عائدون من سورية ينقلون إلى درنة خلاف جبهة النصرة و«داعش»
البيضاء - بوابة الوسط: أسامة الجارد | الأربعاء 10 يونيو 2015, 5:52 PM
موكب مسلح لداعش بمدينة درنة فى ليبيا، 3 اكتوبر 2014 (أرشيفية:رويترز)
تشهد مدينة درنة اشتباكات عنيفة
بين تنظيم «داعش» و«مجلس شورى مجاهدي درنة» الأقرب فكريًا إلى تنظيم القاعدة، وقد أسفرت هذه الاشتباكات حتى اللحظة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين على خلفية مقتل القيادي فيما يعرف بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة» ناصر العكر ومرافقه فرج الحوتي، مساء أمس الثلاثاء.
وقتل أيضًا ليلة البارحة خلال تلك الاشتباكات القيادي البارز في «مجلس شورى مجاهدي درنة» سالم دربي، فيما أعادت هذه التطورات السريعة إلى الضوء الخلاف بين «مجلس شورى مجاهدي درنة» وتنظيم «داعش»؛ مما يرجح أن يكون الصدام فيما بين التنظيمات «الجهادية» أصبح قريبًا، لاسيما بعد إصدار «مجلس شورى مجاهدي درنة» بيانًا توعد فيه «داعش» بالحرب عليه صراحة.
تكفير «داعش»
وكشف أحد المقربين من المجلس لـ«بوابة الوسط» عما وصفه بـ«مؤشر خطير» على حجم الخلاف بين
«شورى المجاهدين» وتنظيم «داعش»، وهي إصدار ناصر العكر فتوى تكفر «داعش» وتدعو إلى الجهاد ضده، سبقه إنذار وجهه «مجاهدو» درنة إلى التنظيم تحت عنوان
«الإنذار الأخير لغلاة التكفير».
وكشف مصدر مطلع من مدينة درنة، اليوم الأربعاء، لـ«بوابة الوسط» أن العكر التقى عناصر من «داعش» قُبيل اغتياله بيوم واحد في مدينة درنة، وأوضح المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه لدواعٍ أمنية، لـ«بوابة الوسط» إن العكر بحث مع هؤلاء ما يريد التنظيم فرضه على أهالي درنة مثل صلاة التراويح وبعض الأمور الأخرى محل خلاف بين الطرفين.
عدوى الصراع الجهادي في سورية
ويرى مراقبون تحدثوا إلى «بوابة الوسط» أن الاشتباكات التي نشبت بين «شورى مجاهدي درنة» وتنظيم «داعش» شبيهة بالصراع بين «جبهة النصرة» التي تمثل تنظيم القاعدة و«داعش» في سورية.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن بذور الخلاف الأيديولوجي بين الأخيرين انتقلت إلى درنة،
التي جاءت مع عدد من المقاتلين الليبيين العائدين من سورية لتتجلى أولى الانشقاقات في 30 من مايو 2014 بسلسلة من الاغتيالات المتبادلة وتفجير المفخخات.
ولم تثمر وساطة قامت بها عدة أطراف بينهم عضو المؤتمر الوطني
نزار كعوان المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، الذي زار مدينة درنة حيث التقى القيادي في تنظيم القاعدة سفيان بن قمو في محاولة لتسوية الخلاف بين الطرفين.
مواقع التمركز
وتعتبر «كتيبة شهداء أبوسليم» إحدى أهم ثلاث كتائب تشكل منها ما يعرف بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة» مع كتيبتي «النور» و«عمر المختار».
وأفاد آمر محور عين مارة عقيد سعد عقوب «بوابة الوسط» أن مقاتلي التنظيمين يتوزعون على ثلاثة دوائر محيطة بمدينة درنة كجزء من تكتيكهم الميداني، مبينًا أن الدائرة الأولى تتمركز بها كتيبة «شهداء أبوسليم» نظرًا لامتلاكها الأسلحة الثقيلة، والدائرة الثانية تتمركز بها قوات «أنصار الشريعة» بينما تتمركز عناصر تنظيم «داعش» في الدائرة الثالثة داخل مدينة درنة.
واندلعت اشتباكات مماثلة في وقت سابق بين الجماعات المسلحة التي تسيطر على المدينة منذ اغتيال القيادي في «كتيبة شهداء أبوسليم» مازق عبدالقادر القابسي برصاص مسلحين تبين لاحقًا أنهم يتبعون ما يعرف بـ«مجلس شورى الشباب الإسلامي» الذي كان يشكل نواة تنظيم «داعش».