سر اختفاء السلاح العجيب للعالم الروسي

Warrior King

عضو مميز
إنضم
16 أكتوبر 2014
المشاركات
465
التفاعل
1,348 0 0
9yywBP2fpayE.jpg

Photo: © therefot.com
صورة أرشيفية

في رواية الكاتب الروسي ألكسي تولستوي الخيالية بعنوان "الليزر القاطع للمهندس غارين" اخترع البطل سلاحاً رهيباً، بالكاد كان ليدمر العالم.

أما في واقع الأمر، فقد دمر السلاح المعجزة صاحبه المخترع، حيث توفي العالم الكبير ميخيائيل فيليبوف عام 1903 عن عمر يناهز 45 عاماً. يشار إلى أنه، حتى يومنا هذا، لم يتم الكشف عن ملابسات تلك الوفاة، واختفاء جميع الوثائق ذات الصلة بالاختراعات بشكل غامض.

كان يطلق الأصدقاء والزملاء على فيليبوف بأنه موسوعة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، فهو عالم في الرياضيات والكيمياء والفيزياء، وكاتب وناقد واقتصادي وفيلسوف- كل ذلك بوجه واحد. لكن، في خريف عام 1903، كان العالم يخطط لنشر مواد مثيرة، تتحدث عن اختراعه الذي من شأنه أن يجعل البشر ينبذون الحرب إلى الأبد ... لكن كما نعرف الآن، لم يتسن له فعل ذلك.

وقبل يوم من وفاته، أرسل فيليبوف، في الحادي عشر من شهر حزيران/ يونيو، مقالة إلى إدارة تحرير صحيفة "سانت بطرسبورغ فيدوموستي"، كتب فيها بأنه قاب قوسين أو أدنى من تصميم سلاح أعجوبة، قادر على نقل الطاقة المدمرة أثناء الانفجار إلى مسافات بعيدة. على سبيل المثال، يمكنه تدمير هدف في اسطبنول، من خلال تفجير ديناميت، وهو في مدينة سانت بطرسبورغ. بالطبع، فإن مثل هذه الضربات الدقيقة ضد أهداف العدو، كانت ضرباً من الخيال في أوائل القرن العشرين. ومع ذلك، أكد فيليبوف بأن سلاحه سهل للغاية وغير مكلف، لكن لم يكن العالِم راغب في استخدامه، وإنما أراد فقط أن يكون هذا الاختراع مجرد رادع لأي معتد محتمل. وقد كتب فيليبوف في مذكراته قائلاً: "إن استخدام هذا النمط من الحروب عن بعد، وفق الطريقة التي أشرت إليها، تجعل من الحرب أمرا غير عقلاني وينبغي إلغاؤها". يبدو أن هذا الحلم الساذج لن يرى النور أبداً.

في المساء عشية الوفاة، حذر فيليبوف الأقارب، بأنه سيعمل إلى وقت متأخر، وطلب منهم ألا يوقظونه قبل الظهر. وفي الساعة الثانية عشرة ظهراً، حاولت زوجة الباحث أن تدخل مكتبه، لكن تبين أن بابه مغلقاً. لكن بعد أن تم كسر الباب، وجد الناس فيليبوف على الأرض، ورأسه ملطخاً بالدماء، والنافذة المطلة على الشارع كانت مفتوحة. بالطبع، فإن تحقيقات الشرطة لم تسفر عن شيء، ولم يتم إثبات السبب الحقيقي للوفاة، علاوة على ذلك، فإن جميع الوثائق ومعدات مختبر فيليبوف تم مصادرتها، ومن ثم اختفت دون أثر.

والسؤال من الذي قتل المخترع، وأين جميع مقالاته ووثائقه وأبحاثه العلمية، والأهم من ذلك هل حقيقة تمكن فيليبوف من اختراع السلاح المعجزة؟. لقد كتب العالم الروسي العظيم ديمتري مينديلييف: "ليس هناك من أمور خيالية في أساس فكرة فيليبوف، فموجة الانفجار قابلة للتنقل كموجة الضوء والصوت". لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل أن البشرية بحاجة إلى مثل هذا السلاح الرهيب، حتى ولو كان لأهداف خيرة؟ فبحسب العالم الفرنسي جاك بيرجي: "لو أن فيليبوف تمكن من الكشف عن اختراعه، فإنه ليس هناك أدنى شك، بأن هذا الاختراع كان سيستخدم في الحرب العالمية الأولى". وبالتالي فإن اختراع فيليبوف كاد- كما يقال - أن يفتح صندوق باندورا ، إذ أن وسيلة الردع هذه، ستصبح حتماً سلاح دمار شامل. مع أن الحديث يدور حول أمر جرى في بداية القرن العشرين، عندما كان العالم يتعامل مع الديناميت "غير المؤذي" نسبياً. في حين أننا اليوم، نمتلك الترسانة نووية، وبالتالي من المخيف أن نتخيل، ما هي النتائج المترتبة على مسألة نقل انفجار الطاقة من قنبلة نووية أو هيدروجينية لمسافات بعيدة، أقلّ ما يمكن قوله هو أن البشرية كان بإمكانها، منذ ذلك الوقت، أن تفني نفسها من على وجه الأرض.

وقد كتب عالم الفيزياء الفلكي البريطاني فريد هويل قائلاً: "أنا واثق بأن مجرد خمسة أسطر، لا أكثر ولا أقل، قادرة على تدمير حضارتنا". تعالوا لنتصور بأن هناك أرشيف غامض على أحد الرفوف التي تحتوي على صندوق مجهول الهوية، ويتضمن في داخله وثائق فيليبوف المختفية. ألا يمكن أن تكون تلك السطور الخمسة ضمن هذه الوثائق؟ أياً كان الأمر، نحن نأمل بأن تبقى هذه المواد السرية للعالم الروسي في هذا الأرشيف المجهول إلى الأبد، لأنه، ودون أدنى شك، هناك أسرار يفضل أن تبقى دون حل.

 
عودة
أعلى