت طائراتها بشن هجماتها على قاعدة الوليد الجوية محدثه خسائر بعدد من المباني والطائرات والاشخاص وحدثت معارك جوية عنيفة اسقطت فيها خمس طائرات اسرائيلية من طراز فوتور وميراج/3 واسر عدد من طياريها ( يقول النقيب الطيار داوود جدعون الذي اسقطت طائرته الميراج في سماء قاعدة الوليد الجوية ،لقد كان النشاط الجوي داخل اسرائيل يتمثل بالقوة الجوية العراقية والاردنية فقط ) ، (.اما النقيب الطيار اسحق كولان احد طياري الفوتور الذي اسقطت طائرته فوق قاعدة الوليد الجويه يقول لم نجد أشجع وأحسن فناً في القتال الجوي من الطيارين العراقيين والاردنيين.
موقف القوة الجوية العرقية قبل حرب حزيران (يونيو)1967م .
كانت القوة الجوية العراقية تعاني من اوجه النقص الاتية ( نقص في الطيارين والطائرات ، نقص في التدريب التعبوي للحرب ،أنشغال العراق آنذاك بمشاكل الامن الداخلي) .
اجمالي طائرات القتال المتيسرة في القوة الجوية العراقية في 5 حزيران 1967 هو :
•المتصديات 26 طائره ميج 21 .
•المقاتلات القاذفة 48 طائرة ( هنتر ، ميج 17 ).
•القاصفات 20 ( تي – يو 16 ، اليوشن 28 ).
•اجمالي الطيارين 128 طيارمقاتل .
الموقف العسكري العراقي العام .
بتاريخ 24 اذار (مايس) 1967 طلبت الحكومة السورية اشراك قطعات عراقية مؤلفه من 2 لواء مع كتيبة دبابات وكتيبة قوات خاصه للعمل مع القطعات السورية ، بعد حشد هذه القوات في منطقة الحبانية تمهيدا لنقلها الى سوريا زار بغداد رئيس اركان الجيش الاردني واجتمع بالمسؤولين العراقيين في وزارة الدفاع طالبا اشراك قطعات من العراق بحدود لواء مشاة ولواء مدرع وسربي طائرات مقاتله قاذفة،بذلك عدلت خطة اشراك الجيش العراقي وجعلها ضمن الجبهة الشرقية في الاردن بدلا من سوريا وصدرت اوامر الحركه الفورية وفق جدول تنقل وضع لهذا الغرض.
وصلت القطعات العراقية المفرق في الاردن يوم 4حزيران(يونيو) 1967 ،وقد سبقتها في اواخر ايار ( مايس) سربان من الطائرات المقاتلات القاذفة (هوكر هنتر) وسرب من متصديات الدفاع الجوي( ميج 21 ) استقرت في قاعدة الوليد الجوية (ج/ 3) غرب العراق.
بعد ساعات من وصول القطعات العراقية الى المفرق ، شنت القوة الجوية الاسرائيلية ضرباتها الجوية الشاملة على مصر كما أشرت آنفاً،في ذات الوقت التحق عدد من الطيارين الاردنيين في القوة الجوية العراقية بعد ان دمرت طائراتهم على الارض ، كما التحق الى هذه القوة عدد من الطيارين الباكستانيين بدوافع دينية وإنسانيه ساهموا مع الطيارين العراقيين ضد تدخلات القوة الجوية الاسرائيلية .
يوميات القوة الجوية العراقية في حرب حزيران 1967
يوم 5 حزيران (يونيو)1967
كانت القوة الجوية العراقية يوم 5 حزيران ( يونيو) 1967 تمارس مهامها التدريبية الاعتيادية ودوريات القتال (CAP) المعتاده في قواعدها الجوية آنذاك ، يتخللها هدوء مشوب بالحذر، اما قاعدة الوليد الجوية (ج/3) غرب العراق كانت في اوج استعدادها لتلقي اي مهمة قد تكلف به ، في الساعه 0930 صباح هذا اليوم نادى قاطع الدفاع الجوي الثاني( المتواجد في هذه القاعدة ) كافة طائرات الهنتر التي كانت بمهمة تدريبية تقليدية بالهبوط فوراً مع تكثيف الدوريات الجوية القتالية لطائرات الميج 21 في مناطق القاعدة ، وبعد هبوط كافة الطائرات كانت الحرب قد اندلعت على الجبهة المصرية،وعليه اتخذت كافة الاستعدادات لاي مهمة محتملة .
في الساعه 1000 من نفس اليوم ابلغت قيادة السرب السادس(هوكر هنتر) من قائد الجبهة الشرقية الفريق أركان حرب عبد المنعم رياضبتوجية ضربة جوية فورية ضد مطار كفر سركين شمال تل ابيب، وفي الحال سلحت 5 طائرات بحموله 24 صاروخ عيار 18 باوند وتهيئة الخرائط وايجاز الطيارين الذين تم اختيارهم لهذه المهمة وهم كلا من (النقيب الطيار عادل سليمان آمر السرب ،الملازم الاول الطيار فيصل عبد محسن ،الملازم الاول الطيار حازم حسن قاسم،الملازم الطيار فاضل مصطاف حسون ،الملازم الطيار عماد عزت) .
التنفيذ
اقلع تشكيل الضربه الجوية في الساعه 1100 باتجاه الاردن – المفرق و تم اشعار المجس العراقي الجوي(FAC) الموجود ضمن القوات العراقية بكلمات جفريه حول الواجب ،ثم عبور نهر الاردن باتجاه مطار كفر سركين حيث هوجم من قبل طائرات التشكيل وكانت النتائج كالتالي :
( تدمير طائرة نود اطلس ، تدمير طائرة كوماندو – كانتا تنويان الاقلاع لتنفيذ مهمة القاء مظلي -، تدمير طائرة نورد اطلس اخرى في موقف منطقة وقوف الطائرات ، قصف هنكر الطائرات ضمن المطار ، قصف برج السيطرة الجوية للمطارATC ).
بعد تنفيذ المهمة عادت كافة الطائرات لقاعدة الوليد الجوية بسلام دون خسائر . وقد تبين بعد يومين من تنفيذ هذه المهمه وبعد أسر أحد الطيارين الاسرائيليين الذي اسقطت طائرته من قبل طائرات ( الميج 21) فوق قاعدة الوليد الجوية ان هذه المهمه كانت دقيقة جداً اوقعت خسائر كبيره في القوات الاسرائيلية تمثلت بعشرات القتلى من المظليين ممن كانوا على متن طائرات النورد اطلس والكوماندو،في نفس اليوم وفي الساعه 1200 كلف تشكيل آخر من طائرات الهنتر بمهمة قصف مطار تل ابيب شارك به كلا من (الملازم الاول الطيار نجدت النقيب ،الملازم الاول الطيار طالب كمونه ،الملازم الاول الطيار حسن خضر ) ولم يتم الوصول الى الهدف الرئيسي وعولجت اهداف بديله ... في الساعة 1330 و اثناء هبوط تشكيل الضربة الجوية الثانية في قاعدة الوليد الجوية وبينما الطائرات لاتزال على مدرج القاعدة هاجم تشكيل من طائرات الفوتور والميراج /3 الاسرائيلية القاعدة واستطاع إصابة طائرة قائد التشكيل الملازم الاول الطيار نجدت النقيب ادى الى احتراق طائرته ونجا الطيار بأعجوبة ، إضافة الى احراق طائرة نقل نوع (اي ان /12) واخرى نوع( دوف ) واخرى ( ميج/ 21 ) واصابة مدرج القاعدة بقنابر مظليه كما ادت هذه الضربة اصابة عدد من الطيارين بجروح بسيطة .
يوم 6 حزيران ( يونيو) 1967
في صباح يوم 6 حزيران كلف تشكيل من طائرات الهنتر من قبل القيادة الشرقية في الاردن بمهمة اسناد جوي للقوات المدرعة الاردنية قرب مدينة الناصرة حيث جهزت الطائرات بثمان صواريخ عيار 60 باوند مع اربعة مدافع(30ملم بواقع 120 اطلاقه لكل مدفع بقيادة كلا من ( الملازم الاول الطيار محمد عبد الواحد اليوزبكي- قائد تشكيل الضربة الجوية ،الملازم الاول فيصل عبد محسن ،الملازم الاول الطيار عبد اللطيف عبد الكريم )، اقلع التشكيل من على طريق الدرج بسبب اصابة المدرج الرئيس للقاعدة نتيجة الضربة الجوية الاسرائيلية ليوم 5 حزيران ، بعد الاقلاع وتامين الاتصال بالمجس الجوي (FAC) عولجت اهداف اسرائيلية مشتبكة مع القوات الاردنية واوقعت خسائر كبيره بها وقد شهد على ذلك احد الاسرى الاسرائيليين ايضا.ً
في صباح هذا اليوم كلفت طائرتان قاصفة نوع ( TU- 16) بحموله 9 طن قنابر لكل منهما ، مستهدفه قاعدة( رامات ديفيد) الاسرائيليه اقلعت الطائره الاولى يقودها (نقيب طيار فاروق الطائي ،الملازم الطيار ماجد طركي وباقي الطاقم) وتاخرت الطائرة الثانية لعطل فني طارىء قبل الاقلاع أدى الى ابتعادها عن الطائرة الاولى كثيراً ، الطائرة الاولى القت بحمولتها على الهدف محققة نتائج جيده اما الطائرة الثانية فقد اُسقطتها المتصديات الاسرائيلية قبل وصولها الهدف داخل الاراضي الاسرائيلية واستشهد كافة طاقمها القتالي وهم (النقيب الطيار كاكا حسين ، الملازم الاول الطيار فائق علوان ، والملازم الملاح غازي والملازم الملاح صبيح واثنان من المراتب المقاتلين).
