العقائديون اليهود الذين دمروا العراق بوحشية
اليهود في الجذر: تدمير العراق..بعد فوات الاوان نبكي على الفلوجة..لا مزيد من الوقت للبكاء على البصرة. بهذه الكلمات أفتتحَ جوناثان عزريا، الكاتب الصحفي العراقي المغربي العبري الروسي الامريكي من حي بروكلين في مدينة نيويورك بولاية فلوريدا الامريكية، تحقيقه الصحفي الغني بالمعلومات الطازجة حول الدور الذي لعبه اليهود في امريكا واسرائيل لدفع الامريكيين الى تسليم العراق واقتصاده لفكي الفخ اليهودي عن طريق العملاء جلال الطلباني ومسعود البرزاني واحمد الجلبي وسام الجلبي وكنعان مكية والمنافقين نوري المالكي ومقتدى الصدر وطارق الهاشمي وعائلة الحكيم، كاشفًا في التحقيق الكثير من التفاصيل التي دارت في حقبة حرب الخليج الثانية سنة 1991م بينها المقابر الجماعية وصولاً الى قصف مطار بغداد بالقنابل النيوترونية سنة 2003م، ودوافع غزو العراق في عيد المساخر اليهودي ونشاط الموساد الاسرائيلي في العراق، وسيطرة الشركات الاسرائيلية على الاقتصاد العراقي مِن خلال بعض سماسرة العراق.
يقول عزريا المُعروف بولاءه للقضية الفلسطينية: "في العشرين من مارس اذار سنة 2012م، مرت الذكرى التاسعة لغزو العراق والابادة المُمنهجة لشعبه مِن قِبل جيوش ارهاب الولايات المتحدة كمعتدي رئيسي والمملكة المتحدة كمعتدي ثانوي، جنبًا الى جنب مع قوات ارهاب "تحالف الراغبين". لم يكن قتل الشعب العراقي لمصلحة "الامبراطورية الامريكية" او "الامبراطورية الغربية" كما يوصف عادة مِن قبل النشطاء الذين يتخوفون من توجيه الانتقاد للصهيونية باعتبارها قوة دولية يُمكن حمايتها من خِلال سُلطة اليهود المالية والسياسية، بل جرى قتل الشعب العراقي وتدمير البِلاد مِن قبل الصهيونية لحماية الكيان الصهيوني من جهة ولتعزيز مصالح "الامبراطورية اليهودية" من جهة اخرى مِن خلال استخدام وكيلهم "الكلب الامريكي" في الهجوم القذر الغادر على العراق".
يُضيف عزريا في التحقيق الصحفي: "ذلك هو السر العظيم الذي يخضع لحراسة مُشددة في الكابيتول هيل "الكونغرس الامريكي"، والذي يقول ان امريكا غزت العراق من اجل اسرائيل فقط. وعلى الرغم من المُحرمات الا ان الشخصيات السياسية ما تزال تعاني من زلة اللسان كما يقول المثل الشعبي، فوزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس اعترفت بهذه الحقيقة، فضلاً الى اربعة من نجوم جنرالات الحرب الامريكيين والرئيس السابق للقيادة المركزية الامريكية والمبعوث الخاص للشرق الاوسط أنتوني زيني. وكالعادة من ينتقد اسرائيل يوصف في الاعلام الصهيوني بانه معادي للسامية".
يوضح عزريا بان العراق كانَ الهدف الاول للهيمنة الصهيونية، ومُحذراً من اعادة رسم خريطة العالم الاسلامي مِن خلال مشروع القرن الامريكي الجديد، فيقول:" كانَ تدمير العراق مسعى اليهود في الجذر، وقد صممَ على ذلك نحو 30 شخصاً من المحافظين الجُدد داخل دائرة نصف قطرها خمسة مباني سكنية في هذا المكتب "الكونغرس". كلهم تقريباً من اليهود وكُل واحداً منهم عبداً للصهيونية، فمثلاً توماس فريدمان، الكاتب اليهودي الصهيوني في صحيفة نيويورك تايمز، من الجبهة الليبرالية الجديدة كان يعمل على استهداف صورة العراق مع كين بولاك وبيل كيلر وديفيد رِمنيك. أفكار هذه العصابة اليهودية الصهيونية تتمحور حول التدمير والابادة الجماعية في العراق لتتمكن بعد ذلك من اعادة رسم خريطة العالم الاسلامي من خلال مشروع القرن الامريكي الجديد، وكانَ اخر ثقب لهذه الحرب المتعطشة للدماء هو المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي والذي يتخذ من واشنطن مقراً له.
يضيف عزريا في تحقيقه الصحفي: " قبل المضي قدمًا لا بُد مِن الاشارة الى ان المحافظين الجُدد في حد ذاتهم هم اشخاص يحملون أيديولوجية يهودية أخترعت مِن قبل عشرين متعصبًا في اسرائيل، مثل نائب وزير الدفاع الامريكي اليهودي بول ولفويتس والمستشار السياسي الامريكي اليهودي ريتشارد بيرل والذين كانا المهندسين الرئيسيين لتدمير العراق وقد اعترفا علنًا بانها محرقة وكانت تهدف لاطالة المجهود الحربي واخفاء الجرائم ضد المدنيين".
صهيون نذير الموت الاول في حرب الخليج الثانية
يقول عزريا في التحقيق الصحفي:"في الحادي والعشرين من شتاء فبراير شباط سنة 1991م، جاءت "أخبار الحرب" كعنوان رئيسي في طبعة "الصحافة اليهودية"، وهي صحيفة يهودية ارثوذكسية تخدم الجناح الديني لحركة المحافظين الجُدد في الولايات المتحدة. تقول "أخبار الحرب" انذاك بان العراقيين يمتلكون غرف غاز لجميع اليهود! العراق يقترب من كارثة جماعية. هذه الاخبار بحد ذاتها وضعت في المجلد رقم 12 العدد 1 من التقرير العالمي لمركز سيمون فيزنتال الصهيوني في ربيع سنة 1991م. وقد شُرحت وفُسرت هذه الأخبار بطريقة سيئة وفاضحة من قِبل القادة الصهاينة في امريكا: "تداعيات عالمية من عاصفة الصحراء، الالمان انتجوا المُبيد زيكلون بي في العراق، الالمان والعراقيون صنعوا غرف غاز لابادة اليهود". على الرغم من ان هذه القُصص تُمثل ذروة السخافة وأعلى قمة من السفاهة، الا انها استخدمت بكثرة في القراءات اليهودية لايجاد مُبرر جديد لغزو العراق".
يكشف عزريا ايضاً جانباً مُهماً من تفاصيل قصة نيرة الكويتية وحاضنات الاطفال، فيقول في التحقيق الصحفي:" قبل عدة أشهر من محرقة عاصفة الصحراء، قادَ توم لانتوس العضو الامريكي اليهودي من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الامريكي حملة "أنسانية" ضد ما وصفها "الفضائع العراقية في الكويت"، وكانَ الشاهد لحملته ابنة السفير الكويتي في امريكا تحت اسم وهمي "نيرة". ادعت هذه الفتاة في جلسة انسانية أعدها لانتوس للراي العام بان الجيش العراقي تعامل بوحشية مع محنة الاطفال في الحاضنات الخاصة، وبالفعل كانت هذه الهزلية بمثابة "ازمة انسانية" كذريعة لشن الحرب على العراق وتدميره. مع ذلك لم يكن هدف لانتوس من نشر هذه الخدعة البشعة خدمة مصالح الولايات المتحدة او الكويت، بل كان يستخدم هذه الاساليب القذرة لولعه بالصهيونية، وقد وُصفَ بانه الشخص الوحيد في الكابيتول هيل "الكونغرس" الذي عبرَ عن تفانيه الحقيقي لاسرائيل بحدودها من النيل الى الفرات، كأشارة الى علم الكيان الصهيوني".
يُضيف عزريا في تحقيقه: "الدافع من حاضنات الاطفال او بالاصح بنات أفكار لانتوس الصهيوني المتطرف، ان تعمل منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الانسان وبتمويل من مجموعة الملياردير اليهودي الصهيوني جورج سوروس، للتمهيد لارتكاب جرائم حرب في العراق ومن ثم تسليم العراق ووقوده "وقود اكاذيب المحرقة" الى فكي الفخ اليهودي، وهو ذات ما يحدث اليوم من تمهيد للطريق لارتكاب عدوان صهيوني ضد سوريا[8]. في نفس الوقت، قبل وبعد لانتوس السيء السمعة وجلسات استماع حاضنات الاطفال، أطلقَ المحافظين الجُدد مثل الخسيس تشارلز كروثامر وسادتهم الليكود الصهيوني في فلسطين المُحتلة حملة من المؤثرات النفسية لتشبيه العراق بالمانيا النازية وصدام حسين بادولف هتلر من خلال محاولة تجسيد التكرار منذُ الحرب العالمية الثانية[9]. هذا هو الطريق الملتوي لليهود دائماً وفرية الدم التي تعمل على صب الوقود الصهيوني ضد الشعوب كالشعب الفلسطيني الصامد الرائع الذي يتعرض الى محرقة صهيونية منذُ أكثر من قرن من الزمان تحت انظار الكلب الامريكي".
توم لانتوس وستيفن سولارز، وكلاء رئيسيين في تدمير العراق
يوضح عزريا ايضاً دور تل ابيب في دفع ادارة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب لخوض الحرب ضد العراق، فيقول في التحقيق الصحفي: "علاوة على ذلك، فالكيان الصهيوني المُجرم كانَ كالمطرقة الثقيلة للضغط على حكومة جورج بوش الاب بهدف خوض الحرب على العراق، وقد هُدد بانه اذا لم تهاجم امريكا العراق فاسرائيل ستنفذ ذلك بيديها، بل وذهبت تل ابيب ابعد من ذلك مِن خلال مطالبة امريكا بأستخدام الاسلحة النووية ضد العراق. في الوقت نفسه، عملَ المستشار السياسي الامريكي اليهودي ريتشارد نورمان بيرل على دفع عضو الكونغرس الامريكي ستيفن سولارز يشوع لرعاية قانون تفويض حرب الخليج الثانية "تدمير العراق سنة 1991م". في نهاية المطاف استسلمت ادارة جورج بوش الاب لوسائل الاعلام الصهيونية وتبنت القرار رسميًا".
طريق الموت على طول الخط السريع من الكويت للعراق قرابين لعيد المساخر اليهودي
يكشف عزريا ايضاً تفاصيل هامة حول المقابر الجماعية المجهولة بعد ان نفض عن ملفاتها غبار الزمان، فيقول في التحقيق الصحفي: "في ذروة عاصفة الصحراء، دعا بروس فين، المحامي الامريكي اليهودي المتخصص في الدستور والقانون الدولي، ادارة الرئيس بوش الاب الى الحد من قدرات العراق من خِلال تحويله الى ركام وصب النار بلا رحمة على الشعب العراقي كما جرى للمدنيين في برلين وطوكيو من قصف عشوائي لقوات الحلفاء والذي كانَ هدفه تحشيد المدنيين ضد الحكومة والجيش.في منتصف ليلة السادس والعشرين والسابع والعشرين من فبراير شباط سنة 1991، ارتكبت افضع الجرائم ضد الانسانية في التاريخ الحديث ضد قافلة عراقية تتألف من 2000 مركبة عسكرية ومدنية على طول الطريق السريع من الكويت الى العراق بالتعاون الكامل مع قرار الامم المتحدة رقم 660: "طريق الموت". لم يكن هناك شيء نقي امام الكم الهائل من الشر، فقد قصفت القوات الامريكية القافلة العراقية بابشع المواد الضارة والاسلحة مما تسببت بحرق عشرات الالاف من العراقيين ودمرت الالاف من السيارات والشاحنات والحافلات والدبابات. عدد الضحايا من الرجال والنساء والاطفال في هذه المجزرة الجماعية كانَ يقف بين 50،000- 150،000 ألف ضحية، مما دفعَ ادارة جورج بوش الاب باصدار امر سريع لدفن الجثث في مقابر جماعية مجهولة وبالتالي اخفاءها عن العالم واتهام نظام صدام حسين فيها فيما بعد. العديد من الكتاب والسياسيين شككوا في الاسباب الكامنة وراء "طريق الموت"، فلماذا يجب ان تنتهي الحرب بهذا الكم الهائل من الدماء؟ وما هو الغرض الحقيقي من ذلك؟ كانَ كُل شيء محيراً لعقولهم. هُناك الكثيرون يختارون طريق الخوف من الحساسية اليهودية، وبالتالي يتجنبون أضاءة النور عن ما هو مُختبأ في ظلام عيد المساخر اليهودي والمُستمد من كتاب استير التوراتي. جميع اليهود في انحاء العالم يحتفلون كل عام في هذا العيد بمناسبة ذبح ملك العمالقة هامان، العدو الابدي لليهود و 75،000 ألف من رجال ونساء واطفال قومه، واحتفالهم يتخلله اشعال النيران في دمية تمثل هامان ويشربون الكحول احتفالاً بخلاصهم، بحسب الديانة اليهودية. هذا السرد سيزعج الغزاة اليهود والصهاينة الظالمين في فلسطين: (من "طريق الموت سنة 1991م" الى "غزو العراق سنة 2003م" كانَ الشعب العراقي يُقدم كقرابين فيعيد المساخر اليهودي حتى نهاية عطلة الموت اليهودية والاخير هو البداية)، هذه هي حقيقة الحروب على العراق والمقابر البشرية الجماعية".
الحاخام الصهيوني مناحيم مندل أيشنيرسن
يُضيف عزريا ايضاً في تحقيقه: "الروحية، هي دليل عصابة المحافظين الجدد في حرب الخليج الثانية. كانَ الحاخام الصهيوني مناحيم مندل أيشنيرسن، زعيم عبادة الابادة الجماعية والعنصرية وكره الشعوب، يُخطط بجانب المحافظين الجُدد في امريكا على شن هذه الحروب بالتزامن مع عيد المساخر اليهودي لارضاء "تعاليم الرب الجيدة" مِن خِلال "سفك دماء الاغيار" بحسب عقيديتهم. هؤلاء من فصيلة بشرية مُختلفة تمامًا وقد جرى بالفعل تكريم الحاخام أيشنيرسن في احتفال رسمي بالكونغرس الامريكي كـ"قائد أخلاقي متسامح لهذا البلد. من المهم ايضاً ان نلاحظ انه بالرغم من وفاة الحاخام أيشنيرسن بعد ثلاث سنوات من حرب الخليج الثانية، ظلت الروابط قوية بين المحافظين الجدد وحركة تشاباد اليهودية الارثوذكسية في بروكلين بنيويورك كما كانت دائمًا في عهد أيشنيرسن. جميع المؤشرات تؤكد الجذور اليهودية لمحنة العراق، ومع ذلك فاليهود جزء لا يتجزأ من السجل الدموي لسياسات المحافظين الجُدد، فكِلاهما وجهان ضد العراق ومركزهما في البداية والنهاية في الكيان الصهيوني المُجرم".
حركة تشاباد اليهودية الارثوذكسية في بروكلين بنيويورك
صهيون نذير الموت الاول في غزو العراق سنة 2003م
يقول عزريا في التحقيق الصحفي:" قبل الابحار في موضوع غزو العراق، لا بُد من العودة قليلاً الى حقبة اواخر الخمسينيات، حينما حاولت اسرائيل اغتصاب النظام واسقاط الحكومة العراقية مِن خِلال تقديم المساعدات العسكرية الكبيرة الى الجماعات الكُردية الانفصالية في شمال العراق. منذُ تلك الفترة والالاف من عملاء الموساد الاسرائيلي يعملون في المناطق الشمالية للعراق ليس فقط لتقديم المساعدات وتدريب عملاءهم من الجماعات الانفصالية، بل لتوجيه العمليات السرية. في وقت مُبكر من سنة 1963م، حاولَ الكيان الصهيوني توفير الامن للفساد والوحشية المتمثلة بالدكتاتور مصطفى البارزاني- فيما بعد اصبحَ ابنه مسعود البارزاني خلفًا له في الفساد والوحشية في العراق- عن طريق تزويد ميليشياته بالاسلحة الشخصية وعشرات الملايين من الدولارات. منذُ سنة 1979م واسرائيل تعمل على توسيع نشاطها في العراق عن طريق مُختلف اجهزة استخبارات الجماعات الانفصالية المُسلحة وهذا الحلف الوثيق لا يزال في العمق الى يومنا هذا. في طبعة فبراير شباط من مجلة كيفونيم (مجلة لليهود والصهيونية- العدد 14-شتاء سنة 1982م، 5742)، كتبَ عوديد ينون، مستشار السياسة الخارجية الاسرائيلية، مقالة بالتفصيل والرسومات تحمل عنوان: استراتيجية اسرائيل في العقد 1980م، وجاء فيها فيما يخصُ العراق: "العراق بلد غني بالنفط من جهة وممزق داخليًا من جهة اخرى، وبالتالي فهو مُرشح ضمن اهداف اسرائيل. العراق أكثر اهمية لنا من سوريا واقوى منها. نظام صدام حسين يُشكل أكبر تهديد على اسرائيل على المدى القصير، لذلك فأن أي مواجهة تحدث بين الدول العربية ستساعدنا على المدى القصير من تقصير طريق الهدف والاكثر اهمية من ذلك هو تفتيت العراق كما هو الحال في سوريا ولبنان"، خطة عوديد ينون".
اسرائيليون مع قوات مصطفى البرزاني في اربيل-الصورة من الموساد
زيارة مصطفى البرزاني لسلاح الجو الاسرائيلي بعد النكسة
يُضيف عزريا حول هذه الخطط: "جرى تنشيط هذه الخطط مرة اخرى بعد مرور 14 عامًا، ولكن هذه المرة مِن قبل (مجموعة الدراسات الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة نحو 2000) في معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية الاسرائيلي في فلسطين المُحتلة. وهي مؤسسة بحثية جرى تطويرها مِن قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتياهو (اسمه الحقيقي بنيامين ميليكوسكي)، وتتالف من: ريتشارد بيرل زعيم المجموعة، جيمس كولبرت، تشارلز فيربانكس، دوغلاس فيث، روبرت لوينبرغ، ديفيد وورمسر وشقيقه ميراف وورمسر. جميعهم من المحافظين الجُدد ومن الاعضاء المؤسسين لمشروع القرن الامريكي الجديد ويعملون حالياً على تأليف خطة خطيرة بعنوان: "استراحة نظيفة: استراتيجية جديدة لتأمين المملكة"، والتي تدعوا للتعاون مع تركيا والاردن للاطاحة بعدد من الحكومات العربية في المنطقة ومن ثم العودة لاحقًا للعراق بهدف اعادة رسم خطوط الخارطة بما يضمن الامن لاسرائيل، مع التنويه بان بيرل وفيث وديفيد وورمسر كانوا ضمن افراد الخدمة الشريرة في ادارة بوش الاجرامية".
يقول عزريا المُعروف بولاءه للقضية الفلسطينية: "في العشرين من مارس اذار سنة 2012م، مرت الذكرى التاسعة لغزو العراق والابادة المُمنهجة لشعبه مِن قِبل جيوش ارهاب الولايات المتحدة كمعتدي رئيسي والمملكة المتحدة كمعتدي ثانوي، جنبًا الى جنب مع قوات ارهاب "تحالف الراغبين". لم يكن قتل الشعب العراقي لمصلحة "الامبراطورية الامريكية" او "الامبراطورية الغربية" كما يوصف عادة مِن قبل النشطاء الذين يتخوفون من توجيه الانتقاد للصهيونية باعتبارها قوة دولية يُمكن حمايتها من خِلال سُلطة اليهود المالية والسياسية، بل جرى قتل الشعب العراقي وتدمير البِلاد مِن قبل الصهيونية لحماية الكيان الصهيوني من جهة ولتعزيز مصالح "الامبراطورية اليهودية" من جهة اخرى مِن خلال استخدام وكيلهم "الكلب الامريكي" في الهجوم القذر الغادر على العراق".
يُضيف عزريا في التحقيق الصحفي: "ذلك هو السر العظيم الذي يخضع لحراسة مُشددة في الكابيتول هيل "الكونغرس الامريكي"، والذي يقول ان امريكا غزت العراق من اجل اسرائيل فقط. وعلى الرغم من المُحرمات الا ان الشخصيات السياسية ما تزال تعاني من زلة اللسان كما يقول المثل الشعبي، فوزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس اعترفت بهذه الحقيقة، فضلاً الى اربعة من نجوم جنرالات الحرب الامريكيين والرئيس السابق للقيادة المركزية الامريكية والمبعوث الخاص للشرق الاوسط أنتوني زيني. وكالعادة من ينتقد اسرائيل يوصف في الاعلام الصهيوني بانه معادي للسامية".
يوضح عزريا بان العراق كانَ الهدف الاول للهيمنة الصهيونية، ومُحذراً من اعادة رسم خريطة العالم الاسلامي مِن خلال مشروع القرن الامريكي الجديد، فيقول:" كانَ تدمير العراق مسعى اليهود في الجذر، وقد صممَ على ذلك نحو 30 شخصاً من المحافظين الجُدد داخل دائرة نصف قطرها خمسة مباني سكنية في هذا المكتب "الكونغرس". كلهم تقريباً من اليهود وكُل واحداً منهم عبداً للصهيونية، فمثلاً توماس فريدمان، الكاتب اليهودي الصهيوني في صحيفة نيويورك تايمز، من الجبهة الليبرالية الجديدة كان يعمل على استهداف صورة العراق مع كين بولاك وبيل كيلر وديفيد رِمنيك. أفكار هذه العصابة اليهودية الصهيونية تتمحور حول التدمير والابادة الجماعية في العراق لتتمكن بعد ذلك من اعادة رسم خريطة العالم الاسلامي من خلال مشروع القرن الامريكي الجديد، وكانَ اخر ثقب لهذه الحرب المتعطشة للدماء هو المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي والذي يتخذ من واشنطن مقراً له.
يضيف عزريا في تحقيقه الصحفي: " قبل المضي قدمًا لا بُد مِن الاشارة الى ان المحافظين الجُدد في حد ذاتهم هم اشخاص يحملون أيديولوجية يهودية أخترعت مِن قبل عشرين متعصبًا في اسرائيل، مثل نائب وزير الدفاع الامريكي اليهودي بول ولفويتس والمستشار السياسي الامريكي اليهودي ريتشارد بيرل والذين كانا المهندسين الرئيسيين لتدمير العراق وقد اعترفا علنًا بانها محرقة وكانت تهدف لاطالة المجهود الحربي واخفاء الجرائم ضد المدنيين".
صهيون نذير الموت الاول في حرب الخليج الثانية
يقول عزريا في التحقيق الصحفي:"في الحادي والعشرين من شتاء فبراير شباط سنة 1991م، جاءت "أخبار الحرب" كعنوان رئيسي في طبعة "الصحافة اليهودية"، وهي صحيفة يهودية ارثوذكسية تخدم الجناح الديني لحركة المحافظين الجُدد في الولايات المتحدة. تقول "أخبار الحرب" انذاك بان العراقيين يمتلكون غرف غاز لجميع اليهود! العراق يقترب من كارثة جماعية. هذه الاخبار بحد ذاتها وضعت في المجلد رقم 12 العدد 1 من التقرير العالمي لمركز سيمون فيزنتال الصهيوني في ربيع سنة 1991م. وقد شُرحت وفُسرت هذه الأخبار بطريقة سيئة وفاضحة من قِبل القادة الصهاينة في امريكا: "تداعيات عالمية من عاصفة الصحراء، الالمان انتجوا المُبيد زيكلون بي في العراق، الالمان والعراقيون صنعوا غرف غاز لابادة اليهود". على الرغم من ان هذه القُصص تُمثل ذروة السخافة وأعلى قمة من السفاهة، الا انها استخدمت بكثرة في القراءات اليهودية لايجاد مُبرر جديد لغزو العراق".
يكشف عزريا ايضاً جانباً مُهماً من تفاصيل قصة نيرة الكويتية وحاضنات الاطفال، فيقول في التحقيق الصحفي:" قبل عدة أشهر من محرقة عاصفة الصحراء، قادَ توم لانتوس العضو الامريكي اليهودي من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الامريكي حملة "أنسانية" ضد ما وصفها "الفضائع العراقية في الكويت"، وكانَ الشاهد لحملته ابنة السفير الكويتي في امريكا تحت اسم وهمي "نيرة". ادعت هذه الفتاة في جلسة انسانية أعدها لانتوس للراي العام بان الجيش العراقي تعامل بوحشية مع محنة الاطفال في الحاضنات الخاصة، وبالفعل كانت هذه الهزلية بمثابة "ازمة انسانية" كذريعة لشن الحرب على العراق وتدميره. مع ذلك لم يكن هدف لانتوس من نشر هذه الخدعة البشعة خدمة مصالح الولايات المتحدة او الكويت، بل كان يستخدم هذه الاساليب القذرة لولعه بالصهيونية، وقد وُصفَ بانه الشخص الوحيد في الكابيتول هيل "الكونغرس" الذي عبرَ عن تفانيه الحقيقي لاسرائيل بحدودها من النيل الى الفرات، كأشارة الى علم الكيان الصهيوني".
يُضيف عزريا في تحقيقه: "الدافع من حاضنات الاطفال او بالاصح بنات أفكار لانتوس الصهيوني المتطرف، ان تعمل منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الانسان وبتمويل من مجموعة الملياردير اليهودي الصهيوني جورج سوروس، للتمهيد لارتكاب جرائم حرب في العراق ومن ثم تسليم العراق ووقوده "وقود اكاذيب المحرقة" الى فكي الفخ اليهودي، وهو ذات ما يحدث اليوم من تمهيد للطريق لارتكاب عدوان صهيوني ضد سوريا[8]. في نفس الوقت، قبل وبعد لانتوس السيء السمعة وجلسات استماع حاضنات الاطفال، أطلقَ المحافظين الجُدد مثل الخسيس تشارلز كروثامر وسادتهم الليكود الصهيوني في فلسطين المُحتلة حملة من المؤثرات النفسية لتشبيه العراق بالمانيا النازية وصدام حسين بادولف هتلر من خلال محاولة تجسيد التكرار منذُ الحرب العالمية الثانية[9]. هذا هو الطريق الملتوي لليهود دائماً وفرية الدم التي تعمل على صب الوقود الصهيوني ضد الشعوب كالشعب الفلسطيني الصامد الرائع الذي يتعرض الى محرقة صهيونية منذُ أكثر من قرن من الزمان تحت انظار الكلب الامريكي".
توم لانتوس وستيفن سولارز، وكلاء رئيسيين في تدمير العراق
يوضح عزريا ايضاً دور تل ابيب في دفع ادارة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب لخوض الحرب ضد العراق، فيقول في التحقيق الصحفي: "علاوة على ذلك، فالكيان الصهيوني المُجرم كانَ كالمطرقة الثقيلة للضغط على حكومة جورج بوش الاب بهدف خوض الحرب على العراق، وقد هُدد بانه اذا لم تهاجم امريكا العراق فاسرائيل ستنفذ ذلك بيديها، بل وذهبت تل ابيب ابعد من ذلك مِن خلال مطالبة امريكا بأستخدام الاسلحة النووية ضد العراق. في الوقت نفسه، عملَ المستشار السياسي الامريكي اليهودي ريتشارد نورمان بيرل على دفع عضو الكونغرس الامريكي ستيفن سولارز يشوع لرعاية قانون تفويض حرب الخليج الثانية "تدمير العراق سنة 1991م". في نهاية المطاف استسلمت ادارة جورج بوش الاب لوسائل الاعلام الصهيونية وتبنت القرار رسميًا".
طريق الموت على طول الخط السريع من الكويت للعراق قرابين لعيد المساخر اليهودي
يكشف عزريا ايضاً تفاصيل هامة حول المقابر الجماعية المجهولة بعد ان نفض عن ملفاتها غبار الزمان، فيقول في التحقيق الصحفي: "في ذروة عاصفة الصحراء، دعا بروس فين، المحامي الامريكي اليهودي المتخصص في الدستور والقانون الدولي، ادارة الرئيس بوش الاب الى الحد من قدرات العراق من خِلال تحويله الى ركام وصب النار بلا رحمة على الشعب العراقي كما جرى للمدنيين في برلين وطوكيو من قصف عشوائي لقوات الحلفاء والذي كانَ هدفه تحشيد المدنيين ضد الحكومة والجيش.في منتصف ليلة السادس والعشرين والسابع والعشرين من فبراير شباط سنة 1991، ارتكبت افضع الجرائم ضد الانسانية في التاريخ الحديث ضد قافلة عراقية تتألف من 2000 مركبة عسكرية ومدنية على طول الطريق السريع من الكويت الى العراق بالتعاون الكامل مع قرار الامم المتحدة رقم 660: "طريق الموت". لم يكن هناك شيء نقي امام الكم الهائل من الشر، فقد قصفت القوات الامريكية القافلة العراقية بابشع المواد الضارة والاسلحة مما تسببت بحرق عشرات الالاف من العراقيين ودمرت الالاف من السيارات والشاحنات والحافلات والدبابات. عدد الضحايا من الرجال والنساء والاطفال في هذه المجزرة الجماعية كانَ يقف بين 50،000- 150،000 ألف ضحية، مما دفعَ ادارة جورج بوش الاب باصدار امر سريع لدفن الجثث في مقابر جماعية مجهولة وبالتالي اخفاءها عن العالم واتهام نظام صدام حسين فيها فيما بعد. العديد من الكتاب والسياسيين شككوا في الاسباب الكامنة وراء "طريق الموت"، فلماذا يجب ان تنتهي الحرب بهذا الكم الهائل من الدماء؟ وما هو الغرض الحقيقي من ذلك؟ كانَ كُل شيء محيراً لعقولهم. هُناك الكثيرون يختارون طريق الخوف من الحساسية اليهودية، وبالتالي يتجنبون أضاءة النور عن ما هو مُختبأ في ظلام عيد المساخر اليهودي والمُستمد من كتاب استير التوراتي. جميع اليهود في انحاء العالم يحتفلون كل عام في هذا العيد بمناسبة ذبح ملك العمالقة هامان، العدو الابدي لليهود و 75،000 ألف من رجال ونساء واطفال قومه، واحتفالهم يتخلله اشعال النيران في دمية تمثل هامان ويشربون الكحول احتفالاً بخلاصهم، بحسب الديانة اليهودية. هذا السرد سيزعج الغزاة اليهود والصهاينة الظالمين في فلسطين: (من "طريق الموت سنة 1991م" الى "غزو العراق سنة 2003م" كانَ الشعب العراقي يُقدم كقرابين فيعيد المساخر اليهودي حتى نهاية عطلة الموت اليهودية والاخير هو البداية)، هذه هي حقيقة الحروب على العراق والمقابر البشرية الجماعية".
الحاخام الصهيوني مناحيم مندل أيشنيرسن
يُضيف عزريا ايضاً في تحقيقه: "الروحية، هي دليل عصابة المحافظين الجدد في حرب الخليج الثانية. كانَ الحاخام الصهيوني مناحيم مندل أيشنيرسن، زعيم عبادة الابادة الجماعية والعنصرية وكره الشعوب، يُخطط بجانب المحافظين الجُدد في امريكا على شن هذه الحروب بالتزامن مع عيد المساخر اليهودي لارضاء "تعاليم الرب الجيدة" مِن خِلال "سفك دماء الاغيار" بحسب عقيديتهم. هؤلاء من فصيلة بشرية مُختلفة تمامًا وقد جرى بالفعل تكريم الحاخام أيشنيرسن في احتفال رسمي بالكونغرس الامريكي كـ"قائد أخلاقي متسامح لهذا البلد. من المهم ايضاً ان نلاحظ انه بالرغم من وفاة الحاخام أيشنيرسن بعد ثلاث سنوات من حرب الخليج الثانية، ظلت الروابط قوية بين المحافظين الجدد وحركة تشاباد اليهودية الارثوذكسية في بروكلين بنيويورك كما كانت دائمًا في عهد أيشنيرسن. جميع المؤشرات تؤكد الجذور اليهودية لمحنة العراق، ومع ذلك فاليهود جزء لا يتجزأ من السجل الدموي لسياسات المحافظين الجُدد، فكِلاهما وجهان ضد العراق ومركزهما في البداية والنهاية في الكيان الصهيوني المُجرم".
حركة تشاباد اليهودية الارثوذكسية في بروكلين بنيويورك
صهيون نذير الموت الاول في غزو العراق سنة 2003م
يقول عزريا في التحقيق الصحفي:" قبل الابحار في موضوع غزو العراق، لا بُد من العودة قليلاً الى حقبة اواخر الخمسينيات، حينما حاولت اسرائيل اغتصاب النظام واسقاط الحكومة العراقية مِن خِلال تقديم المساعدات العسكرية الكبيرة الى الجماعات الكُردية الانفصالية في شمال العراق. منذُ تلك الفترة والالاف من عملاء الموساد الاسرائيلي يعملون في المناطق الشمالية للعراق ليس فقط لتقديم المساعدات وتدريب عملاءهم من الجماعات الانفصالية، بل لتوجيه العمليات السرية. في وقت مُبكر من سنة 1963م، حاولَ الكيان الصهيوني توفير الامن للفساد والوحشية المتمثلة بالدكتاتور مصطفى البارزاني- فيما بعد اصبحَ ابنه مسعود البارزاني خلفًا له في الفساد والوحشية في العراق- عن طريق تزويد ميليشياته بالاسلحة الشخصية وعشرات الملايين من الدولارات. منذُ سنة 1979م واسرائيل تعمل على توسيع نشاطها في العراق عن طريق مُختلف اجهزة استخبارات الجماعات الانفصالية المُسلحة وهذا الحلف الوثيق لا يزال في العمق الى يومنا هذا. في طبعة فبراير شباط من مجلة كيفونيم (مجلة لليهود والصهيونية- العدد 14-شتاء سنة 1982م، 5742)، كتبَ عوديد ينون، مستشار السياسة الخارجية الاسرائيلية، مقالة بالتفصيل والرسومات تحمل عنوان: استراتيجية اسرائيل في العقد 1980م، وجاء فيها فيما يخصُ العراق: "العراق بلد غني بالنفط من جهة وممزق داخليًا من جهة اخرى، وبالتالي فهو مُرشح ضمن اهداف اسرائيل. العراق أكثر اهمية لنا من سوريا واقوى منها. نظام صدام حسين يُشكل أكبر تهديد على اسرائيل على المدى القصير، لذلك فأن أي مواجهة تحدث بين الدول العربية ستساعدنا على المدى القصير من تقصير طريق الهدف والاكثر اهمية من ذلك هو تفتيت العراق كما هو الحال في سوريا ولبنان"، خطة عوديد ينون".
اسرائيليون مع قوات مصطفى البرزاني في اربيل-الصورة من الموساد
زيارة مصطفى البرزاني لسلاح الجو الاسرائيلي بعد النكسة
يُضيف عزريا حول هذه الخطط: "جرى تنشيط هذه الخطط مرة اخرى بعد مرور 14 عامًا، ولكن هذه المرة مِن قبل (مجموعة الدراسات الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة نحو 2000) في معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية الاسرائيلي في فلسطين المُحتلة. وهي مؤسسة بحثية جرى تطويرها مِن قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتياهو (اسمه الحقيقي بنيامين ميليكوسكي)، وتتالف من: ريتشارد بيرل زعيم المجموعة، جيمس كولبرت، تشارلز فيربانكس، دوغلاس فيث، روبرت لوينبرغ، ديفيد وورمسر وشقيقه ميراف وورمسر. جميعهم من المحافظين الجُدد ومن الاعضاء المؤسسين لمشروع القرن الامريكي الجديد ويعملون حالياً على تأليف خطة خطيرة بعنوان: "استراحة نظيفة: استراتيجية جديدة لتأمين المملكة"، والتي تدعوا للتعاون مع تركيا والاردن للاطاحة بعدد من الحكومات العربية في المنطقة ومن ثم العودة لاحقًا للعراق بهدف اعادة رسم خطوط الخارطة بما يضمن الامن لاسرائيل، مع التنويه بان بيرل وفيث وديفيد وورمسر كانوا ضمن افراد الخدمة الشريرة في ادارة بوش الاجرامية".
التعديل الأخير: