كل ما تريد معرفة عن السفن

النسرالعربي

مشير اركان حرب
صقور الدفاع
إنضم
9 يناير 2008
المشاركات
7,910
التفاعل
14,066 22 0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الموضوع منقول للفائده العامه
مع انه ليس عسكري بحت



السَّفينة إحدى أقدم وسائل المواصلات وأكثرها أهمية. ففي كل يوم تعبر آلاف السفن المحيطات، تبحر بطول شواطئ البحار وتسافر داخل الأراضي مستخدمةً ممرّاتها المائية. والواقع أنَّ التجارة بين الدول تعتمد، إلى حد كبير، على السفن. فهي تحمل، على سبيل المثال، النفط ومشتقاته من دول الخليج العربية إلى شتى أنحاء العالم وتحمل القمح من كندا إلى ألمانيا، وتحمل الآليات من ألمانيا إلى تشيلي. وكذلك، فإنها تحمل النحاس من تشيلي إلى اليابان، وتحمل السيارات اليابانية إلى أوروبا وأستراليا. وتنقل السفن الذرة الشامية من أمريكا إلى إثيوبيا، والبن من إثيوبيا إلى فرنسا.



وتُستخدم كثير من أنواع السفن لحمل التجارة العالمية، فالناقلات العملاقة تحمل النفط والزيوت النباتية والسوائل الأخرى. وتحمل سفن البرّادات (الثلاجات) الفواكه الطازجة واللحوم والخضراوات. وتنقل سفن شحن تُسمَّى ناقلات الشحنات ذات النوعية الصلبة والجافة أحمالاً مثل الذرة والحديد الخام والرمل. كما أن سفن الشحن العامة تنقل كل شيء؛ من محركات الطائرات إلى الزمَّامات السحّابة (سَحّابات السراويل وغيرها). وتحمل سفن الركاب ركابها عبر المحيطات، كما تنقل عابرات البحار السائحين حول العالم.



دأب الناس منذ عدة آلاف من السنين على استخدام السفن في ارتياد البحر الذي اجتذبتهم أسراره وما ينطوي عليه من مغامرات مشوِّقة. وأهم من ذلك أن الناس أبحروا من أجل الاكتشاف والاستيطان، كما أبحروا من أجل التجارة والغزو.



اشتهر العرب إبان ما اصطلح على تسميته بالعصور الوسطى ببناء سفن كانت تجوب كل بحار العالم المعروف إذ ذاك، واشتهر من بين الملاحين العرب نفر ليس بالقليل، على رأسهم سليمان التاجر الذي دون رحلاته عام 237هـ، 851م وكذلك ابن ماجد وسليمان المهدي. وأول من ارتاد المحيط من الأوروبيين، البرتغاليون الذين أبحروا من الأطلسي جنوبًا حتى الشواطئ الغربية لإفريقيا، وذلك في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. ففي عام 1492م، وصل الإيطالي كريستوفر كولمبوس الذي كان في خدمة ملك أسبانيا إلى العالم الجديد أمريكا بعد أن عبر المحيط الأطلسي مستخدمًا ثلاث سفن بحرية صغيرة. وفي عام 1497م، أبحر البرتغالي فاسكو داجاما من أوروبا إلى الهند.



وفي عام 1620م، حملت سفينة قديمة تُدعى مايفلاور أول فوج من المستوطنين إلى أمريكا الشمالية. وفي الفترة الواقعة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين، حملت سفنٌ بحريةٌ كبيرة تسمَّى إيست إنديامن الحرير والتوابل والخيرات الأخرى من بلاد الشرق الأقصى إلى أوروبا. وفي أواسط القرن التاسع عشر، بدأت السفن ذات الدفع البخاري تحل محل السفن الشراعية. وسرعان ما صار العالم صغيرًا عندما عبرت السفن البخارية البحار في جزء من الزمن الذي استغرقته السفن الشراعية لعبورها. وهكذا اختزلت السفن المسافة بين الدول والشعوب وجعلت بعضها يعتمد اقتصاديًّا على بعضه الآخر.




صارت الدول غنية ومنيعة عبر التاريخ عندما استطاعت السيطرة على البحار في أوقات الحرب والسلم. كما أنها تقهقرت وخضعت عندما فقدت تلك السيطرة على البحار. واليوم، فإن السفن مهمة كما كانت دائمًا لثراء ومنعة أيّ دولة. وتعتمد الدول التجارية الكبرى بدرجة عالية على السفن في استيراد وتصدير البضائع. وسرعان ما نجد اقتصاديات بريطانيا واليابان وألمانيا، ودول كثيرة أخرى، تتعرقل ـ وبدرجة كبيرة ـ لعدم توافر سفن تحمل الغذاء والمواد الخام إليها وتنقل منها المواد المصنعة. وتمتلك كثير من الدول التجارية أساطيل تجارية ضخمة. ويتكون الأسطول التجاري لكل دو
نبذة تاريخية

من المحتمل أنَّ أول سفينة كانت كتلةً من الخشب واستخدمت لعبور بحيرة أو نهر. وربما استخدم الناس أيديهم مجاديف ثم تعلموا لاحقًا كيف يصنعون العوّامات مستخدمين كتلاً من جذوع الأشجار مصفوفةً ومربوطة بعضها مع بعض، ربطًا محكمًا. وبمرور الوقت، اكتشف الناس كيف يصنعون المراكب من جذوع الأشجار بعد نزع قلف الأشجار منها. ولقد صنع الإنسان الأول القوارب من مواد أخرى في المناطق النادرة الأخشاب. وعلى سبيل المثال، تمت خياطة جلود الحيوانات على شكل حقيبة جرى تضخيمها لتستخدم استخدام الطوَّافة، فعندما تُربط عدَّة طوافات بعضها مع بعض، يمكن أن تُشكل عوَّامة. واكتشف الناس في بعض المناطق أنَّ أواني صغيرة من الفخار مربوطٍ بعضها ببعض، الواحدة تلو الأخرى، يمكن أن تؤلِّف عوامة. كما تعلَّموا أن إناءً واحدًا ضخمًا من الفخار يكفي كقارب يسع شخصًا واحدًا.



وفي مصر القديمة ومناطق أخرى معينة، استطاع الناس صناعة الجيل الأول من عواماتهم باستخدام حزم سيقان القصب. وبمرور الزمن، تعلم المصريون كيف يتم نظم هذه الحزم للحصول على قوارب لها شكل الملعقة، وبحلول عام 4000 ق.م تقريبًا، تعلَّموا صناعة السفن ذات الدفع اليدوي، وهي سفينة ضيقة وطويلة تُدفع باستخدام صف من المجاديف. وخلال الألف سنة اللاحقة، استطاع المصريون أن يجعلوا صناعة السفن تمر بطورين مهمين. فبحلول عام 3000 ق.م تقريبًا، اكتشف المصريون أنَّ الأشرعة يمكن أن تجمع الهواء فتدفع قواربهم. وبالإضافة إلى ذلك، استطاع المصريون صناعة القوارب باستخدام قطعٍ سميكة من الخشب. وبعد أن عرف الناس كيف يصنعون القوارب من الألواح الخشبية، استطاعوا بعد ذلك بناء السفن والناقلات الكبيرة التي أضحت قادرةً على عبور البحر.

--------------------------------------------------------------------------------
بعض التواريخ المهمة في تطور صناعة السفن
--------------------------------------------------------------------------------


3000 ق.م اخترع المصريون الأشرعة وتعلموا بناء السفن الخشبية.
نحو 850م طور العرب السفن الشراعية واستخدموا فيها الإسطرلاب والبوصلة التي مكنتهم من الإبحار إلى الهند وملقا والصين.
1200م صنع بنّاءو السفن في شمال أوروبا الدفة الخلفية للسفينة.
1450م طور بنّاءو السفن بحوض البحر الأبيض المتوسط السفن الشراعية كاملة التجهيز.
1807م بنى الأمريكي روبرت فيلتون أول قارب ذي دفع بخاري ناجح تجاريًا.
1818م دشنت بريطانيا سفينتها فولكان وهي أول سفينة صنعت كليًا من مادة الحديد.
1819م أضحت السفينة الأمريكية السافانا أول سفينة ذات دفع بخاري تعبر المحيط الأطلسي، وإن كانت قد استخدمت محركاتها لمدة 105 ساعات فقط في حين استعملت أشرعتها الهوائية فيما تبقى من زمن الرحلة التي دامت 29 يومًا.
1836م سُجِّلت براءة اختراع البريطاني فرانسيس بيتيت سميث والسويدي جون أريكسون لمجاديف الدفع اللولبية لقيادة القوارب البخارية.
1838م أصبحت السفينة البريطانية سايروس أول سفينة تقدم خدماتها بانتظام عبر المحيط الأطلسي مستخدمة الدفع البخاري وحده.
1897م أثبت البريطاني تشارلز بارسونز كفاءة التوربينات البخارية في زورقه البخاري المُسمَّى التوربينيا.
1910-1911م دخلت الخدمة سفن المحركات، لأول مرة.
1959م دشنت الولايات المتحدة الأمريكية أول سفينة تجارية ذات دفع نووي ـ عرفت باسم السافانا.
1980م تم تطويل الناقلة سيوايز جاينت لتكون أضخم سفينة في العالم، وكان طولها 458مترًا وقد دشّنت عام 1979م.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------​

عصر السفن الشراعية

باختراع الشراع، برز النمط الأساسي للسفن، واكتمل بروزه باختراع السفن المصنوعة من الكتل الخشبية السميكة. وفي خلال الـ 5,000 سنة التالية لتلك الفترة، ركَّز بنّاؤو السفن على تصميم سفن ذات أحجام أكبر، كما ركَّزوا على تطوير أدوات السفن، الأشرعة بصواريها وحبالها. ونجح بنَّاؤو السفن في الأزمان الغابرة في بناء سفن كبيرة الأحجام لكنهم نجحوا بقدر أقل في تطوير أدوات السفينة. إن التطويرات المهمة في جهاز السفن بدأت في القرن الخامس عشر الميلادي، ووصلت إلى درجة عالية مع بروز السفن الشراعية الكبيرة في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي.




سفن ما قبل التاريخ وسفن مصر القديمة


السفن المصرية. صمَّم قدماء المصريين أنواعًا كثيرة من السفن من بينها المراكب الصغيرة، وقوارب المتعة الجميلة، وسفن الشحن الثقيلة. ولعل أكبر الأهداف التي تم تحقيقها هي الناقلات الضخمة التي كانت تحمل الأعمدة الحجرية الضخمة، وتسمى المسلات، من المحاجر التي كانت على نهر النيل. وأكبر الناقلات وصل طولها نحو 61م ووصلت حمولتها من البضائع إلى 680 طنًا متريًا.



أما السفن المصرية الخفيفة، فقد استُخدم لدفعها شراع واحد وصفٌّّ من المجدِّفين على كل جانب من جانبيها. لكن السفن الأثقل تمَّت قيادتها بشراع واحد فقط. لقد استخدم المصريون شراعًا مستطيل الشكل أُطلق عليه اسم الشراع المربع، صنعوه أولاً طويلاً وضيقًا. وبعد عام 2000ق.م، جعلوا هذا الشراع أكثر اتساعًا في العرض ولكن أقل طولاً. كما استخدم المصريون في تشغيل سفنهم مجاديف كبيرة على كل جانب من جانبي مؤخرة السفينة.




بنى المصريون سفنهم، أساسًا، لاستخدامها في نهر النيل. ونتيجةً لذلك، فقد صنعوا كل قواربهم النهرية خفيفة، بما في ذلك، سفنهم المستخدمة في البحار. أما اليوم، فإن قوارب الكتل الخشبية تبنى أولاً بصناعة هيكل السفينة من قاعدة القص (وهي بمثابة العمود الفقري) ودعامات، ثم تربط الكتل الخشبية لجسم السفينة، بعد ذلك، بالدعامات.

