مفاجأة حزب اللة الكبرى في مواجهة الخيرات الاستراتيجية الاسرائيلية

إنضم
18 أبريل 2008
المشاركات
534
التفاعل
48 0 0
يفترض الكثير من المحلّلين الأميركيين أن «المفاجأة الكبرى» التي توعّد بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إسرائيل إذا كررت حربها على لبنان، هي أنظمة دفاع جوي تشل حركة سلاح الجو الإسرائيلي وتسلب تفوقه، بما يجر القوات البرية الإسرائيلية إلى ساحة معركة يقرر ظروفها حزب الله.
غير أن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أحد أبرز أوجه المحافظين الجدد في كواليس صناعة القرار في واشنطن، يقف «مذهولاً أمام تحوّل حزب الله من جيش قتالي هو الأشد براعة في العالم الى قوة تتقن براحة كبيرة القتال التقليدي أيضاً»، الأمر الذي أثبتته حرب تموز 2006، ومسار التحضيرات الحالية للمواجهة المقبلة. الباحث في معهد واشنطن أندرو أكسوم زار جنوب لبنان أخيراً في محاولة لرسم معالم الواقع الميداني، من حيث تحديد أماكن انتشار حزب الله عند ضفتي نهر الليطاني وتشخيص عناصر القوة لحزب «يستعد بجدية للحرب المقبلة».
وفي دراسة تحت عنوان «مفاجأة نصر الله الكبرى وخط الليطاني» نشرها معهد واشنطن في 21 آب الماضي، يستهل أكسوم الفقرة الأولى بالإشارة إلى أن «التطور الأهم في جنوب لبنان منذ نهاية حرب 2006 هو بناء حزب الله لخط دفاعي شمالي نهر الليطاني، ذلك أنه على رغم أن كل المنطقة جنوبي الليطاني تقع ضمن نطاق قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، فإن دخول منطقة شمالي النهر ممنوع على اليونيفيل».
وبعد تكرار لازمة يتناقلها الإعلام العالمي في الآونة الأخيرة حول شراء حزب الله لأراضٍ شمالي الليطاني بما يخلّ بالتوازن الديموغرافي في المنطقة، يربط أكسوم بين «توطين عائلات شيعية فقيرة» ومشاريع الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان باعتبارها «تخفي خطاً دفاعياً راكداً ينوي حزب الله استغلاله في ما يعتبره الذيول الحتمية الناجمة من معركة الصيف الماضي ضد إسرائيل، حين كان استخدام القرى ذات الغالبية الشيعية قواعدَ لانطلاق المقاتلين عنصراً أساسياً في ما حققه حزب الله من نجاح، إذ وفّر سهل نهر الليطاني فرصة للحزب لربط هذه القرى بقرى شيعية أخرى في سهل البقاع».
لماذا الليطاني؟
من وجهة نظر عسكرية لدى حزب الله، «يصعب التكهّن بالأهداف الاستراتيجية التي قد تسعى إسرائيل إلى تحقيقها في حال نشوب حرب أخرى، الأمر الذي يترك حزب الله في موقف مربك»، بحسب تعبير أكسوم الذي يوضح أن الحزب «يظن أن الحرب المقبلة ستبدأ باعتداء بري إسرائيلي على نطاق واسع، على رغم اعتماد إسرائيل الكثيف على القوة الجوية في الحرب الأخيرة إلى جانب نشر قوات أرضية بطريقة محدودة».
أما السبب الوجيه الآخر الذي يدعو حزب الله إلى بناء خنادق له شمالي نهر الليطاني فهو أن هذه الخنادق «تسمح بوجود تحصينات تحتوي على صواريخ متوسطة وبعيدة المدى»، بما يضمن نجاح حزب الله في إطلاق عدد كبير من هذه الصواريخ «فوق رؤوس اليونيفيل والجيش اللبناني، وإبقاء الترسانة الصاروخية بعيدة عن تأثير الاجتياح البري الإسرائيلي» في محاولة لإيجاد حل لما حدث في صيف 2006 حين «تغلبت القوة الجوية الإسرائيلية على وسائل الحزب الهجومية البعيدة المدى والأكثر فعالية بعد أيام معدودة من بدء القتال»، في إشارة إلى مزاعم إسرائيل حول تدمير منصات الصواريخ البعيدة المدى بعد ساعات على بدء العدوان.
وهكذا تستمد الخنادق المفترضة الموجودة شمالي الليطاني أهميتها من كونها «تشكل حصناً لصواريخ الكاتيوشا التي يمكنها أن تصل بكل سهولة إلى مراكز إسرائيلية مهمة آهلة بالسكان عند الحدود»، في وقت تتكفل فيه الصواريخ الطويلة المدى بـ«أهداف أبعد مسافة» مثل حيفا وتل أبيب.
ويختم الباحث الأميركي تقريره باستبعاد أن يكون «التمركز شمالي الليطاني هو المفاجأة الكبرى»، مع إقراره بـ«الحيرة» إزاء «علنية» عملية بناء الخنادق والتحصينات، علماً أنّ «هذا ليس من شيم حزب الله المعروف بتكتّمه»، ليستنتج أن الحزب «ربما يكون بصدد نصب طعم آخر للجيش الإسرائيلي، طعم شبيه بالخنادق التي بنيت لهذا الغرض بين العامين 2000 و2006».
في الجهة المقابلة، تُجري قيادة الأركان الإسرائيلية نقاشات استراتيجية غير مألوفة في هذه المرحلة. ومثل هذه النقاشات لا يجري كل عام، إذ يعود تاريخ آخر نقاشات مماثلة إلى عام 2004. غير أن التحديات التي تواجهها إسرائيل فرضت عملية مراجعة شاملة للتهديدات والأجوبة عنها على المستوى الأمني والتكتيكي
والاستراتيجي.
الكاتب الإسرائيلي ليرون أوفك عرض النقاشات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في دراسة نشرها موقع «أوميديا» تحت عنوان «الخيارات الاستراتيجية للجيش الاسرائيلي»، واستهلّها بالإشارة إلى الأسباب التي أدّت إلى هذه النقاشات، وفي مقدمها «المسارات العسكرية والاجتماعية التي مر بها الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل منذ عام 2005»، بالتزامن مع دور الجيش المركزي في تنفيذ خطة «فك الارتباط» مروراً بحرب تموز 2006 التي «شكّلت دافعاً لاتّخاذ خطوات كان يجب اتخاذها قبل اندلاعها».
من بين هذه الخطوات «إنشاء لجنة برودت، التي دعت للمرة الأولى إلى إنجاز إطار أمني صلب عبر القيام بفحص شامل لكل التحديات المحتملة التي تواجه دولة إسرائيل، وتلك الموجودة خارج دول الدائرة الأولى»، في إشارة إلى التهديد السوري والإيراني.
وعلى جانب مواز، يفرض المحيط الجيو ــــ استراتيجي لإسرائيل «استخبارات على مستوى عال، تكون قادرة على التحليل بعمق»، وهي عبرة رئيسية أسفرت عنها حرب تموز 2006، حين ظهر القصور في المعلومات الاستخبارية حول قدرات حزب الله، ما أدى الى ثغرة كبيرة في «استثمار التحليلات للتهديدات وفحص الردود المحتملة إزاءها».
حالياً، «تتحرك الاستخبارات بين الوضع الجيو ـــــ استراتيجي الديناميكي ومتطلباته التكنولوجية من جهة، ودورها النسبي في الموارد الاقتصادية من جهة
ثانية».
الصراع بين الطائرة والدبّابة
يطور كل سلاح في إسرائيل نظرة ترتبط بقدراته وإمكاناته عند تقديم الحلول المفترضة في مواجهة التحديات.
في هذا الإطار، يرى أوفك أن الصراع بين سلاح الجو والبر «سيحدد صورة الجيش الإسرائيلي في المستقبل»، علماً أن «تعقيدات كبيرة» تنجم من هذا الصراع الذي يرسم «الاستراتيجية المناسبة» للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
فعلى سبيل المثال، «يفضّل سلاح الجو، الذي يلوّح بسياسات الحسم في مواجهة النيران المضادة، أن تُركّز المشتريات العسكرية على المقاتلات المتطورة»، ذلك أنه في نظر هذا السلاح «يقوم التهديد لدولة إسرائيل على الصواريخ الباليستية. بناء على ذلك، الطريقة المناسبة لمعالجة هذه التهديدات هي بواسطة القوات الجوية القادرة على الرد النوعي في وقت قصير».
في المقابل، يرى سلاح البر أن «أساس التهديدات يتركز على الاستنزاف من قبل القوات الإرهابية وحرب العصابات التي تُلزم القوات البرية الإسرائيلية بخوض معارك في مناطق العدو. بناءً على ذلك، يفضل سلاح البر الرد على هذه التهديدات بتعزيز المشاة والمدرعات».
نقاش آخر يدور في أروقة المؤسسة العسكرية هو ما يصطلح الكاتب الإسرائيلي على تسميته «المصلحة التنظيمية»، أي المعيار الذي يحدد «من يحصل على أغلب الموارد» من بين أذرع الجيش الإسرائيلي، إذ يعني هذا المعيار مسألة «بناء القوة لمجموع الجيش»، ما يؤثر على النوعية ويتطلب مزيداً من التنسيق بين أسلحة الجو والبر
والبحر.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن يؤدي سلاح البحرية دوراً مركزياً في المستقبل. حالياً «تسود نظرية أن سلاح البحر هو عامل مساعد في القتال أكثر من كونه عنصراً فعالاً، لأن التهديدات العسكرية المحيطة بإسرائيل ترتكز بشكل خاص في الجو والبر»، لكن النقاشات الدائرة أخيراًَ تدافع عن «قوة النيران التي يمكن أن يوفرها سلاح البحر»، وصولاً الى بحث إمكانية شراء سفن وقطع بحرية
إضافية.
* صحافي لبناني




على شهاب
 
مشكور حج على النقل اما بما يخص ان العدو قد دمر الترسانه الصاروخيه البعيدة المدة فهذا كلام من اسرائيل وانا ااكد لك ان اي من صواريخ المقاومه
البعيدة المدى لم يمس باي سوء
تحياتي والى المفاجئه الكبرى
 
عودة
أعلى