السلام عليكم
ثمة أنظمة تسليحية جديدة ومتطورة، بعضها لم يُعرف من ذي قبل، أي قبل حرب الخليج الثالثة التي نحن بصددها، ويرجح أنها استخدمت في الحرب المذكورة عند الهجوم على العراق. حيث ذكرت الصحافة العسكرية الأجنبية معطيات عنها، وقد أمكن احصاء هذه الأنظمة الجديدة وكلها من الأسلحة ذات الدقة العالية "الأسلحة الذكية" من الجيل الرابع المعاصر، في ثمانية أنظمة هي:
آ-أسلحة التدمير الحجمي [Volume detonating weapons]: يُطلق عليها أحياناً (قذائف الدخان)، وتعمل الأبخرة الحارقة على الاستفادة من التأثيرات التي يحدثها انفجار الوقود المتبخر في الهواء، حيث يحدث الانفجار بإشعال خليط من الوقود والهواء يُحدث كرة نارية ويولد موجة ضغط شديدة وينتج عنه انفجار سريع الاتساع يفوق الانفجارات التي تحدثها التفجيرات التقليدية عدة مرات، ويشبه إلى حد بعيد انفجار القنابل النووية الصغيرة ولكن دون إشعاع. وقد استخدم الأمريكيون هذه الأسلحة في فيتنام وحرب الخليج الثانية كما استخدمها الروس في أفغانستان والشيشان من أجل تنظيف مواقع هبوط الطائرات وتطهير الحقول من الألغام وتدمير الدبابات المعادية والملاجئ والتحصينات.
ويُستخدم في تصنيع هذه الأسلحة غازات مثل (أوكسيد الاثيلين، أوكسيد البروبيلين) وكلاهما يحدث موجة ضغط قد تصل إلى 30-40 ضغط جوي، وكتلة حرارية تصل إلى 100 درجة مئوية، وتعتبر زيادة الضغط إلى 3.2 كجم/ سم كافية لتدمير حقول الألغام المضادة للدبابات وحظائر الطائرات ومواقع الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة تحت الأرض. ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد طورت الجيل الثالث من القنبلة الجوية (500) رطل، ليكون قطر دائرة التفجير (التدمير) 35 متراً بالنسبة للقنبلة الجوية الموجهة طراز [LU-95]، ومساحة منطقة التفجير للقنبلة طراز [LU-96] زنة 1000 رطل ليكون 45 متراً ومساحة منطقة التدمير 550 × 600 متر.
ب-قنبلة التعتيم طراز (BLU-114] الميكرويفية:
عندما تلقى هذه القنبلة من الجو تحدث انقطاعاً كهربائياً في المدن وتتسبب بالتالي في تعطيل جميع الأجهزة والمعدات الحربية (القتالية) التي تعمل بالكهرباء، وأبرزها محطات الرادار والكمبيوتر، ومراكز الاتصالات الخاصة بالقادة والسيطرة، وقد سبق أن استخدمتها الولايات المتحدة في حرب "كوسوفو" ضد العاصمة اليوغوسلافية (بلغراد)، ويشير الخبراء إلى أن بمقدور هذه القنبلة الجوية وقف إنتاج التيار الكهربائي حيث يمكنها ملء العاصمة (بغداد) بشبكات كهرومغناطيسية.
وقد استغرق الخبراء الأمريكيون والبريطانيون عدة سنوات في تطوير هذه القنبلة، التي عندما تنفجر في الجو تطلق نبضات من الطاقة المغناطيسية، وتستهدف الأنظمة الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر وتحرقها حتى ولو كانت على عمق تحت الأرض، ويمكن لهذه القنابل أن تحدث حساسية مزعجة في جلد الإنسان، وهو ما دفع وكالات تنفيذ القانون في الولايات المتحدة لإجراء مزيد من الاختبارات عليها لاستخدامها في أعمال السيطرة على الحشود والمتظاهرين، لذلك يمكن حملها (نماذج معقولة) في القتال بالمدن والمناطق الآهلة بالسكان.
