الدفاع الجوي المصري التطور والأداء من بعد حرب 1956 حتى نهاية حرب 1967

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
كان لوقائع حرب 1956 ، وما كشفت عنه اتلحقائق عن وضعنا خلال الدفاع ضد الغارات الجوية علي مصر ومطاراتها وقواعدها العسكرية وعلي المدن المصرية .. وخاصة بورسعيد ، أن بدأ التركيز يوجه ، .. لتحسين أحوال الدفاع الجوي

فقد كاننت نتيجة الأنتقادات التي وجهت إليه وإلي تسليحه ن أن بدأ تركيز قوي لتقوية الدفاع الجوي المصري .... فور إنتهاء حرب العدوان الثلاثس ، من أجل الدفاع عن المدن والمعسكرات والمطارات وكافة القوات المسلحة والجيش المصري ...

ورغم ذلك ... فقد وقعت الكارثة .. والمصيبة ... رغم أن "بعض" وحدات الفاع الجوي قد أدت واجبها ... سواء في سيناء أو في مصر ... ولكن ... كانت النتيجة واضحة ....

وبدأ الجيش يستعد .... لدخول القوات المسلحة المصرية في حرب الأستنزاف ، حيث أدت واجبها بشكل لا يمكن إنكار نتائجه ... وما وأصبح لا مكان لتوجيه اللوم سواء للرتب العليا أو الرتب الأقل من الضباط أو للجنود المسئولين عن الفرع الجديد في الجيش وقتها
سيفيدنا الموضوع التالي ...، عن الدفاع الجوي المصري حتي عام 1967 علي تفهم تطور الدفاع المصري ثم تطوره القوي خلال سنوات حرب الأستنزاف علي أن نتفهم القوة التي بدانا بها حرب العبور الخالدة أكتوبر 1973

د. يحي الشاعر

الدفاع الجوي المصري التطور والأداء من بعد حرب 1956 حتى نهاية حرب 1967

التطور والأداء حتى نهاية حرب 1967
أولاًُ: انعكاس نتائج الجولة العربية ـ الإسرائيلية الثانية 1956، والمتغيرات السياسية والعسكرية، التي تلتها على تطور الدفاع الجوي
1. أسفرت نتائج هذه الجولة، والتغيرات السياسية، التي تلتها، عن التحول الكامل لمصر في الاعتماد على التسليح من الكتلة الشرقية، بدأت بعقد أول صفقة كبيرة للسلاح، مع الاتحاد السوفيتي، عام 1957، حصلت مصر بموجبها على أسلحة متطورة، نسبياً، في مجال الدفاع الجوي، تمثلت في الآتي:
أ. أجهزة رادار ثنائية وثلاثية الأبعاد، من نوع " ب-12، ب-15، ب-30، ب35".
ب. مقاتلات نفاثة، من أنواع ميج -19، وميج -21.
ج. صواريخ موجهة مضادة للطائرات، طراز سام -2.
د. مدافع مضادة للطائرات أعيرة مختلفة "100مم و57 مم، مجهزة بأجهزة قيادة نيران، و57 مم، ثنائي ذاتي الحركة، و37 مم".
2. لم يؤثر اتجاه الدفاع الجوي في التسليح، إلى الكتلة الشرقية، على تحول عقيدة القتال بالنسبة له، فاستمر اعتبار الدفاع الجوي جزءاً من القوات الجوية، ومكن بالتبعية العملياتية فقط، مع استمرار تعدد التبعيات التنظيمية لوسائله.
3. أثر تطور التسليح، في إعادة التنظيم، داخلياً، لكل وسيلة من وسائل الدفاع الجوي، طبقاً للتنظيم الشرقي، فأُعيد تنظيم وحدات الرادار؛ لتكون في كتائب مكونة من سرايا، وكذا المقاتلات لتكون في لواءات، مكونة من أسراب، مع تشكيل فرق مضادة للطائرات؛ للدفاع عن الأغراض الحيوية، عمادها الرئيسي المدفعية المضادة للطائرات، بجانب بعض وحدات الصواريخ، مع دخول المدفعية المضادة للطائرات، في التنظيم العضوي للتشكيلات البرية، للمرة الأولى في تاريخ الدفاع الجوي المصري.
4. وبالرغم من التطور الكبير، الذي شهده الدفاع الجوي، في الفترة، التي سبقت الجولة الثالثة، فإن هذا التطور، في مجمله، لم يواكب التقدم الهائل في القوات الجوية الإسرائيلية، بجانب القصور في بنائه، والذي لم يصل به إلى مفهوم النظام المتكامل، مما أدى إلى محدودية الدور، الذي لعبه خلال هذه الجولة.
ومهما كانت هزيمة يونيه 1967 قاسية ومريرة، فإنها كانت بمثابة الشرارة، التي وضعت الدفاع الجوي المصري، على بداية الطريق الصحيح، لبنائه بصفته قوة مستقلة، وفرعاً رئيسياً من أفرع القوات المسلحة، ولينتقل إلى المرحلة الرئيسية الثانية في تاريخ تطوره.
ثانياً: حرب يونيه 1967
أثبتت الجولات العربية الإسرائيلية، أن إسرائيل تعتمد اعتماداً رئيسياً، على المعلومات في تخطيط وتنفيذ أعمال قتالها ضد الدول العربية، ولذلك حرصت، عام 1967، على الحصول على كل أوراق الخطة البريطانية، للضرب الجوي الإستراتيجي، الذي قامت به القاذفات البريطانية، ضد الطيران المصري، ابتداءً من مساء 30 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر 1956، وتم لها الحصول على ملف الخطة كاملاً.
ويرى المراقبون أن الخطة الإسرائيلية عام 1967 لم تكن استلهاما لخطة 1956، وإنما كانت إعادة لها بالنص، وكانت الخطة، ببساطة، هي قصف 11 قاعدة جوية، في الوقت نفسه، مع التركيز على قاعدتي بني سويف والأقصر، حيث تتمركز القاذفات المصرية، وهي الخطر الأكبر، الذي تتحسب له إسرائيل.
على رغم مرور أحد عشر عاماً، بين حرب 1956م وحرب 1967، لم تؤخذ الدروس المستفادة من حرب 1967 مأخذ الجد، فلم يستكمل تجهيز مسرح العمليات، بسبب عدم توافر القوات والاعتمادات المالية اللازمة لذلك، حتى وقع العدوان الإسرائيلي في يونيه 1967، ولم تكن القوات المسلحة قد تم إعدادها لخوض الحرب ضد إسرائيل، بسبب تورط الجيش المصري، في حرب اليمن، التي أنهكت الجيش المصري، وأدت إلى خفض كفاءته القتالية، حيث لم يواجه بعدائيات، يستطيع أن يكتسب منها الخبرة والدروس.
1. حجم القوات الجوية الإسرائيلية، قبل الخامس من يونيه 1967
أ. ثلاثة أسراب ميراج C-3 بقوة 72 طائرة.
ب. سرب سوبر مستير بقوة 24 طائرة.
ج. سربان مستير بقوة 40 طائرة.
د. سربان أورجان بقوة 40 طائرة.
هـ. سرب فوتور بقوة 24 طائرة.
و. سربان فوجاما جستر بقوة 60 طائرة.
ز. خمس طائرات هليوكوبتر سوبر فريلون.
ح. 24 هليوكوبتر سيكورسكي.
ط. أربع طائرات هليوكوبتر الويت.
ى. سربا نقل داكوتا ونور أطلس وستراتو كروز.
وقد نجحت القوات الجوية الإسرائيلية، في الوصول، بنسبة صلاحية الطائرات، إلى ما يقرب من 90%، قبل بدء الحرب، وقد تأكد، بعد توقف القتال، أن إسرائيل كانت تمتلك نحو 58 قاعدة جوية ومطار وأرض نزول، وتمتلك 12 محطة رادار في المنطقة الشمالية، وعشر محطات في المنطقة الوسطى، وأربع محطات في المنطقة الجنوبية.
2. القوات الجوية المصرية والدفاع الجوي، قبل 5 يونيه 1967
أ. القوات الجوية
بإعلان حالة الاستعداد القتالي الكاملة، في 14 مايو 1967م، جرى توزيع 260 طائرة مقاتلة قاذفة، وقاذفة، الصالح منها 200 طائرة، وعدد الطيارين اللائقين 150 طياراً، هذا بالإضافة إلى 161 طائرة نقل ومواصلات، الصالح منها 61 طائرة، وهذه الطائرات موزعة على عشر قواعد جوية ومطار، معظمها ذات ممر واحد، مما سهل على العدو مهاجمتها وتدميرها، في أقصر وقت ممكن. وكانت كل الطائرات من الأنواع الروسية، ميج 15، ميج 17، ميج 19، ميج 21، تي يو - 16، إليوشن -28، إليوشن -14 وأنتونوف -12، بالإضافة لطائرات الهليكوبتر.
ب. الدفاع الجوي
كانت قوات الدفاع الجوي تتألف من ثلاث فرق دفاع جوي، تضم وحدات الصواريخ المؤلفة، من نحو 27 كتيبة نيران، من نوع سام -2، من النوع الثابت، الذي يعمل بالوقود السائل ، تخدمها أربع كتائب فنية، لتجهيز واختبار الصواريخ، وقد تمركزت غرب قناة السويس والقاهرة والإسكندرية وأسوان.وتضم، كذلك، وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بقوة نحو ستة ألوية مدفعية، بالإضافة إلى أفواج وكتائب المدفعية المضادة للطائرات، المخصصة للدفاع عن الدولة، والتشكيلات البرية، وكان تسليح هذه الوحدات من المدافع عيار 100 مم، 85 مم، 57 مم، 40مم، 37 مم، 30 مم، 14.5 مم،12,7مم.
ج. الرادار والإنذار
كانت وحدات الرادار تتكون من ست كتائب، تضم نحو عشرين سرية رادار، موزعة على المنطقة الشرقية، والمنطقة المركزية، بالإضافة إلى منطقة أسوان.
د. القيادة والسيطرة لقوات الدفاع الجوي
كانت القيادة والسيطرة لقوات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، تابعة للقوات الجوية في العمليات الحربية، وتابعة لإدارة المدفعية في شؤون الأفراد، والشؤون الإدارية، والفنية في الوقت نفسه، وكان لهذا الازدواج في القيادة والسيطرة، تأثيره الكبير في جمود قوات الدفاع الجوي وإعاقة تطورها. ومنذ أن رفعت أوضاع استعداد القوات المسلحة، في 14 مايو 1967، كان مركز القيادة الرئيسي في انعزال تام، عن القوات البرية والبحرية، حيث كانت الخطط توضع وتتغير، حتى بلغت نحو خمس خطط، خلال 20 يوما.
3. تنفيذ الضربة الجوية الإسرائيلية
في تمام الساعة الرابعة، من فجر 5 يونيه 1967، بدأ الهجوم البري الإسرائيلي على القوات المصرية، وقامت القوات الأمامية بإبلاغ قياداتها، ولكن هذا الإنذار الثمين، لم يصل إلى القيادة العامة، إلا بعد تنفيذ الضربة الجوية.
في سعت 715، بتوقيت إسرائيل، 815 بتوقيت القاهرة، انطلقت طائرات الهجمة، طبق خطة زمنية، تحقق وصول الطائرات إلى أهدافها، في توقيت واحد، وقد اشترك السلاح الجوي الإسرائيلي، بكل طائراته، في هذا الهجوم، فيما عدا 12 طائرة، خصصت للدفاع الجوي عن إسرائيل.
وقد استخدم الإسرائيليون أسلوب الاقتراب، على ارتفاعات منخفضة، ومنخفضة جداً، مستغلاً طبيعة الأرض؛ لتفادي اكتشافه بواسطة أجهزة الرادار.وخلال هذه الهجمة، جرى تدمير معظم طائرات السلاح الجوي المصري، وهي رابضة على الأرض، من دون مقاومة جوية أو أرضية، تذكر.
4. الدفاع الجوي المصري في حرب 1967
أحدثت المفاجأة، الناتجة عن الضربة الجوية الإسرائيلية، شللاً لكل قادة القوات الجوية، والدفاع الجوي، وجاءت ردود أفعال القادة، على كل المستويات، عفوية، وعلى رغم إبلاغ قيادة القوات الجوية، بالضربة الجوية، سعت 845، فلم يتم إبلاغ باقي القواعد الجوية والمطارات، التي هوجمت بعد هذا التوقيت، بوقت، راوح بين عدة دقائق و25 دقيقة، وهي دقائق غالية الثمن، وعلى سبيل المثال، تمت مهاجمة قاعدة غرب القاهرة، وقاعدة بني سويف، بعد مطارات سيناء الأمامية، بنحو 25 دقيقة، كانت كافية جداً، لإنقاذ ما بها من طائرات وقاذفات غالية.
أ. أعمال قتال المدفعية المضادة للطائرات
فوجئت المدفعية المضادة للطائرات، ووحدات الصواريخ، بالهجوم؛ لانعدام تنظيم التعاون مع باقي العناصر، وللإهمال الشديد، من جانب قيادة القوات الجوية، ونسيانها تماماً أن هذه الوحدات تحت قيادتها للعمليات، وأن هذه الوحدات تدافع في الأساس عن القواعد الجوية والمطارات. وعلى رغم المفاجأة فإن كثيراً من هذه الوحدات، استعادت موقفها، بسرعة، وتصدت لطائرات الهجمات التالية.
وعلاوة على تقييد نيران المدفعية المضادة للطائرات، في معظم المطارات، والقواعد الجوية، نتيجة لعدم العلم بخط السير، للطائرة التي تقل المشير عبد الحكيم عامر، والتي كانت في الجو في ذلك الوقت، وكذا كثرة التحركات لطائرات المواصلات، وطلعات التدريب فوق كثير من القواعد الجوية والمطارات، ولم يكن هناك، أكثر من سريتين، في كل قاعدة، جاهزتين للاشتباك الفوري. ولذلك، فقد كانت نيران المدفعية المضادة للطائرات، ضعيفة في أول الأمر، وبدون تأثير كبير، إلا أنها استعادت ثقتها بنفسها، مرة أخرى، بعد إعطاء الأوامر بحرية المدافع، حيث أسقطت لإسرائيل، من 40 إلى 50 طائرة، في اليوم الأول للحرب.
ب. أعمال قتال الصواريخ أرض/ جو
أما الصواريخ أرض/ جو، فكان العدو على علم بخواصها، ومواقعها الحقيقية، والهيكلية، كما كان يعرف مناطق التدمير، ومناطق الإطلاق، فأمكنه تفاديها، في الهجمة الأولى، فلم يظهر أي تأثير لهذه الكتائب، وبالإضافة إلى اقتراب الطائرات الإسرائيلية، على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جداً، فإن العدو كان، في كثير من الأحيان، يقوم بأعمال الإعاقة الرادارية على محطات رادار التوجيه لهذه الكتائب، والتي لم تكن تمتلك أي إمكانيات فنية، أو تكتيكية، للتعامل مع الأهداف المحمية بالتداخل أو القائمة به.
ج. أعمال قتال المقاتلات
ولم يمنع عنف الهجمات الجوية الإسرائيلية، طياري حالات الاستعداد، من أن يحاولوا الإقلاع بطائراتهم، إلا أن أغلبها دمر على الأرض، أو في نهاية الممر، قبل أن يتمكنوا من الإقلاع، وبالرغم من ذلك، استمر الكثيرون يحاولون الصمود والتصدي للعدو، وكانت شجاعة جديرة بالتسجيل، ولكن نجاح العدو في تدمير الممرات، في وقت مبكر، أوقف، بل شل فاعلية تلك المحاولات، التي كان الشرف العسكري هو الدافع الوحيد للقيام بها، كما قام رجال المدفعية المضادة للطائرات، بمحاولة التصدي للطائرات الإسرائيلية، واعترف بها الإسرائيليون أنفسهم.
وفي الأيام التالية للحرب، تمكن رجال المدفعية المضادة للطائرات، من التصدي للطائرات الإسرائيلية، ومنعها من الطيران على ارتفاع منخفض، كما أسقطوا العديد من هذه الطائرات، على رغم التفوق الجوي للإسرائيليين، وقد أكدت إسرائيل أن كل طائراتها أسقطت بواسطة المدفعية المضادة المصرية، ووقع في الأسر تسعة من الطيارين الإسرائيليين.
وتأكيداً لذلك، نسجل ما جاء في ورقة بحث، عن حرب 1967، قدمها الدكتور "ريجان" J. F. Reagan، من مؤسسة طيران أمريكا الشمالية، حيث ذكر: "على رغم إتباع الطيران الإسرائيلي لأسلوب الهجوم، على الارتفاعات المنخفضة جداً، فإن الأمر لم يخل من الخسائر، وكان هناك طائرتان على الأقل، من الثلاثين طائرة، التي تم تدميرها بواسطة المصريين، كان سبب سقوطهما انفجارهما، مع الهدف، أما باقي الطائرات، فقد دمرت بواسطة النيران الأرضية.
5. الحرب الإلكترونية، على الجانبين، خلال حرب يونيه 1967
تعتبر حرب يونيه 1967، هي الحرب الأولى، التي تستخدم فيها أعمال الحرب الإلكترونية، على نطاق مؤثر، وكان استخدامها مقصوراً على الجانب الإسرائيلي، حيث قام بالأعمال الآتية:
أ. الإعاقة الإلكترونية، على أجهزة رادار الإنذار؛ لستر اقتراب طائرات الهجمة الجوية الشاملة.
ب. الإعاقة الإلكترونية، على محطات رادار توجيه الصواريخ سام- 2؛ لمنعها من اكتشاف طائرات الهجمة أو الاشتباك معها.
ج. التنصت اللاسلكي، على شبكات الاتصالات اللاسلكية؛ للاستفادة من الرسائل، والإشارات، والأوامر، والبلاغات، بعد تحليلها، بل وصل الأمر إلى حد إعطاء أوامر مزيفة لبعض الوحدات.
د. إعاقة وسائل الاتصال اللاسلكية، خاصة نظم توجيه الطائرات؛ لتقليل كفاءة أعمال قتالها.
وعلى الجانب المصري، لم تكن هناك أي استعدادات فنية، أو تكتيكية؛ لمجابهة الأعمال الإلكترونية للإسرائيليين، ولم توضع أي تعليمات، حتى للدفاع السلبي ضد هذه الأعمال.
وفوجئت أطقم القتال، خاصة أطقم الصواريخ، بوجود تداخل شديد على شاشات الرادار، منع هذه الوحدات من اكتشاف، أو تمييز أي أهداف، حتى يمكن الاشتباك معها، وساعد على هذا، أن هذه المعدات تعتمد في عملها على الصمامات، التي كانت تصل إلى مرحلة ما يسمى حالة "التشبع"، وهي حالة، تفقد فيها الدوائر الإلكترونية جميع خصائصها، ومثال ذلك شاشة الرادار، التي تبدو في حالة التشبع متوهجة، إلى الدرجة، التي لا يمكن معها تمييز أي إشارات، سواء الثابت منها أو المتحرك، هذا ولم يكن الترانزيستور، أو الدوائر الحديثة، قد بدأت بعد في الانتشار.
6. الدروس المستفادة من حرب يونيه 1967
بالرغم من أن الدروس المستفادة من حرب 1967 هي في مجملها نفس دروس 1956، فإن الحقيقة الساطعة، من تلك الجولات، تتمثل في أن الفرد المقاتل، هو العامل الرئيسي والهام، في حسم النتائج، إذ ما جدوى تكدس السلاح والعتاد من كل الأنواع، والذي يثقل كاهل الشعوب بأثمانه الباهظة، إضافة إلى تكاليف تشغيله، التي قد تفوق ما يدفع ثمناً له؟ ويتضح هذا جلياً بدراسة ميزانيات التسليح للدول العربية، ومقارنتها بميزانية التسلح في إسرائيل.
فعلي سبيل المثال، امتلكت مصر عدداً، لا بأس به، من بطاريات صواريخ سام المضادة للطائرات، ودخلت بها حرب 1967، من دون أن تكون لها أي فاعلية تذكر، ويرجع السبب، إلى أن هذه الكتائب وأطقم تشغيلها لم تكن على أي دراية بأسلوب الاشتباك مع الأهداف، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، ومنخفضة جداً، والقائمة بالتداخل.
ويمكن إجمال الدروس المستفادة، التي ستكون الدليل لعمليات البناء والتطوير، في الآتي :
أ. انعدام التكامل والتعاون، بين عناصر الدفاع الجوي المختلفة، من رادار، وإنذار، ومقاتلات، ومدفعية، وصواريخ مضادة للطائرات، بمختلف أنواعها، وحرب إلكترونية، وضرورة خضوع هذه العناصر لقائد واحد.
ب. يجب الأخذ في الاعتبار، عند بناء قوة دفاع جوي، أن تكون قادرة على مجابهة الهجمات الجوية، على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً، ومن اتجاهات متعددة، وتحت ظروف استخدام العدو لوسائل الإعاقة الرادارية، بأنواعها.
ج. عدم كفاية معلومات الإنذار؛ بسبب قلة أجهزة الرادار، وتقادمها، وضعف إمكانياتها لمجابهة الإعاقة الرادارية، أو اكتشاف الأهداف، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، كذا أدى النقص في الأجهزة الإشارية، وسوء حالتها، إلى عدم انتظام وصول البلاغات، إلى الوحدات المستفيدة، في التوقيت المناسب. ويكفي أن منطقة سيناء والمنطقة الشرقية، لم يخصص لهما سوى كتيبة رادار واحدة، على رغم امتدادهما الشاسع، واحتمال اقتراب العدو من اتجاهها.
د. ضرورة وجود نظام كفء للقيادة والسيطرة، يضمن استمرار السيطرة على القوات مركزياً، ولا مركزياً، والتدريب على المواقف الطارئة في أثناء سير المعركة.
هـ. ضعف المستوى الفني والتكتيكي لقوات الدفاع الجوي، بسبب النقص الكبير في الضباط، وحداثة خدمة الموجودين بالخدمة، كذلك ظهر النقص الكبير، في قطع الغيار، الخاصة بأجهزة الرادار.
و. عجز الإنذار الجوي العام، عن تغطية الارتفاعات المنخفضة بكفاءة، يمكن الاعتماد عليها، مع أنه كان يمكن التغلب على هذا القصور، بوسائل متيسرة، مثل نقط المراقبة الجوية بالنظر وسفن البحرية المزودة بالرادار.
ز. عدم كفاية وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بالدفاع المباشر عن القواعد الجوية والمطارات، حيث تم تخصيص سرية أو سريتي رشاشات مضادة للطائرات، لكل قاعدة، بينما أقل قدر منها لا يقل عن 6 - 8 سرايا، لتكون مؤثرة.
ح. أظهر التأثير البالغ لنقص المعلومات والاستطلاع ،على سير العمليات، سواء بالنسبة للقوات الجوية والدفاع الجوي، أو باقي أفرع القوات المسلحة.
ط. عدم الاهتمام بالتجهيز الهندسي، أدى إلى زيادة الخسائر، في المعدات والأفراد.
ي. ثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الضربات الجوية المفاجئة، لها تأثير حاسم على نتيجة الحرب، لذا يحاول كل جانب، في أي جولة، أن يمتلك زمام المبادرة، بتوجيه الضربة الأولى، ومن الطبيعي أن يكون الإجراء الرئيسي، لتقليل تأثير هذه الضربة، هو أن تكون وسائل الدفاع الجوي الأرضية والمقاتلات الاعتراضية، على أعلى درجة من الاستعداد القتالي، وهو الأمر الذي يتعذر عملياً، فتشغيل معدات الدفاع الجوي، بصفة مستمرة، يعني سرعة استهلاكها، كما لا يمكن لدولة، مهما بلغت إمكانياتها، الاحتفاظ بمقاتلاتها الاعتراضية، في وضع المظلة، بصفة دائمة.
وفي الوقت، الذي لا يمكن فيه المخاطرة، بتلقي ضربة جوية، من دون استعداد كامل، فإنه يتعذر عملياً الاحتفاظ بوسائل الدفاع الجوي الأرضية، والمقاتلات في أعلى درجة استعداد، بصفة مستمرة. ويرى خبراء الدفاع الجوي، أنه ليس مطلوباً، من وسائل الدفاع الجوي، أن تكون في أعلى درجات الاستعداد، بصفة دائمة، ولكن ذلك مطلوب فقط، في الوقت، الذي ينتظر أن يقوم العدو فيه بتوجيه ضربة جوية مركزة، ويقع عبء معرفة هذا التوقيت، على أجهزة الاستطلاع والاستخبارات.
7. أوضاع الدفاع الجوي، بعد حرب 1967
أ. المهام القتالية لقوات الدفاع الجوي
من دروس الحروب السابقة، أصبح واضحاً، أن قوات الدفاع الجوي ستتحمل العبء الرئيسي، في الدفاع الجوي، وتحددت المهمة، في عبارة واحدة، وهي "حرمان العدو من تفوقه الجوي"، وهذا يعني، في المقام الأول، توفير الدفاع الجوي عن مصر ومسارح عملياتها، التي تزيد مساحتها عن مليون كم مربع، وعلى أقل وأكبر ارتفاعات، يمكن أن تطير عليه الطائرات، ليلاً ونهاراً، وتحت تأثير استخدام العدو لأسلحة الجو الحديثة، وأعمال الإعاقة الإلكترونية، بكل أنواعها. أصبحت المهام جساماً، والسلاح لا يكفي لوضع أي خطة فعالة، أو بناء منظومة متكاملة متماسكة، وأوضحت الدراسات أن البناء الجيد، يجب أن يقوم على دعامتين رئيسيتين:
(1) الحصول على أسلحة ومعدات جديدة، بالكم والنوع المناسبين؛ لمواجهة التحدي الجوي الإسرائيلي.
(2) وتحقيق أقصى عائد، مما لدينا، بكل الطرق الممكنة، سواء بإدخال تعديلات فنية على الأسلحة والمعدات، أو رفع مستوى الاستخدام بالتدريب الواقعي، وابتكار أساليب جديدة.
ووضعت مبادئ أساسية لتحقيق هذا الهدف، أهمها دراسة القوات الجوية الإسرائيلية، دراسة تفصيلية، ومتابعة كل المتغيرات، التي تطرأ على هذا السلاح، سواء في النوع، أو الكم ، ومن ثم الخروج بمعطيات رئيسية لهذا السلاح الجوي، تتلخص في الآتي:
(1) يمتلك السلاح الجوي أعداداً كبيرة من الطائرات الحديثة، ذات الحمولات، والمدى الكبيرين.
(2) التخطيط لأعمال القتال، يتم بأسلوب علمي متطور ومبتكر.
(3) توافر أعداد كبيرة من الطيارين، بواقع طيارين لكل طائرة، تقريباً، يتمتعون بكفاءة عالية في التدريب، خاصة الطيران على الارتفاعات المنخفضة، والمنخفضة جداً.
(4) معظم الطائرات مزودة بأجهزة حرب إلكترونية، للشوشرة والإعاقة، على رادارات الإنذار، ومحطات توجيه الصواريخ المضادة للطائرات، علاوة على استخدام الإعاقة الإلكترونية بقدرات عالية من المحطات الأرضية.
(5) توافر أنواع متطورة من أسلحة الجو الحديثة، خاصة أسلحة الخمد المضادة للدفاع الجوي.
(6) التركيز على جمع المعلومات التفصيلية والدقيقة، عن القوات المصرية والعربية، وأماكن تمركزها، ونظام العمل اليومي، السائد فيها، خاصة القوات الجوية والدفاع الجوي، كما اهتمت باستطلاع ترددات أجهزة رادار الإنذار، وقيادة نيران المدفعية، وتوجيه المقاتلات، ومحطات توجيه الصواريخ.
ب. وحدات الصواريخ و المدفعية المضادة للطائرات
وتتمثل في مجموعة كتائب الصواريخ الثابتة المضادة للطائرات، من نوع سام 2، لا تتعدى العشرين كتيبة، غير قادرة على الاشتباك، مع أهداف ذات ارتفاع، أقل من ألف متر، وغير مجهزة بأي وسائل للتعامل مع الأهداف القائمة بالتداخل، بالإضافة إلى مجموعة من الأفواج والكتائب، التي تعتمد في تسليحها على المدافع الروسية الصنع، من الأعيرة 14.5 مم، 37 مم، 57 مم، 85 مم، 100 مم. وكانت هذه الوحدات تعـاني من العجز الشديد، في الحجم، مقارنة بالعدائيات الجوية، التي تواجهها، وكذا بأعداد الأهداف العسكرية والحيوية، التي يجب عليها حمايتها، كما أن إمكانياتها القتالية لم تكن تصلح، لمواجهة الطائرات الحديثة؛ للأسباب الآتية:
(1) عدم دقة أنظمة قيادة النيران، وانخفاض معدل النيران.
(2) عدم وجود أجهزة رادار تكتيكية، مما يؤثر على سرعة التخصيص.
(3) معظم المدافع من النوع المقطور، الذي لا يحقق خفة الحركة.
(4) حجم الوحدات لا يحقق توفير الإمكانيات القتالية، المطلوبة لتوفير الحماية عن التجميع الرئيسي للقوات البرية، ولا يحقق الدفاعَ الجوي المتكامل فيما بينها.
(5) النقص الكبير في الضباط والدرجات، وضعف تدريبهم الفني والتكتيكي.
ج. الاستطلاع ومعلومات العدو الجوي
تعتبر معرفة العدو من أهم عوامل النجاح، في التصدي له، فالوقوف على خطط العمليات، والتكتيكات، والأساليب، التي يتبعها العدو الجوي ضرورية، عند وضع الخطط والأساليب المضادة.
وقبل حرب 1967، كانت المعلومات عن القوات الجوية الإسرائيلية، قليلة القدر، وتقتصر على أعداد الطائرات، وأماكن تمركزها، ولم تكن تصل إلى كثير من الوحدات المتخصصة، كما لم تحظ بالتحليل والدراسة. وكان هناك نقص كبير، في المعلومات الهامة، عن عدد الطيارين ونسبة الطيارين إلى عدد الطائرات، مما يصعب معه تحديد المجهود الجوي المنتظر، كذلك لم تتوفر معلومات دقيقة، عن خواص الطائرات، والأجهزة المتوافرة بها، سواء أجهزة الملاحة، أو أجهزة التسديد والتصويب، أو التسليح الموجود بالطائرات، خاصة أسلحة الجو الحديثة، كذلك لم تكن هناك معلومات، عن الخطط، وأساليب الاقتراب، والهجوم، أو نظم السيطرة والتوجيه الإلكترونية، والمساعدة على الطيران.
د. الاستطلاع والإنذار
(1) كانت إمكانيات الحقل الراداري، المتيسر في الاكتشاف والتبليغ عن الأهداف الجوية "معادية ومتحابة"، ضعيفة جداً، بالنسبة إلى عدد الأهداف، التي يمكن الإبلاغ عنها، في نفس الوقت، ولم يكن هذا الحقل الراداري متصلاً، أي أنه لا يغطي كل الأراضي المصرية، مع ضعف إمكانياته في اكتشاف الأهداف المنخفضة، إلى أقل من 500 متر.
(2) عدم القدرة على مجابهة الأعمال الإلكترونية المضادة؛ بسبب قلة الأجهزة وتباعدها.
(3) ضعف شبكة المراقبة الجوية بالنظر، وعدم تغطيتها لاتجاهات الاقتراب الرئيسية، من الشمال والشرق، وكان هناك نقص شديد في الأفراد، والأجهزة الإشارية.
(4) أدى ضعف الحقل الراداري للإنذار، وبالتالي الحقل الراداري لتوجيه المقاتلات، وعدم وجود حاسب إلكتروني للتوجيه، إلى تقليل إمكانيات توجيه المقاتلات، مما أضعف الاستخدام الكامل لإمكانيات المقاتلات، في الحشد، والمقاومة لمواجهة الهجمات الجوية.
(5) بالرغم من وجود نظام للسيطرة والتبليغ، عن التحركات الجوية؛ لتأمينها من عناصر الدفاع الجوي، فإن هذا النظام لم يكن على الدرجة المطلوبة، من السرعة والدقة، كما أن التزام الطائرات بتوقيتات الطلعات وخطوط السير والارتفاع، لم يكن منضبطاً بالقدر المطلوب، وقد تسبب هذا في حدوث بعض الاشتباكات الخاطئة، بين عناصر الدفاع الجوي، وبعض الطائرات المتحابة، عند حدوث اختراقات جوية معادية.
هـ. قدرة نظام الدفاع الجوي على الصمود
صمود أي نظام دفاع جوي، هو قدرته على الاستمرار، في أداء مهامه القتالية، تحت ظروف مهاجمة العدو، بالضربات الجوية، تحت استخدام أعمال الإعاقة الإلكترونية بأنواعها، وأسلحة الخمد. ولزيادة قدرة أي نظام دفاع جوي على الصمود، يتحتم توافر الآتي:
(1) شبكة من المواقع الحصينة، التي توفر الوقاية من القصف الجوي.
(2) شبكة من المواقع التبادلية، التي تمكن من تنفيذ خطط للمناورة.
(3) السيطرة المستمرة على الترددات، وتنظيم خطة للإشعاع الراداري؛ لحرمان العدو من تحقيق مكاسب من استطلاعه الإلكتروني.
(4) التخطيط لإجراءات فنية وتكتيكية؛ لمجابهة أسلحة الجو الحديثة، خاصة أسلحة الخمد.
(5) خطة خداع على كل المستويات تكتيكية، وتعبوية، وإستراتيجية.
و. نظام التامين الفني
تحتاج معدات الدفاع الجوي إلى مستوى علمي متميز، من المهندسين، والكوادر الفنية؛ للمحافظة على كفاءتها الفنية، ومن ثم كفاءتها القتالية، ولم تكن هناك ورش متخصصة لأعمال الإصلاح وإجراء العمرات، وكان الاعتماد على بعض العناصر، من المهندسين من أطقم قتال الوحدات، وعلى رغم كفاءة أطقم الإصلاح، فإنها كانت تواجه كثيراً من الصعوبات؛ بسبب قلة قطع الغيار، خاصة الحرجة منها، وكذا افتقارها إلى أجهزة القياس المتطورة، التي تقلل من زمن إصلاح الأعطال.وأصبح تطوير وسائل التامين الفني، في غاية الأهمية، خاصة بعد ازدياد ساعات التشغيل؛ نتيجة لوجود المعدات في حالات استعداد قتالي متقدمة، بسبب ظروف العمليات.
ز. التدريب
كان مستوى التدريب الفني والقتالي لكتائب الصواريخ ووحدات المدفعية، على درجة عالية، وذلك طبقاً لبرامج التدريب المخططة، وطبقاً للمقاييس المحددة بالمراجع، والدورات التدريبية، ولكن هذه البرامج كانت قاصرة، وأغفلت الكثير من الموضوعات العملياتية الهامة، مما أدى إلى ضعف المستوى القتالي، ومن الموضوعات الحيوية، التي أغفلتها برامج التدريب:
(1) عدم تدريب أطقم القتال لكتائب الصواريخ، على الاشتباك مع الأهداف القائمة، بالإعاقة الرادارية، ولم تتوافر المقلدات، اللازمة لتمثيل مثل هذه المواقف الجوية.
(2) عدم التدريب على المواقف الطارئة، في أثناء القتال، وعدم إلمام أطقم مراكز القيادة، بأسلوب القيادة اللامركزية، في أثناء صد الهجمات الجوية المفاجئة، أو التي تتم، بأعداد كبيرة من الطائرات، بما يتعذر معه تخصيص المهام مركزياً، في المستوى الأعلى.
(3) الافتقار إلى أسلوب متكامل، لتنظيم التعاون مع المقاتلات، مما أدى إلى العمل بأسلوب المناطق، وهنا يهدر الكثير من الطاقات القتالية، لكل من الدفاع الجوي والمقاتلات، وقد ساعد على هذا، ضعف المواصلات الإشارية، وعدم كفاءة نظام التعارف.
(4) عدم التدريب على أهداف حقيقية في أثناء المشروعات التعبوية والتكتيكية.
(5) ضعف إمكانيات ميدان الرماية، حيث لم تتوافر أهداف متطورة للرمي عليها، وكان الرمي يتم على هدف عاكس ركني، يسقط بمظلة، بما لا يمثل أي واقعية، لأنه يكاد يكون هدفاً ثابتاً.
ح. القيادة والسيطرة
أدى توزيع القيادة والسيطرة لوسائل الدفاع الجوي، إلى ضعف السيطرة على هذه القوات، في أثناء إدارة أعمال القتال، فبينما كانت وحدات الصواريخ والمدفعية، تحت القيادة العملياتية للقوات الجوية، كانت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بالتشكيلات البرية، تتبع قيادة مدفعية الميدان بهذه التشكيلات، أما المقاتلات ووحدات الرادار والإنذار، فكانت تتبع قيادة القوات الجوية، ولها مركز عملياتها. وهذا التنظيم لأسلوب القيادة والسيطرة، معمول به في النظام الغربي، مع الاختلاف، ففي الدول الغربية، تلعب المقاتلات الدور الرئيسي، في الدفاع الجوي؛ لما تتمتع به من قدرات قتالية عالية، كما تتم السيطرة على جميع هذه الوسائل، عن طريق نظم للقيادة والسيطرة الآلية، مزودة بأجهزة رادار حديثة، ثلاثية الأبعاد، وطائرات الإنذار المبكر والتوجيه، على عكس المقاتلات الشرقية، التي تفتقر إلى كثير من هذه القدرات، والعبء الأكبر للدفاع الجوي، يقع على وحدات الدفاع الجوي الأرضية، والتي أدى عدم وجود قيادة موحدة لها، إلى التقليل من الاستفادة من قدراتها القتالية.
ط. أعمال الحرب الإلكترونية على الجانب المصري
لم تتوافر أي عناصر للحرب الإلكترونية، للجانب المصري، تحت أي مسمى، خلال حرب 1967م.
وبعد هذه الدراسة لحرب يونيه 1967، والدروس المستفادة منها، تبلورت أنسب الأسس والأساليب، للتخطيط لبناء قوات الدفاع الجوي، التي يمكنها أن تواجه هذه العدائيات، على أسس تتناسب مع متطلبات المهمة التالية، وهي تحرير الأرض.
 
جزاك الله خيرا يا د يحيي وانا علي فكره متابع مواضيعك في كل حتة
 
عودة
أعلى