ممممممممممم
الموضوع يزداد سوءا لكن كيف تقبل إسرائيل أن تضر نفسها بنفسها
"مفاعل ديمونة" قاتل البشر، يطل برأسه كل يوم ليقتل العشرات من مواطني مدينة الخليل بالضفة الغربية، من خلال التسبب بإصابتهم بمرض السرطان، والذي ينتشر بشكل ملحوظ في صفوف المواطنين في جنوب مدينة خليل الرحمن بسبب الإشعاعات التي تتسرب منه.
وتتواصل التحذيرات من استمرار إهمال قضية مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي، والذي ينعكس تأثيره بشكل كبير على سكان منطقة جنوب الخليل، وخاصة بلدة السموع إحدى القرى الواقعة في المنطقة الجنوبية لمحافظة الخليل، والتي تضررت وما زالت من المفاعل النووي.
وبحسب تقرير أعده موقع الشبكة الإعلامية الفلسطينية الالكتروني فقد توفي في الأسبوعين الأخيرين ثلاثة من سكان بلدة السموع جراء إصابتهم بمرض السرطان، وكان آخرهم المواطن محمد علي المحاريق (65 عاماً)، وذلك بعد رحلة مع العلاج استمرت أكثر من سبعة شهور دون أي جدوى.
الدكتور علي المحاريق، مدير مركز ابن سينا الطبي، وهو نجل المواطن الذي توفي قبل أيام بالسرطان أكد أن وزارة الصحة لم تثبت فعلياً أن مفاعل ديمونا هو السبب الرئيس في انتشار مرض السرطان في السموع والبلدات والقرى الجنوبية من الضفة، بسبب قلة الأبحاث والدراسات التي تجرى بهذا الخصوص.
وأشار المحاريق إلى عدم وجود إحصائيات رسمية حول عدد الإصابات في البلدة، بسبب التأخر في الكشف عن هذه الحالات بسبب تباطؤ المواطنين في الفحص الدوري.
وقال المحاريق: "ما تقديره (58) حالة في كل مائة ألف مواطن معرضة للإصابة في محافظة الخليل بمرض السرطان، وما مجموعه (63) حالة في كل مائة ألف مواطن معرضة للإصابة في الضفة الغربية".
ودعا الطبيب الفلسطيني إلى توفير مراكز متخصصة طبية للمنطقة الجنوبية بالضفة، كون مشفى بيت جالا هو الوحيد المختص بذلك في كل فلسطين، ولا يستطيع استيعاب الحالات المتزايدة يوماً بعد يوم.
أما الدكتور محمود سعادة، ممثل اللجنة الدولية لمناهضة الحرب النووية "فرع فلسطين"، فأكد أن الأبحاث التي أجراها فريق تابع لجامعة الخليل خلال شهري أيلول وتشرين أول من العام الجاري وجدت ارتفاعاً في نسبة تركيز عنصر اليورانيوم في عينات من تربة بلدتي حلحول وبيت أمر، ووصل إلى ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي.
وأشار سعادة إلى أن العديد من الأمراض بدأت بالظهور في محافظة الخليل في العام 1986، أبرزها مرض السرطان، واللوكيميا، والعقم، والنمو غير الطبيعي في الجسم، والإجهاض وغيرها من الأمراض.
وبين أن جمعيته قامت بإجراء بحث على منطقة محددة في بلدة الظاهرية جنوب الخليل تبلغ مساحتها (10-15) كيلو متر يقطنها قرابة (35) ألف مواطن، وأظهر البحث وجود (12) حالة أصيبت في اللوكيميا خلال الفترة، و(200) حالة مصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، كذلك رصد (8) حالات إجهاض خلال تلك الفترة.
وأرجع سعادة انتشار الأمراض إلى ثلاثة عوامل تؤثر، وهي: مفاعل ديمونة القريب من المناطق الجنوبية والتفاعلات التي تجري هناك، والمدافن النووية التي توجد في منطقة خط الهدنة بين الأراضي المحلتة عام 1967، والأراضي المحتلة عام 1948، وكذلك المصانع الكيماوية والنفايات الكيماوية التي يتم إلقائها بعد جمعها من تل أبيب وحيفا والمناطق المحتلة عام (48) في المنطقة الواقعة قرب السموع والظاهرية ويطا.
من جهته، أشار يوسف المحاريق مدير قسم الصحة في بلدية السموع إلى وجود ما بين ثلاثة إلى أربع حالات وفاة سنوياً في البلدة وحدها جراء هذا المرض الخبيث، وكان آخرهم محمد المحاريق ورحاب العقيلي (40 عاماً).
وأكد أن مستشفى بيت جالا يقوم بتحويل المرضى إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي ليتم تقديم العلاج لهم هناك، مشيراً إلى أن دور البلدية يقتصر على توعية المواطنين وإرشادهم حول أهمية الفحص وتوعيتهم بمخاطره.
من جانبه، قال الدكتور محمود سعادة إن سلطات الاحتلال لم تسمح بإدخال أي جهاز من الأجهزة المساعدة في الكشف عن السرطان أو الأدوية اللازمة، إضافة إلى التكلفة العالية للدواء الذي لا يستطيع المواطن العادي توفيرها في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة.
وكشف سعادة أن الإشعاعات بدأت بالوصول إلى بلدتي بيت أمر وحلحول شمال الخليل كونهما لا تبعدان هوائياً سوى (35) كيلومتر تقريباً، وتم الكشف عن عدة حالات.
ولفت سعادة إلى اكتشاف إصابات جديدة بالسرطان يومياً في المنطقة الجنوبية من الضفة الغريبة، داعياً للإسراع في إنشاء عدة مستشفيات ومراكز متخصصة للعلاج، وتوفير الدعم اللازم له.
ودعا إلى توفير أدوية وقائية لمواطني جنوب الضفة الغربية لحمايتهم من إشعاعات مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي، خصوصاً في ظل الارتفاع الحاد في أعداد المتضررين منها.
وأضاف" إن السبب في الكشف المتأخر عن المرض هو قلة الأجهزة أو انعدامها تقريباً، وكذلك عدم توعية المواطنين بضرورة الكشف الدوري، خاصة في ظل تحكم العادات والتقاليد بالمجتمع الفلسطيني، فتحاول بعض العائلات إخفاء أي حالة قد تظهر خاصة في الإناث لدواع اجتماعية".
وقبل يومين، أعلن وفاة السيدة مريم صالح، وهي من بلدة الظاهرية بعد أن أصيبت بسرطان الثدي، وخاضت رحلة علاج طويلة في مستشفى بيت جالا ببيت لحم.
واستنكر الدكتور سعادة الإهمال الموجود لدى السلطة الفلسطينية، مبيناً أنه اتصل عدة مرات بالرئيس محمود عباس لإطلاعه على القضية، ولفت نظر السلطة لكن لم يجد أحداً يسمع له.