حذّر القائد السابق للجيش الأسترالي، البروفيسور بيتر ليهي والذي يعمل حاليًا مديرًا لمعهد الأمن القومي في جامعة كانبيرا، من أنّ أستراليا بحاجة إلى إعداد نفسها لحرب طويلة قد تمتدّ لقرن من الزمان، سواء في الخارج أو الداخل، ضد المتشددين الإسلاميين المتطرفين.
وتحت عنوان “استعدوا لحرب مائة عام مع الاسلام” ذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية تصريحات ليهي الذي قال: بأنّ كون المجتمع الأسترالي هو مجتمع ليبرالي علماني، فإنّ ذلك يجعله “العدو البعيد” للجماعات والأفراد الإسلاميين المتطرفين، وأنه بلا شك سيكون مستهدَفًا طوال الوقت.
وفي إشارة لتفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول وبالي قال ليهي: “لقد كانت هناك محاولات لتفجيرات مماثلة هنا في أستراليا، ولكن بفضل الشرطة ووكالات الاستخبارات تمكّنا من وقف هذه التهديدات، ولكن الإرهابيين بحاجة لأن يحالفهم الحظ مرة واحدة”. وأضاف: “يجب أن نكون مستعدين لحماية أنفسنا، وعند الضرورة، يجب علينا التصرف على نحو استباقي لتحييد ذلك التهديد الواضح، وعلينا الاستعداد لحرب طويلة”.
وأشار ليهي أيضًا إلى الزيادة الكبيرة في محتويات الإنترنت التي تعمل عملية غسيل المخ وتتطلع لتوظيف الأستراليين لقضيتهم وتأثير هذه المعلومات على الأمن القومي، بقوله: “ومن الأمثلة على ذلك، هي المجلة الراديكالية على الإنترنت المعروفة باسم “إنسباير”، والتي تشجع الناس على القيام بهجمات”.
وتابع ليهي قائلًا: “أنا لا أرى جيوشًا كبيرة قادمة إلى هنا، ولكن أقصد هؤلاء الناس الذين يتطرفون عن طريق تلك الأفكار من الإنترنت والتي تتسلل إلى بيوتنا، هناك عناصر معينة من الجماعات الجهادية الذين يرون الغرب هدفًا، وهناك الناس الذين يعيشون في أستراليا ويحملون هذه الأفكار، بينما ذهب بعضهم للقتال في الخارج، وهؤلاء سيعودون بفكر التطرف واللامركزية، متطلعين إلى مواصلة القتال”.
جاءت تحذيرات ليهي بعد يوم واحد من ظهور ديفيد ايرفين رئيس “اسيو” على وسائل الإعلام لشرح ضرورة تنفيذ خطط الاحتفاظ بالبيانات الإلزامية التي تم إقرارها مؤخرًا من قبل مجلس الوزراء. وقال ايرفين: “إن التهديد الإرهابي بدأ فجأة بالتأثير على المواطنين الأستراليين وعلى أمن المواطنين الأستراليين إلى درجة أكبر ممّا كانت عليه في الماضي”.
يُذكر أنّ الحكومة الأسترالية قد اعتمدت زيادة سلطة وكالات مكافحة الإرهاب الوطنية ومنحتهم 630 مليار دولار كتمويل للمساعدة في مكافحة الإرهاب في الداخل.
وأعرب السيد ليهي عن دعمه للسياسات جديدة، قائلًا إنّ تقييد الحريات المدنية قد أصبح ضرورة مؤسفة للأمن القومي. واقترح أيضًا أن على أستراليا “حماية نفسها” بأن تجعل من الصعب على بعض الأفراد أن يأتوا إلى أستراليا.
وقال ليهي: “أعتقد أن الشيء الأكثر أهميّة هو أن نفهم أن التهديد ليس من الجماعة الإرهابية الفردية ولكن من الأيديولوجية المتطرفة التي يعتنقونها، ونحن بحاجة لمواجهة ذلك. كما إنّ هذه هي مسؤولية الدول وقادة المجتمعات الإسلامية المعتدلة والتي ينبغي أن تعلن بأن هذه الأفكار المتطرفة خاطئة، وأنه يجب اتباع قواعد الدولة التي نعيش فيها”.
كما دعا ليهي لدعم الجالية المسلمة في أستراليا في جهودها لمكافحة تلك الأفكار المتطرفة. وأشار إلى أن أستراليا يجب أن تتبع خطوات الولايات المتحدة وأن تشارك دوليًّا في الصراعات الداخلية في الشرق الأوسط.
http://www.alsafwanews.com/قائد-الجيش-الأسترالي-السابق-كونوا-على/