لقاء الأشرف قلاوون برُسل مَلك إيلخانية مَغول فارس

Glock95

عضو
إنضم
1 فبراير 2009
المشاركات
2,667
التفاعل
6,406 0 0
• يصوَّر لنا عَميد مؤرخي مِصر تقي الدين المقريزي صُورة مُشرفة للقاء فاتح عكّا السُلطان الأشرف صلاح الدّين خليل بن المنصور قلاوون برُسل مَلك إيلخانية مَغول فارس ، كيختوا بن هولاكو خان في القاهرة سنة 692 هـ ، وهي صُورة تُثير في النفس الشعور بالعزّة والفَخر ، في زمن لا نجد فيه غير المَهانة والذُل , فقد أوفد كيختوا رُسلاً بكُتاب إلى الأشرف خليل ، وقالوا له مُشافهةً : القان يَقصد دخول حَلب والإقامة بها ، فإنها مِما فتحه أبوه هولاكو بسَيفه ، وهي في مُلكه ، وإن لم تسمح له ، عَبر إلى الشام وأخذها - فأجابهم السُلطان الأشرف في الحال وهو يبتسم قائلاً : الحمد لله ، قد وافق القان ما كان في نفسي ، وتَحدثتُ بِه مع أمراء دولتي ، أني أسير أطلب مِنه بغداد ، فإن لم يَسمح بها ، ركبت وأخذتها بَعسكري ، وخرَبَت بلاده ، وقتلت رجاله ، وفتحتها قهراً ، وأقمت بها نائبا عني ، فإن بغداد هي دار الإسلام ، وأرجو أن أعيدها للإسلام كما كانت ، ولكن عرّفوه سَننظر مَن يَسبق إلى بلاد صاحبه ، ويَدخل إليها !

وبعدها كتب في الحال إلى نوّاب الشام بأن يستعدوا لعبور نهر الفُرات وغَزو بغداد ، وفي نفس الوقت طَلب مِن أمراء مِصر وعساكرها عرضاً عسكريًّا في مَيدان صلاح الدين ، فخرج مُعظم أهل القاهرة ومِصر ليشاهدوا العرض ، وكان يوماً مشهوداً ، ركب فيه الأشرف بَعد صلاة الظهر ، تبعه الأمراء والجُند وهُم يرتدون أفخر آلات الحَرب ، فكرّوا وفرّوا ، وأظهروا قُدراتهِم وفنُونهم الحَربية حتى أذان العصر ، فدُهش رُسل التتار لِما رأوا مِن براعة ومهارة ، وفي نهاية اليوم إستدعى الأشرف الرُسل وقال لهم : أَعلِمُوا كيختوا أن مَن يكون مَعه مِثل هذا العَسكر لا يتوقَّف في دخول بلادك وبلاد غيرك ، والله ورحمة ابي لأدخلنّ إليه وأخرّب بيوت جَميع المُغل ، وأجعلها بلاد إسلام إلى يوم القيامة ، إلاّ أن يُدركني أجلي ! تُم خَلَعَ على الُرسل الهدايا وردّهم إلى بلادهم ، وكتب يَستَحِث نُواب الدولة ، ولكن للأسف الشَديد عاجلته مَنيته دون أُمنيته وتوفي رحمه الله قبل بلوغ أمله .

____________________________

• تقي الدين المقريزي | المُقفي الكبير " ج3 - ص 803 & 804 "
 
عودة
أعلى