شريطة أن يكون ارتفاع المآذن أقل من كاتدرائية كولونيا
ألمانيا توافق على بناء أكبر مسجد في أوروبا بعد جدل طويل
محمد حامد – إيلاف:
نقلت درشبيغل الألمانية أصداء وملابسات الموافقة على بناء أكبر مسجد في أوروبا على الأراضي الألمانية، فبعد الكثير من الجدل، صوت مجلس مدينة كولونيا لصالح بناء المسجد، فلم تكن معارضة جماعة محلية يمينية متطرفة كافية لوقف المخطط الذي سيغير الصورة التاريخية للمدينة إلى الأبد. حيث إن مدينة كولونيا فيها واحدة من أشهر وأقدم الكاتدرائيات في العالم، والتي ترتفع أبراجها لعنان السماء، وهي أشهر كنيسة من الطراز القوطي في ألمانيا. وبعد قرار مجلس مدينة كولونيا، سوف تعرف تلك المدينة بكونها تحتوي على أكبر مسجد في أوروبا وهو الأمر الذي قد يغير صورتها الشهيرة بشكل انقلابي .
ففي يوم الخميس ، وفي صالة مجلس مدينة كولونيا تجمع حشد كبير من المتظاهرين. وعند يمين المدخل وقف حوالى 30 معارضا لبناء المسجد يحملون لافتات عليها صور لمساجد مشطوب عليها باللون الأحمر. وعلى الجانب الأيسر، وقف حوالى 100 شخص يصوتون من أجل بناء المسجد. ولكن لم يسبب أي من الطرفين إزعاجا للآخر، في مشهد حضاري يحمل دلالة قاطعة على أن التعايش بين الديانات ليس دربًا من دروب الخيال، وأن صوت التطرف لن يستطيع أن ينال من التقارب الإنساني، والاحترام المتبادل بين الأديان.
فجميع الأحزاب في ما عدا الحزب المسيحي الديمقراطي ومبادرة اليمين المتطرف ضد بناء المسجد قد صوتوا لصالح بناء المسجد، حيث إن عمدة مدينة كولونيا، الذي فحص الأمر كثيرا قد صوت في النهاية، يوم الخميس، ضد رغبة حزبه من أجل بناء المسجد. وسوف يتم بناء المسجد الجديد في موقع يوجد في منطقة إيرينفيلد، وهو القسم الصناعي من مدينة كولونيا، حيث يوجد هناك مسجد يعمل وهو عبارة عن جزء مقتطع من مصنع قديم. حيث ذكر جوزيف فيرجيس، عضو المجلس المحلي لمدينة إيرينفيلد وعضو الحزب الاجتماعي الديمقراطي، لـ "ديرشبيجيل" أنه يمكن للمسلمين الآن أن يبدأوا هدم مبنى المسجد الموجود في المصنع القديم من الغد من أجل بناء المسجد الجديد.
لا للمآذن المرتفعة وإذاعة الآذان عبر مكبرات الصوت
وسوف يتكلف البناء مبالغ طائلة ولكن لم تكن هناك معاناة كبيرة في جمعها من المنح والهبات المقدمة من أكثر من 800 جماعة في ألمانيا. وسوف يكتمل البناء في عام 2010 تحت إشراف الإتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية الذي له علاقات قوية مع أنقرة. والمسجد صممه المهندسان الألمانيان بول و جوتفريد بوم. وجاءت موافقة مجلس المدينة على بناء للمسجد، بعد موافقة الجهة الإسلامية المعنية ببناء المسجد، الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية، على أن تكون المآذن اقصر مما كان مقررا. يذكر أن الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية يخطط لبناء مآذن بارتفاع 55 مترا، إلا أن السلطات رفضت ذلك، ما دفعه إلى تغيير خططه بخفض ارتفاع المآذن. وسوف يكون له قبة ذات حوائط زجاجية ومئذنتين. وارتفاع المآذن هو ثلث ارتفاع أبراج كاتدرائية مدينة كولونيا الشهيرة. وسوف يكون المسجد محاطا بمبان عالية تحتوي على مكاتب، كما وافق الإتحاد الإسلامي على عدم إذاعة آذان الصلاة عبر مكبرات الصوت. حيث قال فيرجس المتحمس: أعتقد أن المسجد الجديد سوف يكون تحفة معمارية تجعل الناس يتجهون إليه لمشاهدته بعد زيارة كاتدرائية كولونيا.
المعارضة مستمرة والتظاهرات قادمة
نشطاء اليمين المتطرف أحدثوا جلبة بخصوص هذا المسجد بالذات منذ الإعلان عن التخطيط لبنائه في العام الماضي. ويحظى اليمين المتطرف في كولونيا بنسبة 5 مقاعد من أصل 90 مقعدا في مجلس المدينة منذ عام 2004. وقد أطلقوا حملة صارخة ضد المسجد حاصلين على دعم من النمسا وبلجيكا. حيث إن جورج هيدر، زعيم اليمين في حزب التحالف من أجل مستقبل النمسا، يدعم معارضي مدينة كولونيا وقد أطلق حملة تحاول حظر بناء المساجد في بلده النمسا.
وقد كانت الحملة المعارضة للمسجد تحت ملاحظة مكتب حماية الدستور ووكالة الاستخبارات الألمانية، حيث إنه كان يخشى أن تؤدي تلك الحملة إلى انتهاك الكرامة الإنسانية، واثارة مشاعر الكراهية التي تتحول الى عنف لا يحمد عقباه . وعلى الرغم من أن مؤيدي بناء المسجد قد كسبوا المعركة، فإن الحرب بخصوص التكامل والتقارب الديني في مدينة كولونيا لم تنته. فالمعارضون في مدينة كولونيا قد نظموا لعقد مؤتمر معادٍ لما اسموه أسلمة ألمانيا وسوف يعقد يوم 19 سبتمبر القادم. وتتوقع المدينة أن تشهد تدفق الكثير من اليمينيين المتطرفين البارزين من جميع أنحاء أوروبا إليها والذين يقدر عددهم بالآلاف، وتتوقع مصادر الشرطة أن يشارك في هذه التظاهرة نحو 40 ألف متظاهر من ألمانيا ودول أوروبا، كما يتوقع أن ينظم نشطاء وحقوقيون من مختلف شرائح المجتمع الألماني تظاهرة ضد العنصرية والعداء للأجانب وللتشديد على حق المسلمين في بناء المساجد، الذي يضمنه لهم الدستور الألماني.
يذكر أنه يوجد نحو 160 مسجدا في ألمانيا بعد أن كان كل عدد المساجد عام 1990 لا يتجاوز 3 مساجد فقط، وفي الوقت الذي وافق فيه أعضاء مجلس المدينة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار والحزب الديمقراطي الحر، رفض أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل بناء المسجد وشارك في الرفض اتحاد الناخبين اليميني التطرف.
ألمانيا توافق على بناء أكبر مسجد في أوروبا بعد جدل طويل
محمد حامد – إيلاف:
نقلت درشبيغل الألمانية أصداء وملابسات الموافقة على بناء أكبر مسجد في أوروبا على الأراضي الألمانية، فبعد الكثير من الجدل، صوت مجلس مدينة كولونيا لصالح بناء المسجد، فلم تكن معارضة جماعة محلية يمينية متطرفة كافية لوقف المخطط الذي سيغير الصورة التاريخية للمدينة إلى الأبد. حيث إن مدينة كولونيا فيها واحدة من أشهر وأقدم الكاتدرائيات في العالم، والتي ترتفع أبراجها لعنان السماء، وهي أشهر كنيسة من الطراز القوطي في ألمانيا. وبعد قرار مجلس مدينة كولونيا، سوف تعرف تلك المدينة بكونها تحتوي على أكبر مسجد في أوروبا وهو الأمر الذي قد يغير صورتها الشهيرة بشكل انقلابي .
ففي يوم الخميس ، وفي صالة مجلس مدينة كولونيا تجمع حشد كبير من المتظاهرين. وعند يمين المدخل وقف حوالى 30 معارضا لبناء المسجد يحملون لافتات عليها صور لمساجد مشطوب عليها باللون الأحمر. وعلى الجانب الأيسر، وقف حوالى 100 شخص يصوتون من أجل بناء المسجد. ولكن لم يسبب أي من الطرفين إزعاجا للآخر، في مشهد حضاري يحمل دلالة قاطعة على أن التعايش بين الديانات ليس دربًا من دروب الخيال، وأن صوت التطرف لن يستطيع أن ينال من التقارب الإنساني، والاحترام المتبادل بين الأديان.
فجميع الأحزاب في ما عدا الحزب المسيحي الديمقراطي ومبادرة اليمين المتطرف ضد بناء المسجد قد صوتوا لصالح بناء المسجد، حيث إن عمدة مدينة كولونيا، الذي فحص الأمر كثيرا قد صوت في النهاية، يوم الخميس، ضد رغبة حزبه من أجل بناء المسجد. وسوف يتم بناء المسجد الجديد في موقع يوجد في منطقة إيرينفيلد، وهو القسم الصناعي من مدينة كولونيا، حيث يوجد هناك مسجد يعمل وهو عبارة عن جزء مقتطع من مصنع قديم. حيث ذكر جوزيف فيرجيس، عضو المجلس المحلي لمدينة إيرينفيلد وعضو الحزب الاجتماعي الديمقراطي، لـ "ديرشبيجيل" أنه يمكن للمسلمين الآن أن يبدأوا هدم مبنى المسجد الموجود في المصنع القديم من الغد من أجل بناء المسجد الجديد.
لا للمآذن المرتفعة وإذاعة الآذان عبر مكبرات الصوت
وسوف يتكلف البناء مبالغ طائلة ولكن لم تكن هناك معاناة كبيرة في جمعها من المنح والهبات المقدمة من أكثر من 800 جماعة في ألمانيا. وسوف يكتمل البناء في عام 2010 تحت إشراف الإتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية الذي له علاقات قوية مع أنقرة. والمسجد صممه المهندسان الألمانيان بول و جوتفريد بوم. وجاءت موافقة مجلس المدينة على بناء للمسجد، بعد موافقة الجهة الإسلامية المعنية ببناء المسجد، الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية، على أن تكون المآذن اقصر مما كان مقررا. يذكر أن الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية يخطط لبناء مآذن بارتفاع 55 مترا، إلا أن السلطات رفضت ذلك، ما دفعه إلى تغيير خططه بخفض ارتفاع المآذن. وسوف يكون له قبة ذات حوائط زجاجية ومئذنتين. وارتفاع المآذن هو ثلث ارتفاع أبراج كاتدرائية مدينة كولونيا الشهيرة. وسوف يكون المسجد محاطا بمبان عالية تحتوي على مكاتب، كما وافق الإتحاد الإسلامي على عدم إذاعة آذان الصلاة عبر مكبرات الصوت. حيث قال فيرجس المتحمس: أعتقد أن المسجد الجديد سوف يكون تحفة معمارية تجعل الناس يتجهون إليه لمشاهدته بعد زيارة كاتدرائية كولونيا.
المعارضة مستمرة والتظاهرات قادمة
نشطاء اليمين المتطرف أحدثوا جلبة بخصوص هذا المسجد بالذات منذ الإعلان عن التخطيط لبنائه في العام الماضي. ويحظى اليمين المتطرف في كولونيا بنسبة 5 مقاعد من أصل 90 مقعدا في مجلس المدينة منذ عام 2004. وقد أطلقوا حملة صارخة ضد المسجد حاصلين على دعم من النمسا وبلجيكا. حيث إن جورج هيدر، زعيم اليمين في حزب التحالف من أجل مستقبل النمسا، يدعم معارضي مدينة كولونيا وقد أطلق حملة تحاول حظر بناء المساجد في بلده النمسا.
وقد كانت الحملة المعارضة للمسجد تحت ملاحظة مكتب حماية الدستور ووكالة الاستخبارات الألمانية، حيث إنه كان يخشى أن تؤدي تلك الحملة إلى انتهاك الكرامة الإنسانية، واثارة مشاعر الكراهية التي تتحول الى عنف لا يحمد عقباه . وعلى الرغم من أن مؤيدي بناء المسجد قد كسبوا المعركة، فإن الحرب بخصوص التكامل والتقارب الديني في مدينة كولونيا لم تنته. فالمعارضون في مدينة كولونيا قد نظموا لعقد مؤتمر معادٍ لما اسموه أسلمة ألمانيا وسوف يعقد يوم 19 سبتمبر القادم. وتتوقع المدينة أن تشهد تدفق الكثير من اليمينيين المتطرفين البارزين من جميع أنحاء أوروبا إليها والذين يقدر عددهم بالآلاف، وتتوقع مصادر الشرطة أن يشارك في هذه التظاهرة نحو 40 ألف متظاهر من ألمانيا ودول أوروبا، كما يتوقع أن ينظم نشطاء وحقوقيون من مختلف شرائح المجتمع الألماني تظاهرة ضد العنصرية والعداء للأجانب وللتشديد على حق المسلمين في بناء المساجد، الذي يضمنه لهم الدستور الألماني.
يذكر أنه يوجد نحو 160 مسجدا في ألمانيا بعد أن كان كل عدد المساجد عام 1990 لا يتجاوز 3 مساجد فقط، وفي الوقت الذي وافق فيه أعضاء مجلس المدينة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار والحزب الديمقراطي الحر، رفض أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل بناء المسجد وشارك في الرفض اتحاد الناخبين اليميني التطرف.