في نفس اليوم كلف تشكيل من طائرات الهنتر بقيادة الملازم الاول الطيار سمير زينل والملازم الطيار وليد عبد اللطيف بمهاجمة قاعدة ( رامات ديفد ) ولم يصلها بسبب شحة الوقود وقام بمعالجة اهداف بديلة منتخبه مسبقا قريبة من القاعدة .في نفس اليوم هاجمت أربع طائرات فوتور اسرائيلية ومعها طائرتين ميراج /3 قاعدة الوليد الجوية وعلى وجه السرعة استطاعت ثلاث طائرات هنتر وميج/ 21 الاقلاع الفوري واشتبكت معها تسبب عنها ماياتي : -
ـ طائرة هنتر بقيادة الرائد الطيار خالد سارة اصيبت بعد اشتباك جوي مع طائرة الميراج /3 في منطقة الذيل (TAIL UNIT) مما ادى الى إنفتاح مظلة الإيقاف في الجو بعدها هبط الطيار بسلام .
ـ طائرة هنتر اسقطتها طائرة الميراج بعد الاقلاع مباشرة واستشهد الملازم الاول الطيار محمد عبد الواحد اليوزبكي .
ـ طائرة ميج 21 بقيادة الملازم الاول الطيار نامق سعد الله تم اسقاطها اثناء الاشتباك الجوي مع طائرات الفوتور وهبط الطيار بواسطة المظلة بسلام .
يوم 7 حزيران ( يونيو) 1967
اقتصر هذا اليوم على مهام الدفاع الجوي قامت به طائرات الهنتر وطائرات الميج 21 ، فقد هاجمت قاعدة الوليد أربع طائرات ميراج /3 واربع اخرى فوتور تصدى لها كلا من النقيب الطيار الاردني إحسان شرذم ( شغل لاحقاً قائد القوة الجوية الاردنية في الثمانينيات) والنقيب الطيار الباكستاني سيف الدين الاعظم الذي كان يعمل مع الطيارين الاردنيين و الذي التحق في العراق بعد تدمير طائراتهم في الاردن ،والملازم الاول الطيار العراقي سمير زينل والملازم الطيار العراقي غالب القيسي ، وقد اشتبك الجميع قرب قاعدة الوليد بعد ان أجبر طائرات الميراج القاء حمولتها الحربية قبل تنفيذها مهمتها واسقطوا عدد منها وكانت نتائج الاشتباك الاتي( اسقط النقيب الاردني احسان شرذم طائره ميراج /3 واسر قائدها واصاب طائره اخرى ، اسقط النقيب الباكستاني سيف الدين الاعظم طائرة ميراج /3 ،اشتبك الملازم الطيار سمير زينل مع تشكيل الفوتور واسقط قائد التشكيل المقدم الطيار ( عزرا) الذي كان يشغل قائداً لهذا السرب وكذلك مساعده الذي كان معاه في الطائره وقد استبدلت جثثهم بعد وقف اطلاق النار مع الاسرى الاردنيين ،احدى طائرات التشكيلات المهاجمة نفذ وقودها اثناء العوده ادى الى قذف الطيار في الاراضي الاردنية وقد تم انقاذه من قبل المروحيات الاسرائيلية، تصدى تشكيل مؤلف من الملازم الطيار الاردني جورج والملازم الاول الطيار العراقي فيصل عبد محسن لطائرتي ميراج اسرائيلية التي كانت تستهدف القوات البرية العراقية اثناء تنقلها على طريق الحبانية – الوليد – المفرق باتجاه الاردن وتم اسقاط احداها من قبل الطيار الاردني جورج وشوهدت تحترق وترتطم بالارض .
كان هناك دوريات قتال كثيفه هذا اليوم مما اجبر العدو الصهيوني الكف عن مهاجمة القواعد الجوية العراقية .
الدروس المستنبطة
من الدروس المستنبطة في هذه الحرب مايلي:
ـ مساهمة مع القوات الجوية المصرية والسورية في تصميم نموذج للملاجى المحصنه ضد الضربات الجوية المعادية مستنبط من حلف وارشوا وتم انشاء مئات منها في كافة القواعد العراقية والمصرية والسورية بعد ان كانت الطائرات توضع في ملاجى ترابية او منتشره في ألعراء .
ـ استحداث دورات متطورة للقتال الجوي ادخل فيها كافة طياري المقاتلات العراقيين وتاهيلهم لاغراض الدفاع الجوي والهجوم الارضي بعد كسبهم ساعات طيران في الاسراب المقاتلة اكثر من 600 ساعة طيران بأشراف نخب من الطيارين الباكستانيين والهنود .
ـ المباشرة بتحديث وسائل ونظم الدفاع الجوي العراقي جذرياً على مساحة الجمهورية بعد ان كان يعتمد على منظومات بسيطة لاتودي الغرض منها سواء كمنشآت للقيادة والسيطرة او اسلحة متطورة او منظومات كشف وأنذار .
ـ تبرع العراق بانشاء قاعدتين جويتين في منطقة رويشد ج /4 والزرقاء الاردنيتين للتقرب اكثر من الاهداف الاسرائيلية ولا تزال هاتين القاعدتين عاملتين في الاردن حتى الان بعد تطويرها من قبلهم .
ـ تم انشاء توسعتين للطريق الوليد ج/3 - الاردن على شكل مدارج للطائرات للاستفاده منها في هبوط الطائرات لاغراض العمليات .
ـ تم انشاء ثلاث مطارات ثانوية مجهزه للعمل القتالي في منطقة الوليد لتسهيل العمل اثناء الحركات مع العدو الصهيوني هي ( المرصنه ، الطبعات ، النظائم ).
ـ انشاء العديد من الشقق/ اراضي نزول ومطارات ثانوية لكافة القواعد الجوية كبائل لها عند تعرضها للعدوان .
ـ تحديث سلاح الجو العراقي لاحداث التوازن المطلوب مع العدو الصهيوني .
ـ تشجيع طلبة المدارس الاعدادية للتطوع على صنف القوة الجوية بصفة طيارين بعد القيام بحملات توعية لهم للدفاع عن وطنهم وقد ادى ذلك الى زيادة الاقبال على هذا الصنف.
* اقتطع هذا الموضوع من كتابي (القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931 – 2003 )
عن موقع الكاردينيا
الدكتور علوان العبوسي
عام
فى الساعة 0815 صباح الخامس من حزيران( يونيو) 1967م أقلعت كافة طائرات القوات الجوية الإسرائيلية (ميراج 3، فوتور، سوبر مستير، مستير ،اوريجان ،فوجاماجستر) من قواعدها الجويه باسلوب الضربة الجوية الشاملة متجهة غرباً فوق البحر المتوسط على ارتفاع منخفض جداً (50 متراً فوق سطح البحر) ولم يبق فى إسرائيل سوى اثنتي عشرة طائرة للحماية، ثمان منها فى مظلات جوية وأربع على الأرض فى حالات الاستعداد رقم /1 - كانت إسرائيل تقامر على أن تربح أو تخسر كل شيء ولكنها كانت مخاطرة محسوبه بدقه .وقد انقسمت الضربة الشاملة إلى ثلاث مجموعات ، الأولى اتجهت الى مطارات سيناء (العريش - السر - بير تمادا - المليز) بين الساعة 0832 – 0900 والثانية اتجهت الى قواعد و مطارات القناة (أبوصوير - فايد - كبريت) فيما بين الساعة 0848 – 0905 ،الثالثة اتجهت الى القواعد الجوية (أنشاص- غرب القاهرة - بني سويف) فيما بين الساعة 0855 – 0910.
وباستعراض توقيتات الضربات الجوية الشاملة الإسرائيلية على مصر يتضح الاتي . بنظـرة سريعة إلى توقيتات الهجوم والفارق الزمني فى الهجمة الأولى نجد أنه بلغ 27 دقيقة بين مهاجمة مطار المليز وبين مهاجمة قاعدة بني سويف الجوية - كانت دقائق غالية - لم تستغلها قيادة القوات الجوية المصرية لاتخاذ أية تدابير مضادة .وصل العدو إلى القواعد الجوية المصرية على شكل موجات متتالية فى تشكيلات رفوف جوية كان الرف يقوم بعمل 3-4 هجمة (Attakes ) متتالية بفاصل 20-30 ثانية بين كل طائرة وأخرى ، وكانت أسبقية الهجوم تدمير عقد تقاطع المدارج الرئيسية عدا قاعدة العريش الذي لم يتم تدمير المدرج لكي يتم استخدامه بعد الاستيلاء عليه، وقد تم استخدامه فعلاً منذ السابع من حزيران (يونيو) بواسطة الطائرات الإسرائيلية ، ثم تلي ذلك مهاجمة الطائرات الجاثمة بقرب المدرج كحالات استعداد قصوى . ثم مهاجمة وتدمير باقي الطائرات وتم ذلك التركيز فى الضربة الجوية الشاملة الاولى و التي استغرقت حوالي 75 دقيقة ثم تكرر نفس التركيز فى الضربة الجوية الشاملة الثانية إضافة إلى تدمير المعدات الفنية الموجودة بالقواعد والمطارات ، وكان أهم ما يميز الهجمات الإسرائيلية الدقة المتناهية والمستوى الفني العالي فى الهجوم كما كان واضحاً أن الطيارين الإسرائيليين لديهم معلومات دقيقة فلم يهاجم أي منهم طائرة هيكلية واحدة كانت تنتشر فى بعض القواعد و المطارات. كما لوحظ تنوع الطائرات التي كانت تهاجم كل مطار والتنسيق غير العادي بينها أثناء الهجوم من اتجاهات مختلفة ولم يستخدم العدو الإسرائيلي مظلات جوية لحماية طائراته المهاجمة إلا فوق قاعدة بني سويف الجوية وغرب القاهرة. وفى الضربة الجوية الشاملة الثانيه فوق بعض مطارات سيناء لأن الطائرات المهاجمة كانت ذات كفاءة محدودة مثل( الأورجان والفوجاماجستر) وهي طائرات تدريب اساساً ،أما عودة طائرات الضربة الجوية الى اسرائيل كان فوق سيناء لكونه الطريق الأقصر مسافة والأقل خطورة على الطائرات الإسرائيلية لان سيناء بالكامل لم تكن مغطاة بأي صواريخ مضادة للطائرات. وبهذا تمت الضربة الجوية الشاملة الأولى والثانية ونجحت إسرائيل فيهما تدمير معظم طائرات وقواعد ومطارات مصر خلال ساعتين ونصف. وكانت هذه هي المرة الأولى فى تاريخ الحروب التي تحسم فيها الطائرات نتيجة المعركة ، فخروج القوات الجوية المصرية من المعركة فى أول ثلاث ساعات جعل قواتها البرية بدون غطاء جوي وأصبحت هزيمتها مسألة وقت ليس إلا.
ثم تحول العدو الإسرائيلي بعد ذلك طوال يوم 5 يونيو1967 إلى مهاجمة محطات الرادار وكتائب الصواريخ (أرض/جو) بتشكيلات صغيرة 2-4 طائرة. وتكرر ذلك فى الأيام التالية بعد السيطرة الجوية التامة التي تحققت لإسرائيل مع تخصيص الجزء الأكبر من الطائرات لمهاجمة القوات البرية المصرية فى سيناء، إضافة إلى مهاجمة بعض القواعد والمطارات بصورة متفرقة وكان أغلبها للاستطلاع وإضعاف الروح المعنوية.( الملحق ط الضربة الجوية الشاملة الاسرائيلية في 5 حزيران 1967 ).
ولحساب عدد الطائرات الإسرائيلية التي نفذت الهجوم نجد :
خصص 2 سرب (24 طائرة) لمهاجمة مطارات المتصديات المصرية الرئيسة (أبوصوير - فايد - المليز - أنشاص) 24طائرة × 4 = 96 طائرة ، خصص سرب واحد أيضاً لمهاجمة باقي المطارات (العريش - السر - تمادا - كبريت - غرب القاهرة - بني سويف) 12 طائرة × 6 = 72 طائره .
فيصبح عدد الطائرات التي قامت بالهجوم 96 + 72 = 168 طائرة .
بالإضافة إلى 20 طائرة للمظلات الجوية كحماية مباشرة + 20 طائرة احتياطي عام.
بذلك يكون إجمالي عدد الطائرات التي نفذت الضربة 168+20+20= 208 طائرة تقريباً. وهذا العدد من الطائرات متوفراً لدى القوات الجوية الإسرائيلي. (1)
القوة الجوية العراقية في حرب حزيران 1967
اما دور القوة الجوية العراقية في هذه الحرب فكان مشرفا بالرغم عدم وجود خطة عمليات مشتركة مع القوات الجوية العربية ، ومع ذلك استطاعت هذه القوه تنفيذ العديد من الواجبات في العمق الاسرائيلي من قاعدتي الوليد والحبانية ضد ( تل ابيب ونتانيا وكفر سركين) واحدثت بهما خسائر فادحه ... مما اثار حفيظة القوات الجوية الاسرائيلية وقامت طائراتها بشن هجماتها على قاعدة الوليد الجوية محدثه خسائر بعدد من المباني والطائرات والاشخاص وحدثت معارك جوية عنيفة اسقطت فيها خمس طائرات اسرائيلية من طراز فوتور وميراج/3 واسر عدد من طياريها ( يقول النقيب الطيار داوود جدعون الذي اسقطت طائرته الميراج في سماء قاعدة الوليد الجوية ،لقد كان النشاط الجوي داخل اسرائيل يتمثل بالقوة الجوية العراقية والاردنية فقط ) ، (.اما النقيب الطيار اسحق كولان احد طياري الفوتور الذي اسقطت طائرته فوق قاعدة الوليد الجويه يقول لم نجد أشجع وأحسن فناً في القتال الجوي من الطيارين العراقيين والاردنيين.
موقف القوة الجوية العرقية قبل حرب حزيران (يونيو)1967م .
كانت القوة الجوية العراقية تعاني من اوجه النقص الاتية ( نقص في الطيارين والطائرات ، نقص في التدريب التعبوي للحرب ،أنشغال العراق آنذاك بمشاكل الامن الداخلي) .
اجمالي طائرات القتال المتيسرة في القوة الجوية العراقية في 5 حزيران 1967 هو :
•المتصديات 26 طائره ميج 21 .
•المقاتلات القاذفة 48 طائرة ( هنتر ، ميج 17 ).
