محمد أفندى العباسى.. رافع علم مصر على خط بارليف يسرد ذكريات "10 رمضان": رئيس الكتيبة طلب "صيد ثمين"

safelife

عضو
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
8,319
التفاعل
17,861 0 0
محمد أفندى العباسى.. رافع علم مصر على خط بارليف يسرد ذكريات "10 رمضان": رئيس الكتيبة طلب "صيد ثمين" فاستقرت طلقات الجنود فى عين جنرال إسرائيلى.. أطالب السيسى بـ"الحج".. وأقول له: أجرنا نحتسبه عند الله


s72014717618.jpg

الشرقية فتحية الديب


41 عاماً مرت على ذلك المشهد.. يوم تمكن المقاتل محمد أفندى العباسى، من اعتلاء أول نقطة حصينة بخط بارليف، وتنكيس العلم الإسرائيلى ورفع علم مصر عالياً مخترقاً سحب دخان معركة العزة والكرامة.
1%20%281%29.jpg

اسمه الكامل محمد محمد عبد السلام العباسى، بطلاً من أبطال حرب 6 أكتوبر ـ 10 رمضان، التى تحل ذكراها اليوم، لم ينل من التكريم سوى شهادة بسيطة، ومصافحة الرئيس الراحل أنور السادات.. منذ شهور قادته قدميه إلى مقر وزارة الدفاع طلباً للحصول على تأشيرة حج نظراً لدوره فى معركة التحرير، إلا أنه فوجئ بسؤال آلمة ـ على حد قوله ـ ماذا قدمت لمصر لتحج على نفقة الدولة؟
1%20%282%29.jpg

فى منزل بسيط بمدينة "القرين" التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، كان لـ"اليوم السابع" هذا اللقاء، سألناه عن ذكرياته مع ذكرى العاشر من رمضان، فأجاب: "كل سنة تمر بحس إنى بتولد من جديد.. بحس إنى عايش حلم انتصارات الحرب كل سنة.. أنا قعدت فى الجيش 10 سنين قبل الحرب، من أجل هذا اليوم.. رحمة الله على الرئيس السادات.. أول من كرمنى فى ذكرى الحرب".
1%20%283%29.jpg

واستكمل محمد أفندى، حديثه لـ"اليوم السابع" بأعين ملاءها بريق نصر ليس ببعيد، ملتقطاً أنفاسه كمن أدى رسالته على أكمل وجه: "يوم مارفعت علم مصر بعد العبور، كانت أجمل فرحة فى حياتى كلها.. أتذكر صوت قائد الكتيبة فى أذنى وهو يصرخ (ارفع العلم يا عباسى) وسط تعالى هتاف الله أكبر وتحيا مصر".
1%20%284%29.jpg

العباسى سرد لـ"اليوم السابع" قصة التحاقه بالجيش، قائلاً: "ولدت 21 فبراير 1947، بمدينة القرين الشهيرة بمواقفها فى مقاومة الاحتلال الإنجليزى سوأ فى معارك "التل الكبير" أو فى العدوان الثلاثى على مصر، حيث كان الأهلى يهاجمون معسكرات العود ويستولون على أسلحتهم من آن إلى آخر.. ومنذ ذلك الحين، انغرس فى قلبى حب الوطن".
1%20%285%29.jpg

استكمل العباسى قصته مع ذكرياته مع الجندية، ومن حوله جلس أحفاداً صغار، ينصتون بوجوه اعتلتها كافة آيات الفخر والاعتزاز رغم ما يحيط بهم من قطع آثاث تشى بفقر لا تخطئه عين: "كنت أحرص فى صغرى على الاستماع لحكاوى أبى وأجدادى عن بطولات مقاومة الاحتلال البريطانى، وازددت حباً لهذا الوطن، وودت أن أكون من بين المقاومين.. وفى فترة النكسة تم استدعائى لأداء الخدمة العسكرية عام 1968، وانتقلت حينها إلى الإسماعيلية، ومنها إلى قناة السويس".
1%20%286%29.jpg

"كنت حينها بسلاح المشاة.. وفور وصولنا قناة السويس، كان الجيش الإسرائيلى يدشن خط بارليف"، قالها محمد أفندى ، ومن خلفه صورة معلقة على الحائط يظهر فيها وهو يرفع العلم على خط بارليف، فى جهة، وفى الجهة المقابلة الرئيس الراحل أنور السادات يؤدى التحية العسكرية. وتابع : "كانت النيران تغلى فى عروقنا كجنود مصريين، وكفلاح شرقاوى ولكن كان علينا الصمود أنا وزملائى حيث كانت التعليمات لدينا بعدم ضرب النيران على الأعداء فى تلك الفترة، وكانت مصر كلها فى وعكة إقتصادية كبيرة وكان الدخل كله مخصص للقوات المسلحة، حتى رزقنا الله بالقادة العظام المخلصين الذين أعدوا الجيش فى فترة الأستنزاف".
1%20%287%29.jpg

واستطرد "محمد أفندى": "قائد كتيبتنا كان بيغلى من جواه، زى أى مصرى دمه حامى.. وذات يوم قال لنا (هو أنا هستنى لما أبوى يقول ليه أضرب وأنا عندى ذخيرة) فطلب منا أنا نصعد فوق مستشفى قناة السويس، وقال لينا أنا عايز صيد ثمين من لعدو وفى تلك الفترة كان قائد القطاع الشمالى الإسرائيلى جاى فى زيارة للموقع وقاما جندين منا وهما حمزة عرنسة وحسن إبراهيم بإصابته فى عينه ومات فى الحال، وكانت فرحة كبيرى وتم مكأفاة الجنديين بصرف 50 جنيها لكل منهما فى الفترة التى كان الجندى المصرى يتقاضى 243 قرشا، ومن هنا نشطت القناصة المصرية على شط قناة السويس.
وأضاف: "فى تلك الفترة بدأت إسرائيل تشن حرب نفسية علينا عن طريق إمداد جنودهم بالزاد ونحن كنا نأكل ما يكفى لوجبة واحدة فى اليوم، وقيامهم بحضور الفتيات لإثارة الغريزة عندنا لكن دائما إيمانا بالنصر وبالله كان أقوى سلاح، ثم توالت الأعمال القتالية، وبدأنا نضع الألغام فى طريق الدبابات الإسرائيلة، حتى جاءت الأوامر بعبور مجموعة من الجنود المصرين قناة السويس ليلا وانتظار الدورية الإسرائيلة وتم تدميرها وأخذ أسرى منهم وكان عددنا 12 جنديا.. وانتظرنا حتى مرت الدورية وقمنا بتدميرها، وفتح ناقلات الجنود وأخذ 3 أسرى وقمنا بتوثيقهم ووضعنا عوامة فى رقبتهم لكى لايغرقوا منها وعمنا بهم فى القناة وبعدها انقلبت الدنيا فى إسرائيل إزاى جنود مصريين معهم بندقية وكريك يقوموا بتلك العملية وقاموا بالرد علينا بالطيران واستشهد 4 منا وأصبت بدفعة نيران بفخذى الأيمن".
1%20%288%29.jpg

ويستكمل قصة إصابته قائلاً: "نقلت إلى مستشفى الصالحية القديمة للعلاج، وخفت أن أهالى يعرفوا بعت لهم رسالة كتابية أخبرهم أنى بتعالج من البلهارسيا فى المستشفي، بس محدش جالى ولا الرسالة وصلت فحمدت ربنا".
وتابع : "أخذت إجازة قصيرة ورجعت الموقع تانى للقتال مع الجنود حتى جاء يوم 5 أكتوبر 1973 وكنا فى رمضان وجاءت التعليمات أن غدا صرف وجبة فطار لجميع الجنود وكانت صلاة الجمعة عن الاستشهاد ومكانة الشهيد، وهنا شعرت بأن ساعة الثأر قد حانت وخاصة أننا فى صلاة الجمعة كنا نسجد على علم مصر وفى صباح يوم السادس من اكتوبر 1973 ـ والعاشر من رمضان 1393 بدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج وفى حالة استرخاء وكانت جميعها حركات تمويهية إرادية، ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكنت فى طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم اهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وقمت باطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية وفى الوقت نفسه كانت المدفعية المصرية تصب نيرانها على الهدف ذاته".
واستطرد: "تمكنت من قتل عدد من الأعداء وهنا دقت الفرحة فى قلوبنا جميعا وقلت لقائد الكتيبة المقدم ناجى من الفرحة مبروك يا ناجى مبروك يا ناجى، قالى مبروك ياعباسى وارفع العلم يا بطل فقمت بإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى رمز الدولة وعزتها بدلا منه، ومازال بخاطرى صورة الطيران المصرى وهو عائد بعد أن دك المطارات الاسرائيلية وشاهدت كلمة الله وأكبر مكتوبة بخط السحب المتصاعدة من المقذوفات وهنا قال الجميع أن العباسى أول جندى مصرى يرفع العلم المصرى على أول نقطة حصينة فى خط بارليف".
1%20%289%29.jpg

وأضاف العباسى ، أنه بعد توقف إطلاق النيران سمح لى بزيارة أهالى حيث كان ثانى أيام عيد الفطر المبارك ، وعندما نزلت القرين، فؤجئت بمأمور قسم القرين جاء وقال لأسرتى "عايزن نزف البطل العباسى الرفع العلم المصرى فى حرب أكتوبر، وجابوا حصان ركبت عليه ومعى علم مصر وقام أهالى قريتى بالتصفيق والزغاريد يرددون "محمد أفندى رفعنا العلم" وعمت الفرحة جميع أبناء القرية ورزقنى الله بعد ذلك بمولد سمته نصر ثم رزقنى الله ببنتين وبعد وفاة زوجتى تزوجت من أخرى ورزقت منها بطفل وطفلة".
وفى ختام حديثه، وجه "العباسى" كلمة للرئيس السيسى، مطالباً إياه بـ"الحج"، قائلاً: "أنا ذهب فى فترة سابقة لوزارة الدفاع لتقديم طلب للحج على نفقة الوزارة رفضوا.. وقال لى ضابط (أنت عملت أيه عشان تحج) كما أن اسمى لم يطلق على أى مدرسة أو شارع بمدينة القرين.. بس إحنا أجرنا نحتسبه عند الله".


 
هؤلاء المجاهدون وليس المخنثون ممن نراهم هذه الايام
 
الذى اعرفة ان مكافئة القناص المصرى الذى يقتل جندى اسرائيلى
كانت خمسة جنيهات وعلبة سجائر
خمسون جنية مبلغ كبير و اعتقد السبب رتبة القتيل
 
مشهد سوف يخلده التاريخ الحديث

version4_octoberWAR.jpg
 
عودة
أعلى