كم هو صعب أن يكون المرء مسلماً هذه الأيام !
كل عام مع حلول شهر رمضان المبارك
تنتابني أعراض خوف من مآسٍ ومذابح تزامنت دوماً معه
فكم تطول قائمة الحروب والفجائع التي أفسدت علينا فرحة صيامه
وكأن الحروب التي قُدِّرت علينا من أعدائنا لا تكفينا
كثيراً ما واصل المسلمون سفك دماء بعضهم بعضاً في أكثر من حرب
غير معنيّين بقول النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم):
"لئن تُهدَم الكعبة حجراً على حجر خير عند اللّه مِن أن يُهدر دم مسلم".
فكيف لنا أن نطالب غيرنا باحترام شهر، ما احترمنا حرمته
ونلوم أعداءنا إن هم استرخصوا أرواحنا ودماءنا
وقد أهدرنا لسنوات دماء إخواننا على مرأى منهم؟
جرائم داعش و فظائع وحشيتهم و غيرهم من التنظيمات الإسلامية المتشددة
و من كافة المذاهب يستبحون دماء أخوتهم المسلمين و يُقتل بعضهم صياماً
واغتيل بعضهم وهم عائدون مساءً من المساجد
وبعضهم يذُبح على طاولة إفطاره وتركوهم جثثاً وقد تدفّق دمهم على الموائد.
فهل سمعتم كفراً أكبر من هذا؟
لقد أصاب الإسلامَ مِن أذَى هؤلاء، وغيرهم من القَتَلَة، أكثر مما أصابه من أذَى أعدائه.
فقد صدّروا إلى العالم على مدى سنوات، فظائع إنجازاتهم في الإجرام
تحت تسمية الإسلام وزوّدوا تلفزيونات الغرب بما كانت تحتاج إليه لإثبات
"دمويّة الإسلام ووحشيّة المنتسبين إليه".
فكم يلزمنا اليوم من وقت ومن جهد ومال، لتفنيد هذه التهمة؟
بل، وحتى "اللّه أكبر" التي أرادها اللّه تعالى، نداءً بذكره تطمئن القلوب
جعلوا منها مصدر رعب، ونداءً يبثُّ الذعر في قلوب الأطفال الآمنين،.
ذلك أن الإرهابيين كانوا كلّما أغاروا ليلاً على القرى البائسة
في سوريا و الجزائر و العراق و اليمن و ليبيا
دخلوها شاهرين سكاكينهم وسواطيرهم منادين بأصوات مُرعبة "اللّه أكبر"
قبل أن ينقضُّوا على القرويين العُزل ذبحاً وتنكيلاً .
ما جعل الأطفال يصابون بالرعب ويشرعون في البكاء
كلّما سمعوا المؤذن يرفع الأذان و ينادي الله أكبر
وها قد جاءنا رمضان داعش في الشام و العراق
قتلة يدّعون الجهاد ، يرفعون رايات الإسلام ويزرعون الذعر في قلوب العباد
ويسبُون النساء ويذبحون وينكّلون ويرسمون حدود دولتهم الإسلامية بالجماجم
ما حاجتهم لسماع أخبار القدس الشريف و غزة هاشم مادامت جرائمهم تصنع الخبر !
اللَّهم في هذا الشهر الكريم ترفّق بمن لاذ بك واحمِ أناساً عزلاً من قتلة يدّعون أنهم يدك
يا الله اجعل في اسمك طمأنينتنا
فكم هو صعب أن يكون المرء مسلماً هذه الأيام!
التعديل الأخير بواسطة المشرف: