تشكيل مركز وطني لإدارة الدفاع في روسيا

Warrior King

عضو مميز
إنضم
16 أكتوبر 2014
المشاركات
465
التفاعل
1,348 0 0
من موسكو، سيباشر المركز الوطني لإدارة الدفاع- الجهاز الجديد الذي تم استحداثه على المستوى الفيدرالي- بتأدية وظائفه على أكمل وجه في الأول من كانون الأول/ديسمبر القادم. كانت وزارة الدفاع قد عملت طيلة عام كامل على تشكيل الجهاز الجديد تنفيذاً للأمر الصادر عن رئيس الاتحاد الروسي. وبمساعدة هذه المنظومة السرية، ستستطيع القيادة العسكرية الروسية متابعة الأوضاع في جميع أرجاء العالم. في لقائه مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا"، يتحدث قائد الإدارة الرئيسة للعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أندريه كارتابولوف حول الهدف من تشكيل -وللمرة الأولى في روسيا- ما يمكن اعتباره هيئة أركان عليا للقيادة العامة، وعن مهام المركز في زمن السلم وفي ساعة "الصفر".

RIAN_02424368.HR_468.jpg

من المعتزم أن يقوم المركز وفي إطار الزمن الحقيقي، برصد وتنسيق جميع مراحل إنتاج وإصلاح المعدات بدءاً من إبرام العقود الحكومية والمباشرة بصناعة المنتج وانتهاءً بتسليم نموذج الىسلاح المحدد إلى الوحدة العسكرية المحددة. (أليكسي نيكولسكي/ريا نوفوستي)


يقوم المركز بجمع المعلومات من مختلف القنوات لتصب في مجرى واحد. وهذا ما يسمح - وفي حدود الزمن الحقيقي وفي الساعة، بل والدقيقة المحددة- بمعرفة الوضع في كل تشكيلات القوات حتى أقصى وحدة من وحدات القوات المسلحة أو في أي موقع تابع لوزارة الدفاع.

والحديث هنا يدور حول تأمين الرصد والتحكم المستمر بجميع الأنشطة التي تقوم بها وزارة الدفاع الروسية والجيش والأسطول البحري. بالإضافة إلى إعداد المقترحات اللازمة لقيادة البلاد وقيادة القوات المسلحة للبت بها. ويعتقد أندريه كارتوبولوف أن هذا أمر في غاية الضرورة عند التغيرات المفاجئة للأوضاع وفي ما يسمى بساعة الصفر.

إسناد مهمة التحكم بالدفاع للمركز الجديد

في إطار وزارة الدفاع، ضم الهيكل الجديد مركز التحكم بالقوات النووية الاستراتيجية ومركز إدارة العمليات الحربية ومركز إدارة العمل اليومي للقوات المسلحة. وأوضح كارتوبولوف أن هناك مؤسسات أخرى - إلى جانب وزارة الدفاع- دخلت في بنية المركز الوطني لإدارة الدفاع، مثل وزارة الاتحاد الروسي للدفاع المدني والطوارئ والقضاء على آثار الكوارث الطبيعية (إم. تشي.إس) وقوات حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي.

وستكون كل وزارة وكل إدارة مسؤولة عن حيز محدد في البنية العامة لهذا "الجدار المُصمت" الذي يسمى منظومة ضمان أمن البلاد. وعند ظهور أي تهديد عسكري، تصبح المهمة الأولى هي الدفاع عن الدولة.
وعندها تبدأ الوزارة المسؤوولة بشكل مباشر عن عمل القوات المسلحة بلعب دورها القيادي في حماية الدولة.

من المعتزم أيضاً أن يقوم المركز وفي إطار الزمن الحقيقي، برصد وتنسيق جميع مراحل إنتاج وإصلاح المعدات بدءاً من إبرام العقود الحكومية والمباشرة بصناعة المنتج وانتهاءً بتسليم نموذج الىسلاح المحدد إلى الوحدة العسكرية المحددة.

وقال كارتابولوف أن أخصائيي المركز سيتابعون كل ما له علاقة بتجهيز مواقع تخزين السلاح والمعدات واختيار وتدريب الطواقم القتالية المسؤولة عن استخدام السلاح. ويضم المركز منظومة عالية القدرة من الأجهزة والبرمجيات حسب أحدث المعايير العصرية تسمح بمحاكاة نشوب أوضاع متأزمة سواء حول حدودنا أو في أي بقعة من العالم. وأكد المسؤول أن سلامة وأمن المركز ككل مضمونة بالكامل، بما في ذلك في حالة تعرضه لضربة نووية. وهذا العامل تتم مراعاته دائماً عند تشييد المنشآت الأكثر أهمية.

خلال مناورات "فوستوك-2014" ومن المركز الوطني لإدارة الدفاع، جرى رصد شامل لكل ما يحدث في شرق البلاد على مدار الـ 24 ساعة. كما تمت عبر نظام الملاحة العالمي بالأقمار الصناعية (غلوناس) والنظم الأخرى وتقارير القادة، متابعة سير المناورات في الوقت الحقيقي على مدار الـ 24 ساعة. بالإضافة إلى تكوين صورة موضوعية لكيفية عمل الوزارات والهيئات الأخرى وفقاً لسيناريو هذه المناورات. وقام أخصائيو المركز بإيصال إشارات التحكم إلى الوحدات والتشكيلات العسكرية.

الاختبارات تثبت فعالية المنظومة

يقول كارتوبولوف أن المركز الوطني لإدارة الدفاع لن يكرر وظائف هيئة الأركان العامة والمسؤولة عن التخطيط اليومي والمستقبلي وطويل الأجل. فالمركز الوطني سيقوم بإعداد المقترحات تبعاً للأحداث. وبعد اتخاذ القرار، فقط، تباشر هيئة الأركان عملها فعلياً.

حيث تقوم بوضع التوقعات لتطور الأوضاع الناشئة وسبل التأثير في مجرياتها. فيما يأخذ المركز الوطني على عاتقه مهمة إيصال المعلومات إلى البنى المعنية ومراقبة تنفيذ المهام الموضوعة. وخلص قائد إدارة العمليات لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية في ختام حديثه إلى أن الستة أشهر من المناوبة القتالية التجريبية، أثبتت صحة فكرة إنشاء البنية الجديدة.

أما مدى فعاليتها، فهذا ما سيبينه المستقبل. وإذا أخذنا المناورات الاستراتيجية لقيادة الأركان التي جرت مؤخراً تحت اسم "فوستوك-2014" (الشرق-2014)، فإن قيادة عمليات القوات من خلال المركز، تمنحنا القناعة أننا نسير على الطريق الصحيح.

 
عودة
أعلى