في ظل غياب أي وجود أمني أو عسكري يمني ما يتيح للمسلحين العمل بحرية
الثلاثاء 18 محرم 1436 الموافق 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014
جازان (عاجل)
في مشهد يتكرر دوريا، ينطلق المقدم حميد الأسمري من حرس الحدود في جازان، التي تعد من أنشط المناطق على الحدود ودوريته على امتداد طريق مترب على الحدود تكثر فيه الشجيرات وأشجار الأكاسيا التي تغطي مساحات واسعة من الأرض ثم تتوقف الدورية لمتابعة مجموعة من الرجال يهرولون للاختفاء من أمامها.
وحين يدخل المهربون مسافة 50 مترا في الأحراش - وهو ما يجعلهم فعليا داخل الأراضي اليمنية- يتوقفون انتظارا لرحيل الدورية السعودية.
وفي موقع آخر، تقف مجموعة أخرى في الأحراش تنظر للحرس السعودي ثم يرفع أحد أفرادها لفترة وجيزة ما يبدو أنه سلاح.
وبالنسبة للحرس الذين يراقبون الحدود، فإن أكبر مصدر للقلق بالنسبة للجانب السعودي هو أن الحدود تسيطر عليها مجموعة تتكون في الأساس من رجال قبائل محليين يعيشون على التهريب.
كما لا يفصل سوق المشنق للسلاح عن موقع حرس الحدود السعودي المحاط بأكياس الرمل سوى بضع مئات من الامتار في قرية طينية صغيرة عبر واد فسيح.
وعندما يتوقف الحرس لأداء صلاة الجمعة تصل إلى أسماعهم خطب أئمة المساجد الحوثيين من الجانب الآخر للوادي، وعندما ينظرون عبر نظاراتهم المكبرة يرون شعارات الحوثيين مكتوبة بالطلاء على الجدران.
ما تؤكده المشاهد السابقة هو أنه، في غياب أي دوريات حدودية ومواقع لحرس الحدود في الجانب اليمني ، فإن العوائق الوحيدة أمام المهربين والمتسللين والجماعات المسلحة لا توجد إلا على الجانب السعودي.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء اليوم الثلاثاء (11 نوفمبر) تصريحات عن المقدم حميد قال فيها: "نحن نعمل وحدنا."
وقال الأسمري إن رجال حرس الحدود اعتقلوا في العام الماضي في جازان وحدها 235 ألف شخص يحاولون عبور الحدود بالمخالفة للقانون وضبطوا 2800 قطعة سلاح من بينها بنادق هجومية وقنابل يدوية وصواريخ صغيرة و16 طنا من الحشيش.
التحول الاستراتيجي المهم الذي زاد من أهمية أن يكون حرس الحدود السعودي على أهبة الاستعداد، عندما بدأت حركة التمرد الحوثي تسيطر على المزيد من المناطق اليمنية في ظل غياب القوات الحكومية.
ويسيطر الحوثيون الشيعة على جانب كبير من الأراضي على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1700 كيلومتر وتتخللها جبال شاهقة ومساحات شاسعة من التلال الصحراوية.
ويسيطر الحوثيون على مساحات شاسعة من شمال اليمن منذ تكوين أتباع لهم بين قبائل المنطقة في بدايات الألفية الثالثة بفضل شن حملة للمطالبة بحقوق الشيعة الزيدية.
وبعد خوض ست حروب غير حاسمة مع الحكومة المركزية سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي وأصبحوا الآن قوة رئيسية في الحياة السياسية في اليمن، وذلك بدعم من الروابط التي تربط الحوثيين بإيران، كما يرى الخبراء أن الحوثيين يسعون لتقليد الدور الذي لعبه حزب الله في لبنان.
وثمة خطر استراتيجي آخر ينبع من اليمن حيث يتمركز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن الحوثيين الشيعة كفرة ونظم هجمات ضدهم في حين تعهد الحوثيون بالقضاء على التنظيم في اليمن.
كل هذه العوامل دفعت المملكة إلى شق طريق حدودي جديد يحوطه سور من الجانبين بالإضافة إلى نشر أعمدة عالية مثبت عليها كاميرات ومعدات رادار تسمح للحرس بمراقبة الحدود على امتدادها بالكامل والتحرك السريع بإرسال دوريات.
لكن استكمال هذا المشروع سيستغرق سنوات، ورغم أن العمل فيه يجري منذ سنوات عديدة فإنه سار بوتيرة بطيئة بفعل وعورة تضاريس المنطقة ونزاعات قانونية على ملكية الأرض.
وفي الوقت نفسه ستظل المنطقة من أخطر المناطق، ففي العام الماضي قتل اثنان من رجال حرس الحدود في جازان على أيدي مهربين، وقال رجال حرس الحدود في موقع المراقبة وفي موقع آخر أشد ارتفاعا في الجبال إن طلقات تصوب عليهم من مسافة بعيدة في بعض الأحيان.
وبصفة يومية تعبر قطعان الإبل والماعز والأبقار من الجانب اليمني للرعي في الوديان الخصبة قبل أن تعود أدراجها في هدوء وسلام.
الثلاثاء 18 محرم 1436 الموافق 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014
جازان (عاجل)
في مشهد يتكرر دوريا، ينطلق المقدم حميد الأسمري من حرس الحدود في جازان، التي تعد من أنشط المناطق على الحدود ودوريته على امتداد طريق مترب على الحدود تكثر فيه الشجيرات وأشجار الأكاسيا التي تغطي مساحات واسعة من الأرض ثم تتوقف الدورية لمتابعة مجموعة من الرجال يهرولون للاختفاء من أمامها.
وحين يدخل المهربون مسافة 50 مترا في الأحراش - وهو ما يجعلهم فعليا داخل الأراضي اليمنية- يتوقفون انتظارا لرحيل الدورية السعودية.
وفي موقع آخر، تقف مجموعة أخرى في الأحراش تنظر للحرس السعودي ثم يرفع أحد أفرادها لفترة وجيزة ما يبدو أنه سلاح.
وبالنسبة للحرس الذين يراقبون الحدود، فإن أكبر مصدر للقلق بالنسبة للجانب السعودي هو أن الحدود تسيطر عليها مجموعة تتكون في الأساس من رجال قبائل محليين يعيشون على التهريب.
كما لا يفصل سوق المشنق للسلاح عن موقع حرس الحدود السعودي المحاط بأكياس الرمل سوى بضع مئات من الامتار في قرية طينية صغيرة عبر واد فسيح.
وعندما يتوقف الحرس لأداء صلاة الجمعة تصل إلى أسماعهم خطب أئمة المساجد الحوثيين من الجانب الآخر للوادي، وعندما ينظرون عبر نظاراتهم المكبرة يرون شعارات الحوثيين مكتوبة بالطلاء على الجدران.
ما تؤكده المشاهد السابقة هو أنه، في غياب أي دوريات حدودية ومواقع لحرس الحدود في الجانب اليمني ، فإن العوائق الوحيدة أمام المهربين والمتسللين والجماعات المسلحة لا توجد إلا على الجانب السعودي.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء اليوم الثلاثاء (11 نوفمبر) تصريحات عن المقدم حميد قال فيها: "نحن نعمل وحدنا."
وقال الأسمري إن رجال حرس الحدود اعتقلوا في العام الماضي في جازان وحدها 235 ألف شخص يحاولون عبور الحدود بالمخالفة للقانون وضبطوا 2800 قطعة سلاح من بينها بنادق هجومية وقنابل يدوية وصواريخ صغيرة و16 طنا من الحشيش.
التحول الاستراتيجي المهم الذي زاد من أهمية أن يكون حرس الحدود السعودي على أهبة الاستعداد، عندما بدأت حركة التمرد الحوثي تسيطر على المزيد من المناطق اليمنية في ظل غياب القوات الحكومية.
ويسيطر الحوثيون الشيعة على جانب كبير من الأراضي على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1700 كيلومتر وتتخللها جبال شاهقة ومساحات شاسعة من التلال الصحراوية.
ويسيطر الحوثيون على مساحات شاسعة من شمال اليمن منذ تكوين أتباع لهم بين قبائل المنطقة في بدايات الألفية الثالثة بفضل شن حملة للمطالبة بحقوق الشيعة الزيدية.
وبعد خوض ست حروب غير حاسمة مع الحكومة المركزية سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي وأصبحوا الآن قوة رئيسية في الحياة السياسية في اليمن، وذلك بدعم من الروابط التي تربط الحوثيين بإيران، كما يرى الخبراء أن الحوثيين يسعون لتقليد الدور الذي لعبه حزب الله في لبنان.
وثمة خطر استراتيجي آخر ينبع من اليمن حيث يتمركز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن الحوثيين الشيعة كفرة ونظم هجمات ضدهم في حين تعهد الحوثيون بالقضاء على التنظيم في اليمن.
كل هذه العوامل دفعت المملكة إلى شق طريق حدودي جديد يحوطه سور من الجانبين بالإضافة إلى نشر أعمدة عالية مثبت عليها كاميرات ومعدات رادار تسمح للحرس بمراقبة الحدود على امتدادها بالكامل والتحرك السريع بإرسال دوريات.
لكن استكمال هذا المشروع سيستغرق سنوات، ورغم أن العمل فيه يجري منذ سنوات عديدة فإنه سار بوتيرة بطيئة بفعل وعورة تضاريس المنطقة ونزاعات قانونية على ملكية الأرض.
وفي الوقت نفسه ستظل المنطقة من أخطر المناطق، ففي العام الماضي قتل اثنان من رجال حرس الحدود في جازان على أيدي مهربين، وقال رجال حرس الحدود في موقع المراقبة وفي موقع آخر أشد ارتفاعا في الجبال إن طلقات تصوب عليهم من مسافة بعيدة في بعض الأحيان.
وبصفة يومية تعبر قطعان الإبل والماعز والأبقار من الجانب اليمني للرعي في الوديان الخصبة قبل أن تعود أدراجها في هدوء وسلام.