•القاصفات 20 ( تي – يو 16 ، اليوشن 28 ).
•اجمالي الطيارين 128 طيارمقاتل .
الموقف العسكري العراقي العام .
بتاريخ 24 اذار (مايس) 1967 طلبت الحكومة السورية اشراك قطعات عراقية مؤلفه من 2 لواء مع كتيبة دبابات وكتيبة قوات خاصه للعمل مع القطعات السورية ، بعد حشد هذه القوات في منطقة الحبانية تمهيدا لنقلها الى سوريا زار بغداد رئيس اركان الجيش الاردني واجتمع بالمسؤولين العراقيين في وزارة الدفاع طالبا اشراك قطعات من العراق بحدود لواء مشاة ولواء مدرع وسربي طائرات مقاتله قاذفة،بذلك عدلت خطة اشراك الجيش العراقي وجعلها ضمن الجبهة الشرقية في الاردن بدلا من سوريا وصدرت اوامر الحركه الفورية وفق جدول تنقل وضع لهذا الغرض.
وصلت القطعات العراقية المفرق في الاردن يوم 4حزيران(يونيو) 1967 ،وقد سبقتها في اواخر ايار ( مايس) سربان من الطائرات المقاتلات القاذفة (هوكر هنتر) وسرب من متصديات الدفاع الجوي( ميج 21 ) استقرت في قاعدة الوليد الجوية (ج/ 3) غرب العراق.
بعد ساعات من وصول القطعات العراقية الى المفرق ، شنت القوة الجوية الاسرائيلية ضرباتها الجوية الشاملة على مصر كما أشرت آنفاً،في ذات الوقت التحق عدد من الطيارين الاردنيين في القوة الجوية العراقية بعد ان دمرت طائراتهم على الارض ، كما التحق الى هذه القوة عدد من الطيارين الباكستانيين بدوافع دينية وإنسانيه ساهموا مع الطيارين العراقيين ضد تدخلات القوة الجوية الاسرائيلية .
يوميات القوة الجوية العراقية في حرب حزيران 1967
يوم 5 حزيران (يونيو)1967
كانت القوة الجوية العراقية يوم 5 حزيران ( يونيو) 1967 تمارس مهامها التدريبية الاعتيادية ودوريات القتال (CAP) المعتاده في قواعدها الجوية آنذاك ، يتخللها هدوء مشوب بالحذر، اما قاعدة الوليد الجوية (ج/3) غرب العراق كانت في اوج استعدادها لتلقي اي مهمة قد تكلف به ، في الساعه 0930 صباح هذا اليوم نادى قاطع الدفاع الجوي الثاني( المتواجد في هذه القاعدة ) كافة طائرات الهنتر التي كانت بمهمة تدريبية تقليدية بالهبوط فوراً مع تكثيف الدوريات الجوية القتالية لطائرات الميج 21 في مناطق القاعدة ، وبعد هبوط كافة الطائرات كانت الحرب قد اندلعت على الجبهة المصرية،وعليه اتخذت كافة الاستعدادات لاي مهمة محتملة .
في الساعه 1000 من نفس اليوم ابلغت قيادة السرب السادس(هوكر هنتر) من قائد الجبهة الشرقية الفريق أركان حرب عبد المنعم رياضبتوجية ضربة جوية فورية ضد مطار كفر سركين شمال تل ابيب، وفي الحال سلحت 5 طائرات بحموله 24 صاروخ عيار 18 باوند وتهيئة الخرائط وايجاز الطيارين الذين تم اختيارهم لهذه المهمة وهم كلا من (النقيب الطيار عادل سليمان آمر السرب ،الملازم الاول الطيار فيصل عبد محسن ،الملازم الاول الطيار حازم حسن قاسم،الملازم الطيار فاضل مصطاف حسون ،الملازم الطيار عماد عزت) .
التنفيذ
اقلع تشكيل الضربه الجوية في الساعه 1100 باتجاه الاردن – المفرق و تم اشعار المجس العراقي الجوي(FAC) الموجود ضمن القوات العراقية بكلمات جفريه حول الواجب ،ثم عبور نهر الاردن باتجاه مطار كفر سركين حيث هوجم من قبل طائرات التشكيل وكانت النتائج كالتالي :
( تدمير طائرة نود اطلس ، تدمير طائرة كوماندو – كانتا تنويان الاقلاع لتنفيذ مهمة القاء مظلي -، تدمير طائرة نورد اطلس اخرى في موقف منطقة وقوف الطائرات ، قصف هنكر الطائرات ضمن المطار ، قصف برج السيطرة الجوية للمطارATC ).
