قاذفات اللهب "بوراتينو" تصيب العدو من مسافة بعيدة
في سياق العرض الذي جرى أواخر أيلول/ سبتمبر 2014 لنماذج من منتجات مؤسسة "سبلاف" العلمية- الانتاجية المنضمة لشركة "روستيخ" الحكومية ، والشركة القابضة "تقنيات صناعة المكائن"، عرضت المؤسسة صواريخ جديدة لمنظومة قاذفة اللهب الثقيلة "توس-1أ "سولنتسِبيوك"(الشمس الحارقة). وبذلك أصبح بوسع هذا السلاح الفتاك ذو القوة التدميرية الكبيرة ، إصابة أهدافه على بعد ستة كيلومترات.
قاذفة اللهب الثقيلة من طراز "توس-1А "سولنتسِبيوك"، التي تعرف أيضا بتسمية "بوراتينو" غير الرسمية، قادرة على تدمير الأفراد، والأهداف ذات التصفيح الخفيف، وتحصينات العدو، وذلك بواسطة شحنات فراغية وأخرى حارقة. وقد استعمل الجيش الروسي هذه القاذفة بكثافة في عملياته القتالية في الشيشان وأفغانستان.
معمودية المعركة
يقول المؤرخ العسكري، رئيس تحرير موقع "فويني روبيج" الإلكتروني، أوليغ كوفشار، إن تحطيم مقاومة المسلحين عند اقتحام بعض أحياء مدينة غروزني وبلدة كمسمولسكي في الشيشان، تم - وإلى حد كبير- بفضل الضربات الدقيقة لهذه العربة القتالية.
المؤرخ والخبير العسكري المستقل، أليكسي خلوبوتوف، أوضح لـ "روسيا ما وراء العناوين" أن قاذفة اللهب الثقيلة "توس-1" نموذج فريد من السلاح، يجمع خصائص وإمكانات كلٍ من المنظومة الصاروخية غزيرة النيران ( الراجمة)، والعربة قاذفة اللهب، ودبابة الاقتحام الحارقة.
تجارب الحروب والنزاعات الحديثة منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، أثبتت للعسكريين السوفيت ضرورة وجود دبابة متخصصة ذات تسليح عالي القوة ، من أجل الإسناد المباشر لقوات المشاة.
تتميز "توس-1" عن المنظومات الصاروخية الراجمة، بالعمل على الخط الأمامي، والقيام بتدمير أهداف العدو الدقيقة، كالتحصينات والمدرعات داخل المخابئ... وغيرذلك. وهذه المنظومات يجب أن تكون مصفحة بما لا يقل عن تصفيح الدبابات. ولذلك صُنِّعت اعتمادا على شاسيه دبابة تي-72 المحدثة. أما الشحنات الفراغية الفريدة من نوعها فقد ضاعفت عدة مرات من القوة النارية لقاذفة اللهب "توس-1"، كما يقول خلوبوتوف.
لقد تعمدت منظومات قاذفات اللهب الثقيلة بنيران المعارك التي خاضتها في معبر سالانج الجبلي ووادي تشاريكار عند نهاية الحرب في أفغانستان.
آنذاك، كانت عربات "توس" تنطلق إلى مواقعها فتنزل ضرباتها بالعدو، ثم تنسحب بسرعة متجنبة نيرانه. وفي الجبال أثبتت الشحنات الفراغية فعاليتها العالية، كما يقول المؤرخ كوفشار. غير أن المشكلة الرئيسية لـ "توس-أ"، ظهرت في أفغاستان، في تلك الفترة بالذات.
وحلت المشكلة ..
ويمضي أوليغ كوفشار موضحا أن الشحنات كانت تصل إلى مسافاة غير كبيرة نسبيا، فكان العدو يصيب قاذفات اللهب الثقيلة "توس" بنيران المدافع عديمة الارتداد المضادة للدروع، وأحيانا بواسطة راجمات القنابل.
وتفيد بعض المعلومات أن الطواقم لم تكن تذخر العربات بكامل وحدتها النارية خشية انفجار الشحنات فيما لو أصيبت العربة. ولكن فيما بعد، تم ضمان الحماية الرئيسية لـ "توس-أ" بفضل سرعة توجيه ضرباتها، ودقتها العالية، وقوة ذخيرتها، ما يتيح تدمير العدو في زمن قصير.
