FEB 12, 2015
وكالة أمريكية: اضطراب اليمن يتعمق ومصر والسعودية تدرسان التدخل.. الرياض ب، “تسلح” رجال القبائل الموالية لها عبر حدودها الجنوبية والقاهرة “تجهز″ “وحدة عسكرية للتدخل إذا حصل تهديد لمضيق باب المندب
أحمد محمود، إسلام مسعد / الأناضول -
قالت وكالة “أسوشيتدبرس″ الأمريكية إن السعودية “تسلح” رجال القبائل الموالية لها في اليمن عبر حدودها الجنوبية، لدعمهم ضد الحوثيين، في وقت “تجهز″ فيه مصر “وحدة عسكرية للتدخل إذا حصل تهديد لمضيق باب المندب”، فيما قال مسؤولون أمنيون إن هناك تنسيقا بين البلدين للتعاطي مع الوضع المضطرب في اليمن.
وأوضحت الوكالة أنه “في حين هرب دبلوماسيون وموظفون غربيون من اليمن أمس الأربعاء، زادت المخاوف إزاء الاضطرابات المتزايدة في البلد الفقيرة، والمملكة العربية السعودية تسلح رجال القبائل الموالية لها عبر حدودها الجنوبية، ومصر تجهز وحدة عسكرية للتدخل إذا اقتضى الأمر”.
ونسبت الوكالة إلى مسؤولين يمنيين، طلبوا عدم كشف هويتهم، قولهم إنه “بينما يتقدم المقاتلون الحوثيون للسيطرة على المزيد من الأرض، كانت السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، ترسل الأسلحة والأموال لرجال القبائل في محافظة مأرب، شمالي اليمن، لدعمهم ضد المتمردين”.
وخلال الأشهر الأخيرة أعربت السعودية مرارا عن قلقها إزاء استيلاء الحوثيين على السلطة، لكن المملكة، الغنية بالنفط، لا تزال شديدة التكتم، حيث لم تذكر شيئا عن تسليح أو تمويل رجال القبائل هناك لمحاربة المتمردين الشيعة.
ووفق الوكالة، “مأرب هي، منطقة صحراوية غنية بالطاقة مقصورة على السنة، تقع على الحدود مع السعودية، حيث كانت القبائل مقربة للسعوديين منذ فترة طويلة. كما أنها موطن لعدد كبير من المسلحين من الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، العدو اللدود للحوثيين”.
ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين أمنيين مصريين، طلبوا عدم ذكر هويتهم، قولهم إن مصر جهزت قوة تدخل سريع يمكنها التدخل، إذا هدد الحوثيون الممرات الملاحية في البحر الأحمر الاستراتيجي، لافتين إلى أن هذه القوة، تأتي من الجيش الثالث (الميداني)، الذي يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية في البحر الأحمر من مقره في (محافظة) السويس، شرقي القاهرة.
ووفقا للوكالة “يقع اليمن على أحد جوانب (مضيق) باب المندب، المدخل الجنوبي الضيق للبحر الأحمر. ويصل الممر السواحل المصرية والسعودية بقناة السويس في مصر، وهو الطريق البحري الرئيسي لحركة النفط من منطقة الخليج”.
وأضاف المسؤولون أن المصريين والسعوديين ينسقون للقيام برد عسكري مشترك للتعامل مع أي احتمالات في اليمن، بما في ذلك تعطيل الشحن.
ولفتوا إلى أن مصر والسعودية تقيم علاقات عسكرية وثيقة منذ تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منصبه في شهر يونيو/ حزيران (الماضي)، مع الكثير من المناورات المشتركة، بما في ذلك المناورات البحرية في البحر الأحمر. ويتواجد الألاف من القوات الخاصة المصرية مع نظرائهم السعوديين على حدود المملكة مع العراق كإجراء احترازي ضد المتشددين من جماعة الدولة الاسلامية المتطرفة.
وقالت الوكالة أيضا إنه “باعتبارهما أقوى دولتين سنيتين في المنطقة، فإن مصر والسعودية تنظران لصعود الحوثيين بانزعاج ويعتبرونه انتصارا جيوسياسيا جديدا لدولة إيران غير العربية بعد أن عززت نفوذها في العراق وسوريا ولبنان”.
وأضافت: “الحوثيون ينفون أي صلة لهم بإيران، كما يصعب على وجه الدقة تحديد دور طهران في الأحداث الأخيرة، غير أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني ومسؤول كبير بوزارة الخارجية الإيرانية، أوضحا في تصريحات منفصلة، أمس الأربعاء أن الجمهورية الإسلامية تنظر باستحسان للأحداث في اليمن”.