بعد تنفيذ المهمة عادت كافة الطائرات لقاعدة الوليد الجوية بسلام دون خسائر . وقد تبين بعد يومين من تنفيذ هذه المهمه وبعد أسر أحد الطيارين الاسرائيليين الذي اسقطت طائرته من قبل طائرات ( الميج 21) فوق قاعدة الوليد الجوية ان هذه المهمه كانت دقيقة جداً اوقعت خسائر كبيره في القوات الاسرائيلية تمثلت بعشرات القتلى من المظليين ممن كانوا على متن طائرات النورد اطلس والكوماندو،في نفس اليوم وفي الساعه 1200 كلف تشكيل آخر من طائرات الهنتر بمهمة قصف مطار تل ابيب شارك به كلا من (الملازم الاول الطيار نجدت النقيب ،الملازم الاول الطيار طالب كمونه ،الملازم الاول الطيار حسن خضر ) ولم يتم الوصول الى الهدف الرئيسي وعولجت اهداف بديله ... في الساعة 1330 و اثناء هبوط تشكيل الضربة الجوية الثانية في قاعدة الوليد الجوية وبينما الطائرات لاتزال على مدرج القاعدة هاجم تشكيل من طائرات الفوتور والميراج /3 الاسرائيلية القاعدة واستطاع إصابة طائرة قائد التشكيل الملازم الاول الطيار نجدت النقيب ادى الى احتراق طائرته ونجا الطيار بأعجوبة ، إضافة الى احراق طائرة نقل نوع (اي ان /12) واخرى نوع( دوف ) واخرى ( ميج/ 21 ) واصابة مدرج القاعدة بقنابر مظليه كما ادت هذه الضربة اصابة عدد من الطيارين بجروح بسيطة .
يوم 6 حزيران ( يونيو) 1967
في صباح يوم 6 حزيران كلف تشكيل من طائرات الهنتر من قبل القيادة الشرقية في الاردن بمهمة اسناد جوي للقوات المدرعة الاردنية قرب مدينة الناصرة حيث جهزت الطائرات بثمان صواريخ عيار 60 باوند مع اربعة مدافع(30ملم بواقع 120 اطلاقه لكل مدفع بقيادة كلا من ( الملازم الاول الطيار محمد عبد الواحد اليوزبكي- قائد تشكيل الضربة الجوية ،الملازم الاول فيصل عبد محسن ،الملازم الاول الطيار عبد اللطيف عبد الكريم )، اقلع التشكيل من على طريق الدرج بسبب اصابة المدرج الرئيس للقاعدة نتيجة الضربة الجوية الاسرائيلية ليوم 5 حزيران ، بعد الاقلاع وتامين الاتصال بالمجس الجوي (FAC) عولجت اهداف اسرائيلية مشتبكة مع القوات الاردنية واوقعت خسائر كبيره بها وقد شهد على ذلك احد الاسرى الاسرائيليين ايضا.ً
في صباح هذا اليوم كلفت طائرتان قاصفة نوع ( TU- 16) بحموله 9 طن قنابر لكل منهما ، مستهدفه قاعدة( رامات ديفيد) الاسرائيليه اقلعت الطائره الاولى يقودها (نقيب طيار فاروق الطائي ،الملازم الطيار ماجد طركي وباقي الطاقم) وتاخرت الطائرة الثانية لعطل فني طارىء قبل الاقلاع أدى الى ابتعادها عن الطائرة الاولى كثيراً ، الطائرة الاولى القت بحمولتها على الهدف محققة نتائج جيده اما الطائرة الثانية فقد اُسقطتها المتصديات الاسرائيلية قبل وصولها الهدف داخل الاراضي الاسرائيلية واستشهد كافة طاقمها القتالي وهم (النقيب الطيار كاكا حسين ، الملازم الاول الطيار فائق علوان ، والملازم الملاح غازي والملازم الملاح صبيح واثنان من المراتب المقاتلين).
في نفس اليوم كلف تشكيل من طائرات الهنتر بقيادة الملازم الاول الطيار سمير زينل والملازم الطيار وليد عبد اللطيف بمهاجمة قاعدة ( رامات ديفد ) ولم يصلها بسبب شحة الوقود وقام بمعالجة اهداف بديلة منتخبه مسبقا قريبة من القاعدة .في نفس اليوم هاجمت أربع طائرات فوتور اسرائيلية ومعها طائرتين ميراج /3 قاعدة الوليد الجوية وعلى وجه السرعة استطاعت ثلاث طائرات هنتر وميج/ 21 الاقلاع الفوري واشتبكت معها تسبب عنها ماياتي : -
ـ طائرة هنتر بقيادة الرائد الطيار خالد سارة اصيبت بعد اشتباك جوي مع طائرة الميراج /3 في منطقة الذيل (TAIL UNIT) مما ادى الى إنفتاح مظلة الإيقاف في الجو بعدها هبط الطيار بسلام .
ـ طائرة هنتر اسقطتها طائرة الميراج بعد الاقلاع مباشرة واستشهد الملازم الاول الطيار محمد عبد الواحد اليوزبكي .
ـ طائرة ميج 21 بقيادة الملازم الاول الطيار نامق سعد الله تم اسقاطها اثناء الاشتباك الجوي مع طائرات الفوتور وهبط الطيار بواسطة المظلة بسلام .
