سيظل التاريخ يذكر بحروف من نور ابطال حرب اكتوبر المجيدة الذين صنعوا تاريخ مصر الحديث بدمائهم والذين حملوا ارواحهم علي اكفهم يوما فداء لمصر وشعبها وستظل انتصارات اكتوبر رمزا لكسر غرور العدو الاسرائيلي
.
بهذه الكلمات بدا المقاتل ابراهيم السيد عبدالعال حديثه للأهرام في ذكري تحرير تراب سيناء الغاليوقال كنت ضمن افراد الكتيبة35 فهد( مالوتيكا) المضادة للدبابات التي كان يقودها المقدم عبدالجابر احمد علي( لواء حاليا) وكنت زميلا للمرحوم البطل محمد عبدالعاطي شرف المشهور بصائد الدبابات والذي دمر23 دبابة و3 مدرعات وتم الحاقي واثناء المعركة علي الكتيبة16 مشاه التي كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوي( المشير السابق) وكانت قمة القتال ايام14 و15 و16 اكتوبر عندما حاول العدو اختراق صفوفنا والاتجاه نحو الاسماعيلية بمساعدة الطيران والمدفعية والمدرعات والقوات الخاصة الاسرائيلية بقيادة شارون وكانت الكتيبة16 مشاة في النسق الاول وعلي الجانب الايسر اللواء16 مشاه وبدا هجوم الاسرائيليين علي موقع كتيبتنا وتلقينا امرا من المقدم( طنطاوي) بحبس النيران لاطول فترة ممكنة وباشارة ضوئية منه قمنا بفتح نيران الكتيبة بالتنسيق مع الكتيبتين17 و18 لصد هذه الهجمات الشرسة ونجحنا في دحر العدو الذي اصيب بخسائر فادحة في الارواح والمعدات ولكنه نجح تحت جنح الليل في سحب قتلاه وجرحاه بينما لم يستطع سحب دباباته ومدرعاته المحترقة التي ظلت سحب الدخان تنبعث منها لاكثر من يومين وعاود العدو وشن هجوما شرسا جديدا علي الفرقة16 بمشاركة اكثر من الف دبابة اسرائيلية وحدث صدام بين الجانبين وشاهدت دبابة باتون اسرائيلية محترقة علي بعد متر واحد من الدبابة55 المصرية وكانه عناق الاعداء
وتعد هذه المعركة اكبر مقبرة لقوات الجيش الاسرائيلي وعرفت اعلاميا باسم معركة المزرعة الصينية وستظل وساما علي صدر الفرقة16 وقواتنا المسلحة حيث نجحت الكتيبة35 فهد في تدمير140 دبابة اسرائيلية وقامت الفرقة16 مشاه بتدمير400 دبابة اسرائيلية وكان الله معنا حيث انزل سكينته علينا وثبتنا في مواجهة العدو وقمت وحدي بتدمير18 دبابة ومدرعتين وشاركني البطولة ابطال حقيقيون منهم بكر اسماعيل العدل من ميت العامل مركز اجا الذي دمر17 دبابة ويحيي حسنين من بلقاس والذي دمر12 دبابة وعبدالرحمن محمود السيد عبدالرحمن من هلا ميت غمر الذي دمر10 دبابات وعبدالله سعد يونس من قلين بكفر الشيخ ودمر10 دبابات والسيد ابوالفتوح من شربين والذي دمر12 دبابة ومحمد عوض الدغيدي من طلخا والذي دمر6 دبابات وشارك في البطولة ايضا النقيب فؤاد الحسيني ورمضان محمد سعيد ورضا حمودة والسادات فراج وفكري عبدالله وعبدالرازق الامشاطي ومحمود نعيم الشربيني ومحمد عطية سليم ومحمد ابو اليزيد وبيومي عبدالعال والشهداء عبده عمر وصبحي يعقوب وجعفر بيومي ومحمد غريب وحامد عيد كان عريسا وانور عياد وغيرهم وهم ابناء البطل المغوار اللواء عبدالجابر احمد علي وكرمني الرئيس السادات بمنحي وسام الجمهورية العسكري من الطبقة الاولي.
اما النقيب حاتم عبداللطيف( لواء حاليا) فقد بدأ حديثه بان الابطال الحقيقيين في الحرب هم الشهداء الذين ضحوا بارواحهم فداء لتراب هذا الوطن وان المفاجاة الكبري كانت المحارب المصري الذي حارب باسلحة قديمة في مواجهة احدث الاسلحة الاسرائيلية والامريكية حيث كان الجميع علي قلب رجل واحد ولقنوا العدو درسا قاسيا من خلال ادائهم المذهل في فنون القتال الذي غيروا به موازين القوي الدولية وقلبوا كل التوقعات راسا علي عقب وكنت مع المقدم احمد اسماعيل قائد الكتيبة17 مشاة وبجوارنا الكتيبة18 مشاة بقيادة المقدم ابراهيم هلال وكان قائد اللواء16 مشاة العميد اركان حرب عبدالحميد عبدالسميع وكان يقود الفرقة16 خلال الحرب العميد اركان حرب عبد رب النبي حافظ الذي اصبح فيما بعد رئيسا لاركان حرب القوات المسلحة ويتذكر اللواء حاتم احداث المعركة فيقول كانت مهمتنا الهجوم علي نقطتي الدفرسوار وتل سلام علي البحيرات المرة وكان معي54 مقاتلا ونجحنا في عبور القناة مع الموجات الاولي وقمنا بالاستيلاء علي راس كوبري وكنا قد علمنا بموعد الحرب قبلها بدقائق فجمعت الجنود وطلبت منهم ان نقرا الفاتحة علي ان نترك من يصاب منا اثناء العبور للموجات التالية ونواصل نحن العبور وكان معنا المجند نصحي ميخائيل فطلب مني ان اقرا الفاتحة بصوت مرتفع حتي يكررها معنا وابلي بلاءا حسنا ومات شهيدا بعدها تم الحاقنا علي فرقة المقدم( طنطاوي) لسد الفراغ بين اللواء المجاور ويحكي كيف ان الابطال المصريين كانوا ياكلون الدبابات الاسرائيلية ويتذكر ان الرقيب مجند شحته الهابط وهو من قرية شلشلمون بمحافظة الشرقية نفس قرية عبدالعاطي صائد الدبابات الشهير كان يطلب سيجارة واحدة في مقابل تدمير دبابة اسرائيلية بينما كنت اعطيه نصف سيجاره مقابل تدمير مدرعة وقال ان بطولات هؤلاء الابطال يجب ان توثق توثيقا علميا للاستفادة منها وتكريم هؤلاء الابطال حيث ان هذه المعركة لم تحظ باهتمام جاد في السينما العالمية واصبح الامر يستلزم تجسيد بطولاتها في فيلم سينمائي عالمي يظل شاهدا علي اعظم انتصارات مصر العسكرية في العصر الحديث الي جانب تضمين المقررات الدراسية هذه الحرب بشيء من التفصيل حتي تقف الاجيال الجديدة علي عظمة هؤلاء الابطال وبطولاتهم ومدي تضحياتهم لاسترداد الارض السليبة من براثن الصهاينة.
http://www.group73historians.com/حرب-أكتوبر/843-اكله-الدبابات.html