من كتاب تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للفقيه الشيخ:
ابي الليث نصر بن محمد بن احمد ابن ابراهيم السمرقندي
الطبعه الثانيه 1419ه-1998م ص393-394
قال: حدثنا أبي رحمه الله تعالى ، حدثنا محمد بن موسى بن رجاء ، رفعه إلى أحنف بن قيس قال : قدمت المدينة وأنا أريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإذا أنا بحلقة عظيمة ، فإذا كعب الأحبار يحدث الناس ويقول : لما حضر آدم الوفاة قال:
يا رب سيشمت عدوي إذا رآني ميتا ، وهو منظر إلى الوقت المعلوم
فقيل له : يا آدم إنك ترد الجنة ، ويؤخر الملعون الى النظرة ليذوق بعدد الأولين والآخرين ألم الموت ، ثم قال آدم عليه السلام لملك الموت: صف لي كيف تذيقه الموت ، فلما وصفه قال آدم : رب حسبي حسبي ، فضج الناس وقالوا: يا أبا اسحاق يرحمك الله حدثنا كيف يذوق الموت ، فأبى أن يقول فألحوا عليه فقال : إنه إذا كان آخر الدنيا وقربت النفخة فإذا الناس قيام في أسواقهم وهم يتخاصمون ويتجرون ويتحدثون إذا هم بهدة عظيمة يصعق فيها نصف الخلائق فلا يفيقون منها مقدار ثلاثة أيام ، والنصف الباقي من الناس تذهل عقولهم فيبقون مدهوشين ، قياما على أرجلهم كالغنم الفزعة حين ترى سبعا ، فينما الناس في هذا الهول اذا هم بهزة بين السماء والأرض غليظة كصوت الرعد القاصف ، فلا يبقى على ظهرها أحد إلا مات فتفنى الدنيا ولا يبقى آدمي ولا جني ولا شيطان ولا وحش ولا دابة فهذه النظرة المعلومة التي كانت بين الله تعالى وابليس (لعنه الله)
ثم يقول الله عز وجل لملك الموت : إني خلقت لك بعدد الأولين والآخرين أعوانا وجعلت فيك قوة أهل السماوات وأهل الأرض ، وإني ألبسك اليوم أثواب الغضب والسخط كلها ، فانزل بغضبي وسخطي إلى ملعوني ورجيمي إبليس فأذقة الموت واحمل عليه من الموت مرارة الأولين والآخرين من الجن والإنس أضاعفا مضاعفة ، وليكن معك من الزبانية (ملائكه العذاب) سبعون ألف ملك قد إمتلأوا غيظا وغضبا وليكن مع كل زبانية سلسلة من سلاسل لظى (جهنم) وانزع روحه المنتن بسبعين ألف كلابة من كلاليب لظى وناد مالكا ليفتح أبواب النيران
فينزل ملك الموت بصورة لو نظر إليه أهل السماوات السبع والأرضين السبع لذابوا كلهم من هول رؤية ملك الموت ، فإذا انتهى من إبليس وزجره زجرة إذ هو صعق منها ، ونخر نخرة لو سمعه أهل المشرق والمغرب لصعقوا من تلك النخرة
وملك الموت يقول: قف يا خبيث لأذيقك اليوم الموت بعدد من أغويت ، كم من عمر أدركته وكم من قرون أضللت وكم من قرناء لك بسواء الجحيم يقارنونك ، وهذا الوقت المعلوم الذي بينك وبين ربك؟ وإلى أين تهرب فيهرب الشيطان إلى المشرق ، فإذا هو بملك الموت بين عينيه فيغوص في البحار ، فإذا هو بملك الموت فترميه البحار فلا تقبله فلا يزال يهرب في الأرض ولا محيص ولا ملجأ له ولا منجا ، ثم يقوم في وسط الدنيا عند قبر آدم عليه السلام ويقول:
من أجلك يا آدم حولت ملعونا رجيما فياليتك لم تخلق ، فيقول لملك الموت : بأي كأس تسقيني؟
( بأي العذاب تقبض روحي ) فيقول ملك الموت:
بكأس أهل لظى (مثل عذاب أهل النار) وبكأس أهل سقر، وبكأس أهل الجحيم أضعافا مضاعفة قال وإبليس يتمرغ في التراب مرة ويصيح مرة أخرى ويهرب مرة من المشرق إلى المغرب ومرة من المغرب إلى المشرق حتى اذا كان في الموضع الذي أهبط فيه يوم لعن ، وقد نصبت له الزبانية الكلاليب ، وصارت الأرض كالجمرة وتحتوشه الزبانية ، فيطعنونه بالكلاليب ، فيكون في النزع والعذاب إلى ما شاء الله
ويقال لأدم وحواء: اطلعا اليوم على عدوكما وانظرا ما نزل به كيف يذوق الموت ، فيطلعان ، فإذا نظرا إلى ما هو فيه من شدة العذاب والموت قالا : ربنا قد أتممت علينا النعمة ....
كانت هذه مشاهد من موت إبليس لعنه الله .... وهو يظن أن الله سينسى ....
ابي الليث نصر بن محمد بن احمد ابن ابراهيم السمرقندي
الطبعه الثانيه 1419ه-1998م ص393-394
قال: حدثنا أبي رحمه الله تعالى ، حدثنا محمد بن موسى بن رجاء ، رفعه إلى أحنف بن قيس قال : قدمت المدينة وأنا أريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإذا أنا بحلقة عظيمة ، فإذا كعب الأحبار يحدث الناس ويقول : لما حضر آدم الوفاة قال:
يا رب سيشمت عدوي إذا رآني ميتا ، وهو منظر إلى الوقت المعلوم
فقيل له : يا آدم إنك ترد الجنة ، ويؤخر الملعون الى النظرة ليذوق بعدد الأولين والآخرين ألم الموت ، ثم قال آدم عليه السلام لملك الموت: صف لي كيف تذيقه الموت ، فلما وصفه قال آدم : رب حسبي حسبي ، فضج الناس وقالوا: يا أبا اسحاق يرحمك الله حدثنا كيف يذوق الموت ، فأبى أن يقول فألحوا عليه فقال : إنه إذا كان آخر الدنيا وقربت النفخة فإذا الناس قيام في أسواقهم وهم يتخاصمون ويتجرون ويتحدثون إذا هم بهدة عظيمة يصعق فيها نصف الخلائق فلا يفيقون منها مقدار ثلاثة أيام ، والنصف الباقي من الناس تذهل عقولهم فيبقون مدهوشين ، قياما على أرجلهم كالغنم الفزعة حين ترى سبعا ، فينما الناس في هذا الهول اذا هم بهزة بين السماء والأرض غليظة كصوت الرعد القاصف ، فلا يبقى على ظهرها أحد إلا مات فتفنى الدنيا ولا يبقى آدمي ولا جني ولا شيطان ولا وحش ولا دابة فهذه النظرة المعلومة التي كانت بين الله تعالى وابليس (لعنه الله)
ثم يقول الله عز وجل لملك الموت : إني خلقت لك بعدد الأولين والآخرين أعوانا وجعلت فيك قوة أهل السماوات وأهل الأرض ، وإني ألبسك اليوم أثواب الغضب والسخط كلها ، فانزل بغضبي وسخطي إلى ملعوني ورجيمي إبليس فأذقة الموت واحمل عليه من الموت مرارة الأولين والآخرين من الجن والإنس أضاعفا مضاعفة ، وليكن معك من الزبانية (ملائكه العذاب) سبعون ألف ملك قد إمتلأوا غيظا وغضبا وليكن مع كل زبانية سلسلة من سلاسل لظى (جهنم) وانزع روحه المنتن بسبعين ألف كلابة من كلاليب لظى وناد مالكا ليفتح أبواب النيران
فينزل ملك الموت بصورة لو نظر إليه أهل السماوات السبع والأرضين السبع لذابوا كلهم من هول رؤية ملك الموت ، فإذا انتهى من إبليس وزجره زجرة إذ هو صعق منها ، ونخر نخرة لو سمعه أهل المشرق والمغرب لصعقوا من تلك النخرة
وملك الموت يقول: قف يا خبيث لأذيقك اليوم الموت بعدد من أغويت ، كم من عمر أدركته وكم من قرون أضللت وكم من قرناء لك بسواء الجحيم يقارنونك ، وهذا الوقت المعلوم الذي بينك وبين ربك؟ وإلى أين تهرب فيهرب الشيطان إلى المشرق ، فإذا هو بملك الموت بين عينيه فيغوص في البحار ، فإذا هو بملك الموت فترميه البحار فلا تقبله فلا يزال يهرب في الأرض ولا محيص ولا ملجأ له ولا منجا ، ثم يقوم في وسط الدنيا عند قبر آدم عليه السلام ويقول:
من أجلك يا آدم حولت ملعونا رجيما فياليتك لم تخلق ، فيقول لملك الموت : بأي كأس تسقيني؟
( بأي العذاب تقبض روحي ) فيقول ملك الموت:
بكأس أهل لظى (مثل عذاب أهل النار) وبكأس أهل سقر، وبكأس أهل الجحيم أضعافا مضاعفة قال وإبليس يتمرغ في التراب مرة ويصيح مرة أخرى ويهرب مرة من المشرق إلى المغرب ومرة من المغرب إلى المشرق حتى اذا كان في الموضع الذي أهبط فيه يوم لعن ، وقد نصبت له الزبانية الكلاليب ، وصارت الأرض كالجمرة وتحتوشه الزبانية ، فيطعنونه بالكلاليب ، فيكون في النزع والعذاب إلى ما شاء الله
ويقال لأدم وحواء: اطلعا اليوم على عدوكما وانظرا ما نزل به كيف يذوق الموت ، فيطلعان ، فإذا نظرا إلى ما هو فيه من شدة العذاب والموت قالا : ربنا قد أتممت علينا النعمة ....
كانت هذه مشاهد من موت إبليس لعنه الله .... وهو يظن أن الله سينسى ....