ج-قنابل امتصاص الأوكسجين طراز [BLU-118.B]
استخدم الجيش الأمريكي في الحرب الأفغانية الأخيرة هذا النوع من القنابل (بلو-118.بي) ضد قوات طالبان وعناصر القاعدة المتحصنة في كهوف جبال "تورابورا" حيث تصدم هذه القنبلة الكتل الصخرية، ثم تمتص الأوكسجين من الممرات تحت الأرض وكهوف الجبال والمساحات المغلقة. فيحدث خنقاً في الأجهزة التنفسية للعناصر البشرية الموجودين في هذه الأماكن المغلقة والضيقة، مما يدفعهم إلى سرعة الخروج من هذه الأماكن إلى حيث الهواء الطلق فيكونون عرضة للقتل أو الأسر.
د-القنبلة الالكترونية [Electronical Bomb]:
تعتمد هذه القنبلة على إطلاق دفعات من الموجات القصيرة جداً (ميكروية) يمكنها إغلاق أجهزة الكومبيوتر وتدمير المرافق البيوكيميائية التي تشك الولايات المتحدة أن العراق كان يُخفيها قبيل اندلاع الحرب.
هـ-القنبلة الجوية الموجهة طراز [JSOW] جو- أرض:
-النوع: قنبلة جو/ أرض، محددة الاتجاه لمواجهة أهداف ذات مقاومة عالية من على بعد.
-المدى: 48 كم فأكثر.
-الطائرات الحاملة: تطلق من طائرات سلاح الجو ومقاتلات سلاح البحرية أيضاً.
و-ذخيرة الهجوم المباشر طراز [JDAM]:
إن قنبلة [JDAM] الأمريكية والتي تعني "ذخيرة الهجوم المباشر المشترك [Direct Attack Munition American Joint] عبارة عن طقم ذيلي يحول القنابل التقليدية "الغبية" إلى أسلحة ذكية يُمكن استخدامها حتى في الطقس الرديء، وبرغم أن دقتها في التصويب أقل من (10) أمتار عن الهدف ولها نظام إرشاد ذي قصور ذاتي، مدعوم بنظام تحديد الموقع العالمي المرتبط مع الأقمار الصناعية. ويتم تحميل موقع الهدف في السلاح قبل الإقلاع وهو محلق إما بواسطة طاقم الطائرة أو تلقائياً بواسطة نظام التهديف الخاص بالطائرة. ويتلقى السلاح قبل إطلاقه معلومات من الطائرة عن موقعه وسرعته حتى يعلم موقعه من الهدف. وبعد إطلاقه يهبط بنفسه إلى أسفل، وفي حال انقطعت عنه إشارات نظام تحديد الموقع العالمي (G.P.S) المتصل مع الأقمار الصناعية أثناء هبوطه فإنه يتحول للعمل على نظام إرشاد العامل بالتصور الذاتي، ويمكن إلقاء أكثر من سلاح واحد في نفس الوقت ضد أهداف مختلفة.
إن نظام التحكم في هذا السلاح يحول القنابل الجوية العادية إلى قنابل ذكية، ويعمل مع نظام تحديد المكان العالمي، كما يمكن ربط هذا الجهاز بقنبلة زنة 1000 كغ طراز [MK-109] ويذكر في هذا المقام إلى أنه يوجد لدى القوات الجوية الأمريكية صاروخ موجه طراز [JSSAM] ينطلق من المقاتلة الأمريكية طراز [F16] ليبحث وحده عن محطة الرادار المعادية ويهاجمها متخطياً في ذلك جميع وسائل الإعاقة الرادارية، ونظام عمل هذا الصاروخ ونظام التحكم فيه يشبه أنظمة القنبلة الجوية الموجهة طراز [JDAM] السالفة الذكر. ويسمى هذا الصاروخ الأخير بـ[BLU-108].
ز-السلاح النووي التكتيكي طراز Tactical Nuclear wapon [B-61.11]:
يعتبر هذا السلاح تطويراً للقنبلة النووية التكتيكية طراز [B-61] المستخدمة ضد أهداف محصنة تحت الأرض، والتي تتحمل الهجمات بالقنابل التقليدية مثل: مراكز القيادة الاستراتيجية ومستودعات تخزين الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وهذه القنبلة مغلفة بغلاف معزز يمكنها من حفر الأرض والدخول تحتها قبل أن تنفجر، مما يجعلها فعالة ضد التحصينات العميقة أكثر منها ضد الأهداف السطحية وتبلغ قوتها (340 طناً) من المواد المتفجرة مادة (T.N.T). ويُمكن إلقاؤها بواسطة القاذفات والمقاتلات طراز (F-15)، ومن ميزات هذه القنبلة أن الطيار باستطاعته السيطرة على القنبلة المذكورة حتى اللحظة الأخيرة، وهي طريقة أفضل من إطلاق الصاروخ الذي يمكن أن يحيد عن هدفه. حيث يتم إسقاط هذه القنبلة "النووية" مظلياً.
ح-الأقلام الإسرائيلية النيوترونية: أفادت مصادر دفاعية إسرائيلية بأن الصناعات الحربية الإسرائيلية قد نجحت في تطوير (أقلام روبوتية) عبارة عن عبوات صغيرة تحتوي على المادتين المشعتين (ديتيريوم) و(تريتيوم) مضغوطتين داخل أسطوانات صغيرة يتعدى طولها 50 سم وقطرها 25 سم، وأنه يتم زرعها في المناطق المتوقع تحرك وحدات الصواريخ العراقية عليها وانتشارها فيها غرب العراق. وأن يتم ذلك بواسطة عناصر من المخابرات الإسرائيلية التي دخلت إلى العراق في منطقة (H-3) بالاتفاق مع السلطات الأردنية. وسيتم السيطرة على هذه (الأقلام النترونية) وتفجيرها عن بعد أثناء نشوب الأعمال القتالية ضد القوات العراقية، بواسطة أشعة ليزر تطلق من هليوكبترات إسرائيلية، ربما ينتج عنها إشعاعات تلوث مساحات كبيرة من الأراضي غرب العراق. وتقضي على العناصر البشرية المتواجدين في هذه المناطق سواء كانوا عسكريين أم مدنيين بما فيهم أطقم الصواريخ العراقية. وقد نجحت إسرائيل في اصطياد نشطاء الانتفاضة الفلسطينيين بهذا الأسلوب.
7-أنظمة تكنولوجية مساعدة
من المعروف أن أسلحة الدقة العالية أو (الأسلحة الذكية) الموجهة تحتاج إلى مساعدة ضرورية سواء من وسائط الاستطلاع ومن ثم من أنظمة الكشف والقيادة والتحكم والتوجيه. كما لمسنا ذلك عند شرح المواصفات الأساسية لبعض الأسلحة الذكية التي مر ذكرها في هذا المقال ومن أبرز هذه الأنظمة التكنولوجية المساعدة، الأنظمة التالية:
آ-أقمار التجسس طرازي (لاكروس) و(KH-1):
أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية ستة أقمار للتجسس فوق العراق من الطرازين المذكورين آنفاً تدور في مدار على ارتفاع 320 كم فوق سطح الأرض حيث تقوم بمسح مسرح العمليات العراقي على مدار الساعة، وخاصة لكشف إطلاق وتحليق الصواريخ العراقية الباليستية من طراز (سكود). ويزن القمر الصناعي المذكور حوالي 15 طناً ويعادل في حجمه حافلة، وهو قادر على التقاط الصور العالية الدقة تسمح بكشف تفاصيل تبلغ أبعادها ما بين 10 إلى 15 سم في النهار، وما بين 60 و90 سم ليلاً. وهي (الأقمار) تقوم بالتحليق فوق العراق كل ساعتين، وتقوم بعملياتها هذه حوالي (12) مرة في اليوم والمواقع التي يشتبه في أنها تضم صواريخ وأسلحة دمار شامل يركز عليها أكثر من غيرها.
ب-نظام (JSTARS) الراداري: اعتمدت الولايات المتحدة إلى جانب الطائرات بدون طيار، في متابعة ساحة المعارك على النظام (JSTARS)، وهو نظام راداري مشترك للمراقبة ومهاجمة الأهداف. والذي كان أبان بداية حرب تحرير الكويت عام 1991 في مراحل التطوير الأولى، يساعد على ذلك على ما تم تطويره من قدرات الاتصالات الجديدة التي تمكن القادة من تحليل وإرسال البيانات الواردة، من طائرات التجسس بسرعة تكفي لضرب صواريخ سكود العراقية في اللحظة التي تبرز فيها (من الصومعة أو من الحفرة الهندسية). وأحد أنظم الاتصالات هذه الذي تم تطويره أثناء الحرب في أفغانستان، يمكن المقاتلات (F-15) من تسلم بيانات دقيقة للتصويب من النظام الراداري المشترك
(JSTARS) مباشرة. مما يوفر صورة رادارية تمتد لمئات الأميال. وتتيح التعرف على عشرات الأهداف المتحركة في الوقت نفسه.
