عربات قتالية ""طائرة" لقوات الإنزال الروسية

safelife

عضو
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
8,319
التفاعل
17,861 0 0
عربات قتالية ""طائرة" لقوات الإنزال الروسية
ضمن برنامج إعادة تسليح القوات المسلحة، استلم الجيش الروسي دفعة تجريبية محدثة من العربات القتالية الخاصة بقوات الإنزال، وهي من طراز "ب. م. د – 4 م" التي لامثيل لها في العالم. وهذه العربات المدرعة يمكن إنزالها من الطائرة مع طواقمها وزجّها فوراً في المعركة خلف خطوط العدو.
big_458.jpg

السيف الباتر" يهبط من السماء

تلعب هذه العربة الروسية المدرعة في العمليات الحربية دور "سيف السماء الباتر". وبفضل هذا السلاح الجبار وكمية ذخيرته الضخمة وسرعته العالية، فإن مجموعات الإنزال، التي تبدو وكأنها انهمرت من السماء، تستطيع القضاء على قطعات العدو خلف خطوطه قضاء مبرماً خلال بضع ساعات. ومن الجدير بالذكر أن أول عربة "طائرة" لذوي القبعات الزرق دخلت حيز الخدمة في العام 1968. وها هي قوات الإنزال اليوم تتسلح بعربات من الجيل الرابع لتحل محل سابقاتها من طراز "ب. م. د – 3".
ستقوم الفرقة 106 المجوقلة باختبار ثماني عربات "ب. م. د -4" محدثة، سبق أن استلمتها من مصنع "كورغان ماش زافود".

كانت قوات النخبة في الجيش الروسي، أي قوات الإنزال، تنتظر منذ زمن بعيد عربة الجيل الرابع الفريدة هذه، التي تمتاز عن سابقاتها الثلاث بمزيد من قوة السلاح وغزارة النيران. وهذا ما كان "فرسان الجو" بأمسّ الحاجة إليه، فمن المعروف أن قوات الإنزال لا تتمتع بإسناد من المدفعية أو المدرعات أثناء الهجوم الجبهوي.

تستطيع هذه العربات الجديدة، خلال دقائق معدودة، الهبوط من الجو، والتحرك بسرعة 70 كم في الساعة نحو أهدافها المحددة، مستخدمةً كافة أسلحتها. وبوسعها قطع مسافة 500 كم دون التزود بالوقود. وعلى سبيل المثال، لا تحتاج عربات قوات الإنزال هذه إلا لبضع ساعات لكي تسيطر سيطرة تامة على دولة بحجم بلد أوروبي متوسط المساحة. وعربة "ب. م. د – 4" قادرة ، كسابقتها، على اجتياز العوائق المائية دون تحضير مسبق، وبسرعة 10 كم في الساعة.

كبير مصممي هذه العربة، سيرغي سالنيكوف، يتحدث عن مواصفاتها الجديدة، فيبرز قدرتها على اكتشاف الهدف ومتابعته، وحجم أسلحتها وذخيرتها الكبير، والمدى المجدي لمدفعها القادر على تدمير الآليات والتحصينات الحربية على مسافة 7كم.

كما أن التذخير الآلي لكافة أسلحتها يخفف من الضغط البدني والنفسي على أفراد طاقمها، فضلاً عن أن التسديد الآلي يتم وفق نظام الرؤية الحرارية. ومدفعها من عيار 100 ملم يطلق أثناء سير العربة بأقصى سرعتها، وبلا صوت تقريباً، قذائف من نوع "أركان" الموجهة، المضادة للدبابات. وهذه المواصفات تجعل من عربة "ب. م. د – 4" منصة مدفعية- صاروخية ذاتية الحركة، ومتعددة الأغراض.

main_big.jpg


نتيجة جهود المصممين تستطيع عربة "ب. م. د – 4" اجتياز المنحدرات حتى 35 درجة صعوداً وهبوطاً، وإطلاق النار أثناء الحركة ، وتحريك البرج، وإبقاء الهدف في مرمى النار. (press photo)

مدرعة للأماكن الوعرة

آلية الحركة في عربة قوات الإنزال هذه، حديثة وسهلة التحكم. وعلبة السرعة أتوماتيكية، وقواعد مخففات الصدمة أكثر ثباتا، الأمر الذي يتصف بأهمية كبيرة أثناء السير في الأماكن الوعرة. وتجدر الإشارة إلى أن قائد قوات الإنزال، الجنرال فلاديمير شامانوف، قام شخصياً بقيادة العربة الجديدة واختبارها.

يقول الجنرال شامانوف "إن عربة "ب. م. د -1" ، و "ب. م. د – 2" كانتا دائماً عرضة لعامل الصدى، ما يجعل من الصعب تحديد مدى التذبذب. أما العربة الجديدة فلا تعاني من هذه المشكلة. كما أنها ثابتة عند المنعطفات، ولها منظومة قيادة بسيطة ومأمونة. لقد أعجبتُ بهذه العربة".

ونتيجة جهود المصممين تستطيع عربة "ب. م. د – 4" اجتياز المنحدرات حتى 35 درجة صعوداً وهبوطاً، وإطلاق النار أثناء الحركة ، وتحريك البرج، وإبقاء الهدف في مرمى النار.

big.jpg


آلية الحركة في عربة قوات الإنزال هذه، حديثة وسهلة التحكم. (press photo)

هذه العربة المدرعة، على العموم، تشبه من حيث مواصفاتها آلية مخصصة للأماكن الوعرة، فنظام تخفيف الصدمات الذي يعمل بالضغط الهيدروليكي، يتيح للعربة المدرعة تغيير مدى ارتفاعها عن الأرض، بحيث يمكنها الانخفاض والارتفاع، ما يُعدّ ضرورياً لتحميلها على الطائرة قبل إنزالها على أرض المعركة، وكذلك من أجل التمويه أثناء خوض العمليات الحربية.

حاول الفرنسيون تصميم آلية مماثلة يمكن إنزالها من الجو والجنود داخلها، ولكنهم أوقفوا العمل بمشروعهم بعد مقتل أحد المشاركين في تجربة الإنزال من الطائرة. أما البلدان الأوروبية الأخرى، فلم تقرر حتى الآن القيام بمثل عمليات الإنزال هذه.

parad_165_info.jpg



يقول فيكتور بيتشيونكين، نائب كبير المصممين في مصنع كورغان للمكائن "حتى اليوم، الصينيون وحدهم استطاعوا صنع آلية مماثلة لعربة "ب. م. د - 4". ولكن العربة الصينية تتخلف جيلَين عن النموذج الروسي الحديث".

الاختبارات مستمرة

ومع ذلك، ثمة بعض المشكلات التي تواجه المشروع الروسي الجديد، وخاصة ما يتعلق منها بوزن العربة البالغ 13.5 طنا، بينما لايتجاوز وزن العربة "ب. م. د -2" 8 أطنان. وهذا يعني أن طائرة النقل من طراز "إيل- 76" تستطيع حمل عربتين فقط، علما بأن الجنود مع ذخيرتهم ومظلاتهم يشكلون زيادة إضافية كبيرة على وزن العربة. وبغض النظر عن أن الاختبارات قد تمت بنسبة 51%، فمن المنتظر القيام بمزيد من العمليات لاختبار إمكانية إنزال عدة عربات من طائرة واحدة.
ومن ناحية أخرى، ثمة نواح إيجابية لعملية تحديث عربات الإنزال القتالية، فقد ابتكر "مكتب التصميم في تولا" نظاما للتسليح والتسديد يصلح، في الوقت نفسه، لهذه العربة ولعربة المشاة القتالية المدرعة "ب. م. ب- 3"، الأمر الذي يسهّل، ويقلل من تكاليف، استخدام وإصلاح هذه الآليات سواء في المصنع، أو في ظروف العمليات.
 
عودة
أعلى