بسم الله الرحمن الرحيم
بدون مقدمات
مشكلة تأمين الطائرات :
كان لا يمكن ان نبدأ الحرب و طائراتنا مرصوصة على الأرض كما حدث في حربي 56 و67
فكان لابد من بناء ما يحمى هذه الطائرات (الدشم الخرسانية) والتي لا يمكن تدميرها إلا بقنبلة 500 كجم وبإصابة مباشرة وكان هذا صعب جدا على الطيران الاسرائيلى بالفعل تم بناءا لآتى:
716 دشمة خراسانية مسلحة ودشم أخرى للمعدات و الأسلحة وللتمويه
13مطارا جديد وتطوير المطارات القديمة ليكون بها أكثر من ممر
وكان قد تم استخدام رمال و طوب و خرسانة مسلحة في بناء هذه الدشم كالآتي
-تم حفر و ردم حوالي 24 مليون متر مكعب من الرمال
-استخدمت خرسانة مسلحة حوالي 1,5 مليون متر مكعب
-أكثر من مليوني متر مكعب من الطوب و الأحجارما يعادل هرم الجيزة الأكبر
-ملين متر مكعب من المواد الإسفلتية
-كان لها أبواب من الصلب بلغ وزنها 15 ألف طن من الصلب
وكانت طائراتنا لا تخرج من الدشمة إلا وهى بكامل استعدادها للاقلاع (محركاته دائرة و مسلحة بجميع انواع الأسلحة)حيث كانت تتم كل اجراءات الصيانة والتذخير و التزود بالوقود و يركب الطيار طائرته من داخل الدشمة ,كما وزعت الدشم بحيث تكون 30 دشمة لكل مطار و على ان يكون لكل جناح جوى 3 مطارات, و ليكونوا المصريين اول من استخدموا هذه الدشم الخرسانية فى العالم لما حدث لطائراتنا فى حربى 56 و 67
تأمين الممرات ضد الضرب و التدمير:
كان ما توقعته القيادة العسكرية ان العدو قد يسعى لان يخرج قواتنا الجوية من المعركة كما حدث فى حرب 1967, حيث ان اسرائيل استخدمت (قنبلة الممرات)ابان هذه الحرب حيث كانت هذه القنبلة تزن حوالى 1000 كجم من المواد المتفجرة وحين تلقى هذه القنبلة على الممر تنفجر محدثة حفرة كبيرة بعمق 1,5/2 متر. و كانت هذه القنبلة تستخدم و الطيار على ارتفاع منخفض جدا وكان يجب وضع ما يعرقل الطائرات المعادي كالآتى:
ابتكرنا اسلوب جديد حيث كنا نضع عربات مدرعة على الممرات اثناء وجود طائراتنا فى دشمها و لا حاجة للاقلاع حيث كان يوجد بالون مرتفع فى الهواء مربوط به سلك متين؛ فاذا ما حاولت الطائرة التحليق فوق الممر تصطدم بالسلك و تقع و إذا ما حاولت الارتفاع تكون صيدا سهلا لبطاريات الدفاع الجوى.
-مشكلة انواع الطائرات:
كان الفارق بين الطائرات المصرية(السوفيتية الصنع)و الطائرات الاسرائيلية(الامريكية الصنع) كبير لمصلحة اسرائيل فالطائرات الامريكية احدث من السوفيتية من حيث الامكانيات الالكترونية و التسليح و السرعة فالفانتوم (احدث الطائرات الاسرائيلية وقتها) كانت حمولتها 7 طن بينما حمولة الميج 21) 2.5 طن( mfوللسوخوى 7 (طن واحد فقط) و للسوخوى 20 3,5 طنا) و المدى للفانتوم 1300ميل بينما للميج 21 400 ميل (اى ان اسرائيل تستطيع ان تقصف اهداف فى عمق مصر و مصر لا تستطيع و هذا لا يعنى بالضرورة ان الاتحاد السوفيتى كان لا يملك امكانيات مثل امريكا فقد كان يملك طائرات احدث من الطائرات الامريكية مثل الميج 25 و التى كانت افضل من الفانتوم وقتها فى المدى و فى السرعة و ايضا طائرات الميج 23 والسوخوى 17/22 و قد عقدت صفقات للميج 23 و السوخوى 22 و لكنها وصلت فى اوائل عام 1974
اما نحن فتغلبنا على العيوب بان طورنا محركات الطائرات و اضفنا نقاط تحميل اسلحة جديدة للميج و للسوخوى و صنعنا خزانات وقود إضافية بسعات اكبر لنزيد من مداها .
-مشكلة المعارك الجوية:
كانت للميج 21 عيوب اخرى مثل قلة قدرتها على المناورة فى الارتفاعات المنخفضة و زيادة قدرتها على الارتفاعات العالية و قد عرف الاسرائليون هذا العيب و حاولوا استدراج طائراتنا لارتفاعات منخفضة ولكننا اكتشفنا اسلوب جديد الا و هو الاسلوب الغاطس و كان كالآتى:
ان يكون الطيار المصرى خلف الطائرة الاسرائلية و فوقها ثم يقوم يقصفها.
لقد تحدثنا عن المشكلات الخاصة بقواتنا الجوية وسوف اتطرق اليوم الى موضوع الدعم العربى العسكرى و القوات الجوية .
1-الدعم الليبي :
كانت ليبيا قد عقدت صفقة طائرات مع فرنسا عام 1970 ضمت 110 طائرة ميراج كالاتى :
32 ميراج5 de
15 ميراج 5 dd
10 ميراج 5 dr
53 ميراج 5 d
و لكن واجهت ليبيا نقص الطيارين لان معظمهم كانوا فى طائرات الاف 5 فساعدتها مصر فى ذلك ارسلت لها طيارين للطائرات (الميج 21 , و الميج 17 , والسوخوى7 )
و سافروا الى فرنسا بجوازات سفر ليبية و تدربوا عليها حتى يعودوا ليدربوا الطيارين الليبيين عليها .
ووضعت ليبيا كل ما بحوذتها فى المعركة وكان 54 طائرة ميراج كالاتى:
20 ميراج 5de
20ميراج 5dr
2 ميراج 5ds
12 ميراج 5dd
ليكونوا سربين واحد بطيارين مصريين واخر بلبيين .
2-الدعم العراقى:
كانت العراق قد وعدت بارسال الاتى :
سربى هوكر هنتر مصر
سربى ميج 21 سوريا
سربى ميج 17 سوريا
ووصلت مصر طائرات الهوكر هنتر و لكن سرب واحد قبل الحرب أما ال4 أسراب الأخرى فوصلت لسوريا بعد نشوب الحرب بأيام.
-3 الدعم الجزائرى:
وعدت الجزائر الفريق الشاذلى بالاتى:
3 اسراب ميج 21
1 سرب ميج 17
و لكن ما وصل كان كالاتى:
1سرب ميج 21
1سرب سوخوى 7 وصل ايام 9,10,11 اكتوبر 1973
1سرب ميج 17
و ارسل لواء مدرع كامل
4-المغرب:
ارسلت قبل نهاية المعركة سرب الاف 5 أو بعضه.
اى ان ما وصلنا كان كالاتى:
-قبل الحرب :
2سرب ميراج 5
سرب هوكر هنتر
- بعد نشوبها:
1سرب ميج 21
1سرب ميج 17
1سرب سوخوى 7
1سرب اف 5
حمولات الطائرات المقاتلة :
7,200 كجم للفانتوم
4000 كجم للميراج
1,400 كجم للميج 21 f 13
2,500 كجم للميج 21 m f
بداية فإن الميج-21 MF زودت ب دروب تانك لزيادة المدى ورادار ومدفع رشاش واحد. وحمولتها عبارة عن 4 صواريخ اتول. ومحرك مطور للتقليل من تأثير الجناح الدلتا في الارتفاعات المنخفضة .
كما ايضاً فإنه يعزى إلى الطراز MF أغلب إصابات القتال الجوي في الحرب. قطراز الميج -21 f-13 كان أفضل من الطرازات التي تم الإمداد بها من قبل مثل MF حيث انه مسلح بالرشاشات بينما افتقرت الطرازات الأخرى إلى هذه الخاصية الحيوية خاصة في ظل كون صواريخ الأتول عديمة الفائدة تقريباً .
مجمل الدعم الجوى فى حرب اكتوبر:
وصلت 150 طائرة عربية قبل الحرب و بعدها ( بحساب ان السرب 25 طائرة ويكون احيانا 16 طائرة )
الطائرات المصرية و انواعها قبل 6 اكتوبر 1973 و التى كانت كالآتى :
ا-مقاتلات و مقاتلات قاذفة:
- ميج 21
- ميج 17
- سوخوى 7
- سوخوى 20
- سوخوى 17
- ميراج 5
- هوكر هنتر
ب-قاذفات:
- تى يو 16
- اليوشن 28
ج-هليكوبتر:
- طائرة مى 8 و مى 6
د-نقل :
طائرة انتينوف 12
عدد الطائرات المصرية و السورية قبل الحرب :
اختلف على العدد فهو ما بين (650- 750 ) طائرة عاملة وتوزيعهم كالاتى:
-260 ( ميج 21
-200 ميج 17)(منهل 50 في الإصلاح )
-120 ( سوخوى 7)
- 50 ( سوخوى 20)
-16 ( سوخوى 17)
-28 ( تيوبولوف 16 )
-10 ( اليوشن 28 )
-140 هليكوبتر (مى 4,مى 6, مى 8)
هذا بخلاف طائرات التدريب من النوع اللام 29 و التي بلغ عددها 90 طائرة , و الدعم العربى و الذى كان كالاتى :
-54 ميراج 5
-25 هوكر هنتر
-25 ميج 21
-25 ميج 17
-25 سوخوى 7
كما لم تكن كل هذه الطائرات بالخدمة فقد كان هناك بعض الطائرات فى المخازن و البعض الآخر فى الإصلاح كما أرسل لسوريا سرب طائرات ميج 17 كدعم مصرى لسوريا.
هناك بعض الطائرات المصرية و التى لم تشترك فى المعارك وكانت قد عقدت عليها صفقات و لكن كان الطيارين المصريين يتدربون عليها وقد كانت هذه الطائرات كالتي :
-3 اسراب طائرات ميج 23
-20 طائرة تى يو 22
أما عن القوات الجوية السورية فقد كانت حوالى (350-400) طائرة موزعة كالاتى:
-200 طائرة ميج 21
-80 ميج 17
-80 سوخوى 7
-25 سوخوى 20
-40 هليكوبتر
هذا بخلاف طائرات الدعم العربى و خاصة الدعم العراقى لسوريا و الذى بلغ الاتى:
-3 اسراب ميج 21
-2 سرب سوخوى 17\22
-فرقة مدرعة
القوات الجوية الاسرائلية :
اما القوات الجوية الاسرائلية فقد بلغت تقريبا 800 طائرة و مقسمة كالاتى:
-260 طائرة فانتوم
-130 سكاى هوك
-90 ميراج 3/5
-50 سوبر ميستير
-60 ميستير
-50 طائرة نقل
-65 هليكوبتر
-85 طائرة تدريب
-10 قاذفات خفيفة
و معظم هذه الطائرات فى الخدمة
توزيع الطائرات المصرية قبل الحرب:
بعد حرب 1967 خسرت مصر 4 مطارات فى سيناء علاوة على3 مطارات اخرى (مطارات القناة)و التى كانت على مقربة من نيران المدافع الاسرائلية,و لذلك تم بناء 33 مطارا و قاعدة جوية جديدة وتم تجهيز 30 دشمة او اكثر, لكل مطارا و كان لكل جناح جوى 3 مطارت و وضعت الطائرات المقاتلة (الميج 21) فى المطارات الأمامية و وضعت المقاتلات القاذفة (السوخوى و الميج 17) فى مطارات شرق الدلتا بينما وضعت القاذفات الاستراتيجية (الاليوشن والتيوبوليف)فى (مطارات العمق )الصعيد.
خطة القوات الجوية المصرية للحرب و المهام الموكلة اليها:
بنيت خطة القوات الجوية المصرية على ان تنفذ ضربة جوية مصرية شاملة ضد :
1. جميع المطارات فى سيناء
2. قواعد الدفاع الجوى
3. مراكز الشوشرة و القيادة و التحكم
4. مواقع المدفعية البعيدة المدى الاسرائيلية
وكذلك مناطق تجمع القوات الاسرائيلية و ان تدمر هذه الاهداف فى وقت واحد .
ايضا تم التخطيط للإبرار الجوى المصرى و عمليات الدفاع الجوى و مهام الحماية للقوات البرية و البحرية و اكتشاف و تدمير اى قوات للعدو , اى انه يمكن تلخيص مهام و خطة الطيران المصرى الى النقط الاتية:
ضربة جوية قوية و سريعة و مركزة ضد جميع الاهداف الاسرائلية فى بداية الحرب.
عمل ابرار جوى لقوات الصاعقة و المظلات المصرية خلف خطوط العدو .
المشاركة فى الدفاع الجوى لجمهورية مصر العربية.
حماية القوات البرية و البحرية المصرية عن طريق المظلات الجوية و الاشتباك مع الطائرات المعادية.
اكتشاف و تدمير اى اهداف للعدو .
خطة الضربة الجوية المصرية:
وضعت خطة الضربة الجوية المصرية على اساس ان تكون ضربة جوية قوية و سريعة و مركزة ضد جميع الاهداف الاسرائلية المحددة التى قد تعوق العبور للقناة و على اساس ان تكون الضربة بواسطة الطائرات القاذفة (تى يو 16 و اليوشن 28) و المقاتلات القاذفة سوخوى 7,17,20 , و ميج 17 تحميها مقاتلات الميج 21 .
و كانت اهداف الضربة الجوية الاولى و الثانية كالاتى:
4 مطارات اسرائلية فى سيناء ( المليز , السر , تمادا , العريش )
10 مواقع صواريخ هوك
ثلاث مراكز قيادة و عدد من مراز الشوشرة
عدد من محطات الرادار و مرابض المدفعية بعيدة المدى
مراكز طائرات العدو (فانتوم , ميراج و سكاى هوك )
وتم تخصيص 250 طائرة للضربة الجوية الاولى تقوم بمهامها عبر ممرات جوية اتفق عليها مع قيادة الدفاع الجوى و المدفعية المصرية.
اللمسات الأخيرة للضربة :
اختيار توقيت الهجوم :
كان قد تم اقتراح المواعيد لبدء الحرب و فى شهر مايو 1973 و كان ذلك فى قاعدة رأس التين البحرية و بحضور كل من الاتى:
وزير الدفاع المصري
وزير الدفاع السوري
رئيس الأركان المصري
رئيس الأركان السوري
رئيس هيئة العمليات
قائد القوات الجوية المصرية
قائد القوات البحرية المصرية
قائد قوات الدفاع الجوى المصري
قائد القوات البرية السورية
قائد القوات الجوية السورية
قائد القوات البحرية السورية
قائد قوات الدفاع الجوى السوري
و هؤلاء هم من قرروا موعد الحرب , فاقترحوا موعدين الاول فى شهر مايو و الثانى فى شهر اكتوبر و تم اختيار توقيت الهجوم للاتى:
قبل تساقط الثلج فى سوريا
قبل امداد امريكا لاسرائيل بالسلاح الجديد فى اوائل عام 1974
انه سيوافق 10 رمضان اى ان القمر سيكون شبه مكتمل
و بالنسبة للقوات الجوية الاتى:
ان يوم 6 اكتوبر هو يوم مميز لقلة استعداد الدفاع الجوى الاسرائيلى و قلة استعداد الطيارين الاسرائيليين و قد و ضح ذلك فى الضربة من عدم حدوث اى اشتباكات جوي مع الاسرائيليين.
ان هذا الوقت (1405)ستكون هناك رؤية واضحة للطيارين نظرا لتعامد الشمس و لعدم وجود سحب و أبخرة صباحية .
هذا التوقيت يتيح لقواتنا الجوية تنفيذ ضربة جوية مركزة اخرى و قبل آخر ضوء و برؤية مناسبة و مميزة.
هذا الوقت لن يتيح للطيران الاسرائيلى تنفيذ ضربة جوية مركزة ضد مطاراتنا و وحداتنا البرية مما يتيح لنا الوقت لتنفيذ خطة مضادة لخطة العدو كما سنرى .(حيث ان تجهيز ضربة جوية مركزة و كاملة يحتاج من 4-6 ساعات لاعطاء التلقين اللازم للطيارين و تجهيز الطائرات و الطيارين و تزويد الطائرات بالوقود والذخيرة.
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووول