تداعيات قضية الجاسوس المغربي في هولندا
لم تهدأ بعد الزوبعة التي أثارها اكتشاف "جاسوس" داخل شرطة مدينة روتردام متهم بالعمل لحساب جهاز المخابرات المغربية. فأمام حالة الجلبة التي بدأت تشغل الرأي العام، وتهتم بتفاصيلها وسائل الإعلام، وتتجاذبها الأحزاب السياسة، تراجعت النيابة العامة عن قرارها السابق عدم متابعة المتهم جنائيا، وقررت يوم أمس الأربعاء الشروع في إجراء بحث قضائي حول القضية، دون أن يعني ذلك بالضرورة أن القضاء سيتابع المتهم.
استقطاب الناجحين
كشف فؤاد الحاجي، عضو مجلس بلدية روتردام عن حزب العمل المعروف بدفاعه عن قضايا المهاجرين لتلفزيون هولندا أمس، أن السلطات المغربية درجت دوما عبر سفارتها وقنصلياتها في هولندا، على تجنيد الناجحين من أفراد الجالية المغربية في ميادين
التجارة والسياسة والرياضة. ومع امتناعه عن ذكر أسماء بحد ذاتها، فإنه يلمح إلى فاعلين داخل أحزاب سياسية، وخاصة من حزب العمل واليسار الأخضر، وبرلمانيين ورياضيين ورجال أعمال. ويوضح الحاجي أن محاولات الاستقطاب تبدأ بدعوة لحضور حفلات رسمية تنظم في مدن كبرى مثل أمستردام، ثم تتبعها دعوات لزيارة المغرب. غير أن الحاجي، الذي تعرض هو نفسه لمحاولة استقطاب، يشدد على أن هؤلاء المستقطَبين ليسوا بالضرورة جواسيس يعملون لحساب جهاز المخابرات المغربية، وإنما يلجأ المغرب إلى خدماتهم من أجل الدفاع عن بعض القضايا الوطنية المهمة كقضية الصحراء، أو تشجيعهم على استثمار أموالهم في الوطن الأم وما إلى ذلك. وفي الوقت نفسه يرى أنه من اللازم على وزارة الخارجية الهولندية أن تقوم ببحث هذا النوع من الممارسات مع السلطات المغربية.
عطلة مدفوعة الأجر
وكان الشرطي المقال من عمله قبل أن تكشف وسائل الإعلام عن ملابسات ارتباطه بالمخابرات المغربية، قد حصل خلال صيف هذا العام على وظيفة أخرى في مطار روتردام، كمنسق لمشروع "ماكسيما" على أسم الأميرة زوجة ولي العهد الهولندي، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل الشباب العاطل عن العمل من أصل أجنبي، وتعليمهم ليندمجوا كمستخدَمين في المطار. وهو المشروع الذي لقي قبولا واسعا على الصعيد الوطني. وكانت تعليقات في الصحافة الوطنية قد استهجنت إقدام إدارة المطار على توظيف شخص طرد من وظيفته بسبب التقصير الفادح في أداء الواجب. إلا أن مدير المطار يطمئن الرأي العام أن وظيفة (ر.ل) لم تكن حساسة، ولم يكن مسموحا له ولوج أرضية المطار. بل كان فقط ينسق عملية التواصل بين الشباب والمؤسسة التي تشرف على تأهيلهم. وبمجرد أن علمت إدارة المطار بنبأ بدأ البحث القضائي منحت المتهم عطلة مفتوحة. "هذا في نظرنا حل معقول"، يقول مدير المطار لصحيفة الشعب (دي فولكس كرانت) ويضيف قائلا: "إذن لا إقالة ولا توقيف وإنما هي عطلة، والمعني بالأمر يتفهم هذا".
خيانة الوطن
ردود الأفعال السريعة عن الحادث صبت في أغلبها على ضرورة تجريد المتهم من الجنسية الهولندية وطرده إلى المغرب بتهمة خيانة الدولة. هذا ما عبر عنه الحزب من أجل الحرية اليميني المتطرف وحزب (ليفبارروتردام) وهو حزب محلي ذو تأثير كبير في المدينة التي تحتضن أكبر ميناء تجاري في العالم. ويوافقهم الرأي أيضا رئيس فريق حزب العمل في مدينة روتردام الذي أعلن أن هذا الشخص ينبغي طرده إلى بلده الأصلي.
أما المحامي برام مسكوفيتش ذائع الصيت في هولندا، والعروف بدفاعه عن كبار المجرمين وأباطرة المخدرات، فأوضح أمس للتلفزيون الهولندي أن التهمة لا ترقى إلى مستوى خيانة الوطن، مؤكدا في ذات الوقت أن القانون الهولندي يبيح إسقاط الجنسية في حالة ثبوت التهمة وصدورحكم قضائي في القضية .
ومن جانبه يعتقد مدير مطارروتردام الذي كان على علم مسبق بظروف إقالة (ر.ل) من وظيفته في الشرطة أن القضية ضخمت كثيرا. "يوجد كثير من الناس يحملون شيئا ما معهم في حياتهم. هل تحرمهم كلهم من فرص العمل"؟ ويستغرب تسرع البعض إلى طلب طرد المتهم دون أن يطلعوا على خلفيات القضية.
لم تهدأ بعد الزوبعة التي أثارها اكتشاف "جاسوس" داخل شرطة مدينة روتردام متهم بالعمل لحساب جهاز المخابرات المغربية. فأمام حالة الجلبة التي بدأت تشغل الرأي العام، وتهتم بتفاصيلها وسائل الإعلام، وتتجاذبها الأحزاب السياسة، تراجعت النيابة العامة عن قرارها السابق عدم متابعة المتهم جنائيا، وقررت يوم أمس الأربعاء الشروع في إجراء بحث قضائي حول القضية، دون أن يعني ذلك بالضرورة أن القضاء سيتابع المتهم.
استقطاب الناجحين
كشف فؤاد الحاجي، عضو مجلس بلدية روتردام عن حزب العمل المعروف بدفاعه عن قضايا المهاجرين لتلفزيون هولندا أمس، أن السلطات المغربية درجت دوما عبر سفارتها وقنصلياتها في هولندا، على تجنيد الناجحين من أفراد الجالية المغربية في ميادين
التجارة والسياسة والرياضة. ومع امتناعه عن ذكر أسماء بحد ذاتها، فإنه يلمح إلى فاعلين داخل أحزاب سياسية، وخاصة من حزب العمل واليسار الأخضر، وبرلمانيين ورياضيين ورجال أعمال. ويوضح الحاجي أن محاولات الاستقطاب تبدأ بدعوة لحضور حفلات رسمية تنظم في مدن كبرى مثل أمستردام، ثم تتبعها دعوات لزيارة المغرب. غير أن الحاجي، الذي تعرض هو نفسه لمحاولة استقطاب، يشدد على أن هؤلاء المستقطَبين ليسوا بالضرورة جواسيس يعملون لحساب جهاز المخابرات المغربية، وإنما يلجأ المغرب إلى خدماتهم من أجل الدفاع عن بعض القضايا الوطنية المهمة كقضية الصحراء، أو تشجيعهم على استثمار أموالهم في الوطن الأم وما إلى ذلك. وفي الوقت نفسه يرى أنه من اللازم على وزارة الخارجية الهولندية أن تقوم ببحث هذا النوع من الممارسات مع السلطات المغربية.
عطلة مدفوعة الأجر
وكان الشرطي المقال من عمله قبل أن تكشف وسائل الإعلام عن ملابسات ارتباطه بالمخابرات المغربية، قد حصل خلال صيف هذا العام على وظيفة أخرى في مطار روتردام، كمنسق لمشروع "ماكسيما" على أسم الأميرة زوجة ولي العهد الهولندي، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل الشباب العاطل عن العمل من أصل أجنبي، وتعليمهم ليندمجوا كمستخدَمين في المطار. وهو المشروع الذي لقي قبولا واسعا على الصعيد الوطني. وكانت تعليقات في الصحافة الوطنية قد استهجنت إقدام إدارة المطار على توظيف شخص طرد من وظيفته بسبب التقصير الفادح في أداء الواجب. إلا أن مدير المطار يطمئن الرأي العام أن وظيفة (ر.ل) لم تكن حساسة، ولم يكن مسموحا له ولوج أرضية المطار. بل كان فقط ينسق عملية التواصل بين الشباب والمؤسسة التي تشرف على تأهيلهم. وبمجرد أن علمت إدارة المطار بنبأ بدأ البحث القضائي منحت المتهم عطلة مفتوحة. "هذا في نظرنا حل معقول"، يقول مدير المطار لصحيفة الشعب (دي فولكس كرانت) ويضيف قائلا: "إذن لا إقالة ولا توقيف وإنما هي عطلة، والمعني بالأمر يتفهم هذا".
خيانة الوطن
ردود الأفعال السريعة عن الحادث صبت في أغلبها على ضرورة تجريد المتهم من الجنسية الهولندية وطرده إلى المغرب بتهمة خيانة الدولة. هذا ما عبر عنه الحزب من أجل الحرية اليميني المتطرف وحزب (ليفبارروتردام) وهو حزب محلي ذو تأثير كبير في المدينة التي تحتضن أكبر ميناء تجاري في العالم. ويوافقهم الرأي أيضا رئيس فريق حزب العمل في مدينة روتردام الذي أعلن أن هذا الشخص ينبغي طرده إلى بلده الأصلي.
أما المحامي برام مسكوفيتش ذائع الصيت في هولندا، والعروف بدفاعه عن كبار المجرمين وأباطرة المخدرات، فأوضح أمس للتلفزيون الهولندي أن التهمة لا ترقى إلى مستوى خيانة الوطن، مؤكدا في ذات الوقت أن القانون الهولندي يبيح إسقاط الجنسية في حالة ثبوت التهمة وصدورحكم قضائي في القضية .
ومن جانبه يعتقد مدير مطارروتردام الذي كان على علم مسبق بظروف إقالة (ر.ل) من وظيفته في الشرطة أن القضية ضخمت كثيرا. "يوجد كثير من الناس يحملون شيئا ما معهم في حياتهم. هل تحرمهم كلهم من فرص العمل"؟ ويستغرب تسرع البعض إلى طلب طرد المتهم دون أن يطلعوا على خلفيات القضية.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: