بسم الله الرحمن الرحيم
برنامج إسرائيل الفضائي
اردت ان اضع بين ايدي الاخوة هاذ التقرير عن برنامج اسرائيل الفضائي .إن معرفة قدرات الكيان الصهيوني المعادي للأمة العربية ، هي ضرورة عربية حيوية .
في الأسطر التالية إشارة إلى القدرات الفضائية الإسرائيلية التي كان مكوك الفضاء الأمريكي" كولومبيا " المحترق ( يوم الأول من شباط 2003 ) يضم صفحة من صفحاتها المهمة . و كان من بين أفراد طاقمه " إيلان رامون " ، أول رائد فضاء إسرائيلي .
و إيلان رامون ، ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي و المتخصص في الهندسة الألكترونية ، كان قد بدأ تدريباته في ناسا منذ عام 1988 ، و انطلق بالفعل على متن المكوك كولومبيا ، الذي احترق يوم 1 / 2 / 2003 أثناء رجوعه من الفضاء في طريق العودة إلى الأرض . و من المفارقات أن الصحافة العربية و على الأخص الأردنية أخذت تتباكي على هذا الرائد الفضائي الإسرائيلي بحجة أنه كان في مهمة علمية و لا علاقة لذلك بالسياسة . القليل من الصحفيين ألأردنيين و العرب أدركوا هول المشكلة . و للعلم ، فإن إيلان رامون عقيد في سلاح الجو الإسرائيلي و شارك في ضرب المفاعل الذري العراقي " تموز " سنة 1981 ، كما شارك قبلها في حرب أكتوبر 1973 و في غزو لبنان عام 1982 .
- بدأت إسرائيل نشاطها الفضائي بداية متواضعة في عام 1959 ، ثم ركزت هذا النشاط في أعقاب حرب 1967 حين خصصت ميزانية صغيرة لغرض تطوير قمر صناعي إسرائيلي للإستطلاع.
في عام 1983 أعلنت إسرائيل عن إنشاء " وكالة الفضاء الإسرائيلية " ISA ، كهيئة تابعة لوزارة البحث العلمي لتنسيق أنشطة البحث العلمي في الفضاء . و بدأت هذه الوكالة نشاطاً مكثفاً ، إذ أنشأت على الفور عدة لجان متخصصة و ذات مهام محددة ، و تم توثيق روابطها بالوكالات المتخصصة للدول المتقدمة فضائياً ، مثل وكالة الفضاء الأمريكية NASA و وكالة الفضاء الأوروبية ESA و المركز القومي الفرنسي لأبحاث الفضاء ، و مركز أبحاث الفضاء الألماني ، و آخيراً مع اليابان و وكالة الفضاء الروسية .
في عام 1986 تم إنشاء معهد بحوث الفضاء لتزويد الصناعة الإسرائيلية بالخبرات العلمية و الهندسية في مجالات علوم الفضاء المختلفة و التي تشمل علوم ميكانيكا الفضاء و نظم الدفع الصاروخي للمركبات الفضائية و قاذفات الإطلاق و علوم التحكم و التوجيه و المواد و تصميم الهياكل الفضائية .
في عام 1986 و قعت إسرائيل إتفاقاً مع الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في " مبادرة الدفاع الإستراتيجي " المعروفة بإسم " حرب النجوم " ، للقيام بتجارب على الصواريخ المضادة للصواريخ و قطعت شوطاً كبيراً .
و في عام 1990 و بعد غزو العراق للكويت ، أسرعت إسرائيل إلى طلب نشر بطاريات من صواريخ " باتريوت " الأمريكية فوق أراضيها ، إثر تساقط الصواريخ العراقية فوق مستوطناتها .
في عام 1991 وقعت إسرائيل إتفاقية تعاون مع وكالة الفضاء الروسية .
و في5 نيسان 1995 توجت إسرائيل جهودها بإطلاق قمر الإستطلاع ( أفق – 3 ) ، فأصبح لديها منظومة إستطلاع متكاملة ، حتى لا تتعرض لمفاجأة مثل التي حققها الجيش المصري بعبور قناة السويس في أكتوبر 1973 .
و في أيار 1995 أطلق قمر صناعي إسرائيلي من قاعدة إطلاق روسية . إن اللجوء للروس في إطلاق هذا القمر ، لم يكن لعجز اسرائيلي عن فعل ذلك ذاتياً و إنما في إطار مخطط عام لوراثة كل ما هو نافع من تراث الفضاء السوفياتي .
في ديسمبر 1995 قدم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عرضاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي فرصة تحليق رائد فضاء إسرائيلي في إحدى رحلات مكوك كولومبيا و على حساب الولايات المتحدة . و أية دولة أخرى غير إسرائيل ترغب في عمل ذلك ، كان عليها أن تدفع 300 مليون دولار مقابل ذلك .
و تعقد إسرائيل علاقات وثيقة مع العلماء اليهود و الصهاينة المقيمين في دول أخرى . كما أنها استفادت من انهيار الاتحاد السوفياتي فاستوعبت الآلاف من العلماء السوفيات و ضمتهم إلى برنامجها الفضائي .
و في يوم 28 ايار 2002 نجحت إسرائيل في إطلاق قمرها ( أفق – 5 ) ، مما يعني تأكيد إسرائيل على سلامة أداء الصاروخ شافيط طويل المدى و القادر على حمل أسلحة نووية . و الجدير بالذكر أن مداره يتيح له تغطية المنطقة العربية و باكستان و أفغانستان و إيران و الجزء الأكبر من تركيا و تصوير كل ما يجري على أرض هذه المنطقة عدة مرات في اليوم . - لقد أصبحت إسرائيل الدولة الفضائية الثامنة في نادي دول الفضاء في يوم 19 أيلول 1988 ، عندما تمكنت من إطلاق قمرها الصناعي الأول ( أفق – 1 ) بقدرات إطلاق ذاتية . ثم أطلقت:
- أفق – 2 أطلق إلى الفضاء يوم 2 نيسان 1990 ، و هذا القمر يزن 155 كيلو غراماً .أفق – 3 أطلق إلى الفضاء يوم 5 نيسان 1995 ، يزن 225 كيلو غراماً و له مدار ، أقصى ارتفاعه ( الأوج ) يبلغ 729 كيلو متراً و أصغر ارتفاع ( الحضيض ) يبلغ 368 كيلو متراً . و هذا القمر التجسسي أطلق بصاروخ إسرائيلي ، هو صاروخ شافيط ، طورته إسرائيل معتمدة على علمائها من الألف إلى الياء ، و من قاعدة إطلاق إسرائيلية ، و في مسار من أصعب مسارات الإطلاق ( عكس إتجاه دوران الأرض ) . و تبدو الصورة أكثر اكتمالاً مع التصريحات التي أعقبت إطلاق هذا القمر و من قبل أكثر من مسؤول إسرائيلي كبير : " إن إسرائيل أصبحت تملك بشكل مستقل إمكان الحصول على المعلومات الإستراتيجية دون الاعتماد على بلدان أخرى " و يشير ذلك على تجاوز الولايات المتحدة في هذه المعلومات أيام حرب 1973 و حرب الخليج .
- عاموس – 1 هو قمر الاتصالات الإسرائيلي الأول ، أطلقته إلى الفضاء يوم 16 أيار 1996 و وضعته في المدار الجغرافي الثابت ، على ارتفاع 36 ألف كيلومتر . و لأن هذا الارتفاع خارج تماماً عن قدرة الصاروخ شافيت الإسرائيلي ، فقد تم إطلاق القمر يواسطة صاروخ إريان . و يغطي القمر منطقة الشرق العربي ببث تلفزيوني مباشر ، و ذلك كله يتم بالطبع في إطار تجميل وجه إسرائيل لدى الناطقين بالعربية و إعادة كتابة وقائع الصراع العربي الإسرائيلي بما يتواءم مع الأهداف الصهيونية و رعاية بذور التجزئة العربية و ضرب وحدة الثقافة و التاريخ و الوطن و المصير و زيادة التشرذم ، ناهيك عن إعلاء قيم الفردية و الاستهلاك و الاستمتاع .
- و تعقد إسرائيل علاقات وثيقة مع العلماء اليهود و الصهاينة المقيمين في دول أخرى . كما أنها استفادت من انهيار الاتحاد السوفياتي فاستوعبت الآلاف من العلماء السوفيات و ضمتهم إلى برنامجها الفضائي .
إسرائيل تستعد لإطلاق تلسكوب فضائي بالتعاون مع الهند ، التي تعمل معها في برنامج مشترك لإطلاق الأقمار الصناعية ، و من المقرر أن يطلق أولها قبل عام 2005 .
و طورت إسرائيل أول صواريخها بالتعاون مع شركة مارسيل داسو الفرنسية . و هي حالياً تقوم بتطوير قمر صناعي مع فرنسا و سيتم الإطلاق في عام 2007.
و ما زال التعاون يجري على قدم و ساق مع هولندا و أوكرانيا و الصين التي أعلنت عن مخططات لبناء وادي التكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع إسرائيل .
و قد وضعت أسرائيل عينها على الفضاء منذ سنوات عديدة لعدة أهداف عسكرية و سياسية و استراتيجية . فهي تدرك أنها لن تستطيع أن تعتمد إلى الأبد على مظلة الحماية الأمريكية ، فالمسألة بالنسبة لإسرائيل تعد قضية تمس صميم الأمن القومي للدولة ، فلا يمكن تركها للتغيرات السياسية و الدولية التي لا يمكن التنبؤ بها .
فيما تضغط أمريكا بقوة لنزع السلاح العربي ( جيش عراقي منزوع السلاح ) و تحويل الجيوش العربية إلى جيوش إستعراضات ( و عمل إنقلابات حين الضرورة ) ، فإن إسرائيل تصبح خامس دولة في العالم في تصدير السلاح و ثامن دولة في نادي دول الفضاء . أمريكا هي الزبون الأول للسلاح الإسرائيلي ، و الهند و تركيا هما أبرز المستوردين . بلغت قيمة صادرات الأسلحة الإسرائيلية (4.18) مليار دولار في عام 2002 ، أي بارتفاع نسبته ( 70 % ) مقارنة بالعام الذي سبقه .
تسعى إسرائيل إلى أن تدخل مع الولايات المتحدة في مشاركة من أجل تطوير بعض البرامج الفضائية و الطيرانية ، مما يتيح لها الحصول على كثير من أسرار هذه الصناعة و التي لا يمكن الحصول عليها بقدراتها الذاتية إلا بإنفاق تطويري و بحثي باهظ .
و تهدف إسرائيل لتحقيق السيادة التقنية في الفضاء في منطقة الشرق الأوسط ، و بالتالي تكون المستفيدة الأولى من الفرص التجارية التي تظهر في هذا المجال عند استقرار السلام في المنطقة . و هذه الكعكة لخدمات الفضاء التجارية العالمية تقدر بمليارات الدولارات .
إن إسرائيل بصدد رسم سياسة جديدة للهيمنة الاستراتيجية و الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط ، و استراتيجيتها في المنطقة ، أن تدخل المفاوضات التي من المتوقع أن تجري في مرحلة لاحقة على المياه و البترول و أنابيب البترول و قنوات توصيل البترول من موقع القوة ، و هو موقع المالك للمعلومات التي تعد سلاح القرن الواحد و العشرين ، في الوقت الذي تظن فيه بعض الدول العربية أنها تملك الأرض و واقع الحال يقول ، أن الأرض تسحب من تحت أقدامها .
و هناك مخطط إسرائيلي محكم للتعامل من موقع ريادي مع عصر الفضاء ، تعززه قدرات عالية و غاية في التقدم ، أولاها قدرة على تصميم و تصنيع صواريخ تصعد إلى الفضاء بحمولات كبيرة ، من بينها حمولات ذرية ، و ليس فقط الأقمار الصناعية إلى الفضاء الخارجي . و لدى إسرائيل صواريخ دفع يصل مداها إلى 1500 كيلومتر ، منها صاروخ شافيط ، الذي تستخدمه لإطلاق أقمارها الصناعية . و هناك صواريخ ( أريحا – 1 ) و ( أريحا – 2 ) و ( أريحا – 3 ) . و هناك صواريخ مضادة للصواريخ ، بما في ذلك صاروخ ( آرو ) ، الذي أعد بمعونة فنية و مالية أمريكية ، في إطار مشروع مبادرة الدفاع الإستراتيجية ( حرب النجوم ) ، و الذي أشيع عام 2002 ، أن إسرائيل تتفاهم مع أمريكا ، كي تبيع صفقات منه إلى الهند و غير الهند .
إذن لإسرائيل برنامج فضائي متكامل و قادر على فتح آفاق للسيطرة على المنطقة العربية . و من المؤسف أننا لا نجد أية بادرة و من أية دولة عربية لإدراك هذا الخطر و مهتمة بوضع تصور لبرنامج عربي فضائي و صناعة فضائية عربية مستقلة . و لو توفرت الإرادة السياسية و الدعم الواعي و طويل النفس لتحقق هذا البرنامج المبتغى .
إذن لدى إسرائيل الوعي الفعال بمسار التقدم العلمي و التقني بإمكاناته الحالية و آفاقه المستقبلية . لديها وكالة فضاء إسرائيلية متخصصة لقيادة العمل في هذا المجال ، لديها استراتيجية محددة و أهداف واضحة يساندها في هذه المهمة معهد أبحاث الفضاء و مشاركة الشركات و المؤسسات الاقتصادية و العسكرية في هذا الجهد الصناعي . - و هكذا فإن إسرائيل أصبحت تطور و تصنع و تبيع الكثير من معدات عصر المعلومات و الفضاء ، حتى للبلدان المتقدمة صناعياً ، بينما لا يسمح للعرب حتى بتطوير قدراتهم
- منقول من النت
التعديل الأخير: