عرضوا عليه الصلح ، فقال ... القـدس قبل سيناء

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
عرضوا عليه الصلح ، فقال ... القـدس قبل سيناء




رجل عسكرى ، معروف بصرامته وشدته (عاصرتهم شخصيا) ...وكان أحد الأشخاص الذين إعتمد عليهم عبدالناصر ، لإعادة بناء الجيش بعد نكسة 1967 ...

كانت نتائج عمله ... ليس فقط النجاح خلال معارك "حرب الأستنزاف" .. ولكن أيضا النصر العظيم خلال حرب العبور الخالدة أكتوبر 1973

إنه الرجل العسكرى .. قليل الكلام .. الفريق أول أركان الحرب محمد فوزى ، الذى خرجت على يديه أجيال من ضباط الكلية الحربية

سطور أمينة .... لننظر اليهم ونتمعن م ... ولا نتحسر ، فذلك لن يفيد ...

وليعلم الجميع .... لماذا .... ؟؟؟؟؟


جمال عبدالناصر ... الرجـــل


... كانت فى قلبه أمة عربية واحدة ... ولما توفاه الله ..
أصبح فى قلب أمة ... عربية .... ممزقة مشتته .... ولكنهت ستبقى واحدة
.........
....

د. يحى الشاعر
http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/misc/quotes/quot-top-left.gifاقتباس:http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/misc/quotes/quot-top-right.gifhttp://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/misc/quotes/quot-top-right-10.gif
سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر

عرضوا عليه الصلح فقال
"القدس قبل سيناء"
بقلم
الفريق أول أ ح محمد فوزي

طبق الرئيس عبد الناصر أهم الدروس الاستراتيجية التى استوعبها من معركة فلسمطين 1948-1949 من خلال قراراته وتوجهاته وتصرفاته بوصفه رئيسا لجمهورية مصر والقاند الأعلى للقوات المسلحة.

وكانت الجولة الاولى من الصراع المسلح بين العرب واسرائيل قد انتهت مؤقتا بعقد هدنة رودس- مارس 1949 اضطرت مصر إلى التوقيع عليها وتلاها باقى الدول العربية التي اشتركت قواتها فى معركة فلسطين والهدنة فى نظر الرئيس عبد الناصر هى إيقاف مؤقت للنيران وظلت إسرانيل عدوا للعرب اجمعين.

وترسخ فى ذهن الرئيس عبد الناصر عقب انتهاء الجولة الأولى فى الصراع درسان.

الأول - إن المعركة الحقيقية على إسرائيل لابد أن تبدأ بتغيير الحكم فى القاهرة ومن ثم بدأ التفكير والإعداد لثورة يوليو 1952.

الثانى- إن المؤسسة العسكرية فى إسرائيل والمشكلة أصلا من عناصر العصابات الصهيونية الإرهابية والتى تكون فيها فكرا وتنظيما جيش الدفاع الإسرائيلى تعتمد أساسا فى فكرها وفى تصرفاتها وفى خططها على القوة بأسلوب الإرهاب والعنف مع العرب لتحقيق أهدافها التوسعية فى السيطرة والهيمنة على العرب فى تكوين وإنشاء الوطن القومى اليهودى على حساب العرب. كما توضح فى الفكر الصهيونى منذ البداية أن مصر وما تمتلك من عناصر القوة والإمكانات هى العائق الأول أمام إسرائيل .

حاولت إسرائيل الاتصال والتفاهم مع الرئيس عبد الناصر كرئيس لأقوى شعب مجاور له تأثيره الحضارى على شعوب المنطقة العربية ولكن الرئيس عبد الناصر رفض فسمى اسرائيل بأنها العدو الأول للعرب .

حاولت أمريكا - ووزير خارجيتها دالاس- ان يفرض هيمنة الغرب على العالم العربى بوصف امريكا هى الوريثة التلقائية لبريطانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية وعرض مشروع قيادة الشرق الأوسط داعيا مصر للاشتراك فيه ، ولكن مصر عبد الناصر رفضت هذه الهيمنة الأمريكية بل ودعت الدول العربية لمعارضته، وفشل مشروع الهيمنة الإمريكية ولكنها وضعت الرئيس عبد الناصر كعدو للسياسة الأمريكية فى العالم العربى منذ ذلك الوقت - 1953- وبذا أصبحت إسرائيل وأمريكا أعداء لمصر وللرئيس عبد الناصر وسياسته فى العالم العربى.

ومنذ ذلك التاريخ بدأت التحديات الخارجية ضد مصر عبد الناصر وكان اولها معركة الحصول على السلاح ثم معركة الحصول على تمويل لبئاء السد العالى والتى ظهر فيها العداء الأمريكى والإسرائيلي بوضوح- الأولى لا تريد رفع كفاءة وقدرة مصر العسكرية والثانية لا تريد لشعب مصر التنمية الناتجة عن بناء السد العالى .
وكان رد فعل الرئيس عبد الناصر أن سعى لكسر احتكار السلاح عن طريق تنمية وتصعيد العلاقات السياسية مع دول الكتلة الشرقية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتى ونجح فى ذلك للدرجة التى سجلها التاريخ أنها نقطة تحول ظاهرة فى نهضة الشعب المصرى سواء فى قدراته العسكرية أو تنميته الحضارية.

وانزعج الغرب من رد فعل الرئيس عبد الناصر المناهض للسياسة الغربية وتأثير ذلك على المصالح الغربية وأهمها المصالح البترولية بعد أن أمم شركة قناة السويس العالمية لصالح الشعب المصرى بعد أن كانت لصالح الغرب .

وكان رد فعل الغرب " بريطانيا وفرنسا " بعد تواطئهما مع إسرائيل لضرب مصر وعبد الناصر والثورة المصرية فى عملية عسكرية عام 1956 بهدف استرداد قناة السويس وتهديد عبد الناصر والثورة .

فشلت هذه الغزوة وسقطت كل من بريطانيا وفرنسا استراتيجيا فى العالم واستغل الرئيس عبد الناصر وصعد مبادئ وأساليب التحرر الوطنى فى العالم خاصة فى أقطار الوطن العربى وفى إفريقيا وجنوب أسيا وأمريكا اللاتينية حيث ساهم فى ظهور اتحاد دولي جديد مناهض اقتصاديا لسياسة الغرب وهو منظومة دول عدم الانحياز.

صعد عبد الناصر إلى مرتبة الزعيم القومى والعالمى وترددت سياسته فى أرجاء العالم كما بثت للدول التى مازالت تحت نير الاستعمار أن مبادئ ثورة يوليو 1952 وثوابتها ناجحة ومثمرة خاصة بعد فشل دول عظمى مثل بريطانيا وفرنسا أن تنال من مصر الثورة عام 1956.

وأثمرت سياسة الرئيس عبد الناصر فى التحرر الوطنى فى إفريقيا والعالم العربى وتحررت شعوب حوالى 16 دولة كانت موجودة تحت نير الاستعمار البريطانى والفرنسى والبلجيكى .

وفى عام 1957 بدا للرئيس عبد الناصر أن الثورة ومبادئها قد رسخت فى مصر ودول عربية أخرى وأن الجهد الخاص بالتسليح للقوات المسلحة قد اثمر وأن الاستقرار للحكم الداخلى قد تحقق فأراد أن يركز على تنمية الشعب بدرجة تفوق كل الدول النامية وادى هذا التفكير إلى منح الثقة الكاملة إلى المشير عبد الحكيم عامر في توجهات القوات المسلحة ونموها وقدراتها العسكرية وركز جهوده هو على شتى أفرع التنمية وبدأت مصر تضع خطة تنمية خمسية أولى 62- 67 انتجت دخلا قومياً ونمواً بمقدار 6.5 % قيمة لم يصلها أى شعب فى ظل تنمية مهددة بتحديات استعمارية وأعداء انحصرت فى إسرائيل وأمريكا.

وحدثت هزة عنيفة فى مسيرة الثورة ورسوخها بهزيمة القوات المسلحة ، تحت قيادة عبد الحكيم عامر فى 5 يونيو 1967 والتى انتهت بوقف إطلاق ناريوم 8/ 6 / 1967 ثم انتحار المشير ووفاته .

رفض الشعب وقواته المسلحة قبول الهزيمة التى تمت دون مواجهة مباشرة مع جنود مصروتحمل الرئيس عبد الناصرمسئولية الهزيمة وشعربالخطأ فى عدم متابعة ومواجهة عبد الحكيم عامرفى نفس الوقت الذى تحمس فيه لاستعادة الأرض المغتصبة بالقوة تحت شعار" ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة "وتولى قيادة- الشعب والقوات المسلحة بأسلوب جديد بادئا بحرب استنزاف ضد إسرائيل.

بدأت حرب الاستنزاف "67- 70" بإرادة الجندى والضابط والقاند المصرى بدافع الرغبة فى الانتقام من إسرانيل وظهرت مقدرة الجندى المصرى فى القتال الشرس الذى نجح فى دب الرعب فى قلوب الجنود الإسرائيليين ونجح فى عام 1968 فى تصدير الخوف الى إسرائيل وفى عام 1969 وصلت القوات المسلحة إلى توازن قوى مع إسرائيل وفى عام 1970 - قدم الرنيس عبد الناصر أكبر هدية إلى قواته المسلحة - صفقة يناير- لصالح الدفاع الجوى الذى نجح فى إقامة حائط الصواريخ الذى نجح فى تحدى الطيران الإسرائيلى السلاح المتفوق الوحيد لدى اسرائيل .

وادركت اسرائيل أن الرئيس عبد الناصر نجح بسياسته وجهد قواته المسلحة فى إقامة حائط الصواريخ على بعد 15 كم غرب القناة . وضع يمكن عبد الناصرمن بدء الهجوم على إسرانيل عبر قناة السويس فى أى وقت يقرره.

ومما زاد من إدراك إسرانيل وأمريكا أن الوضع السياسى والعسكرى قد انعكس لصالح العرب عما كان فى يونيو 1967 وكان تواجد افراد ووحدات الاتحاد السوفييتى بكثافة فى مصر وتطور قدرة وكفاءة تشكيلات القوات المسلحة البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوى أثره فى تغيير ميزان القوى مع التعاون الاستراتيجى مع الحليفة سوريا.

وبدأت الجهود الدبلوماسية من أمريكا عندما شعرت أن مصر شعب وقوات مسلحة ورئيسا عازمون على تحرير ارضهم بالقوة مهما كانت التضحيات. واشفاقا منها على القوات الإسرائيلية ومركزها الجديد فى المنطقة ورغبتها فى الحفاظ على مركزها بوصفها قاعدة أمريكية فى العالم العربى قامت بعدة محاولات سياسية للتسوية الشاملة بدلا من القتال الذى أثر تأثيرا مميتا على إسرائيل فكانت المحاولة الأولى للتسوية الشاملة فى 2/11/1968 عندما قدم جين راسك وزير خارجية أمريكا مشروعه من اجل السلام تتضمن انسحاب إسرائيل من الأراضى المصرية المحتلة بالكامل.

فى 6/11/68 أثناء اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى فى القاهرة أعلن الرئيس عبد الناصر رفض مصر لهذا المشروع الأمريكى- الإسرائيلى الذى اعتبره الرئيس حلا منفردا واستطرد فى القول " إذا وافقنا ، على هذا المشروع وتركئا وراء ظهورنا باقى الأراضي العربية المحتلة فإنه يعتبر خيانة منا لأشقاننا العرب. إن دور مصرالعربى هو قدرها.

وجاءت المحاولة الثانية للحل من أجل التسوية الشاملة مع وليم روجرز - وزير خارجية أمريكا يوم
9/11/1969، عندما قدم ورقة عمل إلى مصر مركزا على إجلاء إسرائيل عن سيناء بحيث تصبح الحدود الدولية السابقة مع - فلسطين هي الحدود الآمنة المعترف بها بين إسرائيل ومصر.

وكان إحساس إسرائيل بأن مصر وصلت إلى قدر كبير من التوازن الإقليمى فى القوى بالإضافة إلى كثرة تضحيات جنودها فى مسرح العمليات سعيا للحصول على الخبرة القتالية الأمرالذى جعل العرب يميلون بطبيعتهم وانتمائهم مرة اخرى إلى التضامن مع مصر.