لكن المصريين بنوا قواربهم النهرية بدون قاعدة قصّ وبدون دعامات.لقد استخدموا أربطة لربط الكتل الخشبية بعضها ببعض ليتكون بذلك جسم القارب. لقد كانت تلك القوارب من القوة بحيث تمكنت من الإبحار عبر النيل، لكنها كانت أضعف من أن تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط الأكثر وعورة.
ومن المحتمل أنه كان لسفن المصريين البحرية نوع من قواعد القص وقليل من الدعامات، لكنْ كثيرًا ما أنهكت مقدمة ومؤخرة هذه السفن، خصوصًا في البحار المضطربة الأمواج. ولذلك، ربط المصريون حبلاً متينًا حول مقدَّم السفينة ومدُّوه مشدودًا عبر سطح السفينة ثم لفُّوه حول المؤخرة. وهكذا ازدادت قوة السفن بهذا الحبل الذي منع مقدمتها ومؤخرتها من الانحناء أو الغطس. وقد أبحر المصريون، بشكل رئيسي، في البحر الأحمر وعلى طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

المينويون والمسينيون

كان أول من ابحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط هم سكان جزيرة كريت الذين أُطلق عليهم المينويون. فقد جابت سفنهم منذ عام 2500ق.م شرقي البحر الأبيض المتوسط ووصلت غربًا حتى جزيرة صقلية. وفي حوالي عام 1450ق.م، سيطر على البحر سكان مايعرف الآن بأرض الإغريق الكبرى، وكانوا يعرفون باسم المسينيين. والواقع أن المسينيين والمينويين ساعدوا في تطوير سفن البحار الشراعية. لكن علماء التاريخ يعرفون القليل عن سفنهم، فكل ماعرفوه عنهم يقينا هو أن أولئك الناس بنوا سفنا للبضائع متينة وواسعة وذات شراع واحد مربع الشكل، كما بنى هؤلاء الناس سفنا حربية قوية كان يتم دفعها بوساطة صف من المجاديف على كل جانب من جانبيها.​




السفن الفينيقية واليونانية

سفن الفيـنيـقـيين والإغريق. يعرف الباحثون أكثر مايعرفون عن السفن التي استخدمت في البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وفي ذلك الزمن، كانت الشعوب الرائدة في خوض البحار هم الفينيقيون والإغريق الذين عاشوا في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.


لقد بنى الإغريق والفينيقيون سفنَ شحن عريضة وواسعة كما طوروا تجهيزات السفن بدرجة كبيرة وفي القرن السادس قبل الميلاد تمكَنوا من بناء سفن بصاريين ينحدر ثانيهما من الأمام حول المقدمة ليحمل شراعا صغيرا مربع الشكل يساعد على سهولة توجيه السفينة وفي القرن الرابع قبل الميلاد، صنع الإِغريق شراعًا مثلثا أعلى الشراع الرئيسي كما أضافوا شراعا مربعا آخر لأكبر سفنهم وضعوه بالقرب من المؤخرة وقد كان هذا الجهاز المبسط ذو الأربعة أشرعة هو أكثر الأجهزة تقدُّما بين تلك الأجهزة التي اخترعتها الشعوب في الأزمان الغابرة ونتيجةً لذلك، فإن السفن القديمة كانت بطيئة السرعة ولايزيد متوسط سرعتها على 5 عقد بحرية أثناء هبوب الرياح وبلغ طول سفينة الشحن الإِغريقية التقليدية نحو 30م وأمكنها أن تحمل ما بين 91 و 180 طنًا متريًا من البضائع.



استخدم الإغريق السفن الشراعية الكبيرة ذات المجدافين سفنا حربية وكان للجيل الأول منها، صف من المجدفين على كلِّ جانب من جانبيها. وفي الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والتاسع قبل الميلاد، أضاف الإغريق منجنيقًا ضخمًا وحادًا لمقدم السفينة مع سطح الماء، كان يستخدم سلاحا في المعارك الحربية. وفي القرن الثامن قبل الميلاد، بنى الإِغريق سفنا شراعية بصفين من صفوف المجدفين على كل جانب من جانبي السفينة، يعلو أحدهما الآخر وهذا النوع يفوق بدرجة كبيرة نظيره ذا الصف الواحد من المجدفين من حيث السرعة والقوة الحربية وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد اخترع الإغريق السفينة ثلاثية المجاديف، ومعنى هذا أن هناك ثلاثة صفوف من المجاديف في كل جانب من جانبيها الواحد فوق الآخر.



بدأ الإغريق و من بعدهم الرومان، عند بنائهم لسفنهم، بجسم السفينة أولاً كما فعل المصريون. لكن الإغريق والرومان استخدموا أربطة أكثر وأمتن لربط الكتل الخشبية (جذوع الأشجار) بعضها ببعض. كما أنهم أدخلوا أيضًا نظامًا من الدعامات لتقوية جسم السفينة، ونتيجةً لذلك، فإن السفن الإغريقية والرومانية كانت لها أجسام قوية.




السـفن الرومـانيـة

السفن الرومانية. أصبح الرومانيون حُكامًا لمنطقة البحر الأبيض المتوسط خلال القرن الثاني قبل الميلاد، واستخدموا أنواع السفن نفسها التي استخدمها الإغريق.




بنى الرومانيون أضخم أسطولٍ تجاري عرف في التاريخ القديم وكانت أكبر سفن الشحن لديهم تحمل الحبوب من الإسكندرية في مصر إلى روما وكان طول أضخم هذه السفن 55م والعرض 14م، الأمر الذي مكنها من حمل أكثر من 910 أطنان مترية من البضائع وما يصل إلى 1000 راكب.



وقد كانت سفن الشحن الرومانية، كما كان الحال مع كل أنواع الناقلات في الزمن القديم تحمل الركاب أيضا لأنه لاتوجد سفن مصممة خصيصا لحمل الركاب آنذاك وكان المسافرون يحجزون مكانا في أي سفينة شحن متجهة نحو هدفهم فقد كانت في تلك السفن غرف جلوس (كابينات) قليلة مخصصة للشخصيات المهمة أما بقية الركاب فقد كانوا يفترشون أرضية (سطح) السفينة وينامون داخل ملاجئ صغيرة يصنعونها بأنفسهم في كل ليلة.



سفن الفايكنج


كانت أجود أنواع المراكب التي بنيت فيما بين القرنين الثامن والحادي عشر الميلاديين في شمالي أوروبا و لقد أبحر الفايكنج بسفنهم الطويلة المشهورة عبر المحيط الأطلسي الشمالي إلى جرينلاند وحتى أمريكا الشمالية وغزوا بسفنهم تلك كما تاجروا واستعمروا بها الناس ثم إنهم ـ في مجال القرصنة ـ كانوا مصدر الإرهاب في البحار.


عرف الناس اليوم الكثير عن سفن الفايكنج الفخمة لأن كثيرا من زعماء شعوب الفايكنج أعدوا مراكبهم لدفنهم فيها وقد وجد العلماء عددا من هذه المقابر وفي عام 1880م أميط اللثام عن سفينة حربية تخص هذا الشعب باقية بحالة جيدة بالقرب من جوكستاد جنوب شرقي النرويج يبلغ طول هذه السفينة التي بناها الفايكنج في القرن العاشر الميلادي نحو 24م أما عرضها فيبلغ نحو خمسة أمتار وككل سفن الفايكنج فان هيكل هذه السفينة متراكب الألواح أي أن الالواح الخشبية التي يتألف منها يركب بعضها فوق الآخر وهي تحمل 16 مجدافًا على كل جانب من جانبيها ولها شراع مربع الشكل مثبت في صاريه من المحتمل أن يبلغ ارتفاعها 12م كما أن لها مجداف تشغيل بالقرب من المؤخرة وسفينة جوكستاد صغيرة نسبيا ولان اغلب سفن الفايكنج الطويلة 20 مجدافا على كل جانب ولبعضها الآخر 30 مجدافا



في عام 1893م، بنت مجموعة من النرويجيين نسخة متكاملة من سفينة جوكستاد وبالرغم من سوء الأحوال الجوية تمكَنت هذه المجموعة من قيادة هذه السفينة عبر المحيط الأطلسي انطلاقا من بيرجن في النرويج إلى سانت جونز في نيوفاوندلاند في 28 يوما فقط!.







الكُج
تضعضعت قوة الفايكنج تدريجيا إلى أن فقدوا في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي السيطرة على البحار الشمالية ثم بدأت التجارة تنتعش في دول شمالي أوروبا حيث احتاج التجار إلى مراكب أكثر اتساعا لحمل شحنات أكبر وفي القرن الثالث عشر الميلادي تمكَن بنَاؤو السفن في الشمال من تطوير سفينة قوية أطلق عليها اسم الكُج وبقيت هذه السفينة التجارية والحربية هي النموذج الكامل للسفن في أوروبا الشمالية لمدة 200 عام تقريبا.

واستطاعت تلك السفن أن تقاوم أمواج البحار العنيفة والرياح القوية في بحر الشمال والمحيط الاطلسي الشمالي ولهذه السفن أجسام عميقة وعريضة وذات ألواح متراكبة، وقد أُعدَت هذه السفن لتحمل بضائع بأحجام ضخمة.

وللكُج شراع واحد كبير مربع الشكل. ولها أيضا بناء في كل من مقدمة السفينة ومؤخرتها يسمى قلعة وتمثل قلعة المقدمة أرضية يستطيع منها الجنود إطلاق سهامهم وأحجارهم على السفن المعادية أما قلعة المؤخرة فتوفر حماية للشخصيات المهمة بين المسافرين ولسفن الكج أيضا نوع جديد من أدوات التشغيل فبدلا من مجاديف التشغيل على طول الجانبين بالقرب من مؤخرة السفينة هناك دفة كبيرة في وسط المؤخرة. وكانت هذه الدفة في حوالي عام 1200م أكثر متانة من المجاديف.


السفن ذات الأشرعة المثلثة الشكل (اللاتينات)

بينما كان يعمل بناؤو السفن في الشمال على تطوير السفينة المسماة الكُج كان بنّاؤو السفن في البحر الأبيض المتوسط يُدخلون تعديلات مهمة على بناء السفن وتصميمها. وبدأ بنّاؤو السفن في البحر الأبيض المتوسط بإدخال طريقة جديدة لبناء السفن صارت فيما بعد هي الطريقة المعيارية. فقد بنوا هيكلاً من قاعدة قصّ أولاً، ثم ربطوا الألواح الخشبية لجسم السفينة في الإطار. كما أنهم أكثروا من استخدام الأشرعة المثلَّثة الشكل التي أُطلق عليها اللاتينات. لقد أثبتت الأشرعة المربعة الشكل أن أداءها جيد عندما تهب الرياح من الخلف. ولكنها، وبعكس الأشرعة المثلثة الشكل، لا تعمل جيدًا عندما تبحر السفينة.

لقد استخدمت السفن الشراعية دائما في البحر الأبيض المتوسط لحمل البضائع والركاب كما تم استخدامها سفنا حربية أيضا لكن وفي حوالي عام 1300م زاد استخدامها في مجال الشحن والتجارة بدرجة كبيرة وعلى وجه العموم فإن هذه السفن الشراعية لم تستخدم مجاديفها إلا في حالة عدم وجود رياح أو في حالة دخول مرفا أو مغادرته أما في الأوقات الأخرى فكانت المراكب تدفع باشرعة مثلثة الشكل وأغلب السفن الشراعية لها صاريان الامامي منهما يحمل الشراع الكبير ولبعضها ثلاثة صوار والسفن الشراعية التجارية أطول وأوسع من السفن الحربية كما أن السفن الشراعية النموذجية يمكنها أن تحمل نحو 127 طنا متريا.


السفينة كاملة الإعداد




في حوالي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، تمكن بناؤو السفن في حوض البحر الأبيض المتوسط من دمج أجود خصائص السفينة القوية كُج مع الخصائص المماثلة لمراكبهم الأخف وزنا والمسماة اللاتينة وأصبحت هذه السفينة هي السفينة النموذجية في كل دول أوروبا لمدة 300 سنة تقريبًا كما استمر هؤلاء في بناء هيكل السفينة بوساطة ربط الألواح الخشبية إلى هيكل يتكون من قاعدة قص ودعامات لكنهم استبدلوا بمجاديف التشغيل دفة في مؤخرة السفينة كما اتبعوا إنشاء قلعة أمامية وقلعة خلفية في السفينة كما هو الحال في سفينة الكُج والأهم من ذاك أن بنائي سفن البحر الأبيض المتوسط غيروا جهاز السفينة لينال قوة أكبر وتسييرا أفضل وهكذا طوروا السفينة كاملة الإعداد أو التجهيز وللسفينة الكاملة الإعداد أو الرباعية التجهيز صار رئيسي يتوسطها وصار في المقدِمة وثالث في مؤخرة السفينة ويحمل كل من الصاريين الموجودين في الوسط والمقدمة شراعا كبيرا مربع الشكل وتعلوه أشرعة صغيرة مربعة الشكل أما الصاري المزّيِني (الخلفي) فيحمل شراعا مثلث الشكل وهناك عمود مثبت على المقدمة يحمل صاريا صغيرا مربع الشكل إن سفنا بهذا الإعداد أو التجهيز هي التي استغلها المكتشفون أمثال كريستوفر كولمبوس وفاسكو داجاما والسير فرانسيس دريك وفرديناند ماجلان في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وطوال القرن السادس عشر الميلادي.


الجليون




في حوالي منتصف القرن السادس عشر الميلادي، ظهر على البحار نوع من السفن الشراعية سمي الجليون. والجليونات سفن شراعية ضخمة لها قلاع أمامية أقل ارتفاعا من السفن الأخرى وقلعة خلفية مرتفعة تضم حجرات أوسع كل واحد من الصاريين الرئيسي (في الوسط) والأمامي يحمل شراعين أو ثلاثة أشرعة في حين أن الصاري المزيني (الخلفي) يحمل شراعا واحدا أو شراعين وفي أضخم سفن الجليون يوجد صار مزيني ثان بالقرب من المؤخرة.

استخدمت سفن الجليون لأغراض تجارية وحربية في آن واحد واستخدمت المدافع المحمولة على ظهر السفن منذ منتصف القرن الرابع عشر الميلادي لكن سفن الجليون كانت تحمل مدافع أكثر عددا وأثقل وزنا لقد خاضت الأساطيل الإنجليزية والأسبانية عام 1588م أشهر الحروب البحرية في التاريخ، واستخدم فيها كلا الجانبين سفن الجليون ولكن الإنجليزية منها كانت أسرع وأكثر قدرة على المناورة وأفضل تسليحا الأمر الذي مكـنها من هزيمة الأسطول الأسباني وأطلق الأسبانيون على أسطولهم اسم الأرمادا التي لاتقهر لظنهم أنه لايمكن أن يهزم.

استخدمت أسبانيا والبرتغال ودول أخرى سفن الجليون للتجاره أما أسبانيا فقد استخدمت سفن الجليون لجلب الذهب والفضة من ممتلكاتها من العالم الجديد وأصبحت هذه السفن الثمينة هدفا مفضلاً للقراصنة الذين كانوا يجوبون البحر الكاريبي.


الينكات والدهوات

سفن خشبية شراعية قوية استخدمت على نطاق واسع في الشرق ولاتزال ترى في المياه الشرقية لقد استخدمت الينك بوساطة الصينيين واليابانيين وكانت أشرعتها تصنع مربعة الشكل من شرائح الخيزران التي تشبه الحاجبة أو الستارة الفينيقية وكانت هناك ينكات الأنهار الصغيرة كما وجدت منها عابرات المحيطات الضخمة بطول يزيد على 30م أما الدهوات فقد استخدمها البحارة العرب والهنود ولهذا النوع من السفن الشراعية صارٍ واحد وشراع كشراع اللاتينة وأبحرت الدهوات بغرض التجارة بين الهند وإفريقيا والجزيرة العربية ومن بين السفن الشراعية الشرقية الأخرى الباتيل وهي سفينة هندية استخدمت في نهر الجانج والسفينة الملايوية برو ذات الصاريين ويبلغ طولها 15م.


إِيست إِنديامن

استخدمت السفن لعدة قرون للأغراض التجارية والحربية معًا ولكن، بحلول القرن السابع عشر الميلادي تقريبا أصبحت المدافع ثقيلة جدا مما جعل بناء السفن بأجسام خاصة تتواءم وحمل الوزن الإضافي أمرا ضروريا وهكذا فإن تصميم السفن الحربية والمراكب التجارية اختلف اختلافا كبيرا مع الزمن.

شرعت الشركات التجارية في عدة دول أوروبية في القرن السابع عشر الميلادي في بناء سفن مصممة خصيصا للتجارة مع الهند والشرق الأقصى وجلبت هذه السفن العاج والحرير والتوابل ومنتجات أخرى من الهند والصين والهند الشرقية. وقد احتكر البرتغاليون التجارة مع الشرق الأقصى إلى القرن السابع عشر الميلادي عندما بدأت إنجلترا وهولندا بالتنافس ودخل إلى مضمار المنافسة الدنمارك وفرنسا وفي كل قطر بنت شركات جزر الهند الشرقية سفنها الخاصة التي أطلق عليها اسم إيست إنديامن وبالرغم من أن تلك السفن كانت قد صممت لتكون سفنا تجارية إلا أنها كانت تحمل مدافع للدفاع عن نفسها ضد الهجمات التي يشنها القراصنة أو تشنها أساطيل الدول المعادية.

ازداد حجم سفن إِيست إِنديامن بصورة رتيبة ففي القرن الثامن عشر الميلادي على سبيل المثال بلغت حمولة أغلب السفن الإنجليزية من هذا النوع 360 طنا متريا من البضائع وبحلول القرن التاسع عشر بلغت الحمولة 1090 طنا متريا.
سفن الخدمة المنتظمة





ازدادت الحركة التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا عبر الأطلسي بدرجة كبيرة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي كما تعاظم الطلب على خدمة أفضل للركاب عبر الاطلسي ولقد استجاب ملاك السفن لهذا الطلب لتقديم شيء جديد في الخدمة أي سفن تبحر في أوقات منتظمة ولقد سمي هذا النوع من السفن السفن المنتظمة وكانت السفن لاتبحر قبل ذلك إلا بعد استيفاء كامل حمولتها من البضائع والركاب وكذلك بعد التأكد من أن أجواء الملاحة مناسبة تماما أما سفن الخدمة المنتظمة فإنها تبحر وفقا لجدول زمني معين سواء أكانت حمولتها قد اكتملت أم لم تكتمل وبصرف النظر عن الاجواء الملاحية كما أصبح هذا النوع من السفن أول سفن تجارية تركز على راحة الركاب ولقد بدأت الخدمة المنتظمة عام 1818م بين مدينة نيويورك ومدينة ليفربول.

وللوفاء بالتزام الجداول الزمنية ومواجهة المنافسة كان على هذه السفن أن تبحر بأقصى سرعة ممكنة لكن السفن نفسها لم تزد على كونها سفنا شراعية عادية لم يعتنى في تصميمها بأي مواصفات خاصة بالسرعة وقاد الربانبة هذه السفن بنشاط مستمر ليلا ونهارا، وفي كل الاجواء الملاحية وقد استغرق عبور الأطلسي شرقا وقتا يتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع أما عبوره غربا فقد استغرق وقتا أطول يتراوح بين خمسة وستة أسابيع نظرا لأن على السفن الإبحار ضد الرياح الغربية فاتخذت مسارا أطول ناحية الجنوب.

كان طول السفينة من النمط الأول من سفن الخدمة المنتظمة نحو 30م. وبحلول الاربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي عندما ازدادت حجرات الركاب اتساعا وصارت أكثر راحة استخدمت سفن طولها 49م.


سفن القلبر

من أكثر السفن الشراعية جمالاً ورومانسية وقد أصبحت ملكات البحار في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وقد صمِمت سفن القلبر بأجسامها الرشيقة وأشرعتها المتعددة من أجل السرعة. وجاء اسمها من الطريقة التي تطوي بها السفن الأميال.


بنت الولايات المتحدة أول سفينة قلبر حقيقية في الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، وقد صمِمت تلك السفن للإبحار من الساحل الشرقي (حول رأس أمريكا الجنوبية) إلى الصين لحمل الشاي كما عجَل اكتشاف الذهب في كاليفورنيا عام 1848م وفي أستراليا عام 1851م بتطوير سفن القلبر إذ تدفق الباحثون عن الثراء والمؤن نحو حقول الذهب وبنى الإنجليز سفن قلبر لحمل الشاي من الصين والصوف من أستراليا ومازالت أشهر سفن القلبر البريطانية وتسمى كتي سارك الآن في جرينيتش في لندن.


كان لسفينة القلبر ستة صفوف من الأشرعة على الصاري وكان لبعضها أكثر من 35 شراعا ويمكن أن تقطع سفن القلبر على المياه 20 عقدة (37 كم/الساعة) إذا تمت قيادتها بسرعة قصوى ولقد أبحرت سفينة القلبر ثيرموبايلي من لندن إلى ملبورن بأستراليا في 60 يوما.

ويعد دونالد ماكاي وهو كندي أقام في الولايات المتحدة أكبر مصمم لسفن القلبر وبلغ طول النمط الأول من السفن التي صممها 60م كما بلغت حمولتها 1360 طنا متريا وفي عام 1853م بنيت سفينة سمِيت جريت ريببلك وكانت أكبر سفينة شراعية في عصرها حيث بلغ طولها 102م تقريبا ولها أربعة صوارٍ وحمولتها 4080 طنا متريا.


سـفن الشــرق الشـراعية




قليل من السفن الشراعية هي التي تستخدم في الإبحار اليوم ولكن في الشرق مازال الناس يستخدمونها في الملاحة الساحلية والداخلية وأيضا لصيد الأسماك وتشمل هذه السفن: المراكب ذات الأشرعة المثلثة المسماة بالدهو (اللاتينة) الموجودة بشبه الجزيرة العربية والينك الصينية الخشبية الصنع واللاكاتوي في غينيا الجديدة التي تعرف بأشرعتها التي تشبه مخالب سرطان البحر.
السفن الشراعية في القرن العشرين بدأ المخترعون تجاربهم على القوارب البخارية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وبحلول القرن العشرين كانت السفن البخارية قد حلت تقريبا محل السفن الشراعية التي تجوب المحيطات ولكن كان على سفن البخار الناتج عن إحراق الفحم الحجري الاعتماد على محطات الفحم الحجري مع أن بعض الخطوط التجارية كتلك التي على طول سواحل أمريكا الجنوبية بها قليل من محطات الفحم الحجري وكانت السفن الشراعية مازالت تستَخدم في هذه الطرق التجارية ولعدة سنوات وعلى سبيل المثال كانت السفن الشراعية تحمل النترات وهو سماد من تشيلي (حول حافة أمريكا الجنوبية) إلى أوروبا.

وكانت السفن الشراعية التي أنزلت إلى الماء في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين ضخمة الحجم بنيت للاستفادة من الحجم وليس السرعة وكانت ذات أجسام حديدية قوية ومستقيمة الجوانب ومجهزة بالأسلاك ولتشغيلها بنفقات قليلة استخدمت مثل هذه السفن طاقما صغيرا ولهذا فقد استغلت أقل كمية من الأشرعة كانت أعتى هذه السفن هي بروسين وهي سفينة ألمانية ذات خمسة صوارٍ ومجهزة تجهيزا كاملا وقد بنيت عام 1902م وهي أضخم سفينة شراعية تم بناؤها بطول 132م وعرض 16م وكان بإمكانها أن تحمل 7300 طن من البضائع.

ومنذ أوائل القرن العشرين انخفض عدد السفن الشراعية التي تجوب البحار بانتظام وكانت سفن كثيرة منها قد اهترأت أو صدئت في أحواضها أما اليوم فإن القليل الباقي من السفن ذات الأشرعة المربعة الشكل تستخدم سفنا للتمارين في الأساطيل البحرية والتجارية لمختلف الدول.

وما زال الناس في كثير من الدول النامية يستخدمون السفن الشراعية في الملاحة على الشواطئ وعبر ممرات المياه داخل البلاد كما تستخدم لصيد الأسماك ومازال الصينيون يستخدمون سفن الينك لحمل البضائع والركاب على طول السواحل في الأنهار كما أن مختلف النسخ الهندية من الدهو العربية يمكن رؤيتها حتى الآن في موانئ بومباي وكلكتا وفي ثغور أخرى من المدن الهندية استخدم شعب غينيا الجديدة منذ عهد بعيد نوعا بدائيا من السفن الشراعية تسمى لاكاتوي تتكون من عدة زوارق شجرية تم ربطها ببعضها كما أبحرت السكونة (مركب شراعي ذو صاريين أو أكثر) والسلوب (مركب شراعي وحيد الصاري) بين دولتي بنما والإكوادور وعلى طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية.

عصر السفن ذات الدفع الآلي



أحدث اكتشاف وتطوير المحركات البخارية ثورة في النقل المائي ولم يعد الناس يعتمدون في دفع سفنهم على عضلات المجدفين أو على الرياح غير المضمونة ففي عام 1769م سجل جيمس واط وهو مهندس أسكتلندي اختراع محرك بخاري بإمكانه تأدية أنواع كثيرة من العمل وحاول المخترعون في أوروبا والولايات المتحدة بعد ذلك مباشرة استخدامه لتحريك القوارب.



القوارب البخارية الأولى
في عام 1783م بنى نبيل من نبلاء فرنسا اسمه الماركيز كلود دو جوفري دا بانس قاربا بخاريا (باخرة) استطاع إنجاز رحلة استغرقت 15 دقيقة في نهر السين بالقرب من مدينة ليون لكن محاولات الماركيز اللاحقة لم يكتب لها النجاح وفي عام 1787م ابتكر المخترع الامريكي جون فيتش أول قارب بخاري يعمل بالولايات المتحدة واستطاع محركه أن يحرك سلسلة من المجاديف أو البدالات في كل جانب من جانبي القارب وطور فيتش لاحقا مركبا يدفع بمجاديف في مؤخرته واستطاع بهذا القارب أن يقدم خدمة نقل الركاب والبضائع في صيف عام 1790م حيث أبحر بالقارب حسب جدول زمني ذهابا وإيابا عبر نهر ديلاوير بين مدن فيلادلفيا وترنتن لكن افتقار فيتش إلى الأموال الكافية أقعده عن عمله وفي عام 1802م بنى المهندس الإنجليزي وليم سايمينجتون زورق سحب بخاريا بعجلة تجديف في مؤخرته ولقد أثبت الزورق جدارته في العمل إلا أن صاحبه كان يفتقر أيضا للمال اللازم لتسييره.



كليرمونت
أصبح هذا القارب أول قارب بخاري تجاري يعمل بنجاح وقد صمم هذا المركب وبناه المهندس الأمريكي روبرت فولتن وأطلق على هذا المركب رسميا اسم نورث ريفرستيم بوت وبعكس ما فعله المخترعون الأوائل فان فولتن لم يحاول أن يصنع محركا بنفسه وإنما أحضر محركا من واط وعدله ليناسب العمل في قاربه وفي عام 1807م استطاع كليرمونت أن يقطع 241 كم في نهر هدسون من مدينة نيويورك إلى ألباني في حوالي 30 ساعة تخللها توقف ليلة واحدة وبعد إعادة بنائه بطريقة مكثفة استطاع هذا القارب أن يبقى طويلا في خدمة الركاب في نهر هدسون وكان الكليرمونت طويلا وضيقا وقد بلغ طوله 43م وأما عرضه فكان أربعة أمتار وكان له عجلات تجديف جانبية بعرض متر واحد وبقطر يبلغ 4,5م وبعد عملية إعادة البناء أصبح طول كليرمونت 45م وعرضه خمسة أمتار.



عابرات المحيطات البخارية
لم تتحرك قوارب فولتن نافثة دخانها البخاري إلا عبر الخلجان والأنهار. وفي عام 1809م أصبح فينكس أول قارب بخاري يقوم برحلة في المحيط فقد سافر على امتداد الساحل الأطلسي وعلى نهر ديلاوير من مدينة نيويورك إلى فيلادلفيا واستغرقت الرحلة 13 يومًا في حين كان باستطاعة القوارب الشراعية في الأجواء الملاحية المثالية أن تقطع المسافة المعينة في يومين فقط وفي عام 1819م أصبحت السفينة الأمريكية السافانا أول سفينة بخارية تعبر المحيط الأطلسي وكانت في الحقيقة سفينةً شراعية كاملة التجهيز تم إعدادها بعجلات تجديف جانبية تدفع بخاريا وقد استغرقت مدة 29 يوما لتقطع المسافة من مدينة نيويورك إلى ليفربول وتم تشغيل محركها خلال هذه الرحلة مدة 85 ساعة واستهلكت كل إمدادها من الوقود الذي بلغ 68 طنا متريا من الفحم الحجري و91 طنا متريا من الخشب وفي عام 1838م أصبحت السفينة البريطانية سايرويس ذات العجلات الجانبية أول سفينة تقدم خدمة منتظمة بجدول زمني محدد عبر الأطلسي وذلك باستخدام قوة الدفع البخاري وحدها وقد استغرقت الرحلة ثمانية عشر يوما ونصف اليوم.




السفن الحديدية

شرع بناؤو السفن البريطانيون في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي في بناء السفن الحديدية ومن الأسباب التي أدت إلى ذلك ندرة الخشب الجيد الذي كان يمكن أن تصنع منه السفن في بريطانيا إلا أن للسفن الحديدية أيضا عدة مميزات مقارنة بنظيراتها المصنوعة من الخشب فهي أقوى وأكثر أمنا وأرخص نفقة وأسهل صيانة وبالإضافة إلى ذلك فإن السفن الحديدية أخف وزنا من السفن الخشبية بالحجم ذاته لأن الأخيرة تتطلب كتلا خشبية ضخمة وثقيلة ولهذا السبب تستطيع السفن المصنوعة من الحديد حمل بضائع أكثر.

فاقت بريطانيا الدول الأخرى في تطوير السفن الحديدية عابرات البحار ففي عام 1821م صنعت آرون مانبي التي يعتقَد أنها كانت أول سفينة بخارية كلها من الحديد وكان المهندس البحري البريطاني إيسامبارد كنجدوم برونل من أكثر الموهوبين في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي ففي عام 1837م أنزل أول سفينة بخارية صممت خصيصا للقيام برحلات منتظمة عبر الأطلسي وكان طول السفينة جريت ويسترن بطول 72م وعرضها 11م، وتدفع السفينة بعجلاتها الجانبية الضخمة بمعدل تسع عقد بحرية ولقد صمم برونل سفنا أضخم بكثير ففي عام 1858م أكمل تصميم جريت إيسترن أكثر السفن إثارة في عصرها فقد كان طولها 211م وعرضها نحو 26م وكانت تسع 4,000 راكب وكان لها مجاديف ومحرك لولبي وأشرعة لكن السفينة فشلت اقتصاديا إذ إِنها لم تجذب زبائن بما فيه الكفاية لدفع تكاليف التشغيل الضخمة ولقد استخدمت بنجاح في مد أربعة خطوط برق في قاع المحيط الأطلسي وفي عام 1888م بيعت السفينة على شكل خردة.




وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأ الفولاذ يحل محل الحديد في صناعة السفن ووجد أن سفن الفولاذ أقوى وأخف وزنا من سفن الحديد وفي عام 1881م أصبحت السفينة البريطانية سيرفيا أول سفينة ركاب فولاذية تعبر الأطلسي.



تطوير الداسرة (المحرك المروحي) اللولبية
في عام 1836م قدم كل من المخترعين فرانسيس بيتيت سميث الإنجليزي وجون أريكسون السويدي براءة اختراع لداسرة لولبية استطاعت دفع القوارب البخارية بكفاءة أعلى من عجلات التجديف لقد عملت المجاديف الجانبية جيدا في المياه الهادئة أما في البحار الهائجة عندما تميل السفينة من جانب إلى آخر فإنه يمكن لكلتا العجلتين أن تتوقفا عن العمل تماما خارج المياه لتضيع بذلك قوة الدفع وبالإضافة إلى ذلك، كان من الممكن أن تعمل الأمواج على تحطيم تلك العجلات الهشة أما الداسرة اللولبية المغمورة بكاملها تحت المياه وهي ملحقةٌ بمؤخرة السفينة فقد استخدمت الطاقة بكفاءة أكبر من عجلات التجديف فهي تدفع السفينة إلى الأمام بسرعة أكبر بينما تضرب الداسرة في المياه وفي عام 1845م أصبحت السفينة المسماة جريت بريتن التي صممها برونل أول سفينة تدفع بوساطة الداسرة اللولبية لتنتقل عبر الأطلسي.



زيادة القوة والسرعة
في الوقت الذي كانت فيه السفن تتطور من السفن الخشبية إلى الفولاذية وتتغير قوى دفعها من عجلات التجديف إلى الدواسر اللولبية تم تطوير أنواع جديدة من المحركات ومصادر جديدة لطاقة الدفع وفي الفترة التي امتدت من أواسط القرن التاسع عشر الميلادي وحتى نهايته لم تستخدم السفن سوى محرك بخاري ذي أسطوانة واحدة وقدكان البخار يتمدد في الأسطوانة فيدفع المكبس بخبطة كاملة ثم يمر بمكثف يتولى تحويله من جديد إلى ماء وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأ استخدام المحرك البخاري المركب ذي الأسطوانتين في السفن وفي هذا المحرك المركب يدفع البخار المكبس في إحدى الأسطوانتين ثم يمر إلى الأخرى الأكبر حجما وهكذا يتاح للمحرك أن يوجد بكمية البخار ذاتها قوة أكبر بكثير مما كان ينتج لقد قلل المحرك المركب استخدام الفحم الحجري في السفن إلى 50% وقد استخدم بناؤو السفن لاحقا محركات بثلاث أسطوانات ثم طوروها لتكون بأربع أسطوانات وأخيرا بلغت خمس أسطوانات في السفينة الواحدة.



وفي التسعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي صمم المهندس الإنجليزي تشارلز بارسونز توربينا بخاريا بحريا كان بمثابة محرك بحري من نوعٍ جديد تمامًا. لقد كان أقوى وأكثر كفاءة من المحرك البخاري وفي عام 1897م ركب نفس المهندس ثلاثة توربينات في سفينته توربنينا وقد دفعت هذه التوربينات السفينة بسرعة مذهلة بلغت 345 عقدة وخلال سنوات قليلة بدأت السفن الفخمة السريعة تعبر المحيط الأطلسي في رحلات منتظمة تدفعها التوربينات البخارية وأشهر هذا النوع من السفن السفينة البريطانية موريتانيا التي دُشـنت عام 1907م وبلغ طولها 241م وبلغت سرعتها 27 عقدة بحرية.



النفط


وفي الوقت الذي كان يعمل فيه بارسونز على توربينه البخاري في التسعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي كان المهندس الميكانيكي الألماني رودلف ديزل يصمِم نوعا جديدا من المحركات يستخدم النفط الثقيل وقودا له وأصبحت آلته التي يطلق عليها الآن اسم محرك الديزل تَستخدم وقودا أقل مما تتطلبه التوربينات كما احتاجت لمساحة أقل في السفينة وفي عامي 1910 و1911م دخلت السفن التي تسير بوساطة طاقة الديزل الخدمة وسمِيت سفن المحركات وبدءا من عام 1920م صار النفط الثقيل يحل محل الفحم الحجري وقودا للتوربينات البخارية واليوم فإن معظم السفن البخارية تستخدم النفط.



قوة الدفع النووية الأوتوماتية


في عام 1954م، دشنت الولايات المتحدة أول سفينة في العالم تعمل بقوة الدفع النووية وهي الغواصة نوتيلس التي سحبت من الخدمة عام 1979م كما بنى الاتحاد السوفييتي (سابقا) أول سفينة تعمل على السطح وتدفع بالقوة النووية وهي كاسحة الجليد لينين التي بنيت في لينينغراد (سانت بطرسبرج الآن) ودخلت الخدمة لأول مرة عام 1959م وهي أكبر كاسحة ثلوج في العالم أما أول سفينة تجارية تعمل بالطاقة النووية في العالم فقد دشنتها الولايات المتحدة عام 1959م، وتسمى السافانا وقد توقفت عن العمل منذ عام 1971م ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين دأبت كل من ألمانيا واليابان والاتحاد السوفييتي (سابقا) على بناء سفن تجارية تعمل بالطاقة النووية لكن استخدام الطاقة النووية للسفن التجارية لايزال أمرا غير ممكن نظرا لأن تكاليف بنائها وتشغيلها عالية.



أما اليوم فإن السفن ماضية في طريقها لتصبح ذاتية الدفع فعلى سبيل المثال توجد في سفن حديثة كثيرة معدات إلكترونية تعمل على ضبط تدفق زيت الوقود والهواء إلى غرفة الاحتراق وضبط تدفق الماء إلى الغلايات (المَراجل). وتساعد إسعافات الملاحة الذاتية الحركة السفن في المحافظة على مسارها الصحيح. كما أصبحت أحجام السفن في ازدياد مطرد حتى تم تطوير نوع جديد تمامًا من السفن.



تم بحمد الله النقل والترجمه والاعداد بالاستعانه بالموسوعه العربيه الشامله وموسوعه ويكيبيديا
انا اعلم جيده انا عدد من الاعضاء قد يتظايقوا من الموضوعات المنقوله
ولاكنني رائت انا هذا الموضوع موضوع مفيد ولن اقدر بمفردي ان ااتي بموضوع مثل ذالك
(والاداره تفعل ما تراه )سواء في ابقاء الموضوع او حذفه
وشكرا لكم
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى