التوازن العسكري بين الهند وباكستان
الهند ترى نفسها كقوة اقليمية نامية
إذا عقدنا مقارنة عددية بين الهند وباكستان من حيث حجم الجيوش و القوة الاقتصادية فلن يمكن الحديث عن أي نوع من التوازن، بل سيكون الحديث عن عدم التوازن.
ما ينبغي إيضاحه هنا هو أن الدولتين تتمتعان بقدرات عسكرية مختلفة تماما عن بعضهما البعض. فالهند ترى نفسها كقوة إقليمية ناهضة، وترى في القوة العسكرية أحد أهم عناصر هذا الدور.
بينما تتمتع باكستان بموقف مختلف تماما. فهي تسعى لتوفير القدرات العسكرية الضرورية لردع أي ضغوط تتعرض لها من قبل الهند.
ولا يمكن لباكستان أن تنافس الهند من حيث القوة العددية للجنود أو أعداد القطع الحربية، ولكنها تسعى لتركيز جهودها على التطوير النوعي الذي يوفر أقصى قدر من الفعالية ضد القوات المعادية.
في سن التجنيد: 461ر410ر164
نفقات الدفاع : 02ر13 مليار دولار، اي مايعادل 5ر2% من إجمالي الناتج المحلي
باكستان
في سن التجنيد: 366ر897ر21
نفقات الدفاع : 43ر2 مليار دولار أي مايعادل 9ر3% من إجمالي الناتج المحلي
المصدر دليل وكالة الاستخبارات المركزية الإحصائي
تقوم الهند بعمليات تطوير وتحديث لقواتها المسلحة بجميع أسلحتها ، وتحصل القوات الجوية على اكبر قدر من الاهتمام واكبر حصة من الدعم المالي، حيث تخطط الهند لتطوير مقاتلات جديدة وأنظمة إنذار محمول جوا وصواريخ.
كما يسعى الجيش للحصول على دبابات حديثة ومدفعية متطورة.
كما يسعى الأسطول لنشر سفن حربية جديدة روسية الصنع وسفن أخرى تم تطويرها محليا وغواصات جديدة.
وتعتزم الهند إنفاق حوالي 95 مليار دولار لتنفيذ هذا البرنامج التطويري خلال الأعوام الخمسة عشر القادمة.
إلا أن الهند تعاني أيضا من مشكلات مزمنة في ما يتعلق بالصيانة وذلك بسبب صعوبة الحصول على قطع الغيار للمعدات الروسية الصنع وأيضا لقلة تجهيزات منشآت الصيانة الهندية.
روسيا المصدر الأول
وتطمح الهند في تعزيز صناعاتها الحربية، ولكنها على الأقل خلال المستقبل القريب، ستظل تعتمد على استيراد القطع العسكرية الضخمة من الخارج.
وتظل روسيا المصدر الرئيسي للأسلحة إلى الهند ومن المتوقع أن تستمر كذلك.
وقد وقعت حكومتا البلدين اتفاقية في يونيو حزيران 2001 لتوريد معدات عسكرية بقيمة عشرة مليارات دولار من الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى خلال العقد القادم.
ويرى الخبراء إمكانية أن تلعب الهند دورا في عمليات تطوير الجيل القادم من الطائرات المقاتلة الروسية وتطوير طائرة نقل جديدة.
باكستان اشترت دبابات من أوكرانيا
كما أن الهند مهتمة أيضا بالحصول على انظم الدفاع الجوي الروسية، وتشير التقارير الإستخباراتية إلى أن الهند تطمح في تعزيز ترسانتها بأنظمة الدفاع الجوي الروسية وتهدف إلى نشر نظام دفاعي مضاد للصواريخ البالستية، قد تعتمد على النظام أس - 300في أم الروسي.
في الوقت نفسه تطور الهند علاقات عسكرية مع إسرائيل، التي يمكنها أن تقدم الكثير في مجال الصناعات العسكرية خصوصا فيما يتعلق بالتقنية المتطورة في مجالات طائرات التجسس التي تعمل بدون طيارين والصواريخ المقذوفة من الطائرات. وهذه العلاقة تتطور وتزداد قوة مع مرور الوقت، رغم قلة ما يقال عنها.
الصين تساعد باكستان
وفي وجه النفوذ الهندي والقوة العسكرية المتنامية في الهند، تسعى باكستان أيضا إلى تطوير قواتها. وقد بذلت جهودا ملحوظة لتطوير قواتها المسلحة.
وقد خصصت جزءا كبيرا من تلك الجهود للمجالات النووية والصاروخية ، وهي المجالات التي يمكن أن تقدم لها رادعا قويا.
وتعد الصين أهم مصادر السلاح إلى باكستان على الرغم من أن مشتريات السلاح الباكستانية تعد متواضعة مقارنة بجارتها الضخمة الهند.
وقد بدأت أخيرا في الحصول على أول شحنة من المقاتلات من طراز أف - سبعة أم جي وتبلغ خمسين طائرة. بينما تواصل الدولتان التعاون في برنامج مشترك لتطوير مقاتلة جديدة.
كذلك تحصل باكستان على قدر صغير من الأسلحة المتقدمة من فرنسا . وقد تسلمت خلال العام الماضي ثمان مقاتلات من طراز ميراج ثلاثة "في" .
كما تقوم فرنسا بتزويد باكستان بالغواصات التي تعمل بالديزل وق وصل أولها في أواخر عام 99، بينما يتم بناء غواصتين أخريين في كراتشي بتصريح من فرنسا.
وتعمل باكستان أيضا على تنويع مصادر سلاحها، فقد اشترت دبابات ميدانية من أوكرانيا وتدرس حاليا إمكانية بدء الإنتاج المحلي لنسخة مطورة منها تعرف باسم الخالد.
وتعد هذه من أهم الأولويات حيث وقعت الهند عقدا مع روسيا لشراء 300 دبابة من طراز تي تسعين .
ومع ذلك فليس من المتوقع أن تؤدي كل هذه الجهود إلى أن تصبح باكستان ندا للهند في مجال الأسلحة التقليدية، وعليه فهي تعتد على وجود الرادع النووي لمنع نشوب حروب مع جارتها.