الجهاد مسألة مثيرة للجدل فيما بين المسلمين أنفسهم، وموضوع للنقاش بين العلماء. أود هنا أن نناقش هذه القضية وسأبدأ بطرح بعض الأفكار. طبعا أنا لا أدعي أنني أملك الجواب المطلق بل أسعى إلى سماع الآراء المختلفة التي يمكن أن تساهم بتنويري وإلقاء الضوء على قضية خلافية.
المسلمون استخدموا كلمة الجهاد لوصف ثلاثة أنواع مختلفة من النضال:
• صراع المؤمن الداخلي لاتباع الدين الإسلامي قدر المستطاع.
• النضال من أجل بناء مجتمع مسلم جيد.
• الحرب المقدسة وهي النضال من أجل الدفاع عن الإسلام بالقوة إذا لزم الأمر.
كثير من الكتاب المحدثين يدعون أن المعنى الرئيسي من الجهاد هو النضال الروحي الداخلي، بمعنى أن على المسلمين بذل جهد كبير للعيش بما أوعز لهم الله ؛ أي اتباع قواعد الإيمان، الإخلاص لله، وفعل كل ما في وسعهم لمساعدة الآخرين. النبي وصف الجهاد الداخلي ب"الجهاد الأكبر".
يلاحظ ماهر حتحوت، مؤلف كتاب الجهاد مقابل الإرهاب، أن المجموعات المهمشة المتطرفة في الإسلام، كما في الأديان الأخرى، استخدمت لفترة طويلة الفلسفات الدينية لتبرير أفعالها. فالاستشهاد بالقرآن من قبل المتطرفين هي لعبة لتبرير أجندتهم. وقال انه يعتقد أن هناك حاجة مزدوجة لوضع الأمور في نصابها فيما يتعلق بالجهاد.
يقول حتحوت"مذكور بشكل قاطع، وبلغة عربية واضحة، أن تقاتل فقط من يقاتلوك. "" عليكم ألا تضروا بالمدنيين، والأطفال، أو حتى بالبنية التحتية. وعليكم ألا تتجاوزوا ذلك، والا تعتدوا. هذا هو الحد. كنت أذهل من الفرق بين ما يقوله القرآن الكريم وما يقوله بعض من نصبوا أنفسهم خبراء وما يقوله غيرهم من المسلمين. أردت أن أضع النقاط على الحروف نقلا عن أعلى سلطة للمسلم (القرآن)."
الإسلام، بالنسبة لمعظم المسلمين، كلمة هي نفسها مشتقة من السلام، والسلام هو تحية المسلمين، والله هو السلام، والجنة دار السلام، والحياة لا تزدهر إلا في السلام؟
ولكن الأمر الأكثر أهمية هو أن الغالبية العظمى من نحو مليار مسلم في جميع أنحاء العالم لا يعتقدون بالتأكيد أن عليهم واجب الذهاب لقتال المسلمين الآخرين أو المسيحيين أو اليهود. وتعتقد هذه الأغلبية بوضوح أن الجهاد هو الجهاد الداخلي.
بالتالي لماذا علي أن أعرفه بشكل مختلف؟
ومع ذلك أريد أن أسألكم سؤالا: من هم هؤلاء المفكرين العظماء الذين يدعون للجهاد في هذه الأيام؟ ما هو موقعهم كمراجع دينية أو فلاسفة؟
بن لادن على سبيل المثال لم يكن عالم دين؛ ولا توجد معلومات ذات مصداقية تؤكد أنه التحق بأية مدرسة دينية مثل مؤسسة الأزهر أو غيرها. ولكنه مع ذلك أصدر فتاوى عادة ما تكون محصورة فقط بعلماء الدين المتخصصين الذين قضوا سنوات عديدة إن لم يكن عقودا في دراسة النصوص الإسلامية. هناك آخرون مثله أو بعض رجال الدين ذوي الأجندة السياسية يفعلون الشيء نفسه.
الإمام محمد عبده دعا في القرن التاسع عشر علماء الدين لفتح أذهانهم لقراءة جديدة وتفسير مرن للنصوص الإسلامية من أجل فهم التحولات الضخمة للقرن التاسع عشر والتقدم الذي تحقق في المجالات العلمية المتعددة. وأوضح أن التعاليم الإسلامية تشجع التفكير العقلاني، وأن الاجتهاد، وهو الجهد المبذول من قبل الباحث للتوصل إلى قرار لحل قضية دينية، يتطلب من العالم المسلم استخدام كل ما لديه من معرفة وعقلانية للوصول إلى هذا القرار وليس بالتمسك بقواعد التفكير الجامدة وتطبيق النصوص الدينية بحرفيتها في عالم مختلف.
الكواكبيأيضا، عندما حاول من بين أسباب أخرى تفسير التخلف في العالم الإسلامي ، اعتقد أن الأسباب الدينية تشمل التطرف في الحقل الديني الذي يفضل استخدام القوة من أجل جعل الناس تتقيد بالنواميس الإسلامية وتقسيم العالم إلى مجموعات وطوائف مختلفة. بل يعود أيضا بسبب فقدان الجانب المتسامح للإسلام، والتفسير الواسع للقرآن والسنة، وجهل رجال الدين الذين هم عرضة لإصدار حكم خاطئ وجعل الناس يعتقدون أن الدين يرفض العلم والتفكير العقلاني.
كلاهما من العقول التي تحظى بالاحترام وكلاهما دعا منذ ما يقرب من 150 عاما إلى التفكير العقلاني، لكننا نرى الآن في القرن 21 بعض المتطرفين يدعون للعودة إلى القرن السادس باسم الجهاد.
وبعبارة أخرى، فإن بعض المتعصبين يدعون للجهاد مستشهدين عن عمد ببعض آيات القرآن واستخدامها خارج سياقها لتبرير ما هو في الواقع عنفا ودمارا. جهادهم هو قتل المدنيين الأبرياء ومعظمهم من المسلمين، وتدمير البنية التحتية لبلد مسلم، وتشريد الملايين من المسلمين؛ وهم يشكلون عائقا حقيقيا للجهود التنموية في بلدانهم بسبب إهدار الموارد لأغراض أمنية، وعدم الاستقرار المستمر. هؤلاء ليسوا جهاديين بل جماعات إرهابية.
المسلمون استخدموا كلمة الجهاد لوصف ثلاثة أنواع مختلفة من النضال:
• صراع المؤمن الداخلي لاتباع الدين الإسلامي قدر المستطاع.
• النضال من أجل بناء مجتمع مسلم جيد.
• الحرب المقدسة وهي النضال من أجل الدفاع عن الإسلام بالقوة إذا لزم الأمر.
كثير من الكتاب المحدثين يدعون أن المعنى الرئيسي من الجهاد هو النضال الروحي الداخلي، بمعنى أن على المسلمين بذل جهد كبير للعيش بما أوعز لهم الله ؛ أي اتباع قواعد الإيمان، الإخلاص لله، وفعل كل ما في وسعهم لمساعدة الآخرين. النبي وصف الجهاد الداخلي ب"الجهاد الأكبر".
يلاحظ ماهر حتحوت، مؤلف كتاب الجهاد مقابل الإرهاب، أن المجموعات المهمشة المتطرفة في الإسلام، كما في الأديان الأخرى، استخدمت لفترة طويلة الفلسفات الدينية لتبرير أفعالها. فالاستشهاد بالقرآن من قبل المتطرفين هي لعبة لتبرير أجندتهم. وقال انه يعتقد أن هناك حاجة مزدوجة لوضع الأمور في نصابها فيما يتعلق بالجهاد.
يقول حتحوت"مذكور بشكل قاطع، وبلغة عربية واضحة، أن تقاتل فقط من يقاتلوك. "" عليكم ألا تضروا بالمدنيين، والأطفال، أو حتى بالبنية التحتية. وعليكم ألا تتجاوزوا ذلك، والا تعتدوا. هذا هو الحد. كنت أذهل من الفرق بين ما يقوله القرآن الكريم وما يقوله بعض من نصبوا أنفسهم خبراء وما يقوله غيرهم من المسلمين. أردت أن أضع النقاط على الحروف نقلا عن أعلى سلطة للمسلم (القرآن)."
الإسلام، بالنسبة لمعظم المسلمين، كلمة هي نفسها مشتقة من السلام، والسلام هو تحية المسلمين، والله هو السلام، والجنة دار السلام، والحياة لا تزدهر إلا في السلام؟
ولكن الأمر الأكثر أهمية هو أن الغالبية العظمى من نحو مليار مسلم في جميع أنحاء العالم لا يعتقدون بالتأكيد أن عليهم واجب الذهاب لقتال المسلمين الآخرين أو المسيحيين أو اليهود. وتعتقد هذه الأغلبية بوضوح أن الجهاد هو الجهاد الداخلي.
بالتالي لماذا علي أن أعرفه بشكل مختلف؟
ومع ذلك أريد أن أسألكم سؤالا: من هم هؤلاء المفكرين العظماء الذين يدعون للجهاد في هذه الأيام؟ ما هو موقعهم كمراجع دينية أو فلاسفة؟
بن لادن على سبيل المثال لم يكن عالم دين؛ ولا توجد معلومات ذات مصداقية تؤكد أنه التحق بأية مدرسة دينية مثل مؤسسة الأزهر أو غيرها. ولكنه مع ذلك أصدر فتاوى عادة ما تكون محصورة فقط بعلماء الدين المتخصصين الذين قضوا سنوات عديدة إن لم يكن عقودا في دراسة النصوص الإسلامية. هناك آخرون مثله أو بعض رجال الدين ذوي الأجندة السياسية يفعلون الشيء نفسه.
الإمام محمد عبده دعا في القرن التاسع عشر علماء الدين لفتح أذهانهم لقراءة جديدة وتفسير مرن للنصوص الإسلامية من أجل فهم التحولات الضخمة للقرن التاسع عشر والتقدم الذي تحقق في المجالات العلمية المتعددة. وأوضح أن التعاليم الإسلامية تشجع التفكير العقلاني، وأن الاجتهاد، وهو الجهد المبذول من قبل الباحث للتوصل إلى قرار لحل قضية دينية، يتطلب من العالم المسلم استخدام كل ما لديه من معرفة وعقلانية للوصول إلى هذا القرار وليس بالتمسك بقواعد التفكير الجامدة وتطبيق النصوص الدينية بحرفيتها في عالم مختلف.
الكواكبيأيضا، عندما حاول من بين أسباب أخرى تفسير التخلف في العالم الإسلامي ، اعتقد أن الأسباب الدينية تشمل التطرف في الحقل الديني الذي يفضل استخدام القوة من أجل جعل الناس تتقيد بالنواميس الإسلامية وتقسيم العالم إلى مجموعات وطوائف مختلفة. بل يعود أيضا بسبب فقدان الجانب المتسامح للإسلام، والتفسير الواسع للقرآن والسنة، وجهل رجال الدين الذين هم عرضة لإصدار حكم خاطئ وجعل الناس يعتقدون أن الدين يرفض العلم والتفكير العقلاني.
كلاهما من العقول التي تحظى بالاحترام وكلاهما دعا منذ ما يقرب من 150 عاما إلى التفكير العقلاني، لكننا نرى الآن في القرن 21 بعض المتطرفين يدعون للعودة إلى القرن السادس باسم الجهاد.
وبعبارة أخرى، فإن بعض المتعصبين يدعون للجهاد مستشهدين عن عمد ببعض آيات القرآن واستخدامها خارج سياقها لتبرير ما هو في الواقع عنفا ودمارا. جهادهم هو قتل المدنيين الأبرياء ومعظمهم من المسلمين، وتدمير البنية التحتية لبلد مسلم، وتشريد الملايين من المسلمين؛ وهم يشكلون عائقا حقيقيا للجهود التنموية في بلدانهم بسبب إهدار الموارد لأغراض أمنية، وعدم الاستقرار المستمر. هؤلاء ليسوا جهاديين بل جماعات إرهابية.