مساعد لبترايوس: العراق كان كوريا ثانية لبوش وفيتنام بالنسبة لأوباما
إن كان هناك من يفهم ادامة الزخم الذي أنهى الحرب في العراق، فانه الدكتور بيتر منصور (Peter R. Mansoor) الذي كان مواكبا لها. عمل منصور ضابطا تنفيذيا للجنرال ديفيد بترايوس خلال ادامة الزخم في العراق 2007 – 2008.
ونشر منصور كتابين عن العراق، الأول بعنوان “بغداد عند الغروب” والثاني “رحلتي مع الجنرال بترايوس” الذي يفصّل فيه عملية محاربة الإرهاب في عام 2007 التي حولت مجرى الحرب في البلاد. ويعتقد منصور ان هناك القليل ممن يفهمون ادامة الزخم فهما تاما، ويقول ان “كان خبراء محاربة الإرهاب في الولايات المتحدة لا يعرفون ما جرى في العراق، فكيف للشعب الأميركي ان يعرف”. وفي بداية الكتاب يفصّل منصور المشاكل التي حتّمت ادامة الزخم عام 2007. ويذكر في كتابه ان أول غلطة ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق كانت افتراضها بأن الحرب ستكون حرب تحرير وان البنية التحتية ستبقى على حالها دون ان تتأثر. ويقول “كان هناك فشل في التخطيط لاحتلال طويل الأمد”.
وفي أعقاب القتال الرئيسي يذكر منصور ثلاثة أخطاء سياسية؛ الأول هو محاولة إزالة حزب البعث تماما من السلطة في البلاد. ويعتقد منصور ان ذلك كان ممكنا بالنسبة لكبار اعضاء الحزب، اما طرد عشرة الآف فرد من دوائر الحكومة فقد أدى الى مشاكل أكبر، فالكثير من البعثيين الذين طردوا كانوا من السنّة ما سبّب خوفا من ضياع سلطتهم وبالتالي خلق قاعدة سياسية للأعمال المسلحة. اما الخطأ الثاني فكان حلّ الجيش العراقي الذي كان يحظى باحترام المجتمع. ويعتقد منصور ان اصلاح الجيش كان اكثر نفعا في المساعدة على حفظ النظام. لكن بدلا من ذلك، أصبح الكثير من الجنود عاطلين عن العمل لكنهم كانوا لايزالون يمتلكون السلاح. وكما ان الكثير من الضباط استبعدوا بسبب هذه القرارات وحرموا من رواتبهم ومن طموحاتهم السياسية ما أدى الى تشكيل قاعدة عسكرية للتمرد.
الخطأ السياسي الثالث كان تعزيز السياسة الطائفية؛ فبدلا من تأسيس هيئة حاكمة من العقول العراقية الموجودة، فقد تم ملء مجلس الحكم بعراقيين كانوا خارج البلاد خلال حكم صدام حسين. وكانت النتيجة تأسيس هيئة حكم غير ممثلة حلت محل حكومة مضى عليها وقت طويل. ويقول منصور “لا عجب ان بدأ البلد بالانقسام صيف عام 2003″.
وفي عام 2004 بدأت انتفاضات كبيرة تظهر على السطح. ويصف الكاتب الحملة في الفلوجة بأنها اكبر معركة منذ حرب فيتنام. لقد تعرّض ثلث المدينة للدمار خلال مقاتلة المتمردين. وفي مناطق أخرى حققت الوحدات القتالية نجاحا أكثر باستخدام تكتيكات مكافحة التمرد من خلال الاندماج مع المجتمع، حيث عملت الولايات المتحدة مع المدنيين فلم يتمكن المتمردون من السيطرة على بعض المناطق الا ان هذا النهج لم يستخدم في كل البلاد .
وصل التمرد في العراق الى ذروته في عام 2006 حيث كان ما يقرب من 3500 عراقي يقتلون كل شهر بسبب العنف العرقي الطائفي، وصار واضحا للولايات المتحدة ان الصراع في العراق كان يتجه الى الهزيمة ما كان يستوجب الكثير من المراجعات الاستراتيجية لتطوير نهج جديد في البلاد.
قرر الرئيس بوش المصادقة على إدامة الزخم في العراق باستخدام خطة جديدة لمكافحة التمرد تم تنفيذها أول مرة في كانون الثاني 2007. وكان حجر الزاوية لهذه الخطة هو حماية المدنيين وفي نفس الوقت خلق تحالفات مع مختلف العشائر ضد تنظيم القاعدة. وكان الجيش العراقي يتشكل ببطء، خلال إدامة الزخم (كانون الثاني 2007 – تموز 2008 ) وأضاف العراقيون 135 الف مقاتل من الجيش و الشرطة الى ساحة المعركة.
وفي بغداد تم تأسيس مناطق مسورة بالموانع الكونكريتية وكان التنقل بين هذه المناطق يتطلب التأكد من بصمات الأصابع من أجل منع تدفق الإرهابيين والمليشيات اليها بالأضافة الى فائدة أخرى هي القبض على الذين يزرعون العبوات الناسفة على الطرق.
ويقول منصور ان 2500 شخص من المسؤولين عن زرع العبوات تم القبض عليهم عند نقاط التفتيش بواسطة فحص بصمات الأصابع. وكما جرى وضع برامج تأهيل في معسكرات الاعتقال، وكان يتم حجز المسلحين الخطرين في مراكز أمنية مشددة بينما يتم تدريب الآخرين على بعض المهن ومن ثم اطلاق سراحهم. ويلفت الى ان البرنامج كان ناجحا جدا حيث لم يعد الى اعمال التمرد اكثر من 1% من المطلق سراحهم.
ويشعر منصور ان تحول الولايات المتحدة الى مبدأ مكافحة التمرد كان فاعلا لكنه يشعر بخيبة أمل بسبب الوضع الحالي للبلاد ويعتقد ان انسحاب القوات الأميركية قد أضعف البلد كثيرا.
ويوجز الكاتب والمحلل المعروف تعامل ادارتي بوش واوباما مع العراق فيما يتعلق بحرب العراق؛ حيث كان بوش يرى العراق على انه كوريا الجنوبية بينما يراه اوباما على انه فيتنام. ففي كوريا الجنوبية، بقيت الولايات المتحدة لمدة 60 عاما ما أدى الى ديمقراطية مزدهرة، بينما كان اوباما يرى العراق حربا ينبغي للولايات المتحدة الابتعاد عنها بأسرع ما يمكن.
ويضيف منصور “بالنسبة للذين كانوا هناك من أمثالي، كنا نشعر بالقلق من انسحاب القوات الأميركية”، معتقدا بضرورة اعادة التفاوض بشأن اتفاقية وضع القوات لو ان اوباما وافق على تطبيق الحاجة الى رأس المال السياسي.
وردا على سؤال حول قرار دخول العراق، يقول منصور انه لم يكن ضروريا في ذلك الوقت حيث ان استراتيجية احتواء العراق وايران كانت فاعلة حينذاك. ويختم كتابه بعبارة تقول “عند المقامرة بالذهاب الى الحرب، من الممكن ان تحدث الكثير من الأمور غير المتوقعة ، لذا من الأفضل الذهاب اليها للأسباب الصحيحة”.
عن موقع شبكة حراك
http://www.herakiq.com/5273
إن كان هناك من يفهم ادامة الزخم الذي أنهى الحرب في العراق، فانه الدكتور بيتر منصور (Peter R. Mansoor) الذي كان مواكبا لها. عمل منصور ضابطا تنفيذيا للجنرال ديفيد بترايوس خلال ادامة الزخم في العراق 2007 – 2008.
ونشر منصور كتابين عن العراق، الأول بعنوان “بغداد عند الغروب” والثاني “رحلتي مع الجنرال بترايوس” الذي يفصّل فيه عملية محاربة الإرهاب في عام 2007 التي حولت مجرى الحرب في البلاد. ويعتقد منصور ان هناك القليل ممن يفهمون ادامة الزخم فهما تاما، ويقول ان “كان خبراء محاربة الإرهاب في الولايات المتحدة لا يعرفون ما جرى في العراق، فكيف للشعب الأميركي ان يعرف”. وفي بداية الكتاب يفصّل منصور المشاكل التي حتّمت ادامة الزخم عام 2007. ويذكر في كتابه ان أول غلطة ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق كانت افتراضها بأن الحرب ستكون حرب تحرير وان البنية التحتية ستبقى على حالها دون ان تتأثر. ويقول “كان هناك فشل في التخطيط لاحتلال طويل الأمد”.
وفي أعقاب القتال الرئيسي يذكر منصور ثلاثة أخطاء سياسية؛ الأول هو محاولة إزالة حزب البعث تماما من السلطة في البلاد. ويعتقد منصور ان ذلك كان ممكنا بالنسبة لكبار اعضاء الحزب، اما طرد عشرة الآف فرد من دوائر الحكومة فقد أدى الى مشاكل أكبر، فالكثير من البعثيين الذين طردوا كانوا من السنّة ما سبّب خوفا من ضياع سلطتهم وبالتالي خلق قاعدة سياسية للأعمال المسلحة. اما الخطأ الثاني فكان حلّ الجيش العراقي الذي كان يحظى باحترام المجتمع. ويعتقد منصور ان اصلاح الجيش كان اكثر نفعا في المساعدة على حفظ النظام. لكن بدلا من ذلك، أصبح الكثير من الجنود عاطلين عن العمل لكنهم كانوا لايزالون يمتلكون السلاح. وكما ان الكثير من الضباط استبعدوا بسبب هذه القرارات وحرموا من رواتبهم ومن طموحاتهم السياسية ما أدى الى تشكيل قاعدة عسكرية للتمرد.
الخطأ السياسي الثالث كان تعزيز السياسة الطائفية؛ فبدلا من تأسيس هيئة حاكمة من العقول العراقية الموجودة، فقد تم ملء مجلس الحكم بعراقيين كانوا خارج البلاد خلال حكم صدام حسين. وكانت النتيجة تأسيس هيئة حكم غير ممثلة حلت محل حكومة مضى عليها وقت طويل. ويقول منصور “لا عجب ان بدأ البلد بالانقسام صيف عام 2003″.
وفي عام 2004 بدأت انتفاضات كبيرة تظهر على السطح. ويصف الكاتب الحملة في الفلوجة بأنها اكبر معركة منذ حرب فيتنام. لقد تعرّض ثلث المدينة للدمار خلال مقاتلة المتمردين. وفي مناطق أخرى حققت الوحدات القتالية نجاحا أكثر باستخدام تكتيكات مكافحة التمرد من خلال الاندماج مع المجتمع، حيث عملت الولايات المتحدة مع المدنيين فلم يتمكن المتمردون من السيطرة على بعض المناطق الا ان هذا النهج لم يستخدم في كل البلاد .
وصل التمرد في العراق الى ذروته في عام 2006 حيث كان ما يقرب من 3500 عراقي يقتلون كل شهر بسبب العنف العرقي الطائفي، وصار واضحا للولايات المتحدة ان الصراع في العراق كان يتجه الى الهزيمة ما كان يستوجب الكثير من المراجعات الاستراتيجية لتطوير نهج جديد في البلاد.
قرر الرئيس بوش المصادقة على إدامة الزخم في العراق باستخدام خطة جديدة لمكافحة التمرد تم تنفيذها أول مرة في كانون الثاني 2007. وكان حجر الزاوية لهذه الخطة هو حماية المدنيين وفي نفس الوقت خلق تحالفات مع مختلف العشائر ضد تنظيم القاعدة. وكان الجيش العراقي يتشكل ببطء، خلال إدامة الزخم (كانون الثاني 2007 – تموز 2008 ) وأضاف العراقيون 135 الف مقاتل من الجيش و الشرطة الى ساحة المعركة.
وفي بغداد تم تأسيس مناطق مسورة بالموانع الكونكريتية وكان التنقل بين هذه المناطق يتطلب التأكد من بصمات الأصابع من أجل منع تدفق الإرهابيين والمليشيات اليها بالأضافة الى فائدة أخرى هي القبض على الذين يزرعون العبوات الناسفة على الطرق.
ويقول منصور ان 2500 شخص من المسؤولين عن زرع العبوات تم القبض عليهم عند نقاط التفتيش بواسطة فحص بصمات الأصابع. وكما جرى وضع برامج تأهيل في معسكرات الاعتقال، وكان يتم حجز المسلحين الخطرين في مراكز أمنية مشددة بينما يتم تدريب الآخرين على بعض المهن ومن ثم اطلاق سراحهم. ويلفت الى ان البرنامج كان ناجحا جدا حيث لم يعد الى اعمال التمرد اكثر من 1% من المطلق سراحهم.
ويشعر منصور ان تحول الولايات المتحدة الى مبدأ مكافحة التمرد كان فاعلا لكنه يشعر بخيبة أمل بسبب الوضع الحالي للبلاد ويعتقد ان انسحاب القوات الأميركية قد أضعف البلد كثيرا.
ويوجز الكاتب والمحلل المعروف تعامل ادارتي بوش واوباما مع العراق فيما يتعلق بحرب العراق؛ حيث كان بوش يرى العراق على انه كوريا الجنوبية بينما يراه اوباما على انه فيتنام. ففي كوريا الجنوبية، بقيت الولايات المتحدة لمدة 60 عاما ما أدى الى ديمقراطية مزدهرة، بينما كان اوباما يرى العراق حربا ينبغي للولايات المتحدة الابتعاد عنها بأسرع ما يمكن.
ويضيف منصور “بالنسبة للذين كانوا هناك من أمثالي، كنا نشعر بالقلق من انسحاب القوات الأميركية”، معتقدا بضرورة اعادة التفاوض بشأن اتفاقية وضع القوات لو ان اوباما وافق على تطبيق الحاجة الى رأس المال السياسي.
وردا على سؤال حول قرار دخول العراق، يقول منصور انه لم يكن ضروريا في ذلك الوقت حيث ان استراتيجية احتواء العراق وايران كانت فاعلة حينذاك. ويختم كتابه بعبارة تقول “عند المقامرة بالذهاب الى الحرب، من الممكن ان تحدث الكثير من الأمور غير المتوقعة ، لذا من الأفضل الذهاب اليها للأسباب الصحيحة”.
عن موقع شبكة حراك
http://www.herakiq.com/5273