تحطم طائرة الوزير .... حقائق للتاريخ
فارس فاضل الجواري
تردد أن شبهة (العمل الإرهابي) هو السبب الحقيقي لسقوط طائرة وزير الدفاع العراقي السابق عدنان خير الله في صيف عام 1989 عندما كان عائدا من شمال العراق إلى بغداد.
من خلال متابعتي لمواقع الكترونية عدة تناقلت وحللت هذا الخبر من خلال عدة أراء منها ترجح فرضية العمل الإجرامي (الإرهابي) كما يسمى بأيامنا الحالية ومنهم وضع السبب على العاصفة الترابية التي واجهت طاقم المروحية في ذلك اليوم , ومن خلال عملي في صنف طيران الجيش وقربي من المسئولين الفنيين على صنف المروحية التي سقطت أردت ان اكتب بهذا الموضوع من جانب فني وعملي خصوصا أني أرجح فرضية سقوط المروحية نتيجة العاصفة ( مع تحفظي واحترامي للآراء الأخرى ) ومن خلال حقائق سأحاول توضيحها أدناه.
طائرات السرب الجمهوري الخاص مسئول بتنقلات الرئيس وأفراد عائلته في ذلك الوقت كان يشمل مروحيات أمريكية الصنع من طراز البيل – أس تي 214 ومروحيات البي كي – 117 و بي أو 105 وكان موقع السرب في منطقة أبو غريب ومرتبط مباشرة بالحرس الخاص بحماية الرئيس, ولكن الارتباط الفني كان بهندسة طيران الجيش فيما يخص التفاتيش العميقة وإجراء التحسينات والأعطال المستعصية من خلال الجناح الفني لمدرسة طيران الجيش في قاعدة الصويرة, وكنت بتلك الأيام اعمل مهندس سرب لنوع أخر من المروحيات وبنفس القاعدة وكنا كمهندسين لكل طراز المروحيات نلتقي بمكان واحد وهو (البهو) مكان استراحتنا بعد العمل .
طائرة الوزير التي تحطمت امريكية من طراز البيل 214 ( BELL=214ST) خاصة بنقل الشخصيات (VIP) والاستطلاع الجوي وكانت حديثة الصنع ودخلت الخدمة للعراق ببداية الثمانينات بعقد مع الولايات المتحدة الامريكية يشمل 45 مروحية وادوات احتياطية وتدريب ومعدات اختيارية اهمها الرادار الجوي الذي هو موضوع حديثنا وكما سابينه لاحقا, وتم اختيار اكفأ الطيارين والمهندسين والفنيين لارسالهم الى امريكا لغرض التدريب وكانوا على قدر من المسئولية والكفاءة التي اشهد لهم فيها.
وبالعودة الى يوم الحادث كان فيها الوزير مع الرئيس وعوائلهم باحد مصايف شمالنا الجميل ولسبب ما ترك الوزير الجميع واراد ان يرجع الى بغداد ( الحديث لاحد مسئولي الحماية معهم) وحسب ماجاء بتقرير اللجنة التحقيقية الخاصة بالحادث, انه وفي تمام الساعة الخامسة عصرا من يوم 5\5\1989 (ليلة عيد الاضحى) غادر وزير الدفاع العراقي الاسبق عدنان خير الله مصيف أشاوه بدهوك متجها الى بغداد بطائرة مروحية من طراز bell 214 –st امريكية الصنع وبالساعة السادسة والربع مساءا سقطت الطائرة في منطقة قرب الكوير وهي تابعة لقضاء شيخان وأذيع الخبر على التلفزيون العراقي الساعة العاشرة مساءا.
وكان التقرير النهائي أشار إلى أن سبب تحطم مروحية الوزير نتيجة هبوب عاصفة شديدة في منطقة قرب الكوير وهي تابعة لقضاء شيخان والوزير هو الذي كان يقود المروحية ( حيث انه طيار وله ساعات طيران على هذا النوع من المروحيات وأنواع أخرى) وكان الوقت يميل إلى الغروب وتحديدا الساعة السادسة والربع مساءا , وطالب التقرير بفتح تحقيق فني بخصوص عدم تشغيل منظومة الرادار الجوي للطائرة , وبالفعل تم فتح التحقيق واخذ شهادات المهندسين العاملين على هذا النوع من المروحيات أكدوا جميعهم على أن المنظومة هي من الأجزاء الموجودة في المروحية وتم تدريب الفنيين أصحاب الاختصاص عليها في أمريكا ولكن عند جلب الطائرات كانت المنظومة غير عاملة , مما أثار شبهات فساد لصفقة شراءها , حيث تم انتداب لجنة فنية متخصصة لبيان سبب عدم اشتغال المنظومة, أكدت بعد إتمام إجراءات الفحص عن عدم وجود كارت التشغيل الخاص بالمنظومة وهو السبب الرئيسي لعدم عملها مما جعلت اللجنة توصي بإدانة بعض الأشخاص المسئولين عن العقد, وأصبح هذا التقرير متداول في حينها للنقاش والتحليل العلمي والفني ببننا كمهندسين .
فلو كانت هذه المنظومة عاملة أثناء هبوب العاصفة لكانت أجرت عملية مسح جوي بالاعتماد على أجهزة استشعار خاصة لتحديد بيانات تتعلق بالرطوبة، ودرجة الحرارة، وبيانات أخرى خاصة بالعواصف التي تقابلها وتقوم من خلال أجهزة الكمبيوتر في المروحية بالدخول إلى منطقة “الاحتمالات المتوقعة” للمخاطر الخارجية لدائرة قطرها بضعة كيلومترات حول وإمام وتحت الطائرة والمناطق المحيطة بالمروحية من خلال ذراع توجيه وعرض هذه البيانات داخل كابينة الطيار من خلال شاشة تظهر عليها كل هذه التنبيهات والتحذيرات ليتخذ الطيار الإجراءات المناسبة لمنع دخول المروحية منطقة خطرة والانحراف بها بعيدا عن موقع العاصفة, ومن خصائص هذه التقنيات إطلاق تحذير عند إمكانية دخول المطر إلى مجال عمل أشعة الرادار بالمروحية، مما قد يتسبب في تشويه قراءة البيانات الخاصة بعمل جميع منظومات المروحية الأخرى, لذلك تعتبر مهمة ومفيدة عند الطيران في محيط ملئ بنشاط للعواصف الرعدية الشديدة.
هذه هي المعلومات التي احتفظ بها بذاكرتي عن حادث تحطم مروحية وزير الدفاع العراقي الأسبق عدنان خير الله من خلال عملي في ذات مكان عمل اللجنة الفنية الخاصة بهذا الحادث ( قاعدة الصويرة ) , إما ما أثير من شبهات جنائية حول هذه القضية فهي ليست بمجال تخصصي واتركها للمختصين بهذا الشأن. وأريد أن أشير في نهاية الموضوع حول المعلومات التي وردت لاحقا بعد الاحتلال مفادها إن شركة بلاك ووتر الأمنية قد استحوذت على عدد من مروحيات البيل 214 أس تي العراقية موضوعة البحث بعد دخولها مع القوات الأمريكية الغاصبة وإثناء الفراغ الأمني الذي صاحب الاحتلال ....
بتصرف بسيط جدا عن موقع الكاردينيا
فارس فاضل الجواري
تردد أن شبهة (العمل الإرهابي) هو السبب الحقيقي لسقوط طائرة وزير الدفاع العراقي السابق عدنان خير الله في صيف عام 1989 عندما كان عائدا من شمال العراق إلى بغداد.
من خلال متابعتي لمواقع الكترونية عدة تناقلت وحللت هذا الخبر من خلال عدة أراء منها ترجح فرضية العمل الإجرامي (الإرهابي) كما يسمى بأيامنا الحالية ومنهم وضع السبب على العاصفة الترابية التي واجهت طاقم المروحية في ذلك اليوم , ومن خلال عملي في صنف طيران الجيش وقربي من المسئولين الفنيين على صنف المروحية التي سقطت أردت ان اكتب بهذا الموضوع من جانب فني وعملي خصوصا أني أرجح فرضية سقوط المروحية نتيجة العاصفة ( مع تحفظي واحترامي للآراء الأخرى ) ومن خلال حقائق سأحاول توضيحها أدناه.
طائرات السرب الجمهوري الخاص مسئول بتنقلات الرئيس وأفراد عائلته في ذلك الوقت كان يشمل مروحيات أمريكية الصنع من طراز البيل – أس تي 214 ومروحيات البي كي – 117 و بي أو 105 وكان موقع السرب في منطقة أبو غريب ومرتبط مباشرة بالحرس الخاص بحماية الرئيس, ولكن الارتباط الفني كان بهندسة طيران الجيش فيما يخص التفاتيش العميقة وإجراء التحسينات والأعطال المستعصية من خلال الجناح الفني لمدرسة طيران الجيش في قاعدة الصويرة, وكنت بتلك الأيام اعمل مهندس سرب لنوع أخر من المروحيات وبنفس القاعدة وكنا كمهندسين لكل طراز المروحيات نلتقي بمكان واحد وهو (البهو) مكان استراحتنا بعد العمل .
طائرة الوزير التي تحطمت امريكية من طراز البيل 214 ( BELL=214ST) خاصة بنقل الشخصيات (VIP) والاستطلاع الجوي وكانت حديثة الصنع ودخلت الخدمة للعراق ببداية الثمانينات بعقد مع الولايات المتحدة الامريكية يشمل 45 مروحية وادوات احتياطية وتدريب ومعدات اختيارية اهمها الرادار الجوي الذي هو موضوع حديثنا وكما سابينه لاحقا, وتم اختيار اكفأ الطيارين والمهندسين والفنيين لارسالهم الى امريكا لغرض التدريب وكانوا على قدر من المسئولية والكفاءة التي اشهد لهم فيها.
وبالعودة الى يوم الحادث كان فيها الوزير مع الرئيس وعوائلهم باحد مصايف شمالنا الجميل ولسبب ما ترك الوزير الجميع واراد ان يرجع الى بغداد ( الحديث لاحد مسئولي الحماية معهم) وحسب ماجاء بتقرير اللجنة التحقيقية الخاصة بالحادث, انه وفي تمام الساعة الخامسة عصرا من يوم 5\5\1989 (ليلة عيد الاضحى) غادر وزير الدفاع العراقي الاسبق عدنان خير الله مصيف أشاوه بدهوك متجها الى بغداد بطائرة مروحية من طراز bell 214 –st امريكية الصنع وبالساعة السادسة والربع مساءا سقطت الطائرة في منطقة قرب الكوير وهي تابعة لقضاء شيخان وأذيع الخبر على التلفزيون العراقي الساعة العاشرة مساءا.
وكان التقرير النهائي أشار إلى أن سبب تحطم مروحية الوزير نتيجة هبوب عاصفة شديدة في منطقة قرب الكوير وهي تابعة لقضاء شيخان والوزير هو الذي كان يقود المروحية ( حيث انه طيار وله ساعات طيران على هذا النوع من المروحيات وأنواع أخرى) وكان الوقت يميل إلى الغروب وتحديدا الساعة السادسة والربع مساءا , وطالب التقرير بفتح تحقيق فني بخصوص عدم تشغيل منظومة الرادار الجوي للطائرة , وبالفعل تم فتح التحقيق واخذ شهادات المهندسين العاملين على هذا النوع من المروحيات أكدوا جميعهم على أن المنظومة هي من الأجزاء الموجودة في المروحية وتم تدريب الفنيين أصحاب الاختصاص عليها في أمريكا ولكن عند جلب الطائرات كانت المنظومة غير عاملة , مما أثار شبهات فساد لصفقة شراءها , حيث تم انتداب لجنة فنية متخصصة لبيان سبب عدم اشتغال المنظومة, أكدت بعد إتمام إجراءات الفحص عن عدم وجود كارت التشغيل الخاص بالمنظومة وهو السبب الرئيسي لعدم عملها مما جعلت اللجنة توصي بإدانة بعض الأشخاص المسئولين عن العقد, وأصبح هذا التقرير متداول في حينها للنقاش والتحليل العلمي والفني ببننا كمهندسين .
فلو كانت هذه المنظومة عاملة أثناء هبوب العاصفة لكانت أجرت عملية مسح جوي بالاعتماد على أجهزة استشعار خاصة لتحديد بيانات تتعلق بالرطوبة، ودرجة الحرارة، وبيانات أخرى خاصة بالعواصف التي تقابلها وتقوم من خلال أجهزة الكمبيوتر في المروحية بالدخول إلى منطقة “الاحتمالات المتوقعة” للمخاطر الخارجية لدائرة قطرها بضعة كيلومترات حول وإمام وتحت الطائرة والمناطق المحيطة بالمروحية من خلال ذراع توجيه وعرض هذه البيانات داخل كابينة الطيار من خلال شاشة تظهر عليها كل هذه التنبيهات والتحذيرات ليتخذ الطيار الإجراءات المناسبة لمنع دخول المروحية منطقة خطرة والانحراف بها بعيدا عن موقع العاصفة, ومن خصائص هذه التقنيات إطلاق تحذير عند إمكانية دخول المطر إلى مجال عمل أشعة الرادار بالمروحية، مما قد يتسبب في تشويه قراءة البيانات الخاصة بعمل جميع منظومات المروحية الأخرى, لذلك تعتبر مهمة ومفيدة عند الطيران في محيط ملئ بنشاط للعواصف الرعدية الشديدة.
هذه هي المعلومات التي احتفظ بها بذاكرتي عن حادث تحطم مروحية وزير الدفاع العراقي الأسبق عدنان خير الله من خلال عملي في ذات مكان عمل اللجنة الفنية الخاصة بهذا الحادث ( قاعدة الصويرة ) , إما ما أثير من شبهات جنائية حول هذه القضية فهي ليست بمجال تخصصي واتركها للمختصين بهذا الشأن. وأريد أن أشير في نهاية الموضوع حول المعلومات التي وردت لاحقا بعد الاحتلال مفادها إن شركة بلاك ووتر الأمنية قد استحوذت على عدد من مروحيات البيل 214 أس تي العراقية موضوعة البحث بعد دخولها مع القوات الأمريكية الغاصبة وإثناء الفراغ الأمني الذي صاحب الاحتلال ....
بتصرف بسيط جدا عن موقع الكاردينيا