الماجنا كارتا وبذور الديمقراطية

إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
174
التفاعل
144 0 0
قبل ثمانمئة سنة، تمت أول محاولة لفرض قيود القانون على الحاكم. أو بعبارة أخرى، تم زرع البذور الأولى للديمقراطية اذا كنا نستطيع استخدام هذه الكلمة.

معظم طلاب التاريخ الإنجليزي يعرفون أن بارونات الملك جون أجبروه على منح ماجنا كارتا، أوالميثاق العظيم للحريات التي أخضع الملك الإنجليزي للقانون.

لا يخطأن أحد ويعتبر أن الملك جون وبارونات انجلترا كانوا ديمقراطيين، ولكن الوثيقة التي وقعت في عام 1215 كانت علامة بارزة في تطوير الحكومة الدستورية.

ولكن لاحقا تم تطبيق عدد من الأحكام على جميع الناس في انجلترا؛ وأصبحت أحكام أخرى الأساس للنظام القانوني في البلاد. ينص الميثاق الأعظم، على سبيل المثال، أن على الملك أن يطلب المشورة والموافقة من البارونات في جميع المسائل الهامة للدولة، بما في ذلك رفع الضرائب. في القرون اللاحقة، استخدمت هذه الأحكام للتأكيد على أن تمرير أي قانون أو رفع الضرائب غير ممكنين من دون موافقة هيئة تمثل كل الشعب أي البرلمان.

وأصبحت بعض بنود الماجنا كارتا أساس العدالة في العصر الحديث،على سبيل المثال:

"ولا يجوز توقيف أو سجن أي رجل حر ، أو طرده أو مطاردته أو نفيه أو إلحاق الضرر به بأي شكل من الأشكال ، ولن نذهب أو نلاحقه إلا بحكم شرعي من أقرانه أو تبعا لقانون البلاد."

العدل هو، بطبيعة الحال، أحد أسس الديمقراطية وكذلك التمثيل. كلاهما وأكثر ما زالا مفقودين في العديد من البلدان في العالم.

قبل أربع سنوات، شهد العديد من الشوارع العربية احتجاجات هدفت إلى الحد من سلطات الحكام، وإقرار العدالة والحرية والتمثيل. للأسف تلك البلدان هي الآن مسارح للفوضى والطائفية والموت ... والعدالة وضعها أسوأ من ذي قبل. بعض الجماعات، مثل داعش، أسوأ بكثير من الملك جون. هدفهم هو فرض حكم غاشم لا يرحم، غافل عن الحس السليم. فقد عينوا أنفسهم قضاة وحكموا على كل من يختلف معهم بالموت. إنهم يقتلون الرهائن لإرسال رسالة ويدمرون من أجل الترويع وأكثر من ذلك بكثير ...

هل تعتقدون أن الديمقراطية في مبادئها الأساسية ينبغي أن تطبق في العالم العربي، أم أن أمورا مثل العدالة، والتمثيل الحقيقي والحريات وحقوق الإنسان ليست مناسبة لهذا الجزء من العالم؟ هل تعتقدون أن دولة داعش الإسلامية هي شكل السلطة التي يجب أن تحكم؟
 
الديمقراطية كلمة مطاطة فى الأساس تستطيع أن تشكلها بعدة أشكال . وإذا كنت قارئ لكتاب العقد الإجتماعى ل ( جان جاك روسو ) سوف تعرف أن الديمقراطية ليست مبدأ ثابت بل هى مثل اللوحة التى تستطيع ان ترسم فيها ما تشاء.
 
أعتقد انه من الديموقراطية إخضاع تعريفها للمبادئ الديموقراطية فكل مجتمع هو حر في إقرار حدودها وافاقها دون ان يكون لأي مجتمع اخر حق فرض نموذجة الديموقراطي عليه وإلا فقدت الديموقرطية معناها وهدفها والجدوى من وجودها والغاية من تطبيقها. ومحاولة فرض النماذج والقوالب الجاهزة هي لب المشاكل واساس مصائب عصرنا الحديث فلكل مجتمع خصائصة التي يجب إحترامها من قبل الجميع في الخارج والداخل عند محاولة تطبيق نموذجه الديموقراطي وهي الأفة التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية عندما حاولت استنساخ نماذج غربية جاهزة ولا تتناسب مع خصوصيتها وتاريخها التليد وما ثورات الربيع العربي إلا مثال على هذا التعدي الصارخ على هذه الخصوصية مما أدي لحالة التمزق الحالي التي تعاني منها سائر دول المنطقة بدون إستثناء شرقيها و غربيها.
 
أنا أتفق معك على أن الديمقراطية ليست قالبا جاهزا. وهذا هو السبب في أننا يمكن أن نجد ديمقراطيات مختلفة، وليس ديمقراطية واحدة. و أتفق معك أيضا بأن الديمقراطية هي ممارسة متجذرة ثقافيا، وهذا هو السبب في أنها تعمل في بعض الأماكن وتفشل في البعض الآخر، ومعظم الوقت ليس كفكرة ولكن عند تنفيذ الفكرة نفسها.

ولكن علينا أولا أن نتفق على أن الديمقراطية ليست الحكومة. إنها طريقة التفكير، ومسؤولية. إنها عن الحقوق والحرية وليست عن النظام الرئاسي أو الملكي، أو أي مؤسسة تتولى السلطة الأكبرالخ ... تلك هي تفاصيل يقررها كل بلد من خلال تجربته الخاصة وكفاحه.

قال ألكسيس دي توكفيل: "ليس هناك أروع من أن تكون حرا، ولكن ليس هناك ما هو أصعب من معرفة كيفية استخدام من الحرية".

لا شك فيه أن هذا الاستخدام يتم من خلال المؤسسات الضرورية للحفاظ على الديمقراطية. وهذا في الواقع عمل بطيء جدا ولا يمكن أن ينجز عبر قالب جاهز. وفي حين أن البلدان الغربية هي النموذج، لم يتم إنشاء هذا النموذج بين عشية وضحاها ولكن من خلال عملية طويلة وتجارب. وقد شمل ذلك إنشاء نظم سياسية متطورة، إلى جانب خدمات مدنية قوية وحقوق دستورية راسخة، في مجتمعات تعتز بمفاهيم الحقوق الفردية وبالقضاء المستقل. ومن دون كل ذلك لا قيمة حتى للاقتراع.


فالديمقراطية ليست فقط التصويت والتمثيل. بل هي أكثر من ذلك بكثير.

التجربة حتى في الغرب، ليست جامدة وبلا حراك، لأن الديمقراطية هي المراجعة المستمرة للممارسات، وإلا فإنها لن تكون أصيلة أو قادرة على البقاء على قيد الحياة.

فالديمقراطية، بحسب إحدى الدراسات، مثل السيارة، تعطيك ما وضعت فيها. إذا كنت قمت ببنائها بشكل غير صحي، سوف تلوث الهواء بالسم. وإذا كنت لا تصون محركها، سوف تخذلك... ولذلك، فإن المشكلة ليست الكلمة أو الفكرة، بل الشعب الذي يحملها، ويحارب من أجلها ويطبقها.
 
مشكلة الديموقراطية في البلاد العربية متشعَبة.

لكن ما أراه في البلاد العربية أنَ أحد المشاكل الرئيسية في تطبيق الديموقراطيَة هي صعوبة تقَبل الرأي الآخر أو إحترامه, بل يعاني أصحاب الرأي المخالف إلى حالات إقصاء أو تخوين وتشكيك بوطنية الطرف الآخر. حتى الخاسر في الإنتخابات الديموقراطية في الوطن العربي نلاحظ أن بعضهم يشكك في نزاهة لجان فرز الأصوات كأول تبرير لخسارته الإنتخابات دون دليل نافذ يُثبت صحة هذه الإدعاءات.

عادة في الدول الغربية التي تبنَت الديموقراطية كأسلوب حياة منذ زمن طويل, يلجأ أصحاب المشروع الخاسر في التصويت إلى إجراء تعديلات على مشروعهم لتناسب رأي الأغلبية دون المساس بجوهر المشروع. أو إستمالة الغالبية عن طريق تنفيذ المصالح المشتركة وهو ما تفتقر إليه البلاد العربية.

تكريس الديموقراطية أمر يجب أن يتم في مراحل الطفولة والدراسة الإبتدائية حيث سيتعوَد أفراد المجتمع على تقَبل الرأي الآخر وثقافة التصويت السليم دون الإساءة إلى الأطراف الأخرى. القُرعة هي أحد الأساليب التي تكرَس إحترام الآراء والقرارات منذ الطفولة على سبيل المثال. لهذا نجد أنَ البطولات الرياضية غالباً تلجأ إلى القُرعة.

الديموقراطية تبدأ من المنزل والمدرسة.
 
في الحقيقة أنا سعيد جدا بمستوى الحوار الراقي بيننا وارجو أن ينسحب هذا الرقي والهدوء علي باقي أعضاء المنتدى الكرام وهذا حقا أول

طريق الديموقراطية الحقيقة قبول الأخرين و أحترام أرائهم فلو خلصت النوايا وتجردت النفس من الأهواء والتعصب للرأي لأصبحنا أجمل نموذج

للديموقراطية الحقة ولنا في سلفنا خير مثال من أول فكرة عسكرة المسلمين بغزوة بدر الكبرى قبل البئر لمنع كفار قريش من الماء مرورا بقول

المرأة الفطساء اللبيبة لعمر ابن الخطاب ليس لك هذا عندما أراد ان يوحد مهور النساءفي زمانه مستدلة بقوله تعالى (وإن أتيتم إحداهن قنطارا فلا

تأخذوه)
فكان رد الفاروق أصابت المرأة وأخطأ عمر أمام جموع المسلمين بالمسجد بكل بساطة فهل يأتي علينا زمان كهذه الأزمنة البراقة أرجو ذلك

بارك الله في جميع الأعضاء وهداهم لما فيه الخير.
 
عودة
أعلى