علاء عز الدين، الخبير العسكري، والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، قال إن أي عمل يهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ويؤثر على عمل مضيق باب المندب وقناة السويس، “لن يقبل به أحد من المجتمع الدولي”.
وفي حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال عز الدين: “ليس مصر والسعودية فقط، من ستقف ضد الحوثيين في اليمن في حال تهديد المجري الملاحي، فهذه منطقة مؤثرة استراتيجية، غير مسموح بتعطيلها”.
وحول التقارب المصري السعودي في هذا الشأن، لم يستبعد عز الدين هذا التنسيق العسكري، وقال: “أتمني أن يكون التنسيق أعم وأشمل ليضم كل دول أخرى، تحت مظلة الجامعة العربية، لمنع أي تهديد للتجارة الدولية”.
ودعا إلى تكوين قوة تدخل سريع لحماية المنطقة من الإرهاب، ووقف أي تهديد أو تصعيد للعمليات ضد المصالح الدولية.
ولم يصدر إعلان رسمي حتى الساعة (17:57 ت.غ) سواء من الجانب المصري أو السعودي بخصوص التدخل العسكري المحتمل في اليمن.
وكانت اللجنة الثورية، التي يرأسها محمد الحوثي، أعلنت من القصر الجمهوري بصنعاء يوم الجمعة الماضي ما أسمته “إعلانا دستورياً”، يقضي بتشكيل مجلس وطني مكون من 551 عضوا، يتم عن طريقه انتخاب مجلس رئاسي مكون من خمسة أشخاص يكلفون شخصا بتشكيل حكومة انتقالية.
وقوبل إعلان جماعة الحوثي بالرفض من معظم الأطراف السياسية في اليمن، الذي يعيش فراغاً دستورياً منذ استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، يسيطر مسلحو الحوثي، يعتنقون المذهب الزيدي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في العاصمة صنعاء، وبسطت سيطرتها على محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية.
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن. وهو ما تنفيه طهران.
وتواجه جماعي الحوثي اتهامات بالعمل على إعادة حكم الزيدية المتوكلية، الذي بدأ في الشطر الشمالي من اليمن عام 1918، وانتهى في 1962، عبر تحرك مسلح بقيادة ما يطلق عليه “تنظيم الضباط الأحرار”، وهو ما تنفيه الجماعة، مرددة أنها تسعى إلى شراكة حقيقية مع كافة القوى اليمنية.
وكالة أمريكية: اضطراب اليمن يتعمق ومصر والسعودية تدرسان التدخل.. الرياض ب، “تسلح” رجال القبائل الموالية لها عبر حدودها الجنوبية والقاهرة “تجهز″ “وحدة عسكرية للتدخل إذا حصل تهديد لمضيق باب المندب
أحمد محمود، إسلام مسعد / الأناضول -
قالت وكالة “أسوشيتدبرس″ الأمريكية إن السعودية “تسلح” رجال القبائل الموالية لها في اليمن عبر حدودها الجنوبية، لدعمهم ضد الحوثيين، في وقت “تجهز″ فيه مصر “وحدة عسكرية للتدخل إذا حصل تهديد لمضيق باب المندب”، فيما قال مسؤولون أمنيون إن هناك تنسيقا بين البلدين للتعاطي مع الوضع المضطرب في اليمن.
وأوضحت الوكالة أنه “في حين هرب دبلوماسيون وموظفون غربيون من اليمن أمس الأربعاء، زادت المخاوف إزاء الاضطرابات المتزايدة في البلد الفقيرة، والمملكة العربية السعودية تسلح رجال القبائل الموالية لها عبر حدودها الجنوبية، ومصر تجهز وحدة عسكرية للتدخل إذا اقتضى الأمر”.
ونسبت الوكالة إلى مسؤولين يمنيين، طلبوا عدم كشف هويتهم، قولهم إنه “بينما يتقدم المقاتلون الحوثيون للسيطرة على المزيد من الأرض، كانت السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، ترسل الأسلحة والأموال لرجال القبائل في محافظة مأرب، شمالي اليمن، لدعمهم ضد المتمردين”.
وخلال الأشهر الأخيرة أعربت السعودية مرارا عن قلقها إزاء استيلاء الحوثيين على السلطة، لكن المملكة، الغنية بالنفط، لا تزال شديدة التكتم، حيث لم تذكر شيئا عن تسليح أو تمويل رجال القبائل هناك لمحاربة المتمردين الشيعة.
ووفق الوكالة، “مأرب هي، منطقة صحراوية غنية بالطاقة مقصورة على السنة، تقع على الحدود مع السعودية، حيث كانت القبائل مقربة للسعوديين منذ فترة طويلة. كما أنها موطن لعدد كبير من المسلحين من الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، العدو اللدود للحوثيين”.
ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين أمنيين مصريين، طلبوا عدم ذكر هويتهم، قولهم إن مصر جهزت قوة تدخل سريع يمكنها التدخل، إذا هدد الحوثيون الممرات الملاحية في البحر الأحمر الاستراتيجي، لافتين إلى أن هذه القوة، تأتي من الجيش الثالث (الميداني)، الذي يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية في البحر الأحمر من مقره في (محافظة) السويس، شرقي القاهرة.
ووفقا للوكالة “يقع اليمن على أحد جوانب (مضيق) باب المندب، المدخل الجنوبي الضيق للبحر الأحمر. ويصل الممر السواحل المصرية والسعودية بقناة السويس في مصر، وهو الطريق البحري الرئيسي لحركة النفط من منطقة الخليج”.
وأضاف المسؤولون أن المصريين والسعوديين ينسقون للقيام برد عسكري مشترك للتعامل مع أي احتمالات في اليمن، بما في ذلك تعطيل الشحن.
ولفتوا إلى أن مصر والسعودية تقيم علاقات عسكرية وثيقة منذ تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منصبه في شهر يونيو/ حزيران (الماضي)، مع الكثير من المناورات المشتركة، بما في ذلك المناورات البحرية في البحر الأحمر. ويتواجد الألاف من القوات الخاصة المصرية مع نظرائهم السعوديين على حدود المملكة مع العراق كإجراء احترازي ضد المتشددين من جماعة الدولة الاسلامية المتطرفة.
وقالت الوكالة أيضا إنه “باعتبارهما أقوى دولتين سنيتين في المنطقة، فإن مصر والسعودية تنظران لصعود الحوثيين بانزعاج ويعتبرونه انتصارا جيوسياسيا جديدا لدولة إيران غير العربية بعد أن عززت نفوذها في العراق وسوريا ولبنان”.
وأضافت: “الحوثيون ينفون أي صلة لهم بإيران، كما يصعب على وجه الدقة تحديد دور طهران في الأحداث الأخيرة، غير أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني ومسؤول كبير بوزارة الخارجية الإيرانية، أوضحا في تصريحات منفصلة، أمس الأربعاء أن الجمهورية الإسلامية تنظر باستحسان للأحداث في اليمن”.
علاء عز الدين، الخبير العسكري، والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، قال إن أي عمل يهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ويؤثر على عمل مضيق باب المندب وقناة السويس، “لن يقبل به أحد من المجتمع الدولي”.
وفي حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال عز الدين: “ليس مصر والسعودية فقط، من ستقف ضد الحوثيين في اليمن في حال تهديد المجري الملاحي، فهذه منطقة مؤثرة استراتيجية، غير مسموح بتعطيلها”.
وحول التقارب المصري السعودي في هذا الشأن، لم يستبعد عز الدين هذا التنسيق العسكري، وقال: “أتمني أن يكون التنسيق أعم وأشمل ليضم كل دول أخرى، تحت مظلة الجامعة العربية، لمنع أي تهديد للتجارة الدولية”.
ودعا إلى تكوين قوة تدخل سريع لحماية المنطقة من الإرهاب، ووقف أي تهديد أو تصعيد للعمليات ضد المصالح الدولية.
ولم يصدر إعلان رسمي حتى الساعة (17:57 ت.غ) سواء من الجانب المصري أو السعودي بخصوص التدخل العسكري المحتمل في اليمن.
وكانت اللجنة الثورية، التي يرأسها محمد الحوثي، أعلنت من القصر الجمهوري بصنعاء يوم الجمعة الماضي ما أسمته “إعلانا دستورياً”، يقضي بتشكيل مجلس وطني مكون من 551 عضوا، يتم عن طريقه انتخاب مجلس رئاسي مكون من خمسة أشخاص يكلفون شخصا بتشكيل حكومة انتقالية.
وقوبل إعلان جماعة الحوثي بالرفض من معظم الأطراف السياسية في اليمن، الذي يعيش فراغاً دستورياً منذ استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، يسيطر مسلحو الحوثي، يعتنقون المذهب الزيدي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في العاصمة صنعاء، وبسطت سيطرتها على محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية.
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن. وهو ما تنفيه طهران.
وتواجه جماعي الحوثي اتهامات بالعمل على إعادة حكم الزيدية المتوكلية، الذي بدأ في الشطر الشمالي من اليمن عام 1918، وانتهى في 1962، عبر تحرك مسلح بقيادة ما يطلق عليه “تنظيم الضباط الأحرار”، وهو ما تنفيه الجماعة، مرددة أنها تسعى إلى شراكة حقيقية مع كافة القوى اليمنية.