يوم 7 حزيران ( يونيو) 1967
اقتصر هذا اليوم على مهام الدفاع الجوي قامت به طائرات الهنتر وطائرات الميج 21 ، فقد هاجمت قاعدة الوليد أربع طائرات ميراج /3 واربع اخرى فوتور تصدى لها كلا من النقيب الطيار الاردني إحسان شرذم ( شغل لاحقاً قائد القوة الجوية الاردنية في الثمانينيات) والنقيب الطيار الباكستاني سيف الدين الاعظم الذي كان يعمل مع الطيارين الاردنيين و الذي التحق في العراق بعد تدمير طائراتهم في الاردن ،والملازم الاول الطيار العراقي سمير زينل والملازم الطيار العراقي غالب القيسي ، وقد اشتبك الجميع قرب قاعدة الوليد بعد ان أجبر طائرات الميراج القاء حمولتها الحربية قبل تنفيذها مهمتها واسقطوا عدد منها وكانت نتائج الاشتباك الاتي( اسقط النقيب الاردني احسان شرذم طائره ميراج /3 واسر قائدها واصاب طائره اخرى ، اسقط النقيب الباكستاني سيف الدين الاعظم طائرة ميراج /3 ،اشتبك الملازم الطيار سمير زينل مع تشكيل الفوتور واسقط قائد التشكيل المقدم الطيار ( عزرا) الذي كان يشغل قائداً لهذا السرب وكذلك مساعده الذي كان معاه في الطائره وقد استبدلت جثثهم بعد وقف اطلاق النار مع الاسرى الاردنيين ،احدى طائرات التشكيلات المهاجمة نفذ وقودها اثناء العوده ادى الى قذف الطيار في الاراضي الاردنية وقد تم انقاذه من قبل المروحيات الاسرائيلية، تصدى تشكيل مؤلف من الملازم الطيار الاردني جورج والملازم الاول الطيار العراقي فيصل عبد محسن لطائرتي ميراج اسرائيلية التي كانت تستهدف القوات البرية العراقية اثناء تنقلها على طريق الحبانية – الوليد – المفرق باتجاه الاردن وتم اسقاط احداها من قبل الطيار الاردني جورج وشوهدت تحترق وترتطم بالارض .
كان هناك دوريات قتال كثيفه هذا اليوم مما اجبر العدو الصهيوني الكف عن مهاجمة القواعد الجوية العراقية .
الدروس المستنبطة
من الدروس المستنبطة في هذه الحرب مايلي:
ـ مساهمة مع القوات الجوية المصرية والسورية في تصميم نموذج للملاجى المحصنه ضد الضربات الجوية المعادية مستنبط من حلف وارشوا وتم انشاء مئات منها في كافة القواعد العراقية والمصرية والسورية بعد ان كانت الطائرات توضع في ملاجى ترابية او منتشره في ألعراء .
ـ استحداث دورات متطورة للقتال الجوي ادخل فيها كافة طياري المقاتلات العراقيين وتاهيلهم لاغراض الدفاع الجوي والهجوم الارضي بعد كسبهم ساعات طيران في الاسراب المقاتلة اكثر من 600 ساعة طيران بأشراف نخب من الطيارين الباكستانيين والهنود .
ـ المباشرة بتحديث وسائل ونظم الدفاع الجوي العراقي جذرياً على مساحة الجمهورية بعد ان كان يعتمد على منظومات بسيطة لاتودي الغرض منها سواء كمنشآت للقيادة والسيطرة او اسلحة متطورة او منظومات كشف وأنذار .
ـ تبرع العراق بانشاء قاعدتين جويتين في منطقة رويشد ج /4 والزرقاء الاردنيتين للتقرب اكثر من الاهداف الاسرائيلية ولا تزال هاتين القاعدتين عاملتين في الاردن حتى الان بعد تطويرها من قبلهم .
ـ تم انشاء توسعتين للطريق الوليد ج/3 - الاردن على شكل مدارج للطائرات للاستفاده منها في هبوط الطائرات لاغراض العمليات .
ـ تم انشاء ثلاث مطارات ثانوية مجهزه للعمل القتالي في منطقة الوليد لتسهيل العمل اثناء الحركات مع العدو الصهيوني هي ( المرصنه ، الطبعات ، النظائم ).
ـ انشاء العديد من الشقق/ اراضي نزول ومطارات ثانوية لكافة القواعد الجوية كبائل لها عند تعرضها للعدوان .
ـ تحديث سلاح الجو العراقي لاحداث التوازن المطلوب مع العدو الصهيوني .
ـ تشجيع طلبة المدارس الاعدادية للتطوع على صنف القوة الجوية بصفة طيارين بعد القيام بحملات توعية لهم للدفاع عن وطنهم وقد ادى ذلك الى زيادة الاقبال على هذا الصنف.
* اقتطع هذا الموضوع من كتابي (القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931 – 2003 )
عن موقع الكاردينيا