أخطر 6 خدع عسكرية نفذها المصريون في حروبهم على مر التاريخ
تعد الخديعة والمكر في الحروب أحد أهم العوامل التي ربما ترجح كفة طرف على آخر إذ أن تنفيذها على نحو محبوك يلعب دورًا كبيرًا في خلخلة وارتباك صفوف الطرف المناوئ ما يجعله في موقف أضعف من نظيره الذي خدعه لينتهي به الحال إلى الهزيمة إذا ما أتبع الطرف الآخر خديعته بعوامل الانتصار الأخرى من عتاد وعدة وحسن تصرف وتدبير، ونرصد أبرز الخدع الحربية التي نفذها المصريون في حروبهم على مر التاريخ وشكلت عاملا مساعدًا رجح كفتهم:
1. خطة معركة «مجدو»1468 ق.م.. المصريون يغامرون باختيار طريق الموت ويباغتون القادشيين
خطة نفذها الجيش المصري بقيادة الملك تحتمس الثالث إذ كان أمام الجيش المصري طريقين للوصول إلى «مجدو» (تل المسلم حاليًا وتقع شمال فلسطين) لملاقاة القادشيين الطريق الأول وهو عبارة عن ممر جبلي ضيق محفوف بالمخاطر لأنه لا يتسع لمرور الجيش كما أنه حال اكتشاف العدو ذلك ستكون خسارة فادحة للمصريين، والطريق الثاني أكثر سهولة وأمنًا من سابقه، ولكن على عكس المنطق اختار تحتمس الثالث الطريق الأصعب على اعتبار أن العدو لن يتوقع اجتياز الجيش المصري لهذا الطريق، وهو ما تأكد عندما باغت الجيش المصري القادشيين في حين كانت طلائعهم الاستكشافية متمركزة على الطريق الثاني فكان النصر حليف الجيش المصري.
2. خطة معركة المنصورة 1250م.. ملك فرنسا وقواته يأكلوان طُعم المصريين والمماليك
خطة نفذها المماليك الذين حكموا مصر بالتعاون مع أهالي المنصورة ضد الحملة الصليبيبة السابعة التي قادها ملك فرنسا لويس التاسع على مصر بعد استيلائهم على دمياط وتوجههم للاستيلاء على القاهرة.
وتمثلت الخطة في وضع عدة كمائن ومتاريس داخل مدينة المنصورة والتظاهر بالهدوء والسكينة حتى تطمئن قوات لويس التاسع بأن الأمر قد استتب وأن الأهالي قد انسحبوا من المنصورة كما انسحبوا من دمياط ثم الهجوم والانقضاض على الصليبيين على نحو مباغت لخلخة صفوفهم وهو ما حدث بالفعل حيث أصيب الصليبيون بالفزع والاضطراب وتكبدوا خسائر فادحة وانسحبوا إلى دمياط ولكن المماليك بقيادة توران شاه تعقبوهم وأسروا ملكهم وحبس فيدارالقاضيفخرالدينإبراهيمبنلقمان إلى أن تم إجراء مفاوضات مع الصليبين انسحبوا على إثرها من دمياط وتعهدوا بعد غزو سواحل الإسلام مرة أخرى ودفعوا فدية كبيرة مقدارها 800 ألف دينار مقابل إطلاق أسراهم بما فيهم الملك لويس التاسع.
3. خدعة معركة «عين جالوت» 1260م.. المصريون يعصفون بالتتار بتكتيك «الكماشة»
خطة نفذها جيش المسلمين وتحت لوائه الجيش المصري الذي كان يشكل التعداد الأكبر من جيش المسلمين بقيادة ملك مصر آنذاك سيف الدين قطز حيث رتب الجيش في سهل عين جالوت الذي يشبه حدوة الحصان، واستغل هذا الوضع الجغرافي للسهل وأخفى جيوشه خلف التلال، ووضع كتيبة من أمهر وأقوى جيوشه بقيادة ركن الدين بيبرس عند شمال السهل لإغراء التتار بالنزول له على أن تثبت أمام التتار فترة طويلة من الزمن، لتنزل بعد ذلك الجيوش الإسلامية ولتطبق على التتار وتحاصرهم من كل الجهات، وقد نجحت الخدعة وكان النصر حليف المسلمين وُقتل «كتبغا» قائد التتار.
4. خدعة معركة رشيد 1807م.. القوات الإنجليزية تقع فريسة في شباك المصريين
بعد نجاح الحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر في احتلال مدينة الإسكندرية أراد الإنجليز أن يبسطوا سطوتهم على باقي المدن المجاورة للإسكندرية فأرسل «فريزر» حملة لرشيد بقيادة الجنرال «ويكوب» لاحتلالها.
وكانت الخطة كالآتي قام على بك السلانكي محافظ المدينة بإبعاد سفنه إلى الشاطئ الشمالي للنيل وأمر الحامية التي كان قوامها 700 جندي بالتراجع إلى داخل المدينة مع الأهالي وبقائهم في المنازل لخداع القوات الإنجليزية ومباغتتهم حينما تصدر الأوامر بذلك، وبالفعل تقدم الإنجليز في 31 مارس 1807 ولم يجدوا أي أثر للمقاومة فحسبوا أن الحامية قد خلت المدينة فدخلوا شوارعها مطمئنين حتى صدرت الأوامر بالاشتباك معهم فأمطرهم الأهالي والجنود وابل من الرصاص والطوب من كافة الاتجاهات وبلغت خسائر الإنجليز 170 قتيل كان بينهم قائد القوات الجنرال «ويكوب» و250 جريح و120 أسير وتقهقر الباقون للإسكندرية حيث كانوا يعسكرون وكانت هذه المعركة أحد أهم العوامل التي حفزت المصريين على المقاومة وفتت في عضد الإنجليز إلى أن فشلت حملتهم ورحلوا عن مصر.
5. خطة موقعة «بيلان» 1832م.. الجيش المصري يهزم العثمانيين بتكتيك «الالتفاف»
خطة نفذها الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ضد الجيش العثماني بعدما تحصن الأخير بمضيق بيلان بسوريا تحصنا منيعا وساعدته طبيعة الأرض على ذلك، حيث أدرك إبراهيم باشا أنه لا سبيل إلى مهاجمة الأتراك أماميا وأنه من الأفضل بدلاً من ذلك أن يقوم بحركة التفاف حول ميسرة وميمنة الجيش التركي وقاد بنفسه القوات التي كلفت بالقيام بحركة الالتفاف وبعد أن اجتاز القوات المصرية مواقع الجناح الأيسر والأيمن للأتراك وهاجموها من الأمام والجنب هجوما شديدا فلم يصمدا وتحرج مركز قلب الجيش العثماني تبعًا لذلك أمام مهاجمة المصريين من الأمام أيضًا وتخلى جنوده عن مواقعهم وتشتتوا في الجبال.
6. خطة خداع حرب 1973م..المصريون يخدعون الإسرائيلين بتكتيك «السهل غير المتوقع»
تعددت خطط الخداع الاستراتيجي بحرب 1973 وبالرغم من بساطتها إلا أن عظمتها كانت تكمن في هذه البساطة وهو ما اعترف به قادة العدو الإسرائيلي حيث أكدوا أن سر نجاح خطة الخداع والتمويه المصري في حرب 1973 كان كامنًا في عدة نقاط
التأكيد على السرية المطلقة لساعة الصفر وعدم الإعلان عنها حتى كأوامر تحمل درجة سري للغاية لدرجة أن بعض ضباط القيادة لم يكونوا على علم بأن المناورة ستتطور إلى حرب حتى لحظة نشوب الحرب ورغم ما حمله ذلك من مخاطر عدم التنسيق إلا أن ذلك كان مهمًا وغير مؤثر لبساطة الخطة.
إلغاء أي أعمال للتخطيط والاستطلاع والتي دائمًا ما تسبق الحرب لأن هذه الأعمال كان من شأنها أن تكشف للجيش الإسرائيلي عن نوايا المصريين بشأن شن الحرب واتضح ذلك في
تسريب معلومات للمخابرات الإسرائيلية بشأن أن مصر تنوي إجراء مناورات شاملة وليس حربًا ستبدأ من 1- 7 أكتوبر وأن المصريين الذين ينوون القيام بمناسك الحج سيتاح لهم ذلك، وأن الضباط الراغبين في الحج سيبدأ تسجيل أسمائهم منذ 9 أكتوبر 1973.
إنهاء استدعاء بعض القوات الاحتياطية كنوع من التمويه بأن مصر لا تنوي شن أي حرب لتأكيد المعلومات التي وصلت للمخابرات الإسرائيلية.
إيهام العدو حتى آخر لحظة أن مصر لا تنوي شن حرب من خلال نشر مجموعة من الجنود على طول القناة يتظاهرون باللهو واللعب ويرتدون الملابس الداخلية بدون سلاح كجزء من عملية التمويه.
إعداد خطة حرب بسيطة وشاملة غير معقدة بالتنسيق مع الجبهة السورية تتمثل في عبور التشكيلات المتمركز على القناة بعبور القناة من قطاع تمركزها دون الحاجة إلى نقل وتحريك وحدات من أماكنها وعبور خط بارليف والتمركز على الضفة الأخرى من القناة وأخذ مواقع دفاعية لصد أي هجوم مضاد إلى أن تصل إليهم الأسلحة الثقيلة والدبابات تمهيدًا لشن هجوم جديد.
تعد الخديعة والمكر في الحروب أحد أهم العوامل التي ربما ترجح كفة طرف على آخر إذ أن تنفيذها على نحو محبوك يلعب دورًا كبيرًا في خلخلة وارتباك صفوف الطرف المناوئ ما يجعله في موقف أضعف من نظيره الذي خدعه لينتهي به الحال إلى الهزيمة إذا ما أتبع الطرف الآخر خديعته بعوامل الانتصار الأخرى من عتاد وعدة وحسن تصرف وتدبير، ونرصد أبرز الخدع الحربية التي نفذها المصريون في حروبهم على مر التاريخ وشكلت عاملا مساعدًا رجح كفتهم:
1. خطة معركة «مجدو»1468 ق.م.. المصريون يغامرون باختيار طريق الموت ويباغتون القادشيين
خطة نفذها الجيش المصري بقيادة الملك تحتمس الثالث إذ كان أمام الجيش المصري طريقين للوصول إلى «مجدو» (تل المسلم حاليًا وتقع شمال فلسطين) لملاقاة القادشيين الطريق الأول وهو عبارة عن ممر جبلي ضيق محفوف بالمخاطر لأنه لا يتسع لمرور الجيش كما أنه حال اكتشاف العدو ذلك ستكون خسارة فادحة للمصريين، والطريق الثاني أكثر سهولة وأمنًا من سابقه، ولكن على عكس المنطق اختار تحتمس الثالث الطريق الأصعب على اعتبار أن العدو لن يتوقع اجتياز الجيش المصري لهذا الطريق، وهو ما تأكد عندما باغت الجيش المصري القادشيين في حين كانت طلائعهم الاستكشافية متمركزة على الطريق الثاني فكان النصر حليف الجيش المصري.
2. خطة معركة المنصورة 1250م.. ملك فرنسا وقواته يأكلوان طُعم المصريين والمماليك
خطة نفذها المماليك الذين حكموا مصر بالتعاون مع أهالي المنصورة ضد الحملة الصليبيبة السابعة التي قادها ملك فرنسا لويس التاسع على مصر بعد استيلائهم على دمياط وتوجههم للاستيلاء على القاهرة.
وتمثلت الخطة في وضع عدة كمائن ومتاريس داخل مدينة المنصورة والتظاهر بالهدوء والسكينة حتى تطمئن قوات لويس التاسع بأن الأمر قد استتب وأن الأهالي قد انسحبوا من المنصورة كما انسحبوا من دمياط ثم الهجوم والانقضاض على الصليبيين على نحو مباغت لخلخة صفوفهم وهو ما حدث بالفعل حيث أصيب الصليبيون بالفزع والاضطراب وتكبدوا خسائر فادحة وانسحبوا إلى دمياط ولكن المماليك بقيادة توران شاه تعقبوهم وأسروا ملكهم وحبس فيدارالقاضيفخرالدينإبراهيمبنلقمان إلى أن تم إجراء مفاوضات مع الصليبين انسحبوا على إثرها من دمياط وتعهدوا بعد غزو سواحل الإسلام مرة أخرى ودفعوا فدية كبيرة مقدارها 800 ألف دينار مقابل إطلاق أسراهم بما فيهم الملك لويس التاسع.
3. خدعة معركة «عين جالوت» 1260م.. المصريون يعصفون بالتتار بتكتيك «الكماشة»
خطة نفذها جيش المسلمين وتحت لوائه الجيش المصري الذي كان يشكل التعداد الأكبر من جيش المسلمين بقيادة ملك مصر آنذاك سيف الدين قطز حيث رتب الجيش في سهل عين جالوت الذي يشبه حدوة الحصان، واستغل هذا الوضع الجغرافي للسهل وأخفى جيوشه خلف التلال، ووضع كتيبة من أمهر وأقوى جيوشه بقيادة ركن الدين بيبرس عند شمال السهل لإغراء التتار بالنزول له على أن تثبت أمام التتار فترة طويلة من الزمن، لتنزل بعد ذلك الجيوش الإسلامية ولتطبق على التتار وتحاصرهم من كل الجهات، وقد نجحت الخدعة وكان النصر حليف المسلمين وُقتل «كتبغا» قائد التتار.
4. خدعة معركة رشيد 1807م.. القوات الإنجليزية تقع فريسة في شباك المصريين
بعد نجاح الحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر في احتلال مدينة الإسكندرية أراد الإنجليز أن يبسطوا سطوتهم على باقي المدن المجاورة للإسكندرية فأرسل «فريزر» حملة لرشيد بقيادة الجنرال «ويكوب» لاحتلالها.
وكانت الخطة كالآتي قام على بك السلانكي محافظ المدينة بإبعاد سفنه إلى الشاطئ الشمالي للنيل وأمر الحامية التي كان قوامها 700 جندي بالتراجع إلى داخل المدينة مع الأهالي وبقائهم في المنازل لخداع القوات الإنجليزية ومباغتتهم حينما تصدر الأوامر بذلك، وبالفعل تقدم الإنجليز في 31 مارس 1807 ولم يجدوا أي أثر للمقاومة فحسبوا أن الحامية قد خلت المدينة فدخلوا شوارعها مطمئنين حتى صدرت الأوامر بالاشتباك معهم فأمطرهم الأهالي والجنود وابل من الرصاص والطوب من كافة الاتجاهات وبلغت خسائر الإنجليز 170 قتيل كان بينهم قائد القوات الجنرال «ويكوب» و250 جريح و120 أسير وتقهقر الباقون للإسكندرية حيث كانوا يعسكرون وكانت هذه المعركة أحد أهم العوامل التي حفزت المصريين على المقاومة وفتت في عضد الإنجليز إلى أن فشلت حملتهم ورحلوا عن مصر.
5. خطة موقعة «بيلان» 1832م.. الجيش المصري يهزم العثمانيين بتكتيك «الالتفاف»
خطة نفذها الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ضد الجيش العثماني بعدما تحصن الأخير بمضيق بيلان بسوريا تحصنا منيعا وساعدته طبيعة الأرض على ذلك، حيث أدرك إبراهيم باشا أنه لا سبيل إلى مهاجمة الأتراك أماميا وأنه من الأفضل بدلاً من ذلك أن يقوم بحركة التفاف حول ميسرة وميمنة الجيش التركي وقاد بنفسه القوات التي كلفت بالقيام بحركة الالتفاف وبعد أن اجتاز القوات المصرية مواقع الجناح الأيسر والأيمن للأتراك وهاجموها من الأمام والجنب هجوما شديدا فلم يصمدا وتحرج مركز قلب الجيش العثماني تبعًا لذلك أمام مهاجمة المصريين من الأمام أيضًا وتخلى جنوده عن مواقعهم وتشتتوا في الجبال.
6. خطة خداع حرب 1973م..المصريون يخدعون الإسرائيلين بتكتيك «السهل غير المتوقع»
تعددت خطط الخداع الاستراتيجي بحرب 1973 وبالرغم من بساطتها إلا أن عظمتها كانت تكمن في هذه البساطة وهو ما اعترف به قادة العدو الإسرائيلي حيث أكدوا أن سر نجاح خطة الخداع والتمويه المصري في حرب 1973 كان كامنًا في عدة نقاط
التأكيد على السرية المطلقة لساعة الصفر وعدم الإعلان عنها حتى كأوامر تحمل درجة سري للغاية لدرجة أن بعض ضباط القيادة لم يكونوا على علم بأن المناورة ستتطور إلى حرب حتى لحظة نشوب الحرب ورغم ما حمله ذلك من مخاطر عدم التنسيق إلا أن ذلك كان مهمًا وغير مؤثر لبساطة الخطة.
إلغاء أي أعمال للتخطيط والاستطلاع والتي دائمًا ما تسبق الحرب لأن هذه الأعمال كان من شأنها أن تكشف للجيش الإسرائيلي عن نوايا المصريين بشأن شن الحرب واتضح ذلك في
تسريب معلومات للمخابرات الإسرائيلية بشأن أن مصر تنوي إجراء مناورات شاملة وليس حربًا ستبدأ من 1- 7 أكتوبر وأن المصريين الذين ينوون القيام بمناسك الحج سيتاح لهم ذلك، وأن الضباط الراغبين في الحج سيبدأ تسجيل أسمائهم منذ 9 أكتوبر 1973.
إنهاء استدعاء بعض القوات الاحتياطية كنوع من التمويه بأن مصر لا تنوي شن أي حرب لتأكيد المعلومات التي وصلت للمخابرات الإسرائيلية.
إيهام العدو حتى آخر لحظة أن مصر لا تنوي شن حرب من خلال نشر مجموعة من الجنود على طول القناة يتظاهرون باللهو واللعب ويرتدون الملابس الداخلية بدون سلاح كجزء من عملية التمويه.
إعداد خطة حرب بسيطة وشاملة غير معقدة بالتنسيق مع الجبهة السورية تتمثل في عبور التشكيلات المتمركز على القناة بعبور القناة من قطاع تمركزها دون الحاجة إلى نقل وتحريك وحدات من أماكنها وعبور خط بارليف والتمركز على الضفة الأخرى من القناة وأخذ مواقع دفاعية لصد أي هجوم مضاد إلى أن تصل إليهم الأسلحة الثقيلة والدبابات تمهيدًا لشن هجوم جديد.