وكان رد مصر على المشروع الأمريكى- روجرز (1) – أنها لاتقبل حلأ جزئيا باى حال من الأحوال ! ويجب أن يكون الحل شاملا إسرائيل بعد 4 يونيو 1967.. وكان الرئيس عبد الناصرفى بداية عام 1970 قد نجح فى الحصول علي أكبروأهم صفقة سلاح سوفييتى للدفاع الجوى والطيران وتمت موافقة الكرملين لأول مرة على إدارة الأسلحة والمعدات والطائرات بأفراد وأطقم سوفيتية الأمر الذي لم يحدث مع أي دولة فى نطاق حلف وارسو ولذا اعتبرت أمريكا أن تأثير هذه الصفقة وفاعليتها يعتبرردعا عسكريا وسياسيا لإسرانيل بالإضافة إلى تعميق وتكثيف التواجد السوفيتى فى مصر سوف يعمق الصراع الدولى بين القوتين الأعظم وأصبح الموقف السياسى والعسكرى للدول المعنية فى الصراع العربى- الإسرائيلى كالآتي .
مصر= نشاط وفاعلية جبهة القتال ضد إسرائيل تتصف بالتحدى والردع خاصة بعد بناء حائط الصواريخ سام 3 واسقاط طائرات فانتوم واسكاى هوك واخذت مصر تصعد العمليات العسكرية فى الجبهة للدرجة التى الزمت قوة الدفاع الإسرائيلى على القناة بالتزام سياسة الدفاع بالدفاع السلبى كما نجحت القوات المسلحة على الجبهة بتصدير الخوف إلى إسرائيل بسبب العمليات الصغرى الجريئة ضد جنودها فى الجانب الشرقى من القناة .
إسرائيل= تحول الموقف السياسى والعسكرى إلى أسوأ حالة حين شعرت أن التصاعد المستمر للقتال على الجبهة المصرية أدى إلى مزيد من تعبئة المشاعر العربية ضد إسرائيل الأمر الذى أرغم مسز مائير رئيسة وزراء إسرائيل ان تعلن أنها لاترى أى فرصة للسلام مادام عبد الناصر فى الحكم وكان الرئيس يدرك معنى السلام الإسرائيلى التى تعلنه مائير.
روسيا= تحذير روسى "كوسيجن " إلى أمريكا بسبب استمرار إسرانيل فى مغامراتها ضد الأراضى العريية وأن ذلك سوف يجعل الاتحاد السوفييتي مضطراً لإمداد الدول العربية بالوسائل التى يمكنها من الرد على المعتدى المتغطرس .
انجلترا وفرنسا = بوصفهما أعضاء فى لجنة الأربعة الكبار ينضمون فى الرأى إلى جانب العرب ويطلبان تنفيذ إسرائيل لقرار مجلس الأمن رقم 242 / 1967 وكان موقف الصلابة فى القتال على الجبهة المصرية والإرادة والتضحيات التى تتم يوميا جعلت الدولتين تنحازان للجانب العربى. أمريكا = الرئيس نيكسون يؤيد اتجاهات روجرز وزيرخارجيته نحو تسوية شاملة بحيث تتم مفاوضات بين الأطراف المتصارعة على أساس " اتفاق تفاوضى" وكانت الإدارة الأمريكية قد اعربت عن اقتناعها ان سياسة العصا الغليظة التى نصح بها - هنرى كسينجر- أمن قومى أمريكى- ضد مصر قد استهلكت بعد ان جربت الفانتوم ضد المدنيين فى مصر وفشلت- إشارة إلى قوة العمق المصرى الذى لم يحقق اهدافه.

وأظهرت هذه المواقف السياسية والعسكرية للأطراف المعنية :

1- مدى عمق الفجوة بين الموقفين السوفييتى والأمريكى خاصة بعد انضمام انجلترا وفرنسا إلى رأى ، الجانب العربى وهو موقف يؤدي إلى عزلة امريكا .

2- انتهت مناقشات الأربعة الكبار " بأن تحقيق السلام مرهون بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية مع ضمان أمن إسرائيل "

3- فشل استراتيجية السماء المفتوحة ضد مصر

4- إن زيادة دعم إسرانيل بالفانتوم سوف يؤدى إلى إشعال العالم العربى كله بالعداء ضد السياسة الأمريكية.

وهكذا كانت رؤية الرئيس عبد الناصر السياسية والعسكرية قد أكسبت مصر اتجاهات الأربعة الكبار "أمريكا - روسيا- بريطانيا- فرنسا " إلى جانب الحق العربى المشروع فى تحرير أرضهم المغتصبة وإقرار حقوق الشعب الفلسطينى .

كان هذا الجو والموقف مهيأ للرئيس عبد الناصر كى يوجه خطابه الشهير المفتوح على الهواء مباشرة إلى الرئيس نيكسون فى 1/5/1970- عيد العمال - وكان رد فعل أمريكا ان حضر جوزيف سيسكو وقدم مذكرة الإدارة الأمريكية إلى مصر تشمل :

1- عدم إمداد امريكا بطانرات الفانتوم إلى إسرائيل .

2- التزام إسرائيل بالانسحاب من كل شبر من الأراضى العربية المحتلة مع ضمان حقوق الشعب الفلسطينى.

3 - لا مفاوضة مباشرة مع إسرائيل .

4- إخراج بيجن من الحكومة الائتلافية "حكومة مائير" إذا لم يوافق على الرأى الأمريكى.

وتعتبرهذا الرأى " المذكرة " حرصا من أمريكا على ضرورة وقف إطلاق النار بأى ثمن .

أما رد فعل المشروع على مائير فقد اعتبرته "موينخ جديدة" وكان الجزء الخاص بفلسطين والفلسطينيين يمثل كابوسا لا يطاق بالنسبة لإسرائيل .

المحاولة الثالثة والأخيرة - مشروع روجرز " 2" : كلف الرئيس نيكسون وزيرخارجيته روجرزمهمة الوصول الى حل من أجل التسوية الشاملة للصراع العربي الاسرائيلي وتطور الموقف بين أمريكا واسرائيل على إثر قرار نيكسون بتأجيل إمداد إسرائيل بصفقة الفانتوم إلى أزمة سياسية صامتة بينهما.

قبلت مصر المشروع بعد- تعديله ليتفق مع الرغبات المصرية فى وقف مؤقت للنيران قدر بـ 90 يوماً . واتخذ الرئيس عبد الناصر القرار النهائي بعد أن استشار خمس قيادات دستورية فى مصر وكان السبب الواقعى للموافقة على المشروع هو:

ا- إعطاء فرصة هادئة للقوات المسلحة المصرية كى تستعد وتجهز تشكيلاتها الميدانية ومسرح العمليات لمعركة تحرير الأرض بالقوة عقب انتهاء فترة الـ 90 يوما بحيث يشمل هذا الإعدأد التدريب القوى بالأسلحة المشتركة على جميع المستويات على العملية "جرانيت ".

2- اكتساب جانب الرأى العام العالمى أدبيا ومعنويا بعد قبول مصر وقف إطلاق النار المؤقت لإزالة الصخب الإعلامى المنتشر فى العالم الغربى بان مصر وعبدالناصر يحاربون من اجل الحرب.

3- اختبار مصداقية امريكا التى قدمت المشروع وتبنته فى تنفيذه عن صدق وهى فى موقف الحياد بين مصر وإسرائيل- امتنـاع عن الإمداد بالسلاح والطائرات – لأول

كانت رؤية الرئيس عبدالناصر الاستراتيجية عن الصراع العربى/ الإسرائيلى ومعرفته الجيدة بأطماع إسرائيل واسلوب المؤسسة العسكرية الحاكمة بها هوما وضح فى خطابه الشهير يوم افتتاح المؤتمر القومى العام للاتحاد الاشتراكى يوم 22/7/1970 حين قال : " لقد أصبح واضحا أمامنا الآن جميعا وبغير استثناء مهما كان من امر تنوع اجتهاداتنا السابقة أنه لم يعد هناك بديل عن خوض المعركة، لقد تركنا الأبواب مفتوحة لكل محاولات الحل السلمي ولم نضع غير الشروط التى تطلبها حقوق الكرامة الوطنية بل وحقوق الأمن الوطنى والقومى فى أبسط صورهما ولكن ذلك كله وحتى هذه اللحظة كان جهدا ضائعا " مشيرا إلى محاولات الحل السلمى من أمريكا وإسرائيل " والنتيجة المحققة التى يجب أن نستخلصها بأنفسنا ولأنفسنا من ذلك أنه لم يعد هناك طريق للخروج مما نحن فيه الآن إلا أن نشق طريقنا نحو ما نريد عنوة وبالقوة فوق بحرمن الدم وتحت أفق مشتعل من النار، ومهما بدت هذه النتيجة قاسية بما تحمله معها من تكاليف وتضحيات فإننا لا نجد امامنا غير ذلك بديلا لنصون به الشرف والحياة والمستقبل جميعا.

إن كل الذين كانوا يعتقدون فى أول حل سلمى لم يعد أمامهم الآن ما يقولونه غير اعادة وتكرار وجهة النظر الأخرى القائلة منذ البداية " إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ".

ومن حق التاريخ أن اذكر تواجد نائب الرنيس السيد محمد أنور السادات فى هذه الجلسة واستمع إلى خطاب الرنيس بعناية وهويوضح أنه لا فائدة من تطبيق الحل السلمى مع إسرائيل مع فرض أن أمريكا هى مقدمة مشروع روجرز لوقف إطلاق النار بالاتفاق مع إسرائيل أولا والتى تعتبر أن تطبيق أسلوب القوة للحصول على أهدافها ليس له بديل والرئيس عبد الناصر يعلم ذلك، لذا جميع القادة القدامى فى القوات المسلحة الذين اتيحت لهم الفرصة فى الاشتراك فى الصراع العربي الاسرائيلي منذ بدايته ، كما أن الرئيس عبد الناصر كان يشك تماماً في مصداقية الحياد الذي اظهره نيكسون رئيس الولايات المتحدة عن تقديم مشروع روجرز.

وبعد أن تولى الرئيس محمد أنور السادات الحكم بعد الرئيس عبد الناصر كشف عن نياته من خلال توجهين قالهما هما

1- انه طعن في ايجابية الاتحاد السوفييتي في منحه الأسلحة المتطورة إلى الرئيس عبد الناصر في آخر زيارة له – يوليو وأشاع السادات جملة لم تصدر من الرئيس عبد الناصر عند سؤاله عن موقف السوفيت حيث قال " مافيش فائدة " أي ان السوفيت لم يتجاوبوا مع عبد الناصر علماً بان هذا غير صحيح وأن صفقة أسلحة يوليو 70 وهي صفقة الالكترونيات مازالت القوات المسلحة تعتز بها للآن .


2- ان الرئيس عبد الناصر وافق على مشروع روجرز وأوقف النيران تمهيداً للدخول في طريق الحل السلمي والمفاوضات الأمر الذي لم يكن على بال الرئيس عبد الناصر ولا في توجهاته ولم يحدث

والخطورة في شائعة هذين التوجهين أن يصدرا من رئيس الجمهورية السيد محمد أنور السادات ويتداولا في أوساط البحث الاكاديمي والمقالات الصفراء بهدف الطعن وتقليل من إرادة الرئيس عبد الناصر ورؤيته في الصراع العربي الاسرائيلي ، كذا لتمهيد العقول المصرية لقبول خطط ونيات وأهداف الرئيس الجديد بالنسبة لتغيير اسلوب معالجة الصراع العربي – الاسرائيلي وتصديقاً لدعوة الشعب وللمؤسسات الدستورية في بداية حكمه " إنه – أي السادات – سوف يتبع خطى عبد الناصر في المعركة

http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/misc/quotes/quot-bot-left.gifhttp://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif
 
والله يا دكتور يحي احيانا اقول ان رجال مثل جمال عبد الناصر وهواري بومدين قد اتيا في غير زمنهما بل اظن اننا في حاجة لهما اليوم اكثر من ذلك الزمن يوم كانت صفقات السلاح توقع بين الشعبين بشيكات على بياض وكانت مصر تتحمل حربا من اجل الجزائر وثورتها يومها كان شعب مصر يدا واحدة مع رجل قوي ليس باسلحته النووية ولا اقتصاده بل بمواقفه ورجولته وشعبه
 
فعلا اخي الزعيم .....

هؤلاء الرجال يمثلون شيئ اعتقد تفتقده الامة العربية الان.... وهو الارادة ...

الارادة في تحقيق الواجب .... ببساطة كانت الجزائر تحتاج الي المساعدة ... لم ايخافوا ولم يترددوا وقد تحقق المراد في النهاية .. وكذلك الامر حينما ساعدت الجزائر مصر في الحروب ...

اما الان فاللاسف نجد الشعب الفلسطيني يصرخ ونجد التخاذل وضعف الارادة ....

حقبة كانت تتميز بشئ اعتقد لا نراه الان وهو الارادة ...
 
عودة
أعلى