ج-الطائرة الروبوتية طراز (بريدآتور) Predator للاستطلاع والقنص:
وهي التي استخدمها عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عملية اصطياد مجموعة من نشطاء تنظيم القاعدة في اليمن في 22/11/2002، كما استخدمت- قبيل الحرب العراقية- ضد مواقع الدفاع الجوي العراقية في مناطق الحظر الجوي شمال وجنوب العراق. وتستخدم هذه الطائرة في مهام الاستطلاع وإدارة النيران. وأيضاً كسلاح ضد أهداف أرضية معادية، وتمت تجربتها في الحرب الأفغانية حيث بمقدورها أن تصور وتمسح وترسل معلومات موقوتة إلى مراكز القيادة الأرضية ويبلغ وزنها (514 كغ) وسرعتها 215 كم/ ساعة، ومدى عملها 725 كم وتطير على ارتفاع 8333 متر. وهي مسلحة بصاروخين طراز (هيل فاير) ومزودة بكاميرا متطورة وأجهزة استشعار متعددة لكل الأغراض بما في ذلك المناطق الملوثة إشعاعياً وكيميائياً وجرثومياً.
د-الطائرة الروبوتية (جلوبال هوك): تعتبر هذه الطائرة من الطائرات العملاقة التابعة للبحرية الأمريكية. ويمكن استخدامها أيضاً على المستوى الاستراتيجي مقارنة بالطائرة طراز (بريداتور) التي تستخدم على المستوى التكتيكي وقد قامت هذه الطائرة (جلوبال هوك) بأول محاولة طيران بدون توقف وبدون إعادة تزود بالوقود خلال الرحلة حيث طارت من كاليفورنيا إلى أستراليا لمدة (22 ساعة) ومسافة تصل إلى 12 ألف كم، ويمكن استخدامها في قصف مواقع الصواريخ المعادية سواء (أرض/ أرض) أو (أرض/ جو).
ثمة أنظمة تسليحية جديدة ومتطورة، بعضها لم يُعرف من ذي قبل، أي قبل حرب الخليج الثالثة التي نحن بصددها، ويرجح أنها استخدمت في الحرب المذكورة عند الهجوم على العراق. حيث ذكرت الصحافة العسكرية الأجنبية معطيات عنها، وقد أمكن احصاء هذه الأنظمة الجديدة وكلها من الأسلحة ذات الدقة العالية "الأسلحة الذكية" من الجيل الرابع المعاصر، في ثمانية أنظمة هي:
آ-أسلحة التدمير الحجمي [Volume detonating weapons]: يُطلق عليها أحياناً (قذائف الدخان)، وتعمل الأبخرة الحارقة على الاستفادة من التأثيرات التي يحدثها انفجار الوقود المتبخر في الهواء، حيث يحدث الانفجار بإشعال خليط من الوقود والهواء يُحدث كرة نارية ويولد موجة ضغط شديدة وينتج عنه انفجار سريع الاتساع يفوق الانفجارات التي تحدثها التفجيرات التقليدية عدة مرات، ويشبه إلى حد بعيد انفجار القنابل النووية الصغيرة ولكن دون إشعاع. وقد استخدم الأمريكيون هذه الأسلحة في فيتنام وحرب الخليج الثانية كما استخدمها الروس في أفغانستان والشيشان من أجل تنظيف مواقع هبوط الطائرات وتطهير الحقول من الألغام وتدمير الدبابات المعادية والملاجئ والتحصينات.
ويُستخدم في تصنيع هذه الأسلحة غازات مثل (أوكسيد الاثيلين، أوكسيد البروبيلين) وكلاهما يحدث موجة ضغط قد تصل إلى 30-40 ضغط جوي، وكتلة حرارية تصل إلى 100 درجة مئوية، وتعتبر زيادة الضغط إلى 3.2 كجم/ سم كافية لتدمير حقول الألغام المضادة للدبابات وحظائر الطائرات ومواقع الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة تحت الأرض. ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد طورت الجيل الثالث من القنبلة الجوية (500) رطل، ليكون قطر دائرة التفجير (التدمير) 35 متراً بالنسبة للقنبلة الجوية الموجهة طراز [LU-95]، ومساحة منطقة التفجير للقنبلة طراز [LU-96] زنة 1000 رطل ليكون 45 متراً ومساحة منطقة التدمير 550 × 600 متر.
ب-قنبلة التعتيم طراز (BLU-114] الميكرويفية:
عندما تلقى هذه القنبلة من الجو تحدث انقطاعاً كهربائياً في المدن وتتسبب بالتالي في تعطيل جميع الأجهزة والمعدات الحربية (القتالية) التي تعمل بالكهرباء، وأبرزها محطات الرادار والكمبيوتر، ومراكز الاتصالات الخاصة بالقادة والسيطرة، وقد سبق أن استخدمتها الولايات المتحدة في حرب "كوسوفو" ضد العاصمة اليوغوسلافية (بلغراد)، ويشير الخبراء إلى أن بمقدور هذه القنبلة الجوية وقف إنتاج التيار الكهربائي حيث يمكنها ملء العاصمة (بغداد) بشبكات كهرومغناطيسية.
وقد استغرق الخبراء الأمريكيون والبريطانيون عدة سنوات في تطوير هذه القنبلة، التي عندما تنفجر في الجو تطلق نبضات من الطاقة المغناطيسية، وتستهدف الأنظمة الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر وتحرقها حتى ولو كانت على عمق تحت الأرض، ويمكن لهذه القنابل أن تحدث حساسية مزعجة في جلد الإنسان، وهو ما دفع وكالات تنفيذ القانون في الولايات المتحدة لإجراء مزيد من الاختبارات عليها لاستخدامها في أعمال السيطرة على الحشود والمتظاهرين، لذلك يمكن حملها (نماذج معقولة) في القتال بالمدن والمناطق الآهلة بالسكان.
ج-قنابل امتصاص الأوكسجين طراز [BLU-118.B]
استخدم الجيش الأمريكي في الحرب الأفغانية الأخيرة هذا النوع من القنابل (بلو-118.بي) ضد قوات طالبان وعناصر القاعدة المتحصنة في كهوف جبال "تورابورا" حيث تصدم هذه القنبلة الكتل الصخرية، ثم تمتص الأوكسجين من الممرات تحت الأرض وكهوف الجبال والمساحات المغلقة. فيحدث خنقاً في الأجهزة التنفسية للعناصر البشرية الموجودين في هذه الأماكن المغلقة والضيقة، مما يدفعهم إلى سرعة الخروج من هذه الأماكن إلى حيث الهواء الطلق فيكونون عرضة للقتل أو الأسر.
د-القنبلة الالكترونية [Electronical Bomb]:
تعتمد هذه القنبلة على إطلاق دفعات من الموجات القصيرة جداً (ميكروية) يمكنها إغلاق أجهزة الكومبيوتر وتدمير المرافق البيوكيميائية التي تشك الولايات المتحدة أن العراق كان يُخفيها قبيل اندلاع الحرب.
هـ-القنبلة الجوية الموجهة طراز [JSOW] جو- أرض:
-النوع: قنبلة جو/ أرض، محددة الاتجاه لمواجهة أهداف ذات مقاومة عالية من على بعد.
-المدى: 48 كم فأكثر.
-الطائرات الحاملة: تطلق من طائرات سلاح الجو ومقاتلات سلاح البحرية أيضاً.
و-ذخيرة الهجوم المباشر طراز [JDAM]:
إن قنبلة [JDAM] الأمريكية والتي تعني "ذخيرة الهجوم المباشر المشترك [Direct Attack Munition American Joint] عبارة عن طقم ذيلي يحول القنابل التقليدية "الغبية" إلى أسلحة ذكية يُمكن استخدامها حتى في الطقس الرديء، وبرغم أن دقتها في التصويب أقل من (10) أمتار عن الهدف ولها نظام إرشاد ذي قصور ذاتي، مدعوم بنظام تحديد الموقع العالمي المرتبط مع الأقمار الصناعية. ويتم تحميل موقع الهدف في السلاح قبل الإقلاع وهو محلق إما بواسطة طاقم الطائرة أو تلقائياً بواسطة نظام التهديف الخاص بالطائرة. ويتلقى السلاح قبل إطلاقه معلومات من الطائرة عن موقعه وسرعته حتى يعلم موقعه من الهدف. وبعد إطلاقه يهبط بنفسه إلى أسفل، وفي حال انقطعت عنه إشارات نظام تحديد الموقع العالمي (G.P.S) المتصل مع الأقمار الصناعية أثناء هبوطه فإنه يتحول للعمل على نظام إرشاد العامل بالتصور الذاتي، ويمكن إلقاء أكثر من سلاح واحد في نفس الوقت ضد أهداف مختلفة.
إن نظام التحكم في هذا السلاح يحول القنابل الجوية العادية إلى قنابل ذكية، ويعمل مع نظام تحديد المكان العالمي، كما يمكن ربط هذا الجهاز بقنبلة زنة 1000 كغ طراز [MK-109] ويذكر في هذا المقام إلى أنه يوجد لدى القوات الجوية الأمريكية صاروخ موجه طراز [JSSAM] ينطلق من المقاتلة الأمريكية طراز [F16] ليبحث وحده عن محطة الرادار المعادية ويهاجمها متخطياً في ذلك جميع وسائل الإعاقة الرادارية، ونظام عمل هذا الصاروخ ونظام التحكم فيه يشبه أنظمة القنبلة الجوية الموجهة طراز [JDAM] السالفة الذكر. ويسمى هذا الصاروخ الأخير بـ[BLU-108].
ز-السلاح النووي التكتيكي طراز Tactical Nuclear wapon [B-61.11]:
يعتبر هذا السلاح تطويراً للقنبلة النووية التكتيكية طراز [B-61] المستخدمة ضد أهداف محصنة تحت الأرض، والتي تتحمل الهجمات بالقنابل التقليدية مثل: مراكز القيادة الاستراتيجية ومستودعات تخزين الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وهذه القنبلة مغلفة بغلاف معزز يمكنها من حفر الأرض والدخول تحتها قبل أن تنفجر، مما يجعلها فعالة ضد التحصينات العميقة أكثر منها ضد الأهداف السطحية وتبلغ قوتها (340 طناً) من المواد المتفجرة مادة (T.N.T). ويُمكن إلقاؤها بواسطة القاذفات والمقاتلات طراز (F-15)، ومن ميزات هذه القنبلة أن الطيار باستطاعته السيطرة على القنبلة المذكورة حتى اللحظة الأخيرة، وهي طريقة أفضل من إطلاق الصاروخ الذي يمكن أن يحيد عن هدفه. حيث يتم إسقاط هذه القنبلة "النووية" مظلياً.
ح-الأقلام الإسرائيلية النيوترونية: أفادت مصادر دفاعية إسرائيلية بأن الصناعات الحربية الإسرائيلية قد نجحت في تطوير (أقلام روبوتية) عبارة عن عبوات صغيرة تحتوي على المادتين المشعتين (ديتيريوم) و(تريتيوم) مضغوطتين داخل أسطوانات صغيرة يتعدى طولها 50 سم وقطرها 25 سم، وأنه يتم زرعها في المناطق المتوقع تحرك وحدات الصواريخ العراقية عليها وانتشارها فيها غرب العراق. وأن يتم ذلك بواسطة عناصر من المخابرات الإسرائيلية التي دخلت إلى العراق في منطقة (H-3) بالاتفاق مع السلطات الأردنية. وسيتم السيطرة على هذه (الأقلام النترونية) وتفجيرها عن بعد أثناء نشوب الأعمال القتالية ضد القوات العراقية، بواسطة أشعة ليزر تطلق من هليوكبترات إسرائيلية، ربما ينتج عنها إشعاعات تلوث مساحات كبيرة من الأراضي غرب العراق. وتقضي على العناصر البشرية المتواجدين في هذه المناطق سواء كانوا عسكريين أم مدنيين بما فيهم أطقم الصواريخ العراقية. وقد نجحت إسرائيل في اصطياد نشطاء الانتفاضة الفلسطينيين بهذا الأسلوب.
7-أنظمة تكنولوجية مساعدة
من المعروف أن أسلحة الدقة العالية أو (الأسلحة الذكية) الموجهة تحتاج إلى مساعدة ضرورية سواء من وسائط الاستطلاع ومن ثم من أنظمة الكشف والقيادة والتحكم والتوجيه. كما لمسنا ذلك عند شرح المواصفات الأساسية لبعض الأسلحة الذكية التي مر ذكرها في هذا المقال ومن أبرز هذه الأنظمة التكنولوجية المساعدة، الأنظمة التالية:
آ-أقمار التجسس طرازي (لاكروس) و(KH-1):
أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية ستة أقمار للتجسس فوق العراق من الطرازين المذكورين آنفاً تدور في مدار على ارتفاع 320 كم فوق سطح الأرض حيث تقوم بمسح مسرح العمليات العراقي على مدار الساعة، وخاصة لكشف إطلاق وتحليق الصواريخ العراقية الباليستية من طراز (سكود). ويزن القمر الصناعي المذكور حوالي 15 طناً ويعادل في حجمه حافلة، وهو قادر على التقاط الصور العالية الدقة تسمح بكشف تفاصيل تبلغ أبعادها ما بين 10 إلى 15 سم في النهار، وما بين 60 و90 سم ليلاً. وهي (الأقمار) تقوم بالتحليق فوق العراق كل ساعتين، وتقوم بعملياتها هذه حوالي (12) مرة في اليوم والمواقع التي يشتبه في أنها تضم صواريخ وأسلحة دمار شامل يركز عليها أكثر من غيرها.
ب-نظام (JSTARS) الراداري: اعتمدت الولايات المتحدة إلى جانب الطائرات بدون طيار، في متابعة ساحة المعارك على النظام (JSTARS)، وهو نظام راداري مشترك للمراقبة ومهاجمة الأهداف. والذي كان أبان بداية حرب تحرير الكويت عام 1991 في مراحل التطوير الأولى، يساعد على ذلك على ما تم تطويره من قدرات الاتصالات الجديدة التي تمكن القادة من تحليل وإرسال البيانات الواردة، من طائرات التجسس بسرعة تكفي لضرب صواريخ سكود العراقية في اللحظة التي تبرز فيها (من الصومعة أو من الحفرة الهندسية). وأحد أنظم الاتصالات هذه الذي تم تطويره أثناء الحرب في أفغانستان، يمكن المقاتلات (F-15) من تسلم بيانات دقيقة للتصويب من النظام الراداري المشترك
(JSTARS) مباشرة. مما يوفر صورة رادارية تمتد لمئات الأميال. وتتيح التعرف على عشرات الأهداف المتحركة في الوقت نفسه.
ج-الطائرة الروبوتية طراز (بريدآتور) Predator للاستطلاع والقنص:
وهي التي استخدمها عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عملية اصطياد مجموعة من نشطاء تنظيم القاعدة في اليمن في 22/11/2002، كما استخدمت- قبيل الحرب العراقية- ضد مواقع الدفاع الجوي العراقية في مناطق الحظر الجوي شمال وجنوب العراق. وتستخدم هذه الطائرة في مهام الاستطلاع وإدارة النيران. وأيضاً كسلاح ضد أهداف أرضية معادية، وتمت تجربتها في الحرب الأفغانية حيث بمقدورها أن تصور وتمسح وترسل معلومات موقوتة إلى مراكز القيادة الأرضية ويبلغ وزنها (514 كغ) وسرعتها 215 كم/ ساعة، ومدى عملها 725 كم وتطير على ارتفاع 8333 متر. وهي مسلحة بصاروخين طراز (هيل فاير) ومزودة بكاميرا متطورة وأجهزة استشعار متعددة لكل الأغراض بما في ذلك المناطق الملوثة إشعاعياً وكيميائياً وجرثومياً.
د-الطائرة الروبوتية (جلوبال هوك): تعتبر هذه الطائرة من الطائرات العملاقة التابعة للبحرية الأمريكية. ويمكن استخدامها أيضاً على المستوى الاستراتيجي مقارنة بالطائرة طراز (بريداتور) التي تستخدم على المستوى التكتيكي وقد قامت هذه الطائرة (جلوبال هوك) بأول محاولة طيران بدون توقف وبدون إعادة تزود بالوقود خلال الرحلة حيث طارت من كاليفورنيا إلى أستراليا لمدة (22 ساعة) ومسافة تصل إلى 12 ألف كم، ويمكن استخدامها في قصف مواقع الصواريخ المعادية سواء (أرض/ أرض) أو (أرض/ جو).