تاريخ محركات الدبابات السوفييتية .

anwaralsharrad 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
18 مايو 2013
المشاركات
12,587
التفاعل
56,157 1,112 47
تاريـــــــــــــخ محركــــــــــــــــات الدبابـــــــــــــــات السوفييتيـــــــــــة

proxy

خلال السنوات من 1925 وحتى 1927 ، الاتحاد السوفييتي لم ينتج بشكل موسع محركات الطائرات بإستثناء المحرك M-5 ، لذلك هو اكتسب رخص إنتاج بعض أفضل المحركات الغربية ، أحدها كان المحرك الألماني BMW-VI ، الذي حمل التعيين السوفييتي Mikulin M-17 . هذا المحرك المكبسي المبرد بالماء كان ذو اثنا عشر اسطوانة وهو مخصص بالأصل للاستخدامات الجوية ، وحتى العام 1935 كان قاعدة الانطلاق لبناء المحركات السوفييتية اللاحقة ، حيث طور بشكل أكبر من قبل المصمم Alexander Mikulin لاستعماله من قبل الطائرات السوفيتية أثناء الحرب العالمية الثانية . الإنتاج بدأ في العام 1930 واستمر إلى العام 1934 ، عندما أكثر من 27,000 محرك تم انتاجه ، التي منها 19,000 كانت محركات الطائرات بينما البقية استعملت في الدبابات السوفيتية خلال تلك الفترة ، أمثال الدبابات المتوسطة T-28 والدبابات الثقيلةT-35 وبأعداد أقل في دبابات T-34 وKV-1 بسبب قلة ونقص محركات الديزل V-2 . قوة خرج المحرك تراوحت بين 500-650 حصان حسب نموذج المحرك المستخدم ، كما أن التطويرات والتحسينات التي أجريت عليه لاحقاً ، زادت حياته العملياتية من 100 ساعة فقط إلى 300-400 ساعة عمل .

proxy

تطوير محرك الديزل V-2 بدأ في أوائل الثلاثينات ، يومها اتخذت الحكومة السوفيتية قراراً بتطوير محركات الديزل ذات السرعة العالية التي ستستعمل في العربات العسكرية والطائرات . نوع الوقود "الديزل" diesel اختير بشكل رئيس ليس بسبب توفره وتيسر انتاجه فقط ، لكن أيضا بسبب استهلاكه الأقل مقارنة إلى محركات البنزين . تطوير المحركات أنجز في مكاتب تصميم مختلفة ، إلا أن المحرك الأول المعلن عنه كان AD-1 الذي قصد من تطويره استخدامه على الطائرات . تصميم المحرك AD-1 الأول تم الانتهاء من اعداده في بداية العام 1931 ، وكان بأربعة أشواط مع إثنا عشر اسطوانة على هيئة "V" . محرك الديزل هذا كان قادراً على توليد طاقة خرج حتى 500 حصان (373 كيلووات) في سرعة دورانه القصوى البالغة 1.600 دورة/دقيقة . وبينما تطوير المحرك استمر ، فإن التصميم أتخذ كقاعدة وأساس لتطوير محرك دبابة عالي الأداء . المشروع الجديد حمل التعيين BD-2 وكان يتأمل منه توفير محرك ديزل بقوة خرج حتى 500 للاستعمال في دبابات المعركة الرئيسة . قرار إسناد تطوير المحرك واعتماده على محرك للطائرات قدم عدة ميزات جديدة إلى محرك العربة المقصود . أولها الرغبة في كسب سرعة دوران عالية rotation speed ، التي كانت أعلى بكثير من محركات الديزل الأخرى . ثانياً عامل الاقتصاد بالوزن ، الذي يحدد عادة ويقيد في الطائرات ويخفض لأقصى حد ممكن . والأكثر أهمية من ذلك ، المحرك كان مجهز بنظام التشحيم بالوعاء الجاف dry sump lubrication (في طريقة التشحيم هذه تزود دورة الزيت بمضختين تعمل كل منهما على حده ، حيث تعمل المضخة الأولى على ضخ الزيت في خزان الزيت ، في حين تعمل الثانية على إيصال الزيت إلى نقاط التشحيم) .


proxy

واتبع السوفييت في تصميم محرك الديزل الجديد نفس تقنيات تصميم المحرك AD-1 ، فقد كان أيضاً مبرداً بالماء وكان بأربعة أشواط مع إثنا عشر اسطوانة على هيئة "V" ، مع صمام دخول وخروج واحد لكل اسطوانة . إن إحدى أهداف تطوير المحرك BD-2 كانت تخفيض كتلة المحرّك قدر المستطاع . هذا المطلب أمكن بلوغه باستعمال سبيكة ألمنيوم لتصنيع علبة الذراع crank case (حاوية معدنية تحيط وتضم عمود/ذراع المرفق crankshaft وأجزاء اخرى) وكذلك أجزاء صفوف الأسطوانة (في المحركات التي لها عدد كبير من الاسطوانات ، فإن هذه ترتب عموما في صفين ، توضع بزاوية إلى بعضهم البعض كما في المحركات على هيئة "V" ، كل مسار مدعو باسم صف اسطوانة) فزيدت الزاوية بين صفي الأسطوانة من 45 إلى 60 درجة ، كما أن كامل رأس الاسطوانة تم تصنيعه من الألمنيوم .. النموذج الأول من المحرك BD-2 أمكن الانتهاء منه العام 1933 ، لكنه كان أبعد ما يكون عن المثالية والإتقان . ففي حين حدد المطلب الرسمي تحقيق 100 ساعة دوران للمحرك ، فإن الاختبارات أظهرت صعوبة تحقيق هذا الأمر . بدلا من ذلك ، المحرك توقف قبل فترة طويلة مما هو متوقع ، وأظهر عيوب ميكانيكية mechanical defects مختلفة . بالإضافة إلى مستوى عالي من حالة الإنهاك ، ولاحظ المهندسون الكثير من الاهتزازات أيضا ، واستهلاك مرتفع للزيت وأدخنة وغازات كثيفة من صمام العادم .

proxy

بالنتيجة ، المصممون كان لا بد أن يجددوا المحرك ويلجئوا إلى عدد أكبر من تكرار الاختبارات الرسمية . فتوفر للمحرك اسطوانات أكبر مع ثقب بقطر 150 ملم وطول شوط من 180 ملم ، مما زاد من حجم الطاقة المنتجة . بالإضافة لذلك ، رؤوس الاسطوانات وحجراتها chambers صمما ثانية وضوعف عدد الصمامات valves . الصمامات كانت تحت سيطرة وضبط أعمدة الكامات الرأسية المضاعفة . التغيير الأخير كان استعمال مضخة وقود سوفييتية التصميم بدلا من الألماني المجهز من قبل شركة Bosch . هذه التغييرات لم يقصد منها تحسين وتطوير أداء المحرك فقط ، لكن أيضاً إنتاج محرك مستقل عن البلدان الأخرى . التغييرات الأخرى كانت موجهه بشكل رئيس نحو طريقة أو عملية الإنتاج production process وجودة العمل المنجز . وبينما اقترب المحرك أكثر فأكثر إلى النوعية المطلوبة ، فإن الإنتاج المتسلسل أصبح أكثر احتمالاً ، وتغير التعيين رسميا إلى V-2 .

proxy

ظهرت النسخ الإنتاجية الأولى لمحرك الديزل V-2 في 1 سبتمبر العام 1939 ، حيث صمم هذا المحرك ذو الإثنا عشر اسطوانة والمبرد بالماء في مصنع قاطرات Kharkivبواسطة المهندس Konstantin Chelpan وفريقه ، وبلغت قابلية خرجه في نسخته الرئيسة نحو 500 حصان (373 كيلووات) . وبعد قبوله في الخدمة ، بدأ الانتاج الشامل وعجلت وتيرة التصنيع بسرعة كبيرة ، بحيث عدة نسخ أو نماذج من المحرك V-2 صممت خلال حياته التشغيلية ، وأخذت إلى الإنتاج الواحدة بعد الآخرى . لقد تم تبني المحرك من قبل الجيش الأحمر في نفس سنة ضمن ثلاثة نماذج رئيسة هي : V-2 بقوة 500 حصان ، V-2K بقوة 600 حصان ، V-2V بقوة 375 حصان . لقد وجه السوفييت استخدام المحرك نحو الدبابات أمثال T-34 ، KV 10 . ولاحقاً في العربات الممتدة والمستندة على هذه الدبابات ، مثل مدمرات الدبابات SU-85 ، والمدفعية ذاتية الحركة ISU-122 و ISU-152 (مستندة في تصميمها على الدبابة IS-2) ، حتى بلغ مجمل ما صنع منه نحو ربع مليون محرك من مختلف النماذج والاشتقاقات ، حتى عرف عنه أنه أحد أكثر المحركات شعبية في صنفه . لقد كان V-2 أفضل محرك دبابة خلال الحرب العالمية الثانية ، واستنادا إلى خصائص الكفاءة التي كانت تميزه ، تحدثت بعض التقارير عن محاولات جرت في ألمانيا النازية أثناء الحرب لاستنساخ وتكرار replicate هذا المحرك . على أية حال ، طريقه إلى النجاح لم يكن بحال من الأحوال سهلاً أو ميسراً ، وقصة تطويره وإنتاجه عرفت مقادير متفاوتة من حالات النجاح والفشل , وذلك نتيجة مواجهة مشاكل مختلفة في مجال علم المعادن والتقنيات ، ترتب عليها عراقيل ومصاعب في بداية مراحل الانتاج الشامل .

proxy
 
سؤال أستاذ أنور ماهي فوائد زيادة امالة الزاوية بين صفي الاسطوانات من 45 درجه إلى 60 درجه... اعرف انه سؤال بايخ ولكن وددت أن اطرحه حتى لا يضل الموضوع ساكن بلا حراك فأحببت أن احرك الموضوع من جهه واكسب معلومه من جهه أخرى ...
هذا والله أعلم...
 
سؤال أستاذ أنور ماهي فوائد زيادة امالة الزاوية بين صفي الاسطوانات من 45 درجه إلى 60 درجه... اعرف انه سؤال بايخ ولكن وددت أن اطرحه حتى لا يضل الموضوع ساكن بلا حراك فأحببت أن احرك الموضوع من جهه واكسب معلومه من جهه أخرى ...
هذا والله أعلم...

نعم أخي العقرب ، بالفعل القضية باتت محبطه للهمم ، فلم تعد المواضيع الفنية تستهوي الكثير !! عموما بالنسبة لسؤالك أقول أن زيادة زاوية الإمالة يفيد في تكبير حجم الإسطوانات التي تضم المكابس وزيادة قطرها .. وللفائدة أخي العقرب فإن خطوات عمل محركات الاحتراق الداخلي التي تدخل محركات الديزل ضمن أمثلتها ، تسمى دورة المكبس رباعية الأشواط four-stroke ، حيث تتم هذه الدورة في أربعة أشواط للمكبس هي السحب ، الضغط ، الاشتعال ، العادم . زيادة قطر الاسطوانة تزيد من حجم الهواء الداخل لحجرة الاسطوانة وبالتالي زيادة الطاقة الناتجة مع زيادة الاحتراق .. مع الإشارة إلى أن حجم الهواء المسحوب إلى الاسطوانة ، نسبة إلى الحجم الأقصى للاسطوانة ، يدعى الكفاءة الحجمية للمحرك EVE .
 
عودة
أعلى