في لقاء مع "روسيا ما وراء العناوين"، يقول أحد العسكريين الذين شاركوا في اقتحام بلدة كمسمولسكي أثناء العمليات القتالية في الشيشان ربيع العام 2000، إنه شاهد "توس" في المعركة وهي تنزل ضرباتها موفرة التغطية للعربات القتالية والقناصة، ومتصدية لنيران العدو الجوابية. والآن، عندما وصل مدى رمي هذه المنظومة إلى ستة آلاف متر، فسوف يضمن ذلك انسحابها من تحت نيران الأسلحة الفردية والقنابل المضادة للدروع. وفي الحقيقة، لا يزال ثمة خطر عليها من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، ولكن الطاقم حتى الآن يسدد ويطلق، و"توس" تتمكن من إصابة الهدف وتفادي النيران العدوة، كمايقول مصدر مطلع في وزارة الدفاع الروسية.
"سولنتسِبيوك" تقاتل ضد "داعش"
فضلا عن القوات المسلحة الروسية، يتسلح الآن بقاذفات اللهب الثقيلة "توس"، جيشا كازخستان وأذربيجان. ويبدو من بعض الصور الحديثة الملتقطة في العراق أن المنتجين الروس زودوا بمنظومات "سولنتسِبيوك" القوات المسلحة لهذا البلد الذي يقاتل ضد مسلحي "داعش".
يقول الخبير أليكسي خلوبوتوف إن تجربة كازخستان في استخدام "توس" جديرة بالاهتمام الخاص، حيث اشترت كازخستان هذه المنظومات رفقة عربات قتالية لإسناد الدبابات؛ فعربات الإسناد هذه توفر التغطية لقاذفات اللهب الثقيلة "توس" عند توجيهها الضربات إلى مواقع العدو، ومن ثم تقوم "بتطهير" الأهداف المتبقية بعد الاقتحام الناري. ويرجح الخبير أن تستفيد القوات المسلحة الأذربيجانية، وربما العراقية من تجربة كازخستان هذه.
في القوات المسلحة الروسية، تتسلح بعربات "توس" وحدات قاذفات اللهب التابعة لألوية الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، وكذلك بعض كتائب قاذفات اللهب المنفردة.
http://arab.rbth.com/technology/2014/10/17/28279.htmlفي سياق العرض الذي جرى أواخر أيلول/ سبتمبر 2014 لنماذج من منتجات مؤسسة "سبلاف" العلمية- الانتاجية المنضمة لشركة "روستيخ" الحكومية ، والشركة القابضة "تقنيات صناعة المكائن"، عرضت المؤسسة صواريخ جديدة لمنظومة قاذفة اللهب الثقيلة "توس-1أ "سولنتسِبيوك"(الشمس الحارقة). وبذلك أصبح بوسع هذا السلاح الفتاك ذو القوة التدميرية الكبيرة ، إصابة أهدافه على بعد ستة كيلومترات.
قاذفة اللهب الثقيلة من طراز "توس-1А "سولنتسِبيوك"، التي تعرف أيضا بتسمية "بوراتينو" غير الرسمية، قادرة على تدمير الأفراد، والأهداف ذات التصفيح الخفيف، وتحصينات العدو، وذلك بواسطة شحنات فراغية وأخرى حارقة. وقد استعمل الجيش الروسي هذه القاذفة بكثافة في عملياته القتالية في الشيشان وأفغانستان.
معمودية المعركة
يقول المؤرخ العسكري، رئيس تحرير موقع "فويني روبيج" الإلكتروني، أوليغ كوفشار، إن تحطيم مقاومة المسلحين عند اقتحام بعض أحياء مدينة غروزني وبلدة كمسمولسكي في الشيشان، تم - وإلى حد كبير- بفضل الضربات الدقيقة لهذه العربة القتالية.
المؤرخ والخبير العسكري المستقل، أليكسي خلوبوتوف، أوضح لـ "روسيا ما وراء العناوين" أن قاذفة اللهب الثقيلة "توس-1" نموذج فريد من السلاح، يجمع خصائص وإمكانات كلٍ من المنظومة الصاروخية غزيرة النيران ( الراجمة)، والعربة قاذفة اللهب، ودبابة الاقتحام الحارقة.
تجارب الحروب والنزاعات الحديثة منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، أثبتت للعسكريين السوفيت ضرورة وجود دبابة متخصصة ذات تسليح عالي القوة ، من أجل الإسناد المباشر لقوات المشاة.
تتميز "توس-1" عن المنظومات الصاروخية الراجمة، بالعمل على الخط الأمامي، والقيام بتدمير أهداف العدو الدقيقة، كالتحصينات والمدرعات داخل المخابئ... وغيرذلك. وهذه المنظومات يجب أن تكون مصفحة بما لا يقل عن تصفيح الدبابات. ولذلك صُنِّعت اعتمادا على شاسيه دبابة تي-72 المحدثة. أما الشحنات الفراغية الفريدة من نوعها فقد ضاعفت عدة مرات من القوة النارية لقاذفة اللهب "توس-1"، كما يقول خلوبوتوف.
لقد تعمدت منظومات قاذفات اللهب الثقيلة بنيران المعارك التي خاضتها في معبر سالانج الجبلي ووادي تشاريكار عند نهاية الحرب في أفغانستان.
آنذاك، كانت عربات "توس" تنطلق إلى مواقعها فتنزل ضرباتها بالعدو، ثم تنسحب بسرعة متجنبة نيرانه. وفي الجبال أثبتت الشحنات الفراغية فعاليتها العالية، كما يقول المؤرخ كوفشار. غير أن المشكلة الرئيسية لـ "توس-أ"، ظهرت في أفغاستان، في تلك الفترة بالذات.
وحلت المشكلة ..
ويمضي أوليغ كوفشار موضحا أن الشحنات كانت تصل إلى مسافاة غير كبيرة نسبيا، فكان العدو يصيب قاذفات اللهب الثقيلة "توس" بنيران المدافع عديمة الارتداد المضادة للدروع، وأحيانا بواسطة راجمات القنابل.
وتفيد بعض المعلومات أن الطواقم لم تكن تذخر العربات بكامل وحدتها النارية خشية انفجار الشحنات فيما لو أصيبت العربة. ولكن فيما بعد، تم ضمان الحماية الرئيسية لـ "توس-أ" بفضل سرعة توجيه ضرباتها، ودقتها العالية، وقوة ذخيرتها، ما يتيح تدمير العدو في زمن قصير.
في لقاء مع "روسيا ما وراء العناوين"، يقول أحد العسكريين الذين شاركوا في اقتحام بلدة كمسمولسكي أثناء العمليات القتالية في الشيشان ربيع العام 2000، إنه شاهد "توس" في المعركة وهي تنزل ضرباتها موفرة التغطية للعربات القتالية والقناصة، ومتصدية لنيران العدو الجوابية. والآن، عندما وصل مدى رمي هذه المنظومة إلى ستة آلاف متر، فسوف يضمن ذلك انسحابها من تحت نيران الأسلحة الفردية والقنابل المضادة للدروع. وفي الحقيقة، لا يزال ثمة خطر عليها من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، ولكن الطاقم حتى الآن يسدد ويطلق، و"توس" تتمكن من إصابة الهدف وتفادي النيران العدوة، كمايقول مصدر مطلع في وزارة الدفاع الروسية.
"سولنتسِبيوك" تقاتل ضد "داعش"
فضلا عن القوات المسلحة الروسية، يتسلح الآن بقاذفات اللهب الثقيلة "توس"، جيشا كازخستان وأذربيجان. ويبدو من بعض الصور الحديثة الملتقطة في العراق أن المنتجين الروس زودوا بمنظومات "سولنتسِبيوك" القوات المسلحة لهذا البلد الذي يقاتل ضد مسلحي "داعش".
يقول الخبير أليكسي خلوبوتوف إن تجربة كازخستان في استخدام "توس" جديرة بالاهتمام الخاص، حيث اشترت كازخستان هذه المنظومات رفقة عربات قتالية لإسناد الدبابات؛ فعربات الإسناد هذه توفر التغطية لقاذفات اللهب الثقيلة "توس" عند توجيهها الضربات إلى مواقع العدو، ومن ثم تقوم "بتطهير" الأهداف المتبقية بعد الاقتحام الناري. ويرجح الخبير أن تستفيد القوات المسلحة الأذربيجانية، وربما العراقية من تجربة كازخستان هذه.
في القوات المسلحة الروسية، تتسلح بعربات "توس" وحدات قاذفات اللهب التابعة لألوية الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، وكذلك بعض كتائب قاذفات اللهب المنفردة.