تعدد مصادر التسلح في الشرق الأوسط وتغييرات لتعديل موازين القوى
http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/rounded_corner.php?src=admin/news/uploads/1424419503-sdarabia3198-dcns-130215-fremm-egypte-en-photo1.jpg&radius=8&imagetype=jpeg&backcolor=ffffff8:01 AM 2015-02-20
تعرف منطقة الشرق الأوسط بانها أكثر المناطق تسلحاً في العالم، لأنها عرضة أكثر من غيرها للحروب والتهديدات، ولما تتمتع به من أهمية جيو سياسية ومن ثروة نفطية. وقد زادت نسبة التهديدات بعد نشوء إسرائيل وقيام جمهورية إسلامية في إيران، وبعد صعود الحركات الجهادية الإسلامية، والذي تمثل أخيراً بظهور وتنامي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي حين ظلت الولايات المتحدة لوقت طويل المصدر الرئيس لتسلح الدول العربية، بدأت دول المنطقة اليوم - مثل مصر والجزائر والسعودية والعراق - تسجل تنوعاً في مصادر تسلّحها وتستثمر في التصنيع العسكري، مما يساعدها على تعزيز امكاناتها بقدراتها الذاتية ويحررها من الأثمان السياسية، وكذلك من قيود الاستعمال ومن ارتفاع كلفة التجهيز.
مصر
فبعد صفقة الاسلحة الروسية S-300 وما سببته من ردود افعال دولية، وصفقة مقاتلات ميغ-35، عادت مصر لتدخل سوقاً جديدة - انقطعت عنها منذ حوالى ربع قرن - وهي السوق الفرنسية التي تعتبر إحدى المصادر التقليدية المزودة لدول الشرق الاوسط بالسلاح، حيث دخلت مصر في مفاوضات مباشرة مع فرنسا للحصول على أسلحة جديدة من نوعها بالنسبة للمنطقة، وتم الاتفاق على حصول مصر على أربع فرقاطات بحرية فرنسية من طراز غويند بقيمة مليار يورو، وتعد صفقة الأسلحة هذه هي الأكبر في تاريخ البلدين منذ 20 عاما. وأكّد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في 12 شباط/ فبراير شراء مصر 24 مقاتلة رافال، وكذلك فرقاطة متعددة المهام، بقيمة 5 مليار يورو. والجدير بالذكر أن الجيش المصري هو الأقوى عربيًا وثاني أقوى الجيوش في الشرق الأوسط ويحتل المرتبة 13 عالميًا بحسب تنصيف موقع غلوبال فاير لعام 2014.
السعودية
بالنسبة للسعودية، التي تعتبر ثاني أقوى الجيوش العربية، وعلى الرغم من اعتمادها في صفقاتها العسكرية على الولايات المتحدة - وكانت صفقتها الاضخم معها هي شراء 84 طائرة من طراز F-15SA وشراء معدات عسكرية أميركية بقيمة 60 مليار دولار – فقد اشترت72 مقاتلة بريطانية الصنع من طراز يوروفايتر تايفون بقيمة 7.9 مليار دولار، بالإضافة إلى التعاقد مع فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة على برامج تدريبية للحرس الوطني السعودي - تشمل تزويده بأحدث المركبات المصفحة والأنظمة التدريبية الحديثة - في صفقة بلغت قيمتها أكثر من 2 مليار دولار.
وتمتلك السعودية صواريخاً من الصين، وللمفاجأة، فقد كشفت المملكة عن امتلاكها لصواريخ رياح الشرق CSS-2 البالستية الصينية الصنع، خلال مناورة سيف عبدالله في نيسان/ أبريل 2014، ودل ذلك على زيادة مبيعات الأسلحة الصينية الى منطقة الشرق الأوسط.
الجزائر
تعمل الجزائر بشكل حثيث على تعزيز قدراتها العسكرية وتنويع مصادر تسليحها، وذلك للمحافظة على توازن القوى مع المغرب - نظراً للنزاع القائم بين البلدين على الحدود المشتركة وحول الصحراء - إضافة إلى التنافس حول صدارة الدور الإقليمي. ويحتل الجيش الجزائري المرتبة الرابعة عربيًا بين الجيوش العربية، وأبرز صفقاته أُبرمت مع موسكو لاستيراد دبابات روسية من طراز T-90 وطائرات قتالية من طراز SO-30، إلى جانب الحصول على عدة أنظمة للدفاع الجوي وطائرات إمداد بقيمة تبلغ 8 مليار دولار.
وعقدت الجزائر كذلك صفقة مع إيطاليا حصلت بموجبها على عشر طائرات إيطالية الصنع وسفن إنزال برمائية، وأخرى مع بريطانيا لشراء 30 طائرة قتالية متعددة المهام. كما تعاقدت مع الصين عام 2012 لشراء 3 طرادات C28A تتسلمها منتصف عام 2015، وقد خضع الطراد الأول لتجارب بحرية في آب/ أغسطس 2014 والثاني في 6 شباط/فبراير 2015. كما استقدمت البحرية الجزائرية فرقاطتي Meko A-200 من ألمانيا بموجب عقدين وقعتهما عام 2012 بقيمة 2.7 مليار دولار تقريباً.
وتعتمد الجزائر على فرنسا وألمانيا وإيطاليا في مجال أنظمة الاتصالات العسكرية. وعمل سلاح البحرية الجزائري في الآونة الأخيرة على عقد صفقات مع الحليف الفرنسي - الذي له دور كبير في تسليح الجيش الجزائري - فاستوردت سفن دورية عسكرية من طراز FPB-98 بهدف عصرنة قواتها، بالإضافة إلى استيراد غواصات روسية حديثة.
الإمارات
وتعد الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا أبرز مصدري السلاح للإمارات العربية المتحدة التي اشترت 63 طائرة ميراج و80 مقاتلة F-16 E/F و30 مروحية أباتشي. وقامت الإمارات مؤخرًا بالاتفاق على شراء 12 طائرة نقل تكتيكية من طراز C-130J وست طائرات نقل إستراتيجية من طراز غلوبماستر.
وكذلك اشترت من روسيا أنظمة بانتسير للدفاع الجوي، وأنظمة دفاعية مضادة للصواريخ طويلة وقصيرة المدى بمجموع صفقات بلغت قيمتها 9 مليارات دولار. هذا ويصنف الجيش الإماراتي خامس أقوى جيش عربي.
المغرب
أما الجيش المغربي وهو السابع عربيًا، فهو يعتمد في تسليحه على فرنسا بشكل كبير، بحيث يعتبر المستورد الأول لفرقاطة فريم المتعددة المهام، كما يعتمد على الولايات المتحدة في عتاده الجوي وبخاصة بمقاتلات F-16. وعقد المغرب صفقات تشمل طائرات تدريبي مع روسيا وفرنسا وإسبانيا.
العراق
يعمد العراق على إعادة بناء جيشه الذي دمّر عقب الغزو الأميركي، بعد أن كان يصنف كأكبر قوة عسكرية على الصعيد العربي. ويتم تأسيس الجيش العراقي بالاعتماد على التدريب والتسليح الأميركيين بنسبة كبيرة، حيث أن الدبابات العراقية كالأبرامز وغيرها من العربات المدرعة أميركية الصنع. غير أن تأخر الولايات المتحدة بتوريد الأسلحة التي يحتاجها في حربه ضد داعش أدى إلى اخذ الحكومة العراقية بعين الاعتبار تنويع مصادرها التسلحية. وفي عام 2011، وقع العراق صفقات مع روسيا لشراء أسلحة بقيمة 4.2 مليار دولار، لتصبح موسكو أكبر مورد سلاح له بعد واشنطن. وفي كانون الثاني/ يناير 2015، ذكرت صحيفة فيدوموستي الروسية نقلاً عن مصادر في قطاع الصناعات الحربية الروسية أن روسيا وقعت عام 2014 عقودا لتسليم العراق دفعة كبيرة من المدافع وراجمات الصواريخ والذخائر بمبلغ مليار دولار.
هذا وقد اشترى العراق عربات ومقاتلات من بيلاروسيا وأوكرانيا وتشيكيا.
ولا بد من الإشارة إلى أن العديد من الدول تفرض قيوداً دولية على سوق السلاح - من بينها الولايات المتحدة الأميركية - ومنها معاهدات ضبط التسلح، والتحالفات الاستراتيجية التي تلعب دورا في التزويد بالسلاح وتحديد مصدره.
http://defense-arab.comdefense-arab.../preview_news.php?id=34621&cat=9#.VObybHyUeEw