" كاليتسا ـ سي في": المدفع ـ القيصر في القرن الحادي والعشرين

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0
" كاليتسا ـ سي في": المدفع ـ القيصر في القرن الحادي والعشرين
4_468.jpg

يجري في روسيا اختبار مدفع ـ هاوتزر " كاليتسا ـ سي في" ( تحالف ـ سي في) المُركّب على منصة مجنزرة عيار 152 مم، وسوف يزيح هذا المدفع الجديد إلى الظل تلك المدافع التي اعتُمدت مؤخراً في التسليح من العيار ذاته، مثل " مستا ـ أس" و" أكاسيا" وغيرها. وفي الوقت نفسه، تفيد تقديرات الخبراء بأن المواصفات الفنية لهذا المدفع تسمح له أن يحتل أحد مراكز الصدارة في أسواق السلاح العالمية، وأن يتقدم على مدفع " M- 109 " الأمريكي من حيث السعر والنوعية.

يدخل مدفع " كاليتسا ـ سي في" ضمن تصاميم " المرحلة السوفييتية" التي يجري تحسينها اليوم بما يتلاءم مع التصاميم الحديثة. وبغض النظر عن الحلول التقنية العالية، فإن مبدأ وأساس فكرة هذا السلاح كانا قد ظهرا في سبعينيات القرن الماضي. ففي تلك الفترة، كانت الفكرة تسبق الإمكانيات التقنية، ولذلك فقد كان من المنطقي أن يؤجل تطبيقها إلى الآن.

ويقول أوليغ جيلتونوشكو، الخبير العسكري المستقل لـ " روسيا ما وراء العناوين"، بأنه " جرى العمل على إنتاج مدافع جديدة تحت اسم " إيسيت" السري. أما الآن فإن هذا البرنامج يحمل اسم " كاليتسيا ـ سي في"، ويعني " تحالف القوات البرية"، ويجري في إطار هذا البرنامج إنتاج أجزاء حربية من نوع جديد يمكن استخدامها في منظومات التسليح الأخرى، منها الأسطول الحربي على سبيل المثال".

" كاليتسا ـ سي في" مقابل " PzH 2000" و" M – 109"

تقرر في البداية تركيب هذه الوحدة الضخمة على منصة مجنزرة لدبابة " تي ـ 72"، ولكن الخبراء يعتقدون أن استخدام آلية الحركة لدبابة " أرماتا" السرية أو عناصرها سوف يكون أكثر فعالية. ولدى إطلاق النيران تكون المنصة المجنزرة أكثر ثباتاً من المنصة ذات العجلات، ولا تتطلب تحريك قواعد الارتكاز. وفي الوقت نفسه، لا يستبعد الخبراء أن انتقال القوات البرية إلى المنصات ذات العجلات، يجعلها بحاجة إلى مدافع " كاليتسا" المحمولة على هيكل بعجلات، ويُقترح في هذا المجال نموذج قاعدة عجلات من شركة "كاماز". ويختلف مدفع " كاليتسا" عن التصاميم السابقة بوجود برج بلا طاقم.

ويقول أليكسي خلوبوتوف، الخبير العسكري المستقل بشؤون المدرعات، لـ" روسيا ما وراء العناوين" بأن " غياب الطاقم الفني في الوحدة القتالية ميزة هامة لهذا المدفع"، ويضيف بأنه " إذا كان مدفع " مستا ـ إس" يتخلف من حيث المواصفات الفنية، وبخاصة في التشغيل الآلي، فإن " كاليتسا ـ سي في" عوّض هذا النقص وتقدم إلى الأمام، وبالتحديد، من ناحية أمن الطاقم الذي يتواجد في الجزء الأمامي من المدفع".

أما بالنسبة لمدفع " PzH 2000" الألماني، فإن الجنود يخاطرون بالتعرض للإصابات، لأنهم غير محميين من آلية الإطلاق، ويرى أليكسي خولوبوف أن " هذه المواصفات، مثل آلية التلقيم التي تعمل بضغط الهواء تعطي الأمان وسرعة إطلاق نيران عالية، كما أن آلية الموجات القصيرة لاشتعال حشوة المقذوف تحسن المواصفات الباليتسية".


وليس من قبيل الصدفة أن مدفع " كاليتسا سي في" أخف وزناً ( ثمانية وأربعين طناً) وأصغر حجماً من نظيره الألماني " PzH2000"، ذلك أن السكك الحديدية التي تنقل المعدات الثقيلة في روسيا مهيأة تقليدياً لتحمّل أوزان لا تتجاوز خمسين طناً، كما أن هذه العوامل تخفف النقل الجوي أيضاً.

وكان مدفع " M – 109 " الأمريكي يُعدُّ الأول من نوعه في سوق الأسلحة قبل ظهور "كاليتسا ـ سي في"، فقد كان يتميز بسهولة الاستعمال وسعره المقبول، ويرى الخبراء أن المدفع الروسي سوف يكون، لدى ظهور النسخة التصديرية، أرخص من نظيره الأمريكي.

سلاح الجيل الجديد: المواصفات الفنية والتعبوية

يمكن وصف مدفع " كاليتسا ـ سي في" بأنه سلاح من الجيل الجديد. فالمدافع ذاتية الحركة قادرة من خلال نظام النيران المكثف على إصابة الأهداف الأرضية على مسافة تصل إلى 70 كيلومتراً، وتسمح التقنية الجديدة لإعادة التلقيم بالإعداد السريع لإطلاق النار، كما يمكن تغيير الوضعية خلال دقيقة واحدة.

ويتموضع أفراد الطاقم المكون من 2 إلى 3 أشخاص حول مدفع " كاليتسا ـ سي في" في الوحدة المؤتمتة للتحكم، في الجزء الأمامي من الهيكل. وهذه الوحدة مجهزة بمنظومات تكتيكية داخلية لاختيار الهدف والتموضع وتحديد المواقع. ووفقاً لمؤشرات الأجهزة والحساسات فإن الطاقم يتابع باستمرار وضع الحالة العامة للمدفع وكمية الذخائر وفق أنواع القذائف.

ويوجد السلاح الرئيس في البرج، حيث تُثبت منصة مدفعية مزدوجة ومجموعة قتالية مع منظومة تلقيم آلية، كما يقع المحرك في الجزء الخلفي من المدفع.

وسوف يحل المدفع الجديد محل مدفع " مستا ـ إس" الذي سوف يصبح في عام 2020 في عداد الأسلحة القديمة. ويعتقد أليكسي جيلتونوشكو أن" الانتقال إلى النموذج الجديد والمنظومة المرنة لتشكيل حشوة المقذوف والابتعاد عن التلقيم التقليدي لتقسيم المقذوف، يمثل اتجاهاً حديثاً في سلاح المدفعية، وهذا ما يشكل بالنسبة لمنظومات المدفعية الروسية نقلة نوعية نحو مرحلة جديدة
".​
 
عودة
أعلى